توجد قاعدة صحية أساسية تتمثل في ضرورة أن يحصل الجسم على مايصل مقداره إلى 8 ساعات من النوم الجيد , فهل يستطيع البدن الصمود في ظل 4 ساعات من النوم اليومي ؟ حيث يجد عدد كبير من أنفسهم محرومين من التمتع بنوم كافي نتيجة زيادة الضغط الكثيف واستغراق المزيد من الوقت في العمل ,حيث أن الجدول المزدحم لايضمن جودة نومك , أو ربما قد ترجع قلة الحصول على ساعات إلى تبني عادات سيئة في دلالة على وجود اضطراب , وسوف نتجه إلى وصف شكل من أشكال اضطرابات النوم الذي يطلق عليه متلازمة النوم القصير والتي سوف نخصص مقالنا التالي للحديث عن أسبابها بالإضافة كيفية التعامل الأمثل معها .
ماهي متلازمة النوم القصير؟
تم استكشاف وجود بعض الأشخاص الذين يكون لديهم نمط خاص في نومهم الطبيعي بحيث يكون لفترة قصيره فقط على مدار اليوم دون أن يتأثر درجة ممارستهم للأنشطة اليومية الروتينية وهذا هو الوصف الخاص بأصحاب تلك المتلازمة .
بخلاف ساعات النوم الطبيعية لدى البالغين والتي تترواح فيما بين 7 إلى 8 ساعات يوميا كأسلوب للمحافظة على حياة سليم ,وحتى يتوافر لديهم قدر مناسب من الراحة , فإن هذا الإضطراب يعني تلك الحالة التي تجعل الشخص ينام لعدد ساعات أقل من 6 ساعات ليلا ,وبشكل منتظم لدرجة قد أصبح روتين يتسم به نومهم دون أن ينال هذا من قدرتهم على استكمال العمل بحماس طوال اليوم على الرغم من قلة نومهم الليلي , والأغرب من ذلك لن يكونوا في حاجة إلى قيلولة لبعض الوقت نهارا أو إضافة ساعات على الأوقات المعتادة للنوم للتغلب على التأثيرات السلبية لقلة النوم.
يجب أن تعلمي أنه في الغالب يعاني الأشخاص من تلك الحالة من النوم القصير والتي تظهر على نطاق واسع في مرحلة سابقة من الطفولة ,أو المراهقة لتتخذ نمط مستمر وصولا إلى مرحلة البلوغ, كما يمكن مواجهة تطورات لتلك الحالة نتيجة العامل الوراثي الممثل في وجود طفرة جينية تجعل الأفراد المصابون بهذا الإضطراب القائم على قصر فترات النوم من العمل بنفس مستويات الكفاءة حتى لو كانوا يحصلون على أربع ساعات فقط من النوم الليلي.
أسباب متلازمة النوم القصير
تم العثورعلى علاقة تجمع بين متلازمة النوم القصير , حدوث طفرات في الجينات الوراثية , وقد أيدت أبحاث معينة هذا الأمر بأنه تتواجد أعداد قليلة من الأشخاص الذين يمتلكون جينات معينة تتحكم في آلية النوم القصير لديهم ما يجعل لديهم قدرات تتفوق على الآخرين الذين لايمتلكون تلك الجينات , حيث أن النوع الأول تزداد لديهم قدرات التحمل لأي عدد من الساعات الوظيفية , مع إتاحة إمكانيات التفكير الذهني على نحو طبيعي على الرغم من قلة حصولهم على ساعات أقل من النوم , في حين تتوافر مجموعة أخرى من العوامل غير المعلومة التي تجعل الأشخاص لايتأثرون صحيا حتى مع عدم حصول الجسم على ساعات طويلة من النوم .
اقرا أيضا اضطراب النوم القهري .. من أنواع الإضطرابات العصبية المزمنة
الأعراض الشائعة لمتلازمة النوم القصير
- ألا تطول المدة المستغرفة في النوم بحيث تتراوح فقط بين 4 إلى 6 ساعات كل ليلة
- انخفاض ساعات النوم لأقل من 6 ساعات , حتى لو كان متاح مزيد من الوقت المهىء للنوم
- عدم الحاجة إلى الإستعانة بعنصر تنبيه يستدعي ضبط المنبهات ,وفي الوقت نفسه القيام بالنوم لأقل من 6 ساعات , أو فرض قيود على موعد النوم بأسلوب آخر
- الإستيقاظ الذاتي دون الرغبة في جرعات متزايدة من النوم رغم المدة القصيرة التي استغرقها نومك .
- لايغلبك النعاس تماما حيث تجدين أن أنك أكثر انتباها ويقظة حتى مع مقدار النوم القليل
- مواجهة اضطرابات النوم في الأوقات اليومية المعتادة المخصصة للنوم
- عدم إمكانية الدخول في مراحل عميقة من النوم الليلي
علاج متلازمة النوم القصير
الأمر لايتطلب علاج شأنه شأن الحالات المرضية الدالة على وجود مشكلات صحية بل يتطلب إجراء تعديلات على الأنماط الحياتية اليومية على الرغم أن هذا الإضطراب لايلحق ضرر سلبي لنوعية الحياة , إلا أنه من المهم الحصول على استشارة طبية حتى لايتطور الأمر إلى مضاعفات أنواع اضطرابات النوم الأخرى التي تكون في حاجة إلى علاج طارىء .
نصائح للتعامل الجيد مع متلازمة النوم القصير
- وضع جدول مخطط لتنظيم النوم : حيث يساهم قيامك بجدولة مواعيد النوم بحيث يكون هناك موعد ثابت للنوم والإستيقاظ في تعزيز الحفاظ على أنماط نوم مثالية
- الحصول على جرعة مناسبة من الضوء النهاري: من أجل تحسين جودة نومك ووقاية من الإضطرابات الشائعة لابد من الحصول على بعض لحظات التعرض لضوء الشمس الصحي خاصة في الصباح
- توفير ظروف مثالية للنوم تتسم بالراحة والهدوء مما يجعلك تستغرقين في النوم دون قلق الإستيقاظ الليلي المفاجىء الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بالمتلازمة مما يجعلهم يبذلون محاولات جسيمة لعودتهم غلى النوم مرة أخرى
- ابتعدي عن شرب الكحوليات ومشروبات الكافيين المنبهة التي تتميز بخصائص اليقظة والإنتباه حيث يعد الكافيين من المواد المنبهة لتحفيز نشاط المخ
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية لمدة تصل إلى 30 دقيقة بشكل يومي منتظم .
- تجنب استخدام الألواح الإليكترونية ، أو تناول الوجبات الدهنية قبل الخلود إلى الفراش