أحيانا نكون بصدد مواجهة نوعا واحدا من الإضطرابات الهضمية , ويشكل الأمر أمامنا أزمة مرضية مزعجة تجعلنا ندخل إلى دورة المياة مرارا وتكرارا فماذا إذا كان الأمر ينطوي على نوعين متلاحقين من المشكلات يأتون تباعا , ونصبح مضطرين للتعامل مع أعراض كلا منهما بمجرد أن ينتهي أحدهم إلا ويتبعه الآخر, ومانقصده هنا شكاوى البعض من المعاناة من الإمساك عقب الإصابة بالإسهال الذي يكون فيه البراز مائي , ولعل السبب الرئيسي الذي يقف وراء هذا النوع من المضايقات ,هو مايتمثل في الإفراط في تناول مضادات الإسهال العلاجية أو إساءة استخدامها بشكل خاطىء من قبل الأشخاص مما يشكل علامة تحذيرية على خطر الإصابة بأحد المشكلات الصحية الكامنة .. وسوف نذكر من خلال مقالنا التالي مجموعة الأسباب الشائعة الدالة على الإصابة بالإمساك بعد الإسهال .
الإصابة بالإمساك بعد الإسهال
على الرغم أن تلك الحالة لايمكن اعتبارها من الحالات الشائعة حيث أنه في الغالب أن يعاني الأشخاص إما من الإسهال ,أو الإمساك إلا أنه من الوارد حدوثها في بعض الأحيان , لذلك من الضروري معرفة الحالات المرضية المتعلقة بتلك الحالة الطبية .
الأسباب الشائعة لحدوث الإمساك بعد الإسهال
1- أنفلونزا المعدة
يمكن أن يكون سبب حالة اضطراب الإمساك الذي يأتي بعد الإسهال نابعا من تعرضك للإصابة ببرد في المعدة وهي الحالة الطبية المعروفة بإنفلونزا المعدة الي تسببها عدوى فيروسية تصيب السبيل المعدي المعوي بالإلتهاب , ويتم تصنيف هذا الشكل من العدوى التي تستهدف الجهاز الهضمي فتصيب البطانة الداخلية لجدران المعدة, والأمعاء بأنها مؤقتة.
في حين أن أنفلونزا المعدة تقترن بحدوث نزلة معوية شديدة لدى المصابين والتي تجمع بين مغض البطن , والشعور بالغثيان الذي يعد من أكثر الأعراض المصاحبة لإنفلونزا المعدة شيوعا , وهو ناجم في الأساس عن تعرض الأمعاء للإلتهاب والتهيج , وفقدانها خصائص الإمتصاص السلس للسوائل بشكل سهل , مما يجعلها تعبر خلال الأمعاء , وهنا يمكننا توقع حدوث نوبات الإسهال المائي , فضلا عن أن التورمات التي يجلبها تأثير الإلتهاب من شأنا القيام بتحفيز أمعائك على التخلص من المزيد من الفضلات الموجودة فعليا .
أما فيما يخص تلك الحالة التي تنطوي على المعاناة من الإمساك بعد الإسهال فإنها تصيب الأشخاص جراء تفاقم حالة الإلتهابي العضلي بشكل مستمر , وقد يبدو الأمر غريبا من وجود صلة بين انفلونزا المعدة وحدوث تأثر في العضلات بشكل سلبي إلى الدرجة التي تتعرض معها إلى فقدان درجة مرونتها وقوتها, وفي الوقت ذاته تظهر بمظهر منتفخ بسبب أضراراالكائنات الدقيقة المسببة للعدوى , الأمر الذي يزيد من كميات الشوائب والفضلات والمتراكمة في الأمعاء لتصبح مكدسة .
من الجدير بالذكر معرفة أن انفلونزا المعدة يصاحبها أيضا مجموعة أخرى من الأعراض مابين فقدان الشهية والرغبة في تناول الطعام ,رجفة داخلية في الجسم , آلام موجعة ,تشنجات المعدة , القىء , الصداع
2-النظام الغذائي المسبب للحساسية
يمكن أن تكون الإضطرابات الشديدة في الحركات المعوية راجعة إلى اتباع الأشخاص ممارسات غذائية غير صحية حيث يمكن لأنواع معينة من المصادر الغذائية أن تشكل مهيجات للأمعاء مما يتسبب في تغيرات مضطربة , ولكن يتفاوت تأثير تلك الاطعمة بين شخص أو آخر .
تتخذ أجسام بعض الأشخاص ردود فعل تحسسية سلبية تجاه أنواع معينة من الأطعمة , أو مكونات مضافة إلى الأغذية ,وتعرف تلك الحالة بعدم تحمل الطعام أو بعض من يعانون من تفاعلات تحسسية تجلب أعراض الطفح الجلدي والتهيج والإلتهاب مع احتقان الحلق وسيلان الأنف , وقد أكدت بعض الدراسات أن الحساسية الغذائية شائعة الإنتشار قد يترتب عليها مجموعة من الأعراض على المدى الطويل , ومن أبرزها الإسهال المزمن .
من المهم أن نعلم أمثلة لبعض مثيرات الحساسية الغذائية الأكثر شيوعا من الأطعمة ومن ضمنها حليب البقر ,الحبوب الغذائية ومن أبرزها القمح , فول الصويا ,المأكولات البحرية , البيض حيث أن استهلاك تلك الأطعمة يترك تفاعلا تحسسيا في الجهاز الهضمي , مما يساهم في ظهور أعراض مرضية , من بينها الإمساك والإسهال.
3-جرثومة المعدة
لعلها من ضمن المشكلات البكتيرية التي يعاني منها عدد كبير من الأشخاص والتي تسببها عدوى ناتجة عن تأثير نوع من البكتيريا تعرف بالبكتيريا الملوية البوابية , والتي ترتبط بإحداث أنماط متغيرة في حركات الأمعاء الطبيعية بشكل مؤقت بالنسبة للأشخاص المصابين , وهنا يمكن توقع الإصابة بالإمساك بعد الإسهال أو العكس.
اقرأ أيضا 6 أنماط علاجية منزلية للتعامل مع مشكلة الإمساك
4-الآثار الجانبية لأنواع معينة من الأدوية
على الرغم من أن الأدوية العلاجية تحقق الهدف من وراء تناولها في السيطرة على أعراض الأمراض , أو تسكين الآلام إلا أن ينشأ عن بعض الأدوية تأثيرات جانبية غير مرغوبة فيها على الإطلاق محدثة أمورا متغيرة في الحركات المعوية تترك تأثيرها على الجهاز الهضمي بشكل جذري , وتكون تلك الأعراض شبيهة بما تجلبه الإصابة بمتلازمة القولون العصبي , داء الأمعاء الإلتهابي مسببة الإسهال يعقبه الإمساك
من بين الأدوية التي ينصح بضرورة توخي الحذر بشأن تسببها في اضطرابات هضمية من هذا النوع مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، ومضادات الذهان، ومضادات الاكتئاب، والميتفورمين، لذلك من بين التوصيات الطبية التي ينصح بها الأشخاص الأكثر عرضى لتلك الأنماط من المشكلات السعي إلى تناول أشكال دوائية جديدة أو إجراء تعديلات على الجرعة المحددة من قبل الطبيب
5-فترة الحمل
نتيجة لتأثير تقلبات الهرمونات أثناء فترة الحمل فإن أجسام النساء تشهد مجموعة متنوعة من التغيرات الناجمة عن ذلك مما يتسبب في صعوبات تمرير البراز بسهولة في الأمعاء من أبرز الـأمثلة الدالة على ذلك أن حدوث فرط في مستويات هرمون البروجسترون أثناء الحمل سوف يعمل على إبطاء الحركة المعوية ، مسببا المعاناة من الإمساك فيما تبلغ نسبته حوالي 38% من حالات الحمل.
6-اضطرابات الجهاز الهضمي
حالات الإمساك بعد الإسهال التي تصيب الأشخاص قد تعد مؤشرا على اضطرابات هضمية مزمنة ومن أبرزها :
-متلازمة القولون العصبي
ليست التقلصات والألم البطني فقط مايعبران عن هذا الإضطراب الشائع الذي يستهدف القولون فيصيبه بالتهيج والذي تم صياغته في اسم متلازمة القولون العصبي المسبب لتغيرات قي طريقة تناسق الحركات المعوية, وفي حين أنه يحدث تفاوت بين أعراض القلون العصبي من شخص لآخر إلا أنه يصاحبها بوجه عام شعور بالإعياء , انتفاخات, وغازات البطن , افرازات مخاطية في البراز
-داء الأمعاء الإلتهابي
يصف هذا المرض حدوث التهاب مزمن في السبيل الهضمي ويجمع بداخله نوعين من الأمراض هما مرض كورون والتهاب القولون التقرحي.وينشأ عنه تقرحات في بطانة الأمعاء من الداخل قد يتخذ منحنى آخر من التطور في حالة فشل عمل الإستجابة المناعية الذاتية أو فقدانها التفاعل مع المحفزات على نحو صحيح, ومن بين أعراضها المصاحبة نوبات من الإسهال المستمر , مع تشنجات البطن بالإضافة إلى خسارة الوزن غير المبرر وخروج نزيف من الشرج