عند سماع مصطلح متلازمة فإن أول شىء يأتي في ذهنك هو وجود اضطراب ما متعلق بتلك الحالة أي أن الشخص لديه خلل ما سواء نفسي أو عقلي فربما تكوني برفقة مجموعة من صديقاتك المقربات في مكان ما وتبدأين في ملاحظة شىء قد يعد بالنسبة إليكي غريبا إلى الدرجة التي تجعلك تتسائلين لماذا تتصرف مثل تلك التصرفات التي تنطوي على المبالغة في التعبير عما لديها من مشاعر وأحاسيس ولايخص ذلك مشاعر بعينها بل قد تشمل أوجه المبالغة الضحك الشديد والبكاء الشديد أيضا وربما يكون لديك شك في الأمر حول كونه يحمل جانب من الإستعراض بغرض جذب اهتمام من حولها إلا أنك تجهلين تماما أنها قد تكوم مصابة بمتلازمة يطلق عليها متلازمة التأثير البصلي الكاذب والتي سنتعرف عليها من خلال مقالنا التالي بمزيد من التفاصيل .
متلازمة التأثير البصلي الكاذب
يمكن أيضا أن نطلق عليها داء التقلقل العاطفي أو عدم الثبات الإنفعالي حين تنتاب الشخص نوبات غير طبيعية من الضحك أو البكاء الهيستيري الذي يحدث بشكل مفاجىء وتصنف كشكل ضمن الأشكال العديدة التي تنطوي على مبالغة الأشخاص في تقدير والتعامل مع مختلف المواقف بشكل خاطىء بحيث تفلت من بين أيديهم ويفقدوا السيطرة عليها مما يجعلهم لايستطيعون تحقيق الإتزان النفسي أو العقلي ويتضح ذلك في أن مايصدرونه من ردود فعل يصبح غير ملائم أو ليس على قدر مساوي لما يشتمل عليه حجم المواقف وغالبا مايتم إيجاد هذا التأثير لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات عصبية تحمل تأثيرات في قدرة المخ على التحكم في مختلف العواطف.
لذلك فإن التعبير الأشمل لوصف التأثير البصلي الكاذب هو إظهار المشاعر بقدر من المبالغة الكبرى , ويشمل ذلك عواطف الضحك أو البكاء وخذا العرض يشكل دلالة على إصابتك بتلك المتلازمة وقد تم رصد مجموعة من المسميات لها فيما بين الضحك أو البكاء المرضي، واضطراب التعبير اللاإرادي، والضحك أو البكاء القهري، والتقلقل العاطفي.
الحالات الأكثر تعرضا لمتلازمة التأثير البصلي الكاذب
لا تجلب متلازمة التأثير البصلي الكاذب تأثيراتها المختلفة على فئة معينة من الأشخاص بل يمتد تأثيرها ليشمل الأطفال والنساء بدرجات كبيرة حيث أشارت التقديرات أن نسبة تصل إلى حوالي 50% من الأِشخاص المصابين بمرض «التصلب الجانبي الضموري» يعانون من أعراض التأثير البصلي الكاذب الذي يرتبط بعدم القدرة على السيطرة على فيض المشاعر والمبالغة في التعبير عنها فضلا عن معاناة فئات أخرى من المصابين بأشكال أخرى من أمراض تلف الدماغ وينضم إلى الحالات الأكثر عرضة أيضا هؤلاء المصابون بأمراض التصلب المتعدد
اقرأ أيضا 5 طرق هامة تساعد على تقليل التوتر
هل يعد التأثير البصلي الكاذب مرضا نفسيا ؟
بما أن الأمر يرتبط بتغيرات عاطفية في الحالة المزاجية سواء كانت مشاعر ضحك أو بكاء يتخللها نوعا من المبالغات في الشعور فأن بعض الخبراء قد قاموا بإدراج تلك المتلازمة ضمن قائمة الأمراض النفسية نظرا لإقترانها بالحالة التي تكون عليها أمزجة الأشخاص إلا أن بعض الخبراء من الأطباء الآخرون قاموا بترجيح كفة أخرى في تصنيفها كنوع من المتلازمات النفسية ذات الطبيعة العصبية كما اشتبهوا أيضا في كونها حالة صحية دماغية تتصل بأعراض عاطفية تنم عن وجود خلل أو مشكلة عقلية
أسباب متلازمة التأثير البصلي الكاذب
رغم الدراسات العديدة التي أجريت على تلك المتلازمة إلا أنها لايوجد إلى الآن أي أسباب محددة دقيقة نستطيع أن نقول عنها بأنها عوامل مسببة لها إلا أن البعض أرجع حدوثها إلى حدوث خلل ما سبب عطلا في المسارات العصبية الموجودة في الدماغ وهي التي تتحكم في قدرتنا على التعبير العاطفي , وهذا نابع من التأثير الذي تتركه المتلازمة على مختلف أجزاء الدماغ على مدار المسار المخيخي ويعلن جزءا معينا من هذا المسار مسئوليته في القيام بدور المراقب الرئيسي لما يصدره الأشخاص من استجابات عاطفية تجاه شتى المواقف , فضلا عن أهميته في تقييم مدى ملائمتها للأوضاع الإجتماعية
طرق العلاج المناسبة لمتلازمة التأثير البصلي الكاذب
في ظل وجود أنواع مختلفة من الإضطرابات المزاجية ربما لاينجح تشخيص تلك المتلازمة على نحو جيد وربما يفشل أخصائي الصحة النفسية في تشخيصها إلا أن الغرض العلاجي الأساسي هنا يتمثل في بذل محاولات ذات نتائج فعالة من أجل تخفيف بعضا من المبالغة الشديدة في الإنفعالات العاطفية الصادرة وتتعدد الأساليب العلاجية في هذا الصدد والتي يقوم الطبيب وحده بتحديدها بشكل أفضل مع التركيز عما يمكن أن يسببه تناول العلاجات الدوائية لمشكلات صحية أخرى يعاني منها مريض تلك المتلازمة بالفعل .
يمكن أن يجد الطبيب في الأدوية المضادة للإكتئاب والتي تمثل حلا علاجيا شائعا للأمراض النفسية هي الأنسب في تقليل مايتخذه المريض من ردود فعل غير طبيعية أو حتى السيطرة على أحاسيسه من الإنجراف إلا أن الأطباء عادة مايقومون بوصف تلك المضادات الخاصة في تحقيق إتزان الشخص والمحافظة على ثباته الإنفعالي بنسب منخفضة من الجرعات مقارنة بما يتم استخدامه في حالات معالجة مرضى الإكتئاب