تواجه المرأة في رحلة حياتها أنواع أخرى من الإفرازات فالأمر لايتوقف على نزيف الدورة الشهرية فقط , فمن الطبيعي أن يتدفق هذا الإفراز الدموي ذو الطبيعة المخاطية بعد ولادة الطفل , فيما تعرف بفترة النفاس والتي تم تقديرها في العادة مابين 4 إلى 6 أسابيع حيث يتخذ الدم في البداية لون أحمر فاتح ثم يتدرج ليتحول إلى لون داكن وعلى الرغم من حالات الإعياء التي تشعر بها المرأة في مثل تلك الظروف التي تشكل ضريبة الأمومة إلا أنها تحتاج أيضا إلى دعم نفسي واحتواء من شريك الحياة , ولكن علينا أن نهتم بالتمييز جيدا بين ماهو طبيعي وماهو غير ذلك .. وسوف نقدم من خلال التالي كل مايتعلق بإفرازات مابعد النفاس .
حول افرازات مابعد النفاس
يجب أن تضع المرأة في اعتبارها بعض أوجه الفرق بين الأمور الطبيعية التي تشترك فيها جميع النساء , وبين الأخرى الباعثة للخطورة على صحة المرأة , والتي تجعلها في دوامة من القلق والتوتر , كدلالة على وجود أحد المشكلات الصحية التي تستدعي علاجا طارئا
وسوف نتجه في السطور التالية إلى رصد تفصيلي بكل مايخص افرازات مابعد النفاس:
ما هي إفرازات ما بعد النفاس؟
تتعدد المسميات التي تصف افراز مابعد النفاس حيث يطلق عليها الهلابة أو سائل النفاس وهو نوع من التنظيف الطبيعي للرحم الذي يحدث بعد وضع الطفل بشكل مباشر كآلية فيسولوجية تستغرق بضعة أسابيع , وتتألف تلك الإفرازات من عدة مكونات مابين سائل دموي , وأنسجة بطانة الرحم المتساقطة , مع الأجزاء المتبقية من السائل السلوي
أسباب خروج إفرازات ما بعد النفاس
هذا المزيج من الإفرازات التي تخرج من المهبل يجمع بين المخاط والدم والأنسجة الرحمية يعود إلى بعض العوامل المسببة التي تحفز خروجها ومن ضمنها :
- تحدث الإنقباضات الرحمية عقب ولادة الطفل كوسيلة مساعدة لإخراج بقايا الدم والأنسجة الملتصقة بالرحم , مما يحفز استعادة الرحم لصحته وعودته إلى حجمه الطبيعي , وتلعب تلك الإنقباضات دورا حيويا في التخلص من الإفرازات الدموية
- ترميم الأنسجة وإصلاحها, حيث ينشأ أحد الشقوق الجراحية أو الفتق المرتبط بإنفصال المشيمة عن جدار الرحم والذي يتطلب وقت لحين المثول للشفاء, ومن هذا المنطلق فإن تلك الإفرازات يعتد بها كجزء لايتجزأ من عملية التعافي الطبيعية لذلك لايوجد مايدعو للقلق والتوتر
الأنواع المختلفة من الإفرازات بعد النفاس
لايقتصر الأمر على شكل واحد من الإفراز حيث يوجد في أكثر من نوع ويشمل :
– النفاس المبكر: هي أول إنتاج من الإفرازات التي تخرج من المهبل وتكون ذات لون فاتح , حيث تتدفق كميات كبيرة من الدماء في الأيام المبكرة الأولى من تاريخ ولادة الطفل
– النفاس المتوسط :حيث تنخفض معدلات التدفق الدموي , إلا أنه يتحول من اللون الفاتح ليصبح أشد قتامة بعد مرور قرابة أسبوع.
-النفاس المتأخر : هي الإفرازات التي تأتي متأخرة مع قرب انقطاع النزيف الدموي حين تتدرج ألوان الدم وصولا إلى اللون البني أو الأبيض المائل إلى الإصفرارحيث يتضاءل بشكل تدريجي , حتى توقفه بشكل نهائي
اقرأ أيضا متلازمة الكآبة النفاسية .. أساليب وقائية لرعاية الأمهات الجدد
حالات تستدعي استشارة طبية
توجد بعض الحالات التي تتطلب الحصول على استشارة من الأطباء المختصين والتي تشتبه خلالها المرأة بوجود مشكلة تحتاج إلى تدخل طبي , وفي تلك الأثناء تتم ملاحظة ظهور بعض العلامات المزعجة المقلقة :
- تدفق النزيف الدموي الشديد
- انبعاث رائحة كريهة من المهبل كدلالة على الإصابة بالعدوى
- ارتفاع درجة الحرارة في صورة نوبات من الحمى
- الإحساس بآلام حادة ووخز في البطن
- يمكن أن تزداد احتمالات حدوث الجلطات الدموية
تدابير احتياطية ضرورية خلال فترة النفاس
يجب أن تكوني سيدتي أكثر حرصا عل حياتك خلال تلك الفترة الحساسة التي تمرين بها في طريقك للتعافي من توابع الولادة وآثارها , وهنا يمكن تقديم مجموعة من النصائح ذات الفاعلية التيي لابد من اتباعها للوقاية من أي عواقب صحية ومن ضمنها
- الإهتمام بقواعد ,وممارسات النظافة الشخصية التي تشمل إجراءات بسيطة للعناية بمنطقة الأعضاء التناسلية الخاصة وتنظيفها بالصابون الطبي والماء الدافىء دون إفراط في الغسل .
- استهلاك منتجات الفوط الصحية ذات الجودة العالية ومزايا سرعة الإمتصاص العالي مع الحرص على تغييرها بشكل منتظم حتى لاتسبب تهيج والتهاب الجلد
- الحصول على قسط كافي من الراحة والإسترخاء
- الحصول على قسط كاف من الراحة.
- تضمين نظام غذائي يزود الجسم بمختلف المغذيات التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية وخاصة الحديد والبروتين
- الإكثار من تناول المزيد من السوائل والمرطبات
- تجنب مصادر الإرهاق البدني , أو ممارسة أي نشاط يمكن أن يسبب إجهاد يضغط على الجسم والأعصاب لمدة تصل إلى 6 أسابيع علي الأقل بعد الولادة