ربما تكوني قد سمعتي عن مشكلة ضغط الدم بمفهومه العام والشامل و بشقيه المرتفع والمنخفض كما تم ذكر ارتفاع ضغط الدم كحالة صحية يمكن أن يعاني منها الأشخاص وقد ينجحون أو لاينجحون في السيطرة عليها وفي بعض الأحيان قد تشكل مرضا مزمنا وقد ينتج عنها مضاعفات النوبات القلبية والسكتات الدماغية ولكن هل تعرفين بوجود حالة أخرى من ارتفاع ضغط الدم العيني أي أنه وفقا لإسمه يحدث في العينين وليس له أدنى علاقة بالقلب لذلك سوف نتناول من خلال مقالنا التالي بمزيد من التفاصيل أسباب ضغط الدم العيني وكيف يمكن الوقاية منه؟
حول ارتفاع ضغط الدم العيني
هذا الخلل الذي يحدث في ضغط العين يرتبط حدوثه بعدم التصريف السليم للسائل الموجود في المنطقة الأمامية من العينين وسوف ينتج عن احتباس السائل في مقلة العين نوعا من الإرتفاع التدريجي في ضغط الدم متجاوزا الحد الطبيعي أي يكون ضغط الدم أعلى من المستويات الطبيعية الآمنة , وهذا مايفسر حدوث ظاهرة ارتفاع ضغط الدم العيني ومن المرجح أن يتسبب هذا الإرتفاع الشديد في ضغط العين إلى إصابة الشخص بأحد أمراض العيون وهو الجلوكوما أو الماء الأزرق في العين , لهذا السبب سيكون من الضروري الخضوع لعدة اختبارات وفحوصات من قبل أخصائي العيون بصفة دورية منتظمة في حالة حدوث مثل تلك المشكلات وسنوضح الأمر بإستفاضة في السطور التالية :
ماهو ارتفاع ضغط الدم في العين؟
عندما تشعرين بضغط مزمن داخل عينيكي وياله من شعور فإنها حالة أخرى مختلفة تماما عن تلك المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية حيث أن هذا الإرتفاع الطارىء في ضغط العينين ربما قد يترك تأثيره على أحدهما فقط وأحيانا أخرى سوف تتأثر كلتا العينين , ومن الجدير بالذكر أن تعلمي أمرا هاما خاص بمعدلات ضغط الدم الطبيعية والتي تتراوح في الغالب فيما بين 11 إلى 21 (ملم زئبق) . بينما ومن جانب آخر إذا تخطت مستويات الضغط نسبة أكبر من (21 ملم زئبق) فإننا هنا نكون أمام حالة ارتفاع ضغط الدم العيني مما يستدعي اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر حيث يمكن أن يتطور الأمر ليصاب العصب البصري بالتلف فضلا غن زيادة مخاطر الإصابة بالجلوكوما جراء هذا الإرتفاع في ضغط العين من الداخل ولكن هذا لايعني أن جميع الأشخاص المصابين بإرتفاع ضغط الدم العيني يجب أن يعانوا من مرض الجلوكوما .
أسباب ارتفاع ضغط الدم في العين
يجب أن نشيد بالدور الذي يقوم به هذا السائل الموجود في الجزء الأمامي من العين والذي يطلق عليه الفكاهة المائية وتتضح اهميته في تغذية أنسجة أجزاء معينة من العين وتحديدا الجانب الخلفي لقرنية العين, والجانب الأمامي للعدسة بالإضافة إلى الدور الفعال الذي يلعبه في الحفاظ على مظهر العين وشكلها , ويجب أن تكون عملية تجفيف السوائل في منطقة من العين بمثابة عملية مكملة للإنتاج المستمر لتلك السوائل التي تفرزها العيون بشكل مستمر وتلك العملية الخاصة بالتجفيف هي مايطلق عليها زاوية الصرف .
ولكن مالهدف الرئيسي لنظام الصرف الذي نتحدث عنه ؟ حيث يقوم هذا الأسلوب على التحكم والإدارة الجيد لضغط العين من خلال العمل على الوقاية من تراكم سائل الفكاهة المائية .ففي حالة عدم جفافه بشكل نهائي فإنه سوف يتكدس في صورة تكتلات تتسب مع زيادة ضغط العين في الوصول بالشخص إلى ارتفاع ضغط الدم العيني .
ما هي عوامل الخطر لارتفاع ضغط الدم في العين؟
على الرغم أن أي شخص معرض للإصابة ضغط الدم العيني لكن توجد بعض الحالات الأخرى التي يصبح أصحابها أكثر عرضة لتلك المشكلة الصحية وتمثل عوامل خطر تزداد معها احتمالية التعرض وتشمل الحالات التالية :
- حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري
- العامل الوراثي ومايرتبط به من وجود تاريخ عائلي قديم لأحد أفراد أسرتك المصابين بإرتفاع ضغط الدم في العين أو الجلوكوما
- وقوع الشخص في المرحلة العمرية التي تتجاوز 40 عامًا
- معاناة الشخص من بعض الإصابات القديمة في العينين أو نوعا من الآثار الجانبية لإجراء عملية جراحية سابقة .
- الإفراط في استعمال الأدوية الستيرويدية على المدى الطويل
أعراض ارتفاع ضغط العين
الأمر المثير للقلق هنا أن حالة ارتفاع ضغط الدم العيني لاتأتي في العادة مصحوبة بأي أعراض أي أنها حالة مرضية بدون علامات مسبقة تمهيدية دالة على حدوثها لذلك يمكن توقع إصابة الشخص بإرتفاع في ضغط عينه بشكل فجائي دون أن يكون على دراية بذلك وهنا يصبح من الضروري أن يكون الشخص على أتم الإستعداد للتوجه إلى أقرب مستشفى أو معمل تحليل لإجراء مجموعة فحوصات منتظمة للإطمئنان على صحة العينين ولعل قياس ضغط العين من أكثر الإختبارات المناسبة التي يقوم طبيب العيون بإخضاع المريض لها خلال الفحص الروتيني للعين .
تشخيص ارتفاع ضغط العين
من أجل تشخيص دقيق وفعال لحالتك سوف يتولى الأطباء نوعا من الإجراءات التشخيصية التقليدية والبسيطة بهدف قياس ضغط العين ويطلق على هذا النو من الفحوصات قياس التوتر والذي يعتمد في الأساس على قياس الضغط العيني انطلاقا من آلية قياس التوتر.
ولكن لنوضح أولا مراحل أخذ القياس الذي يجب أن يقوم الطبيب بالحصول عليه من مرتين إلى ثلاثة مرات من كل عين على حدة وترجع أهمية الحصول على قياس ضغط العين أكثر من مرة إلى هذا الإختلاف الذي يحدث في ضغط العين لدى الأشخاص من ساعة لأخرى لهذا السبب سيكون من الأفضل القيام بالخضوع لإجراء أخذ القياس خلال أوقات مختلفة وليكن في الصباح والمساء فإذا أثبت القياس بوجود اختلاف في ضغط العين بما يصل إلى 3 ملم زئبق أو أكثر بين كلا العينين إلى زيادة مخاطرالإصابة بالجلوكوما.
سوف يسعى الطبيب في الوقت الذي يجري فيه اختبار قياس التوتر للمريض إلى التحقق الجيد من المؤشرات الدالة على مرض الجلوكوما ليس هذا فقط بل يمكن أن يشمل الفحص أيضا حالة العصب البصري ومجال الرؤية المحيطية.
علاج ارتفاع ضغط العين
بعد أن رصدنا الأسباب المحتملة لحدوث ارتفاع الضغط العيني والتشخيص الأمثل لتلك المشكلة البصرية نأتي إلى خطوة العلاج التي سيلجأ الطبيب خلالها إلى وصف بعض الأدوية العلاجية التي ترتكز في المقام الأول على تقليص الضغط الواقع على العينين من الداخل وهنا يجب أن نجذب انتباهك إلى أهمية اتباع تعليمات الطبيب على النحو الأمثل وتنفيذ توجيهاته بشأن تطبيق الدواء على العين , ففي الحالات التي تتجاهلين فيها الإنصياع إلى نصائح الطبيب فإن ذلك سيكثف مزيدا من الضغط على عينيك وقد يتسبب ذلك في إحداث تلف للعصب البصري وربما يقودك ذلك إلى إنعدام الرؤية بصورة دائمة .
وتتعدد الخيارات العلاجية التي يمكن أن ينصح بها الطبيب لعلاج ارتفاع ضغط الدم العيني على النحو التالي :
-العلاج الطبي
إذا كنت ضمن أولئك الأشخاص المعرضين بدرجة كبيرة لمخاطر الإصابة بالجلوكوما فسوف يلجأ الطبيب فورا وبشكل مباشر إلى وصف العلاجات الطبية الأنسب لحالتك ويشكل الهدف الرئيسي للعلاج في تخفيض ضغط العين الآخذ في الإرتفاع حتى لاينتج عنه مضاعفات فقدان البصر الدائم كما أن الطبيب يمكن أن يوصي به للمرضى الذين يواجهون أعراض تلف العصب البصري.
وبوجه عام يجب أن تعلمي أن تقنية علاج ارتفاع ضغط الدم العيني ليست واحدة لدى جميع الأشخاص بل أن ذلك يعتمد على حالة الشخص الصحية الذي تمكن الطبيب من تحديد عما إذا كان العلاج سوف يعتمد على الأدوية أم المراقبة الدقيقة وهذا ماسوف يناقشه الطبيب مع المريض والذي يتناول أسلوب العلاج الطبي مقابل المراقبة.
يجب أن تضعي في اعتبارك أن معظم أخصائي العيون يميلون إلى تطبيق الأدوية الموضعية في علاجهم لحالات ارتفاع الضغط داخل العين إلى مايتجاوز 21 ملم زئبق ولايفكرون في اللجوء إلى الحلول الطبية الدوائية إلا إذا قاموا بإكتشاف أدلة على حدوث تلف في العصب البصري والذي يرتبط بوصول ضغط الدم في العين بشكل مستمر إلى مابين 28-30 ملم زئبق مما يندد بزيادة مخاطر الإصابة بتلف العصب البصري
تتواجد بعض الحالات الأخرى التي يعاني في ظلها المريض من بعض الاعراض المتمثلة في تشتت الرؤية وعدم وضوحها أو آلام شديدة ، أو تلك الأنواع الأخرى من الحالات المقترنة بإرتفاع ضغط العين واستمراره في الزيادة مما يجعل طبيب العيون يبدأ رحلة العلاج الفوري .
اقرأ أيضا التهاب الشبكية الصباغي وما مدى تأثيره السلبي على العين
-الأدوية العلاجية
مثل تلك الأدوية المخفضة لضغط الدم داخل العين هي ماتحتاجين إليه حقا إذا تعرضت لتلك الحالة من الإرتفاع حيث يجب أن ينجح الدواء في تقليل الضغط العيني وفي نفس الوقت يكون خاليا من أي آثار جانبية محتملة ، على أن يتم تناوله مرة واحدة يوميا بأقل تكلفة مادية . ولكن مع الأسف لايتوافر حتى الآن خذا الدواء الذي يغطي جميع الجوانب ويجب الإشارة أن طبيبك سيجعل تلك الإحتياجات المحددة على رأس قائمة الخصائص التي يجب توافرها في الدواء.
في العادة سيجد الطبيب في العلاجات التي تتخذ شكل قطرات العيون الحل العلاجي المناسب الذي يساهم في تقليل ضغط العين وقد تستدعي بعض الحالات الخاصة الجمع بين أكثر من علاج دوائي ومن أجل اختبار فاعلية الدواء فسوف يطلب منك الطبيب وضع القطرة في عين واحدة فقط بشكل مبدئي وسوف يقيس هذا الإجراء مدى فاعلية الدواء الذي قمتي بتطبيقه في تخفيض ضغط عينيك وإذا تم اثبات فاعلية الدواء في عين واحدة سوف يوجهك الطبيب لإستخدام القطرة بشكل آمن في كلتا العينين .
-الإجراءات الجراحية
يشكل الحل النهائي الذي يجد الطبيب نفسه مضطرا لوصفه بالنسبة للأشخاص الذين لم يحصلوا على أي مساعدة جراء استعمال الأدوية الطبية الموصوفة أي في حال عدم فاعليتها وهذا مايدفع الطبيب بتوجيه نصيحته لكي بضرورة إجراء عملية جراحية للمساعدة في تقليل ضغط العين. ولعل الهدف من وراء إجراء جراحة ارتفاع ضغط الدم في العين هو السماح بإنشاء منفذ فعال بما يساهم في إزالة السوائل الزائدة التي تفيض من العين. ولتحقيق ذلك يمكنك استخدام الإجراءات الطبية الحديثة كالليزر أو التقنيات الجراحية التقليدية.