مثلما يعاني بعض الأشخاص من ضعف وانخفاض في الرؤية خلال فترات الليل بشكل خاص أو حتى في ظل ظروف الإضاءة الخافتة حين تضعف كفاءة العين على الإبصار وهذا ماقمنا بذكره فيما سبق كأحد مشكلات العين التي يطلق عليها العمى أو العشى الليلي ولكن على الوجه الآخر على تعلمين بوجود أشخاص يعانون من حالة طبية متناقضة وهي العمى النهاري ؟ حيث ترتبط بعدم القدرة على الرؤية خلال فترات النهار وفي ظروف الإضاءة الساطعة حيث يجد المريض نفسه ينفر من الضوء وسوف نتناول من خلال مقالنا التالي أسباب العمى النهاري وكيف يتم التعامل مع المرض .
ما هو العمى النهاري؟
هذا العمى النهاري يشبه الوجه الآخر من العملة المعدنية التي تتألف من العمى الليلي والنهاري فإننا نخص هنا تلك الفترات الصباحية التي يعم فيها الضوء الأجواء ومن ثم فإننا نصف العمى النهاري بأنه أحد الحالات المرضية البصرية التي ترتبط بفقدان القدرة على الرؤية بشكل جيد وواضح في الفترات النهارية وهو على النقيض من العمى الليلي .
يمكن وصف أبرز ملامح العمى النهاري المتمثلة في تحول الرؤية لتصبح أكثر سوءا خلال لحظات النهار , ومن أكثر العلامات المميزة إصابة المريض بحالة من رهاب الضوء أي محاولة تجنبه والإبتعاد عنه بشتى الطرق ولكننا يجب أن نتعلم التمييز بين حالة رهاب الضوء التي سبق أن قمنا بذكرها والتي يصاحبها شعورا بعدم الراحة والألم المسبب للضيق جراء سطوع الضوء في العينين والتي في العادة تكون ناجمة عن تعرض العين للإلتهاب
أما عن الرؤية الليلية لدى هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من العمى النهاري فإنها لاتتأثر على الإطلاق وتظل كماهي بدون أي تغيرات طارئة ويرجع ذلك إلى استعمال طبقة العصى كبديل عن طبقة المخاريط على مدار اليوم , وكلاهما يشكلان غشاء جاكوب الموجود في شبكية العين ويعد هذا هو العامل المسبب في حدوث ظاهرة العمى النهاري التي يترتب عليها ضعف واضح في الإستجابة البصرية النهارية , الأمر الذي يجعل غالبية المرضى يشعرون بتحسن ملحوظ خلال أوقات الغسق الذي يشير إلى الظلمة الأولى لليل عقب الغروب مقارنة بالنهار
الأعراض الشائعة للعمى النهاري
وفقا لآراء الأطباء والخبراء فإن أي علامات أو أعراض دالة على الإصابة بالعمى النهاري ليس واحدة لدى جميع الأشخاص حيث تتفاوت من شخص لآخر , والتي تتضمن أكثر أعراضها انخفاض مستويات الرؤية في حالات سطوع الإضاءة , ومواجهة صعوبات الرؤية الجيدة أثناء قيادة السيارة , بالإضافة إلى تباطؤ محاولات التوازن والتكيف في مجالات الرؤية فيما بين ظروف الإضاءة الساطعة والمعتمة .
ومن الأمور التي يجب وضعها في الحسبان أن الطبيب أو أخصائي أمراض العيون هو صاحب القرار وهو بيده وضع تشخيص دقيق لما يظهر لديك من أعراض أو علامات بصورة كاملة وعما إذا كانت تلك الحالة تنسب فعليا إلى أعراض العمى النهاري وفي الوقت نفسه استبعاد أي حالات أخرى . وفي بعض الأحيان يمكن أن تواجهك مجموعة أخرى من الأعراض التي تستدعي الحصول على استشارة طبية .
حان وقت الطبيب
من أجل اتخاذ التدابير اللازمة التي تحول دون تفاقم تلك الحالة لابد من تبني الأساليب التشخيصية المبكرة والطرق العلاجية الفعالة للحد من تكرار المواقف المفاجئة من التعرض للضوء المسبب لبروز تلك الحالة
أسباب العمى النهاري
- توجد مجموعة معينة من مشكلات العين المسببة للعمى النهاري والأكثر ارتباطا بتأثير الحثل المخروطي الذي يعرف أيضا بضمور الشبكية المخروطي بالإضافة إلى عمى الألوان على الخلايا المخروطية الموجودة في شبكية العين , كما يعد دواء تريميثاديون المستخدم في علاج الصرع يعد من أكثر العوامل المسببة الشائعة
- ويضاف إلى قائمة الأسباب أيضا عدم حدوث انقباض في حدقات آدي التي تعرف بالحدقة المتوترة والتي تعبر عن أحد الإضطرابات العصبية النادرة حيث تكون خلالها إحدى حدقتي العين أكبر من الطبيعي مما يتسبب في تباطؤ الإستجابة لمصادر الضوء ويمكن أيضا إضافة عوامل أخرى مسببة للعمى النهاري والممثلة في حالات انعدام القزحية والمهق فكلاهما ينشأ عنه إحداث خلل في تصبغ القزحية .
- يوجد سبب آخرأكثر شيوعا للعمى النهاري ورهاب الضوء لدى الأشخاص المسنين من كبار السن وهو إعتام عدسة العين المركزي القائم على نثر الضوء قبل وصوله إلى شبكية العين
- بعض الأشخاص ممن يعانون من الأورام السرطانية يمكن أن يصابوا بمشكلات في العين متمثلة في اعتلال الشبكية المرتبط بالسرطان وتلك الحالة من شأنها تحفيز عملية إنتاج الأجسام المضادة ذات التأثيرات الضارة ضد مكونات شبكية العين، وهو سبب آخر للعمى النهاري.
- يندرج هذا السبب ضمن قائمة الأسباب المعروفة ألا وهي متلازمة كوهين ( والتي يطلق عليها أيضا بيبر). والتي ترتبط بظهور عدد من الأعراض التي تتنوع بين السمنة المفرطة واضطرابات التخلف العقلي بالإضافة إلى خلل التشوه القحفي الوجهي وكلها ناجمة عن حدوث طفرات جينية فضلا عن احتمالية تطور الأمر إلى حدوث مضاعفات في العين نستطيع أن نقول أنها نادرة الحدوث ومن أمثلتها العمى النهاري أو التهاب الشبكية الصباغي أو ضمور العصب البصري أو عيوب الشبكية/القزحية وكلها من ضمن الحالات ذات التأثير السلبي الخطير على مجال رؤية الشخص. ورغم ذلك يمكن أن يكون تعرض الدماغ لإصابة من نوع الإصابات التصالبية الخلفية سواء كانت من جانب واحد أو ثنائي من الأسباب أيضا لحدوث العمى نهارا
الحالات الأكثر تعرضا للعمى النهاري
بشكل عام لاتوجد مرحلة عمرية بعينها يمكن أن يقتصر عليها الإصابة بالعمى النهاري إلا أن الأشخاص من كبار السن هم المعرضون بدرجة أكبر للإصابة بها نظرا لإرتفاع نسبة مخاطر الإصابة بإعتام عدسة العين ورغم ذلك لاداعي للقلق على احتمالية إصابة والديك به حيث يمكن إدارة المرض جيدا وتحقيق السيطرة عليه من خلال محاولة تقليل عوامل الخطر قدر الإمكان
عوامل خطر الإصابة بالعمى النهاري
- يمكن أن تزداد احتمالات إصابة كبار السن في مرحلة الشيخوخة بالعمى النهاري لأن تلك الحالة تقترن لديهم بحالة طبية أخرى شائعة وهي إعتام عدسة العين لذلك فهم الأكثر تعرضا لها مما يتسبب في تشوش الرؤية النهارية لديهم مقارنة بالأطفال أو الشباب.
- تجاهل تضمين فيتامين أ ضمن خطة النظام الغذائي الصحي أيضا يشكل عاملا قويا ومؤثرا على صحة العين مما يزيد من إصابة الشخص بالعمى النهاري نتيجة فقدان هذا النوع الضروري من الفيتامينات والذي ثبت وجود علاقة تربط بين الريتنول أو فيتامين أ بوظيفة تحويل النبضات العصبية إلى صور في شبكية العين.ومن المهم معرفة أن شبكية العين تعبر عن ذلك الجزء الحساس للضوء والذي يقع خلف العين .
- الأشخاص المرضي الذين تم تشخيص حالتهم بقصور البنكرياس مثل التليف الكيسي والذين يواجهون صعوبات في خاصية امتصاص الدهون ومايرتبط بها من تأثير مباشر على إحداث نقص في مستويات فيتامين أ حيث يشكل أحد أبرز الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون. وهذا من شأنه جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعمى النهاري
- ينضم أيضا إلى عوامل الخطر مرضى السكري أو الأشخاص المعرضون أكثر من غيرهم لإرتفاع مؤشر سكري الدم من النوع الخطير ومايرتبط به من مضاعفات مشكلات العيون وخاصة إعتام عدسة العين.
اقرأ أيضا العمى الليلي وكل ما يخصه من معلومات وأهم طرق العلاج
ما هي التقنيات التشخيصيةالمستخدمة لتشخيص العمى النهاري؟
من أجل إجراء تشخيص ناجح ودقيق سوف يلجأ الطبيب للقيام بإجراء فحص جسدي شامل للتحقق من إيجابية أي احتمالات كانت تشكل فروضا في البداية وكانت محل اشتباه مع إجراء مناقشة بن المريض والطبيب للحصول على التاريخ الطبي للمرض مع وضع توصيات بشأن الكشف عن العمى النهاري وتتمث أكثر أنواع الإختبارات شيوعا في اختبارات الدم لقياس مستويات الفيتامينات واختبار فحص قياس سكري الدم
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج العمى النهاري؟
يتوقف الخيار العلاجي على طبيعة الحالة وشدتها
إعتمام عدسة العين
يمكن التخلص من هذا الإعتام في عدسة العين من خلال الحلول الجراحية وخلالها سوف يتبنى الطبيب الجراح عملية إستبدال العدسة الغائمة بنوع آخر صناعي وشفاف وسوف تلاحظين أن العمى النهاري تحسن بشكل جيد لديك إذا كان السبب هو إعتام عدسة العين
نقص فيتامين أ
إذا أثبت اختبار فحص الدم معاناة المريض من نقص في مستويات فيتامين أ ، فقد يوصي بمكملات الفيتامينات الغذائية
العيوب الوراثية
هذا النوع الخاص بالعمى النهاري يعرف بالخلقي والذي يرتبط بحالة وراثية أو جيبنات تم توارثها مسببة لتراكم الصباغ في شبكية العين ولاعلاج لتلك الحالة على الرغم من تصحيح إعتام عدسة العين أو الجراحة.
العادات المعيشية التي تساعدك على الحد من تطور العمى النهاري
لتقليل خطر الإصابة بالعمى النهاري، نوصيكي بضرورة تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن المضادة للأكسدة التي يمكن أن تساعد في الوقاية من إعتام عدسة العين. علاوة على ضرورة إختيار أنواع الأطعمة الغنية بفيتامين أ لتقليل خطر الإصابة بالعمى النهاري. وتشكل تعتبر بعض الأطعمة برتقالية اللون مصادر ممتازة لفيتامين أ، بما في ذلك:
- البطيخ
- البطاطا الحلوة
- الجزر
- اليقطين
- المانجو