كل شخص لديه شخصية واحدة فقط تتعامل مع المواقف المختلفة بالإحساس الذي يلائمها ولكن هل فكرت يوما بوجود نوع من الإضطراب العقلي الذي تضم فيه الشخصية عدد من الشخصيات المتعددة ؟ هذا مايطلق عليه اضطراب تعدد الشخصيات , والقائم على توهم الشخص لشخصيات أخرى تأخذ دوره في الحياة ,وتشعر بالمشاعر التي من المفترض أن يشعر بها ولكي تتمكني من مجابهة هذا النوع من الإضطراب في حال عانيت من تحكمه في حياتك يجب عليكي أولا فهم ماهية تلك المشكلة العقلية بما يمثل الخطوة الأولى والفعالة في التغلب عليه لذلك سنقدم لكي مجموعة معلومات تفصيلية حول اضطراب تعدد الشخصيات .
ماهو اضطراب تعدد الشخصية ؟
يشير اضطراب تعدد الشخصية إلى الشخص ذو الشخصيات المتعددة الذي يقوم بخلق شخصيات وهمية متعددة تنوب عنه أثناء التعامل مع المواقف الحياتية التي تتطلبه شعوره بالتوتر والحزن وبذلك وفقا لرؤيته يكون قد نجح في تخطي كافة المواقف العصيبة بفصل نفسه عنها وتحميلها لأشخاص موجودين في عقله فقط وقد تكوني انت المصابة بهذا الإضطراب أو أحد أفراد أسرتك
وفقا لما توصل إليه الطب النفسي فإن هذا النوع من الإضطراب يطلق عليه أيضا اضطراب الهوية الانفصامية (DID) ويندرج ضمن أنواع الإضطرابات النادرة الحدوث ورغم ذلك فإنه عادة مايصاحبه أعراضا سلوكية شديدة الحدة كما ينتج عنه بعض الأضرار الصحية ومن أكثر الأمثلة الشائعة عليه وجود شخصيتين مسيطران على الشخص وبإنتظام لفترة محددة من الزمن
اقرأ أيضا الاضطراب الانفجاري المتقطع.. الأعراض والأسباب والعلاج
سمات الشخص المصاب باضطراب تعدد الشخصيات
من أكثر الخصائص المميزة لهذا الشخص المصاب بإضطراب الشخصيات المتعددة أن لديه في جعبته هويات متميزة يعمل كلا منها بشكل مستقل ومنفصل تماما عن الأخرى , ووفقا للأبحاث التي أجريت حول الإضطراب ثبت من خلالها أن هؤلاء الذي ينظر إليهم بأنهم من أصحاب الشخصيات البديلة يمتلكون ذكريات وسلوكيات مختلفة تمام الإختلاف عن تلك الهويات الأخرى التي يصنعونها حتى أنه من الملاحظ أيضا أن تلك الهويات المختلفة يكون كلا منها لغة وتعبيرا مختلفا عن بقية الهويات .
علامات اضطراب الشخصية المتعددة عند تبديل الحالات؟
من أكثر العلامات الطارئة على هؤلاء الأشخاص اثناء تحولهم لأدوار الشخصيات البديلة دخولهم في حالة تشبه إلى حد كبير حالة النشوة , وفيها تومض أعينهم ويقومون بإدارتها على الجانبين ويغيروا وضعيتهم تماما .بالإضافة إلى عدة علامات اضطرابية أخرى تنم أيضا عن الشخصيات المتعددة و تشمل ما يلي:
- وجود هويتين منفصلتين أو أكثر: تصاحب تلك الهويات المنفصلة التي تحمل مشاعر متعددة كما من التغيرات السلوكية بالإضافة إلى تغيرات في الذاكرة و أنماط التفكير المختلفة. وربما أيضا تكون تلك العلامات واضحة للأشخاص الىخرين فقط أو الشخص المصاب نفسه
- الفجوات المستمرة في الذاكرة: من ضمن الأعراض أيضا تلك الفجوة المتسعة في الذاكرة وغالبا ماتكون ذات صلة بالأحداث اليومية او المعلومات المتعلقة بالشخصية أو أي أحداث ناضية سببت آلاما لاتنسى .
- تترك الأعراض تأثيرًا كبيرًا: تتداخل تلك الشخصيات المتعددة للتأثير على كافة مجالات الحياة مسببة المشكلات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من مجالات الأداء.
- تتغير المواقف والتفضيلات الشخصية بشكل فجائي : قد يطرأ على الشخص بشكل فجائي تغيرات في أذواقه وتفضيلاته من الأطعمة المختلفة ويمتد التغير أيضا ليطول التفضيلات والهوايات في والملابس، ثم يعود مرة أخرى لطبيعته الأولى. وقد تعتقدين أن تلك التغيرات مقصودة لأنها مع الأسف تحدث عن غير قصد وتسبب له شعور داخلي بالمعاناة.
- الشعور أنهم أصبحوا فجأة مراقبين لأنفسهم: لايوجد أكثر قسوة من شعور شخص أنه مراقب لنفسه وكلامه وسلوكياته وجميع أفعاله علاوة على الشعور بإختلاف وعدم انتماء لجسدك ( زكأنك مثلا طفل صغير , أم جنس آخر , أو ذو عضلات )
- نسيان المعلومات الشخصية: النسيان أيضا ضمن العوارض التي تشكل جزء من شخصية هؤلاء الأشخاص وخاصة فيما يتعلق بنسيان المعلومات المهمة مثل مكان العمل و الإهتمامات الشخصية ومكان الإقامة
ما هي علامات اضطراب الشخصية المتعددة؟
علاوة على أن أصحاب هذا النوع من الإضطراب يحملون أكثر من شخصية أو شخصيات متعددة وتكون لك شخصية سمات وسلوكيات مختلفة إلا أنهم يكون أيضا أكثر عرضة لعدد من المشكلات العقلية :
- الإكتئاب الحاد
- سيطرة رغبة شديدة في الإنتحار والتخلص من الذات
- التعرض لأنواع متعددة من اضطرابات الطعام الشائعة
- قد تطرأ بعض التغيرات المستمرة في المشاعر
- قد يلجأ المريض إلى تناول الكحول والمخدرات.
- رؤية بعض الأشياء التي لاوجود لها كنوع من الهلوسة السمعية والبصرية.
- المعاناة من القلق ونوبات الهلع المفزعة أوالرهاب.
- مواجهة العديد من حالات اضطرابات وصعوبات النوم , ولعل أبرزها (الأرق، الخوف من الظلام أو المشي أثناء النوم).
- تجتمع عدة أعراض معا لتصبح جزءا لايتجزأ من شخصيتك كالصداع، وفقدان الذاكرة، وقد يمتد الأمر إلى فقدان القدرة على إدراك الوقت، والنعاس الشديد، وقد يكون لدى المريض بعض تجارب الخروج من الجسم.
الفرق اضطراب الشخصية المتعددة عن المشكلات النفسية الأخرى
يجب أن نتجنب الخلط بين اضطراب الشخصيات المتعددة وباقي أنواع الإضطرابات العقلية الأخرى والتي تشمل اضطراب الوسواس القهري ، واضطراب الهلع، واضطراب ما بعد الصدمة، ورغم كونها أعراضا كثيرا ماتتشابه مع اضطراب الهوية الانفصامية أو الشخصيات المتعددة , ولكن في نفس السياق ,تبرز الخاصية المميزة لاضطراب تعدد الشخصيات على الأقل في وجود شخصيتين منفصلتين ؛ وهذا هو العنصر المختلف عن بقية الإضطرابات النفسية الأخرى .لكن توجد عدة جوانب مشتركة بين اضطراب الشخصية المتعددة والفصام وربما يكون لديهما نفس الأعراض نفسها
علاوة على ذلك، يتشارك اضطراب الشخصية المتعددة والفصام في بعض الأعراض نفسها وتحديدا فيما يتصل بسيطرة الأوهام , وأعراض الإكتئاب , الوقوع ضحية للأفكار السلبية التي تقود للإنتحار ) رغم تصنيفها أنهما مختلفين تماما .
ما هو الفرق بين اضطراب الشخصية المتعددة والفصام؟
يمكن اعتبار الفصام ضمن الأمراض النفسية الخطيرة ولكن لايكون لدى المصابين به كثيرا من الشخصيات في شخصية واحدة وهي شخصية المريض ,فضلا عن تمتعه بذاكرة سلسة للأحداث من حوله , وعند الإشارة للسمة الرئيسية التي يتميز بها مرضى الفصام في رؤيته وسماع أشياء وهمية ليس لها صلة بالواقع وهذا مايطلق عليه الهلوسة ؛ والتفكير أو الاعتقاد بأشياء ليست قائمة على أساس ( جنون العظمة ).
اضطراب تعدد الشخصيات: بينما يحمل هذا الإضطراب تأثيرات كبرى على سلوكيات المرضى ويعاني معظمهم من صعوبات حيال تذكر الأفعال أو الكلمات التي سبق أن قاموا بها عندما كانت تسيطر عليهم أحد الشخصيات الأخرى ,وبمعنى آخر أكثر بساطة يطلق عليها بعض الناس ( الملكية )؛وأثناء وجود المريض في أحد الشخصيات يصبح كأنه ممسوس من الجن وفي أحيان كثيرة يقوم أقاربه فقط بإخباره عن تلك الحالة والشخصية التي جسدها دون أن يتذكر حدوثها بينما تكون السمة المميزة لاضطراب تعدد الشخصيات في أن لكل شخصية مجموعة أفكار ومعتقدات منفصلة تمامًا.
أسباب اضطراب الشخصية المتعددة
السؤال الذي يجب طرحه أيضا متعلق بأسباب اضطراب الشخصيات المتعددة فوفقا لآراء علماء النفس فإن السبب الأكثر احتمالا لحدوث تطورات في اضطرابات الشخصية التعددية هي تعرض المريض للصدمات النفسية على المدى الطويل والتي بدأت مع الشخص خلال مرحلة الطفولة وعلى ذكر أكثر الأمثلة شيوعا فإنها تتمثل في الاعتداء الجنسي .وقد يتزايد تأثير الصدمات لتلقي بظلالها على تطور الشخصية بالإضافة إلى أن العيش في ظل أجواء منزلية تتسم بعدم الإستقرار أو مفتقدة للأمان ويتخللها الخوف إلى دخول الطفل في مرحلة انفصال عن واقعه خلال تعرضه لنوبات التوتر ومن الجدير بالذكر أن مدى تفاقم الاضطراب الانفصامي خلال في مرحلة المراهقة يرتبط ارتباطًا مباشرًا بخطورة صدمة الطفولة.
قد يكون تعرضك للضرب والتعنيف من قبل الوالدين أثناء الطفولة أيضا من الأسباب التي تقف وراء اضطراب تعدد الشخصيات ويمكن ايضا ان يصاب الأطفال بهذا الإضطراب .
تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات
من خلال زيارتك لطبيب نفسي لتقييم حالتك سيتمكن من إجراء التشخيص الدقيق بما يساعده على وصف العلاج المناسب والطبيب هو وحده من يمتلك كافة المؤهلات المهنية لتشخيص ما إذا كنت مصابًا باضطراب تعدد الشخصيات أم لا. ورغم أن العملية قد تكون معقدة بعض الشىء نظرا لإستغراقها كثيرا من الوقت ونتيجة لتشابه أعراضه مع حالات اضطراب الشخصية الحدية؛ اضطراب الاكتئاب أو اضطراب القلق.
كيفية تشخيص اضطراب الشخصية المتعددة على أساس DSM-5؟
- تعدد الشخصيات : بما أن لكل شخصية أفكار مختلفة وأيدلوجيات متعددة في التفكير والتعامل مع العالم من حولها ومن الشائع أن يكون لدى المريض شخصيتين مختلفتين على الأقل
- فقدان الذاكرة: يواجه المريض صهوبات شتى في تذكر الأحجاث اليومية أو المعلومات الشخصية الهامة أو ماواجهه من أحجاث مؤلمة في الماضي ؟
- عدم قدرته على العيش بشكل طبيعي: بالطبع في ظل التبديل بين الشخصيات يشعر المريض بعدم التوازن النفسي والعقلي مما يسبب شعورا دائما بالتوتر وبالتالي يؤثر ذلك على العمل وبناء العلاقات مع الأصدقاء .
ما هو علاج اضطراب الشخصية المتعددة؟
لايمكننا التسليم بوجود علاج محدد لتلك المشكلة العقلية ؛ لكن بعض العلاجات يمكن أن تساهم في سيطرتك على الأحداث بصورة أفضل
استخدام العلاجات الدوائية
على الرغم من العلاجات النفسية هي الأساس ضمن الخيارات العلاجية إلا أن طبيبك يمكن أن يصف بعض العلاجات الدوائية لإضطراب تعدد الشخصيات .ولكنها خاصة بعلاج بعض الأمراض المصاحبة الأخرى كاضطراب الاكتئاب ,واضطراب القلق ، لأن نسبة من المرضى الذين يعانون من اضطراب تعدد الشخصيات يأتي المرض لديهم مقترنا بأمراض نفسية أخرى مثل اضطراب القلق.
العلاج النفسي
يعد من أكثر الطرق العلاجية فاعلية وخلاله يتحدث المريض إلى طبيب نفسي الذي من الممكن أن يلجأ لتقنية العلاج بالتنويم المغناطيسي. وقد تكون العلاجات التكميلية فعالة أيضا مثل العلاج بالفن أو العلاج المهني.