توجد قاعدة تقول بأنه لكي نمتلك زمام حل المشكلة فلابد من معرفة أسبابها التي تعد بمثابة المعطيات التي تساعدنا على التوصل إلى حلول, ولكي يتم وصف العلاج المناسب من الطبيعي أن نكون على الوعي بمجموعة الأسباب الرئيسية التي تقف وراء حدوث المرض من الأساس ولكن ماذا نفعل في ظل وجود شكل من أشكال التهاب المفاصل غير معلوم السبب أي لايوجد سبب متوقع يبرر حدوثه ويطلق عليه التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب والذي سيكون محور مقالنا التالي للحديث عن أبرز أعراضه وكيف يمكن التعامل معه
حول التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب لدى الأطفال
يعاني الأطفال من حالات ربما لانعلم عنها شيئا ولأننا دائما قد اعتدنا على وجود أسباب لكل شىء فقد يبدو الأمر يحمل مقدارا من الغرابة ولكن تلك الحالة ليست مفردة بل تتفرع إلى أنواع أخرى مختلفة ومتنوعة كل منها له طريقة علاجية معينة , ومن الأساسيات الناجحة للسيطرة على الأعراض وحسن إدراتها فلابد من تفعيل التشخيص الدقيق في مراحل المرض المبكرة لوضع خطة علاجية متكاملة للوقاية من خطر المضاعفات بما يضمن أنماطا حياتية أفضل لصحة طفلك المصاب .
ماهو التهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأطفال؟
ينتشر بين فئات الأطفال والمراهقين وتحديدا الذين يكونوا في المرحلة العمرية مادون سن 16 عاما شكلا من أشكال التهابات المفاصل يعرف بإلتهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب (JIA). والذي يشتمل على سلسلة من الإضطرابات الالتهابية وأمراض المناعة الذاتية , والتي تترك تأثيرها على حالة واحدة من بين 1000 طفل وتتسم بمعاناة الأطفال من التهابات مزمنة في المفاصل والعضلات .
وقد أجمع الخبراء وأطباء العظام على أنه في الحالات التي يتم فيها تجاهل العلاج الفوري والمبكر لتلك الحالة الإلتهابية الشائعة بين الأطفال فإن الأمر قد يتفاقم ليصبح أكثر سوءا مسببا مضاعفات أكثر صعوبة مابين اضطرابات شديدة تعوق عملية النمو , مع أعراض التيبس والتشنج , وإحساس بالإنزعاج وعدم الراحة , خلل وظيفي يؤثر على القدرات الحركية في المفاصل المصابة بين العديد من المشكلات الأخرى .
اقرأ أيضا التهاب المفاصل الجرثومي: مشكلة تجمع بين الألم والعدوى
ماالفرق بين التهاب المفاصل مجهول السبب والتهاب المفاصل الروماتويدي ؟
توجد أوجه اختلاف بين التهاب المفاصل مجهول السبب والتهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأشخاص البالغين الذي يعد من بين أمراض المناعة الذاتية وذلك عندما يهاجم جهاز المناعة نفسه بنفسه أي يهاجم خلايا الجسم ذاتها وتكمن صعوبته في كونه لايؤثر على المفاصل وحدها بل يسبب آلام في أجهزة الجسم الحيوية كالقلب والرئتين والجلد والعينين وينحصر الإختلاف في ملامح التطور ومظاهرها المصاحبة , وقد ينعكس تأثير المرض ليس على الصحة الجسدية فقط بل على صحة طفلك النفسية والعقلية أيضا وانطلاقا من هذا فإن اكتشاف المرض في مراحلة الأولية أمر هام مما يساعد الطبيب على تقنين الخطة العلاجية وهذا من الأمور المهمة .ورغم أن الأصول الأولية والمصدر الأساسي المسئول عن إصابة الطفل أو المراهق بإلتهاب المفاصل اليفعي مازال مجهولا حتى الآن لم يتم استكشافه ومع ذلك توجد اعتقادات بكونه قد نشأ كمزيجا بين العوامل المناعية والوراثية والبيئية المتداخلة مع بعضها البعض .
أسباب التهاب المفاصل اليفعي
يوجد مسمى آخر يطلق عليه وهو التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي وهو من ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية ويرتبط ذلك بعوامل بيئية وراثية ساهمت في إندلاعه ووفقا للمعتقدات التي تم ارسائها في ذهن الخبراء والتي تشكل أحد العوامل الأساسية المسئولة عن إحداث تطورات في التهاب المفاصل مجهول السبب هو حجم الإستجابة المناعية التي يصدرها الجهاز المناعي بإطلاق الأجسام المضادة والذي تنال من أنسجة الجسم السليمة بدون قصد ومن الجدير بالذكر أن الإلتهاب قد ينتشر في جميع أنحاء الجسم كافة ويشمل ذلك أيضا المفاصل جراء ذلك التفاعلات الإلتهابية
يعد العامل الوراثي من ضمن العوامل الرئيسية المتداخلة مع مقدار احتمالية إصابة الأفراد بإلتهاب المفاصل مجهول السبب مع مراعاة أنه العلاقة بين خطر الإصابة بالمرض تكون متصلة بجينات وراثية معينة .
فيما يخص فئات الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بإلتهاب المفاصل مجهول السبب الذي يبنى على عوامل وراثية فإن العوامل البيئية أيضا تلعب دورا مكملا في نشوء المرض وذلك في شكل العدوى الفيروسية المسببة للإلتهابات والتي تسببها أنواع من الفيروسات مثل فيروس بارفو B19 أو فيروس إبشتاين-بار ,ويضاف إلى العوامل الأخرى التي يتطلق منها بروز المرض التعرض المفرط للإجهاد والصدمات العنيفة والإضطرابات الهرمونية والتي تترك تأثيرها على طرق تقدم المرض
أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي
يمكن اكتشاف عدد من العلامات المبكرة التي قد تلاحظين وجودها على طفلك في دلالة على التهاب المفاصل اليفعي وتشمل :
- تشنجات مؤلمة في المفاصل
- تصلب واضح يزداد حدة في فترات الصباح وقد يتفاقم أثره وصولا إلى 6 أسابيع
- الحمى الشديدة التي ترتبط بإرتفاع حاد في درجات الحرارة
- انتفاخ وتورم في موقع المفاصل المصابة
- صعوبات في القدرات المفصلية الحركية
- بقع من الطفح الجلدي الذي يتسم بلون وردي ثم يتلاشى تدريجيا مع حدوث انخفاض فيي درجة الحرارة
- حركات التوائية متعرجة في الفترات النهارية
عوامل خطر الإصابة بإلتهاب المفاصل اليفعي
يرتبط تحديد عوامل الخطر بالفرص التي تتزايد فيها احتمالات حدوث الإصابة :
يصبح الشخص معرضا بشكل كبير لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل مجهول السبب والمرتبط بعوامل مناعية ذاتية بما يمتلكه من تاريخ طبي وراثي سابق لأحد أفراد شجرة العائلة الذين عانوا من ذلك المرض ليصبح من السهولة أن ينتقل للأبناء وخاصة من أمراض المناعة الذاتية الذي من أمثلته مرض الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي.
عند عقد مقارنة بين الجنسين من الذكور والإناث فقد وجد أن الفتيات أكثر عرضة من الذكور وقد يكون الأمر راجعا إلى التغيرات الهرمونية وحدوث اختلافات في الجينات الأمر المسبب للفجوة بين كلاهما , وفي معظم الأحوال فإن الأسباب غير معلومة
توجد حقيقة هامة مفادها بأن التهاب المفاصل عند الأطفال غير المقترن بسبب لايقتصر ظهوره على مرحلة عمرية بعينها بل يمكن أن يظهر في المراحل الحياتية المختلفة إلا أنه في معظم الأحيان يظهر جليا بحيث يمكن تشخيصه عند الأطفال الذين تقع أعمارهم بين سنة وستة أعوام وتزامنا مع التقدم في السن من المنتظر أن تنخفض حالات التهاب المفاصل الذي يصف بأنه مجهول السبب .
علاج التهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأطفال
من المهم الإهتمام بوضع خطة علاجية لتسكين آلام الأطفال حيث يكونوا أقل قدرة على تحمل نوبات الألم مقارنة بالبالغين خاصة إذا كان مستهدفا للعظام وسوف يكون العلاج الأمثل ممثلا في مضادات الإلتهاب التي تختص بتقليل الإلتهاب واستعادة الوظائف الحركية الطبيعية ومن بين العلاجات التي يمكن اعتمادها من تلك الفئة الدوائية مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية،والتي يحدد الطبيب جرعة لتناولها بصورة متكررة للسيطرة على الألم والتعامل مع الإلتهاب ومن أمثلة تلك الأدوية الشائعة عقار الميثوتريكسيت الذي يتم استخدامه كعلاج لحالات الإلتهابات الروماتيزومية في المفاصل للتخفيف من احتمالات تقدم مراحل التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب مع تجنب وصول حالة المفاصل إلى مستويات متدهورة , أما بالنسبة للحالات الأشد خطورة فيمكن أن يوصي الطبيب بالأدوية البيولوجية المصنوعة من خلايا الكائنات الجية الدقيقة كالبكتيريا والمستهدفة لمكونات محددة في الجهاز المناعي