على الرغم أن المشكلات الجلدية تقع مابين الخطيرة والأقل خطورة إلا أنها في الغالب لاتسبب أضرارا جسيمة حيث أصبح الآن ,وفي ظل التقدم الطبي وإتاحة العديد من الخيارات العلاجية أصبح بالإمكان القضاء عليها بشكل نهائي بتقنية سريعة ووقت قياسي,ولكن في بعض الأوقات ربما تصادفنا أحد الأمراض الجلدية التي تصنف بأنها أكثر شدة , وسوف نتناول اليوم أحد المشكلات المتعلقة بالجلد والتي يطلق عليها الورم الوعائي الكرزي ويتخذ شكل نتوءات حمراء اللون, وصغيرة الحجم تتكون على سطح الجلد إلا أنها لاتمثل أي خطورة ولاتوجد علاقة بينها وبين أي عوامل سرطانية وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب الورم الوعائي الكرزي.
الورم الوعائي الكرزي
على الرغم من أن وصف تلك الحالة بأنها ورما أمرا يسبب بعض المخاوف خشية أن تكون مسرطنة إنها مشكلة عادية قد تتعرضين لها كما تتوافر الطرق الفعالة لعلاجها حيث ينتمي إلى نوعية الأورام الوعائية السطحية وفي العادة , يعد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم سن الثلاثين هم الأكثر عرضة لمواجهة تلك المشكلة ويمكن القضاء عليها واستئصالها بمنتهى السهولة . إذن هيا بنا لنتعرف بمزيد من التفاصيل على تلك الحالات من حالات الجلد ربما تصادفك
ما هو الورم الوعائي الكرزي ؟
لعل مظهر نتوءات وانتفاخات هذا الورم التي تشبه الكرز الأحمر هي السببب وراء تسميته بالورم الوعائي الكرزي , وهي عبارة عن آفات جلدية تنمو وتتكاثر بشكل طبيعي ويمكن أن تتخذ طريقها في التطور والإنتشار في معظم أجزاء الجسم , وفي بعض الأحيان يطلق عليها عدد من المسميات مابين الأورام الوعائية الشيخوخية أو بقع كامبيل دي مورغان.
وعن سبب ظهور نتوء اللون الأحمر كعلامة مميزة للورم الوعائي الكرزي فإنه يرجع إلى الأوعية الدموية الصغيرة المجمعة بداخل الإنتفاخ , وهذا الشكل من أشكال النمو الجلدي ليس شرطا أن يكون مثيرا لقلقك إلا في بعض الإستثناءات التي ترتبط بتدفق نزيف دموي أو أي نوع من التغيرات المفاجئة الطارئة سواء على الحجم أو الشكل أو اللون. لذلك في الحالات التي يمكنك رؤية خروج النزيف أو تفاجئت بزيادة كبر حجم الشامات أو حدوث أي نمط من أنماط التغيير غير المألوف الذي يبدو شاذا , فهنا سوف يتعين عليكي الحصول على استشارة طبية عاجلة , فربما كان ذلك يحمل بعض المؤشرات الدالة على سرطان الجلد أو عرض مبكر من أعراضه , والآن لننتقل لرصد أكثر الأعراض شيوعا .
اقرأ أيضا الشامات الجديدة .. إليكي أسباب ظهورها وأبرز أنواعها
أعراض الورم الوعائي الكرزي
بوجه عام, يكون اللون الرئيسي المعبر عن الورم الوعائي الكرزي هو اللون الأحمرذو التأثير الزاهي , وتلك الشامات الحمراء صغيرة الحجم تتخذ في الغالب أشكال دائرية وبيضاوية لكنها لاتكون صغيرة على الدوام فقد تتفاوت أحجامها مابين الصغيرة إلى الكبيرة , وقد تتشكل أحيانا لتبدو عند مشاهدتها كأنها سلسلة وأوقات أخرى قد تكون في صورة نتوء أحمر على سطح الجلد ويمكن توقع تكون تلك التورمات الكرزية بشكل أكثر شيوعا على الجذع والذراعين والساقين والكتفين . وتشمل أعراضها المحتملة مايلي :
- العلامة الأكثر بروزا تتمثل في اللون الأحمر الفاتح شديد الوضوح لنتوءات الشامات
- تنوع أحجام الشامات مابين صغيرة إلى وصول قطرها إلى 0.5 سم
- تنمو في شكل سلس
وبالإضافة إلى تلك العلامات المميزة يمكن استكشاف مجموعة أخرى من الأعراض حسب طبيعة جسم كل شخص
أسباب الورم الوعائي الكرزي
على الرغم أن الأسباب المسئولة عن تكون تلك الشامات الجلدية الكرزية غير معلومة إلا أن ظهورها يرتبط بعدد من العوامل المسببة لتلك المشكلة على النحو التالي :
- عامل التقدم في العمر
- تأثير منظومة الهرمونات خلال فترة الحمل
- العوامل الوراثية المتعلقة بطفرات جينية
- كثافة التعرض المباشر للمركبات الكيميائية
- مشكلات صحية كامنة
- تغييرات الطقس والتقلبات المناخية
من الأمور الهامة التي يجب الحديث عنها تلك العلاقة الوثيقة التي تم استكشافها بين كلا من الورم الوعائي الكرزي والمرحلة العمرية وتزداد فرص معاناة الأشخاص التي تتجاوز أعمارهم سن ال30 عاما من تلك الحالة الجلدية , فضلا عن ارتفاع نسب الأشخاص المسنين في المرحلة العمرية التي تتخطى 75 عاما والمتوقع ظهور تلك الشامات لديهم.
تشخيص الورم الوعائي الكرزي
كل حالة طبية سواء كانت جسدية أو جلدية يلزمها إجراء تشخيص دقيق يؤكدها وفي الوقت نفسه يستبعد أسباب أخرى قد تكون لها أعراضا مشابهة ,وسوف يتجه الطبيب في البداية كخطوة أولية بوضع يديه على أعراض الورم الكرزي وتحديدها بناءا على إجراء الفحص البدني , ثم يتبنى وصف الخيارات العلاجية الفعالة للمشكلة وعادة ماتستلزم إجراء استئصال للشامة البارزة وذلك للتخلص منها تماما لأهداف تجميلية وهذا هو الحل الشائع الذي ينصح به غالبية الأطباء حيث يجدون أن لاحاجة إلى علاج بل أن الإزالة من أفضل الحلول خاصة إذا كان موقعه واضحا بحيث يقع في مكان من السهل الإحتكاك أو الإصطدام به مما يعرضه للنزيف المفاجىء وتشمل الطرق العلاجية التي ينصح بها مايلي:
الخيارات العلاجية للورم الوعائي الكرزي
– الاستئصال
بناءا على تلك الطريقة سوف يتجه الطبيب الجراح شق الجرح وقطعه حتى ينفصل عن الجلد ويتولى فريق الأطباء في تلك العملية بطبيب تخدير منطقة الشامة بواسطة مخدر موضعي لتسكين وتخفيف حدة الألم الذي قد يستمر أثره بعد العملية مع شعور بالإنزعاج وعدم الراحة وفي حالة الشعور بتلك الآثار الجانبية من الأفضل استشارة الطبيب.
-الكي الكهربائي
بناءا على التوصيات الطبية أيضا قد يتم اللجوء إلى أسلوب علاجي آخر ويعرف بالتجفيف الكهربائي ولعل الإسم الذي يفضله البعض الكي الكهربائي وتقوم الآلية الوظيفية له على تقييد نمو الخلايا الجلدية الموجودة بداخل الورم الوعائي الكرزي , وتتمثل استخداماته الرئيسية من قبل أطباء الجلدية في القيام بدور علاجي للأورام الحميدة وسرطانات الجلد من النوع الخطير بالإضافة إلى الحالات الطبية التي تسبق تكون الخلايا السرطانية ,وخلال هذا الإجراء يتولى الطبيب وضع مخدر موضعي للمريض حتى لايشعر بمقدار الألم ثم يستخدم إبرة كهربية لتسهيل الوصول للأنسجة الشاذة الضارة للعمل على القضاء على الأوعية الدموية وتدميرها وإزالة الورم بأكمله من مكانه عن طريق كشطه .
في النهاية سوف يستخدم ضمادة للجرح لمساعدته على التعافي التام لحين مثوله للشفاء ولاتقلقي إن شعرت بشعور مزعج وربما تظل آثار ندبة صغيرة بيضاء على الجلد
-العلاج بالتبريد
سبق أن ذكرنا عن جراحة التبريد أو التجميد التي تصنف ضمن التقنيات شائعة الإستخدام كعلاج للنتوءات الحمراء الناتجة عن الورم الوعائي الكرزي. وتختص بتجميد الأنسجة. وهذا هو أساس عملها جيث يتعين على الطبيب القيام بتجميد منطقة ظهور الشامة من خلال رش رذاذ النيتروجين السائل بما يعمل على تجميد موقع الإصابة إلا أن الأطباء وجدوا أن المرضى سوف يضطرون للتعامل مع بعض الآثار الجانبية التي تقترن بظهور تقرحات وقشور جلدية متكونة في الورم الوعائي قبل عملية المثو للشفاء التام .وفي بعض الأحيان ، قد يصبح الأمر مثيرا للحكة ومن هنا نستطيع القول بأن فاعليته منخفضة مقارنة بأنواع العلاجات السابقة.
-العلاج بالليزر
سواء في الأغراض التجميلية أو الطبية فإن الليزر من ضمن الطرق الحديثة التي وفرت الوقت والجهد وتعطي أفضل النتائج الفعالة حيث تنطلق أشعة الليزر مخترقة الجلد لإمتصاص الأوعية الدموية المتواجدة في الورم الوعائي الشعاع .وبعد خضوع المريض لهذا العلاج قد يتلاشى الورم الوعائي أو يتخذ شكل آخر متحولا إلى اللون الرمادي أو أي لون داكن آخر.لكن لاتقلقي سوف يختفي أثره في غضون مايتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.