هل تعلمين بوجود نوع من إضطرابات المرض المفتعلة ؟ لايمكن تصور وجود شخص طبيعي يسعى أن يكون مريضا فعندما كنا صغارا كان لدينا تلك الطبيعة الطفولية التي تجعلنا نتصنع المرض حتى نفوت الباص المدرسي, ونمكث في السرير طوال اليوم بدعوى أن حالتنا الصحية لاتسمح بالذهاب وذلك للحصول على أجازة واستغلالها في اللعب ولكن ماذا إذا فعل شخصا بالغا ذلك دائما ؟ فهو لايتوهم المريض بل يحب أن يكون مريضا ,وهذا شأنا آخر يندرج تحت قائمة الإضطرابات النفسية وسنقدم لكي معلومات تفصيلية حول متلازمة مونخهاوزن .
حول متلازمة مونخهاوزن
ولكن لنطرح سؤالا هاما ماالذي يجعل الشخص يتمارض ويدعي المرض وهو سليم معافي لم يصبه شىء ؟
الأمر ليس مشابها لسلوكك خلال مرحلة الطفولة, حيث يفعل جميع الأطفال ذلك حتى يحصلون على رعاية والديهم , ولكن مع نضوجك ووصولك إلى مرحلة البلوغ فذلك يعد مؤشر واضح على إصابتك بمتلازمة مونخهاوزن والذي يصنف كواحدا من الإضطرابات النفسية التي تترك تأثيرها على صحة الأشخاص الجسدية .
إلى أي مدى يصل سلوك المصابين بمتلازمة مونخهاوزن؟
نتيجة للرغبة الشديدة المسيطرة على مرضى متلازمة مونخهاوزن فأنهم كثيرا مايحبون أن يكونوا في حالة مرضية لدرجة قيامهم بإيذاء أنفسهم في كثير من الأحيان للشعور بأعراض المرض .والآن لنلقي نظرة توضيحية على تلك المتلازمة الخطيرة بداية من تعريفها .
ما هي متلازمة مونخهاوزن؟
قبل تعريف المتلازمة وتصنيفها ضمن الأمراض العقلية علينا أن نتعرف أولا على سبب التسمية التي جاء نسبة إلى أحد الضباط الألمان خلال القرن الثامن عشر ,ويدعي البارون فون مونشاوزن وهو أول من أصيب بتلك المتلازمة وعليها نعرف متلازمة مونخهاوزن بأنها عبارة عن اضطراب نفسي يدفع الشخص للتصرف وكأنه مريض جسديا أو عقليا مع فعل ذلك بصورة مكررة ومتعمدة عن قصد رغم أنه ليس مريضا فعليا, ويرتبط ذا النوع من التصرفات عادة بمشكلات عاطفية خطيرة .
بالنسبة لمجموعة السمات التي يشترك فيها مرضى المتلازمة سنجدم كثيرا مايحاولون اختلاق الأعراض المرضية التي ليست موجودة بالفعل لشعور داخلي لديهم برغبة الحصول على نفس الرعاية والإهتمام الذي يجد المرضى الحقيقين أي يحاولون تزييف مرضهم , وغالبا مايتم تتنوع تلك الأعراض المصطنعة بين آلام الصدر أو مشاكل في المعدة أو الحمى، ومن النادر أن تكون مصحوبة باضطرابات عقلية .
رغم عدم وجود احصائيات تقديرية لنسب شيوع متلازمة مونخهاوزن بين الأشخاص إلا أنها من أنواع المتلازمة نادرة الحدوث وترجع عدم القدرة على إحصاء عددهم إلا عدم رغبتهم في تصديق أنفسهم لذلك دائما يلجأون لعدد من المستشفيات
ومن خلال حديثنا عن أكثر فئات الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة سنجدها أكثر شيوعا لدى الرجال مقارنة بالرجال وعلى الرغم من أنا يمكن أيضا أن تصيب الأطفال إلا أنها شائعة لدى الشباب بصورة أكبر .
مخاطر متلازمة مونخهاوزن
هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة ربما يدفعون بنفسهم نحو الموت في بعض الأحيان حيث يتسببون لنفسهم بإصابات جسدية متعمدة لخلق أعراض كاذبة لذلك سنجدهم دائما يعانون من مشكلات صحية فضلا عن مواجهة كم كبير من المشكلات أثناء إجراءاهم للإختبارات الطبية أو العلاجات المختلفة, كما تتزايد لديهم اتجاهات نحو تعاطي المخدرات والإنتحار ومع ذلك، لا توجد حاليًا طريقة للوقاية من هذه المتلازمة الخطيرة.
أعراض متلازمة مونخهاوزن
يبالغ الأشخاص المصابون بالمتلازمة في مالديهم من أعراض التي غالبا مايخلقونها بأنفسهم وتتنوع الطرق التي يتبعونها فيما بين الكذب والتزييف وإيذاء النفس وحتى محاولاتهم المتكررة لتزييف نتائج الإختبارات الطبيبة لتثبت فعليا أنهم يعانون من مرض خطير .
وتوجد عدة علامات يمكن من خلالها أن نستدل على إصابة الشخص بمتلازمة مونخهاوزن على النحو التالي :
- أن يكون لديه الكثيرمن الندبات الجراحية التي من المؤكد أنه سببها لنفسه
- افتقاده القدرة على تحديد هويته أو الثقة في الآخرين
- وجود تاريخ طبي وراثي للإصابه بالمرض لكنه غير متناسق
- قد تلاحظين أيضا امتلاكه لقدر من المعلومات المعرفية الخاصة بالأمراض والمستشفيات والمصطلحات الطبية
- تظهر الأعراض تحديدا أثناء وجود الشخص برفقه أشخاص آخرين أو في ظل خضوعه للمراقبة
- اختلاق مزيد من الأعراض عقب تلقي نتائج اختبار سلبية
- استمرار المرض وتكراره بجرعات مكثفة حتى بعد تحسن الشخص وهذا أمر شائع جدا
- سيطرة رغبة شديدة بإجراء الفحوصات الطبية أو الجراحة أو غيرها من الإجراءات الطبية
- الزيارات المتعددة والمكررة للمستشفيات وعيادات الأطباء في بلدان مختلفة
- ظهور علامات التردد عند إبداء الطبيب رغبته في التحدث مع أقاربه أو أطباء قاموا بمعالجته سابقا خوفا من اكتشاف أمره
ليست تلك الأعراض فقط ما تتعلق بهذه المتلازمة فقد تطرأ مجموعة أخرى من الأعراض التي يصعب التحكم فيا نتيجة لعدم وضوحها , وفي بعض الأحيان تكون أكثر شدة وتتغير بعد بدء العلاج .
يجب أن تعلمي أن تلك المتلازمة يمكن النظر إليها على أنها مزمنة يصعب علاجها لكن ربما يزول قلقك في حال معرفتك أن أعراضها تستمر لفترة قصيرة جدا ويمكن وصفها بأنها نادرة الحدوث لكنها موجودة لدى بعض الأشخاص .
اقرأ أيضا إضطراب الإكتناز.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
أسباب متلازمة مونخهاوزن
مازال الخبراء غير قادرين على تحديد سبب دقيق لحدوث المتلازمة ولكنها تنسب في العادة إلى عوامل بيولوجية ونفسية وقد أشارت بعض الدراسات لوجود عدة أسباب كانت مع الشخص خلال مرحلة الطفولة كإساءة المعاملة أو الإهمال أو الدخول المتكرر إلى المستشفى والتي ربما تكون سبب لحدوث ذلك . وحتى الآن يسعى الباحثون جاهدين لمحاولة إيجاد علاقة بين اضطرابات الشخصية الشائعة لدى المرضى وحدوث تلك المتلازمة .
تشخيص متلازمة مونخهاوزن
فد يصل تشخيص هذا الإضطراب المفتعل إلى طريق مسدود نتجة عدم تبني المرضى منج الصدق والتعاون بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأطباء استبعاد جميع الأمراض الجسدية والعقلية قبل تشخيص المتلازمة.
في كثير من الأحيان قد يجد الطبيب الحل في تحويل المريض إلى طبيب نفسي لتشخيص متلازمة مونخهاوزن إذا لاحظ الأعراض التالية وتشمل :
- عدم قدرة الطبيب على استكشاف أي سبب جسدي وراء ماوصفه المريض من أعراض
- ملاحظة الطبيب أن تلك الندبات التي جسد المريض حدثت ذاتيا أي أن هو من قام بفعلها من تلقاء نفسه حتى تظهر أعراض المرض .
- من الممكن أن يتبني الأطباء النفسيين عدة أساليب لتشخيص المتلازمة , ويتوقف ذلك على ماقام الأطباء السابقين بإستبعاده من أمراض
طرق علاج متلازمة مونخهاوزن
الغريب في الأمر أن هؤلاء المرضى بمتلازمة مونخهاوزن يبذلون جهدا فائقا في محاولات العلاج لأمراضهم الوهمية والتي هي في الأساس من صنع أيديهم , وفي نفس الوقت يكون لديم نوع من الإنكار الدائم لإعتبارها مرضا عقليا يتطلب العلاج وهنا تكمن صعوبة العلاج والإحتمال المنخفض في الشفاء , وهنا يأتي دور مجموعات الدعم الأسرية المتمثلة في الأصدقاء والأقارب للمريض من خلال تشجيعه على تلقي العلاج المناسب
وفيما يتصل بأكثر العلاجات الفعالة شيوعا لمتلازمة مونخهاوزن فإننا نتحدث عن العلاج النفسي أو الذهاب للحصول على استشارة طبيب نفساني ويستهدف العلاج السعي لإحداث تغيير في إيدوجية تفكير الشخص وسلوكيات مع الأخذ في الإعتبار التعاون مع أفراد الأسرة لمنع أفراد الأسرة لنهيهم عن تشجيع السلوكيات غير اللائقة.
يمكن أن يصف الطبيب أيضا مضادات الإكتئاب والقلق جنبا إلى جنب مع العلاج النفسي فكلاهما ضروري رغم عدم وجود علاج للمتلازمة بمعناها الصريح مع أمية مراقبة تناول جرعات الدواء بعناية لأن المريض مختلف عن غيره من المرضى حيث يكون معرضا للإفراط في تناول الدواء إلى حد إحداث ضرر لنفسه.
يجب أن تعلمي أيضا أن الهدف الاول من العلاج يجب أن يكون منصبا على تعديل سلوكيات المريض ومحاولات التقليل من تصوره للمرض فمن خلال تحقيق هذا الهدف، سيركز الطبيب على معالجة المشكلات النفسية الأساسية التي قد تسبب سلوك الشخص. علاوة على ذلك , يمكن أن يساعد هذا العلاج المرضى على تجنب الإجراءات التشخيصية أو الطبية الخطيرة غير الضرورية مثل الجراحة.