على الرغم من أن جميع الأمهات متفقات مع الرأي القائل بأن من أمن العقاب أساء الأدب إلا التربية الإيجابية الحديثة للطفل يجب أن تكون منزهة عما يدعو إلى العنف ,وقد دعم الأخصائيين في علم النفس هذا الرأي حتى أنهم قد وجهوا تحذيرات ربطت بين اللجوء إلى أسلوب الضرب والتعنيف الشديد للطفل كوسيلة لتقويم سلوكه وبين مايمكن أن ينعكس من تأثيرات سلبية وعواقب وخيمة على شخصيته ,وقد تنظر الأم إلى الضرب ,والصراخ في وجه الطفل وتخويفه بإعتباره الطريق السهل المختصر عندما يقوم به من سلوكيات سيئة أو لاينصت إلى التعليمات لذلك خصصنا مقالنا التالي للحديث عن آثار سلبية يتركها الضرب على نفسية الأطفال.
سلوك الضرب على نفسية الطفل
جميع الأطفال خاصة الأصغر عمرا كثيرا مايرغبون في اختبار رد فعل الأم, وقياس مستويات صبرها ,وربما يكون نوعا من جذب الإنتباه ,وبناءا لشخصيتهم المستقلة أن يظهروا نوعا من العناد وعدم الإنصياع لتوجيهات الأم مما يدفعها تلقائيا إلى استخدام الأيدي في الصفع مما يخلق لنا جيلا من الأطفال تم تربيته على الخوف والشعور بالإذلال على الرغم من اعتقاد الأبوين أن الأسلوب جيد في البداية ويحقق الغرض من وراءه في تحسين السلوكيات
الآثار النفسية التي يتركها الضرب على الطفل
لذلك سوف نتجه إلى رصد ماهو أبعد من ذلك والذي يشمل انعكاسات ذلك على المدى الطويل حيث يجعل نفسية الطفل أكثر سوءا وماخلف ذلك من تأثيرات أخرى :
1-يمكن ان يفقد الطفل ثقته في ذاته ويصبح مهتزا من الداخل ,مع تدني تقديره واحترامه لنفسه وهذا الأمر يحدث تدريجيا مع زيادة عدد مرات العقاب بشكل متكرر.
2-يصبح الطفل مضطربا ويتملكه إحساسا بالقلق المفرط مع أقل خطأ يقوم بإرتكابه
3-يتحول الطفل إلى شخصية متمردة رافضة لكل الأشياء حتى أن الأمر قد يمتد إلى الهروب والتملص من التعليم والدراسة ويشكل هذا مقدمة لبداية الإنحراف
4- حتى في الحالات التي يستمر فيها الطفل في الذهاب إلى المدرسة فإن الأمر يؤثر سلبا على إمكانياته في التحصيل الدراسي حيث يصبح ضعيفا .
5-مع كثرة عدد العنف الجسدي والصراخ المصحوب بمد الأيدي قد يصنع طفلا يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية من المتوقع أن يصاب على أثرها بخلل الشخصية المعادية للمجتمع أو أي شكل من أشكال اضطرابات السلوك العدواني .
6-يسيطر على الطفل احساسا بضعف شخصيته حتى أنه يمكن أن يتعرض للإهانة من قبل الآخرين دون معرفة كيفية التصرف مما يخلق شعورا بالسلبية والأحاسيس الإنهزامية
7-يصبح الطفل متبلد المشاعر حين يعتاد جسده على العنف والإيذاء
8- من شأن الضرب تشويه طفولة الأطفال لذلك يتم اعتباره من أساليب العقاب المرفوضة حيث يمكن أن يتطور إلى وصول الطفل إلى حافة الإكتئاب
ماهي الأساليب التربوية الشائعة ؟
1-الأسلوب الموثوق
ينطوي على تعامل الآباء مع الطفل بنوع يشمله الدفء وتقديم كافة الدعم والتجاوب حيث يعزز ذلك من أواصر العلاقة ويصل بها إلى هدف جيد وتتضمن عدد محدد من القواعد مع ارتفاع سقف التوقعات من قبل الطفل , ويؤمن الآباء الذي يقوموت بتبني هذا الأسلوب بأهمية أن يحظى الطفل ببعض الإستقلالية , أما عن النتائح فهي تتسم بالإيجابية بدرجة كبيرة .
ينعكس الأمر بالإيجاب على الطفل ليصبح متفوقا في المجال الأكاديمي مع تمتعه بقدر من التقدير الأفضل للذات وحسن إدارة المهارات الإجتماعية , مع انخفاض احتمالات إصابته بإضطرابات نفسية وعقلية
2- الأسلوب السلطوي
يرتكز على استجابة الأطفال للآباء بدون نقاش أي طاعتهم طاعة عمياء وخلاله يتجه الآباء إلى إعداد قواعد خاصة صارمة ويضعون مزيدا من التوقعات العالية فوق الحد الطبيعي , ولكن الأسلوب السابق يتفوق حيث تتم ملاحظة أن الأطفال الذين يخضعون للأسلوب السلطوي في التربية يعانون من نقص في مستويات الآداء الأكاديمي , وانخفاض درجة تقدير الذات وينعكس ذلك إلى توتر علاقاته الإجتماعية بمن حوله , وخلاله يكون الطفل أكثر عرضة لمواجهة اضطرابات عقلية
3 –الأسلوب المتساهل
هذا النوع من الأساليب كما هو واضح من خلال الإسم يتميز بقلة القواعد المتضمنة داخله , أو يخلو من القواعد نهائيا حيث يكون صدر الآباء رحبا ومتسعا مليئا بالدفء والإستجابة السلسة , إلا أن عيوبه تتمثل في أن يكون الطفل متقوقعا حول ذاته مع انخفاض مهارات التواصل الإجتماعي لديه , وتوجد احتمالات لتطوير سلوكيات أكثر اندفاعا
4-الأسلوب المهمل
يعد من ضمن قائمة الأساليب التي تكتسب نوعا من البرود وفي الوقت نفسه يكون بلا استجابة خاليا من أي قواعد منظمة للسلوك والتصرفات , حيث يكون الآباء منشغلين بأمور أخرى ويبرزون إحساس اللامبالاة وتنخفض نسب مشاركتهم مع الآخرين ومن ضمن النتائج المتوقعة أن يتجه الطفل إلى تطوير اندفاعات في السلوك
اقرأ أيضا حديث الطفل مع نفسه .. علامة جيدة أم مشكلة نفسية ؟
طرق فعالة لتأديب الأطفال
1-عدم التسرع باللجوء الفوري لإصلاح أي نوع من الخلل في السلوك تعتبرينه مشكلة في نفس الوقت
2-التركيز على جانب معين من السلوكيات السهلة على الطفل بحيث يمكنه استيعابها وذلك وفقا للمرحلة العمرية للطفل على أن تقدمي له يد العون
3-ينبغي على الأمهات الإشارة دائما إلى النتائج من وراء سلوك الطفل بصورة تدريجية
4-اللين من الأمور الأساسية في المعاملة
5-عدم إهمال التصرفات الإيجابية للطفل ومدحه والثناء عليه ومكافئته من حين لآخر
6-لانقومي بتشتيت انتباه الطفل بإلقاء الضوء على أكثر من سلوك قد ترغبين في إصلاحه أي أن يكون تركيزك منصبا على سلوك معين بدون التطرق إلى جوانب أخرى