في حين أن كرات الدم الحمراء يجب أن تكون متوافرة بشكل كافي في الجسم لتتولى حمل الأكسجين إلى الخلايا وفي حالة انخفاضها فإنها تؤدي إلى العديد من المخاطر الصحية التي تنطوي في الغالب على أمراض فقر الدم وربما نكون قد ذكرنا تلك الوظيفة الحيوية مرارا وتكرارا بينما لم نهتم بذكر كرات الدم البيضاء التي تعد من آليات الدفاع الرئيسية في المنظومة المناعية حيث تعبر عن ذلك الجزء الذي يتولى محاربة أي غزو خارجي أو عدوى محملة بالمرض من شأنها إصابة الجسم ولكي تحقق تلك الكرات البيضاء دفاعا كاملا عن الجسم ضد أي اختراق لابد أن توجد بكمية كافية لذلك كان ولابد أن نخصص مقالنا التالي للحديث عن نقص كرات الدم البيضاء .
حول نقص كرات الدم البيضاء
من المتوقع أن يتعرض جسمك لهجمات متكررة من العدوى التي تحتاج لصدها وهذا مايقوم به هذا الجزء المعروف بكرات الدم البيضاء الذي يشكل أحد المصدات والحواجز المناعية التي توفر الحماية الكافية للجسم من مخاطر الكائنات الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات التي تجلب أنواع مختلفة من العدوى بالإضافة إلى درء أي خطر للخلايا الشاذة السرطانية التي تحمل خصائص خبيثة .
دعما لحياة صحية تتوافر بها جميع أركان الوقاية من أي مشكلات تمثل خطورة جسيمة لابد أن يوجد عدد مناسب من خلايا الدم البيضاء السليمة وهذا من شأنه تقليل معدلات الإصابة بالعدوى المسببة للمرض ففي الحالات التي تعاني فيها النساء من مؤشرات ذات قيم منخفضة من خلايا الدم البيضاء فعندئذ من المرجح أن يتم تشخيص حالتهم بنقص الكريات البيض ، مما يجعلهن أكثر عرضة لإلتقاط العدوى.
ما هي خلايا الدم البيضاء وماهي طبيعة وظائفها ؟
من المهم أن نتعرف على الأهمية الوظيفية لكرات أو خلايا الدم البيضاء التي تقوم بمهمة وقائية من أي عدوى قد تجتاح الجسم فتصيبه بالمرض ولنوضح الأمر حين يصبح جسمك معرضا للعوامل الشائعة المسببة للمرض كالبكتيريا والفيروسات والفطريات , فإنه تلقائيا وبشكل طبيعي سوف يتم توجيه خلايا الدم البيضاء لمحاربة أي غزو خارجي وفي الوقت نفسه تسريع عملية التعافي وتقليص المدة التي يستغرقها شفاء المرض .
يوجد دوررئيسي آخر تقوم به خلايا الدم البيضاء لجسمك حيث تساعد في تعزيز مستويات مقاومة الجسم للخلايا السرطانية ,وذلك لكونها خلايا خبيثة تقتحم الجسم ,وتحمل سمات جسدية شاذة , وقد تنجح خلايا الدم البيضاء شأنها في ذلك شأن الخلايا الليمفاوية في التغلب التام على الخلايا السرطانية وتدميرها
أنواع خلايا الدم البيضاء
– NEUT – يطلق عليه العدلات:تمثل النسبة الإجمالية لمعظم خلايا الدم البيضاء وتعبر عن الخلايا التي تتولى المسئولية الرئيسية عن تحديد أنماط الإستجابة تجاه العدوى التي تسببها البكتيريا
– LYM – الخلايا الليمفاوية: تحتل المرتبة الثانية في قائمة خلايا الدم البيضاء الأكثر شيوعا وتتفرع إلى خلايا ثانوية منقسمة إلى الخلايا التائية والخلايا البائية،والتي تساهم في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي تجاه مختلف العوامل الضارة التي عليه مكافحتها مثل العدوى الإلتهابية والسرطان بالإضافة إلى الأنواع الأخرى من الضغوط.
– EOS – الحمضات: يختص هذا النوع من الخلايا بالتعامل مع الحساسية كأولوية رئيسية بالإضافة إلى مسئوليتها عن الإستجابات الصادرة تجاه العدوى الطفيلية
– MON – الوحيدات:وفقا للإسم الذي يصف الخلايا الأولية الوحيدة التي تعلن استجابتها للعدوى وتنقسم إلى الخلايا البلعمية والخلايا الجذعية.
– BASO – Basophils: تعرف بخلايا الدم البيضاء القاعدية وتبرز أهميتها في التفاعلات التحسسية وماينشأ من ردود فعل تجاه مثيرات الحساسية , فقد تتعدد أسباب انخفاض مستويات اليوزينيات أو الحمضيات مابين المعاناة من إصابة في نخاع العظم أو الإجهاد المزمن أو الحساسية المفرطة .
اقرأ أيضا إنخفاض الهيموجلبين في الدم.. أسبابه وأعراضه وطرق التغلب عليه
أسباب نقص عدد كريات الدم البيضاء
إنه ليس عامل واحد فقط بل عدة عوامل تشكل أسبابا محتملة لإنخفاض أعداد كرات الدم البيضاء وذلك عن طريق استهداف عملية تصنيع وإنتاج خلايا الدم البيضاء في نخاع العظم , ومن جانب آخر فإن مجموعة أخرى من العوامل الأشد خطورة قد تسبب نقص في خلايا الدم البيضاء من خلال العمل على تدميرها بشكل نهائي.
- علاوة على ذلك قد يكون حدوث انخفاض في أعداد كريات الدم البيضاء بما يعد نقصانا أثر جانبي ناجما عن تناول أنواع معينة من الأدوية العلاجية
- قد يكون راجعا إلى الإصابة بعدوى فيروسية : قد تسبب الفيروسات المنتشرة بشكل شائع كفيروس الإنفلونزا في إحداث نقص مؤقت وليس دائم في كرات الدم البيضاء ولكن بعد وقت قصير قد تتطور العدوى الفيروسية لتؤدي إلى إعاقة إنتاج وتكوين خلايا الدم البيضاء في نخاع العظام.
- قد تتداخل بعض أمراض واضطرابات الدم وخلايا العظام في الأمر لتكون أحد الأسباب أيضا مثل فقر الدم اللاتنسجي الذي يعد من الأنواع النادرة والخطيرة ، فرط نشاط الطحال أو متلازمة خلل التنسج النقوي، وكلها اضطرابات قد تتسبب في نقص خلايا الدم البيضاء
- نتيجة تعرض نخاع العظم للتضرر والتلف البالغ جراء الإصابة بالأورام السرطانية وتحديدا سرطان الدم أو اللوكيميا مما يترتب عليه نقص في الكرات البض
- قد تتأثر المناعة أيضا بشكل كبير بسبب الإصابة بأي من الأمراض المناعية المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والسل.
- أمراض المناعة الذاتية والتي تعبر عن أنواع خاصة من الإضطرابات الناجمة عن خطأ الجهاز المناعي من خلال إطلاقه لأجسام مضادة لمهاجمة نفسه وخلاياه ومن أمثلة اضطرابات المناعة الذاتية مرض الذئبة الحمراء أو الذئبة الحمامية الجهازية (SLE)، ومرض كرون، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الإضطرابات التي تصيب الجهاز التناسلي التي عادة ماتعرف بالإضطرابات الخلقية وخاصة متلازمة كوستمان، ومتلازمة الكاثيك النقوي.
- قد يكون السبب متعلقا بسوء التغذية , حيث يكون الأشخاص المعرضون لإنخفاض شديد في مستويات المغذيات الرئيسية ويشمل ذلك بعض الفيتامينات والمعادن بشكل خاص مثل نقص فيتامين ب12، حمض الفوليك، والنحاس، الزنك.
- بالنسبة لمرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي والكيميائي فإنه بالطبع سوف يترك بعض الآثار الجانبية المثبطة لعملية إنتاج خلايا الدم البيضاء في نخاع العظم وقد تترك جراحات زراعة نخاع العظم نفس التأثير أيضا
- قد تترك بعض العلاجات الدوائية على الرغم من فاعليتها في علاج المرض الأساسي بعض التأثيرات على كرات الدم البيضاء متسببة في انخفاضها مثل: علاجات التصلب المتعدد، الصرع، مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان، مثبطات المناعة، المضادات الحيوية، علاجات التخلص من السموم.
- علاوة على ذلك ,في باكورة مراحل العدوى , عندما يبدأ الجسم خطواته الأولية في سبيله لمحاربة العدوى فإنه في تلك الأثناء سوف نكون أمام حالة يطلق عليها نقص الكريات البيض الكاذب
الأعراض الشائعة الدالة على نقص خلايا الدم البيضاء
لايمكننا القول بوجود أعراض معينة تظهر على الأشخاص الذين يعانون من نقص كريات الدم البيضاء إلا أن هناك علامة مميزة وأكثر بروزا حيث يتزامن حدوث نقص في الكرات البيض بتضاؤل وانخفاض مايتمتع به الجسم من مقاومة مناعية مما يجعل من السهل أن تصيبه العدوى التي تشمل أعراضها الشائعة مايلي :
- ارتفاع درجة الحرارة في صورة حمى شديدة
- التعرق الغزير
- الإحساس بالبرودة في الجسم من الداخل
بينما توجد أعراض أخرى أكثر لهذا النقص
- ارتفاع حدة النزيف الدموي أثناء الدورة الشهرية
- التهابات شديدة في الفم واللثة
- الشعور بالعطش الشديد
- آلام في جذع المعدة
- الشعور بالتعب والإعياء
علاج نقص الكريات البيض
بالنسبة للدرجات الخفيفة من نقص كرات الدم البيضاء فإنه يمكن تحقيق السيطرة عليها بدون حاجة إلى علاج فقط كل ماعليكي فعله الإهتمام بحصولك على قدر كافي من الإسترخاء جنبا إلى جنب مع النظام الغذائي الصحي والمتوازن إلا أنه تصبح الحاجة ضرورية للعلاج في الحالات الأشد خطورة وفي كل الأحول يتوقف الخيار العلاجي على السبب:
- في حالات إصابة نخاع العظم سوف ينصح الطبيب المضادات الحيوية مع الأدوية العلاجية المثبطة لجهاز المناعة.
- سوف يكون البحث عن بديل آخر للدواء هو الحل إذا كان نقص الكريات البيض ناجما عن الآثار الجانبية للأدوية .
- في حال كان الإصابة بالعدوى هو السبب سوف يقوم الطبييب أولا بعلاج مصدر العدوى الكامنة.
- إجراء زراعة الخلايا الجذعية فهذا من شأنه تنشيط قدرة خلايا النخاع العظمي لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء.
الأطعمة الفعالة لخلايا الدم البيضاء
سوف تفيد بعض مصادر الأطعمة في زيادة مستويات كرات الدم البيضاء مع التركيز على الخضراوات الطازجة الصحية والمصادر الغنية بالبروتين دعما للمنظومة المناعية
قد تساعد الأطعمة التالية على زيادة خلايا الدم البيضاء:
الأسماك: للحصول على أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك الزيتية كالماكريل والتونة والسلمون والرنجة
الزبادي: من أطعمة البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة كما يشكل مصدر غني بالبروتين لبناء خلايا الدم البيضاء.
البروتين الخالي من الدهون: بفضل احتواء اللحوم الخالية من الدهون على معدن الزنك الذي يزيد خلايا الدم البيضاء.
الخضروات: تحمل الخضروات الغنية بمضادات الأكسدة كما كبيرا من الفوائد لجهاز المناعة مثل السبانخ والبروكلي والخرشوف واللفت
المكسرات: المكسرات تعمل على تقوية المناعة لاحتوائها على مضادات الأكسدة والزنك والبروتين.
التوت: من أنواع الفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة في صورة مركبات الفلافونويد التي تساعد على زيادة خلايا الدم البيضاء.
الثوم:مضاد طبيعي للإلتهاب لتعزيز صحة الجهاز المناعي
قد تساعد الأطعمة مثل التوت والفراولة والخضروات الورقية الخضراء في تقليل خطر الإصابة ببعض الاضطرابات المناعية.