عند ذكر كلمة فسيفساء فإن أول مايمكن أن نفكر فيه فورا هو هذا الشكل من أشكال الفنون التي اشتهرت بشكل خاص كدليل على الزخرفة التي تتبع النمط الإسلامي والتي يمكن أن تظهر في تصميم المساجد والمآذن وتجمع بين عنصري الدقة وإبراز الأبعاد الجمالية في وقت واحد حيث تبدو مثل مكعبات البازل الصغيرة المتراصة مع بعضها لتنتج لنا تلك اللوحة التي تخطف الأنظار ولكننا تلك المرة لانقصد من وراء كلامنا هذا الجانب الفني ولكن أثناء بحثنا في قائمة الأمراض التي قد لايعرف الأشخاص كثيرا عنها ظهر أمامنا هذا المرض الذي يطلق عليه فسيفساء الدماغ أو متلازمة موازييك .
حول فسيفساء الدماغ
حتى لو كانت الحالة الطبية التي أمامنا تحدث في نطاق ضيق كحالة واحدة ضمن ملايين الحالات لابد أن نمتلك بعض المعلومات عنها حيث ترتبط بوجود اختلاف في تركيبة عدة خلايا مختلفة في الدماغ من حيث مكوناتها الجينية , وقد تم إرجاع تفسير ذلك إلى التغيرات الجينية التي تطرأ بعد عملية الإخصاب للبويضة من قبل الحيوان المنوي الذكري , الأمر الذي يترتب عليه حدوث نوعا من التباين والإختلاف الذي يستهدف بعض خلايا الجسم دون البقية الأخرى وذلك بعد أن قمنا بتوضيح منشأ تلك المشكلة المرضية لابد من الإنتقال لمعرفة الأعراض
أعراض فسيفساء الدماغ
أعراض فسيفساء الدماغ ليست موحدة بل تشهد اختلافات عديدة وذلك وفقا لعاملين هامين هما موقع الإصابة من الدماغ ومراحل تقدم المرض ومعدلات انتشاره ويمكن رصد الأعراض الأكثر شيوعا على النحو التالي :
- التخلف العقلي أو اضطرابات التعلم بحيث يعاني الطفل من التأخر في نموه وتطوره العقلي الطبيعي مقارنة بأقرانه ومن مظاهره صعوبات النطق والكلام أو ضعف في إنماء المهارات الحركية كالمشي والزحف الأمر الذي يعوق القدرة على التعلم والإستيعاب
- المعاناة من اضطرابات حركية تجعل الطفل يصدر اهتزازات عصبية بشكل لاإرادي فيما يطلق عليه الرعاش فضلا عن احتمالية مواجهة نوبات من التشنجات الصرعية .
- خلل في مؤشرات النمو والتطور الطبيعي والذي من أمثلته أنماط التغيرات الغريبة في شكل الرأس وحجمها الطبيعي فضلا عن التأثير السلبي على ملامح النمو الجسدي
- إصدار بعض الإضطرابات في الممارسات السلوكية التي تظهر في تصرفات الأطفال وتسبب صعوبات في التركيز والإدراك بل تتأثر قدرات الإنتباه ويتزايد فعل أشكال غير منطقية من السلوك
- في بعض الأحيان قد يضطر الطفل للتعامل مع تشنجات النوبات الصرعية ،التي قد تشكل أحد الأعراض أيضا
اقرأ أيضا 4 علامات تحذيرية دالة على زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ
أسباب فسيفساء الدماغ
كما ذكرنا أن الأمر يبدأ فيما قبل ولادة الطفل وتحديدا التغير الجيني الذي يحدث للخلايا بعد انتهاء مرحلة الإخصاب وتتعدد العوامل المسئولة عن إبراز تلك التغيرات والتي تكون ناجمة عن:
1-الطفرات الوراثية التي تحدث في الجينات وقد تحدث في مستويات الكروموسومات بطريقة عشوائية خلال مرور الخلايا بمرحلة الإنقسام
2-ظهور خطأ ما وارد الحدوث خلال الإنقسامات الخلوية , وهذا ماينتج عنه تقسيم للمواد الجينية وتوزيعها بشكل غير متساوي بين الخلايا
3- العوامل الخارجية من البيئة المحيطة كالتغيرات المناخية وتلوث الجو قد تترك تأثيرها مستويات انقسام الخلايا مسببة اختلالات جينية
طرق علاج فسيفساء الدماغ
بناء على الأعراض التي يقوم الطبيب تحديدها ودرجة شدة الحالة يقوم الطبيب بإختيار الحل العلاجي الأمثل ويتنوع بين :
- العلاجات الدوائية حيث يمكن أن يصف الطبيب أنواع معينة من الأدوية لتحسين حالة الأعراض والسيطرة على النوبات واختلال القدرات الحركية
- يمكن أن يخضع المريض لعدد من الجلسات على يد أخصائي علاج طبيعي وهو من العلاجات التي تفيدي الشخص في استعادة قدرته الحركية الطبيعية والعودة مرة أخرى إلى ممارسة الأنشطة اليومية
- العلاج النفسي السلوكي : هذا النوع من العلاج جزء أساسي يقوم على أساس دعم ومساندة المرضى ليكونوا أكثر قدرة على الوقوف في وجه المشكلات النفسية التي تواجههم وتخطيها
- لايمكن نسيان الجانب الخاص بصعوبات التعلم الذي يمكن أن يتم الإستعانة به لمساعدة الطفل على تخطي العوائق الدراسية وتحقيق نتائج مرضية في مجال التعلم