عند ذكر مصطلح الإكتئاب فإن أول شىء يأتي إلى أذهاننا تلك الحالة العقلية الدالة على أن الشخص يمر بضائقة نفسية سيئة شديدة جعلته غارقا في شعور يجمع بين الإنطواء وفقدان الشغف والإهتمام بفعل أي شىء لكن هذا إذا ارتبط بوجود خلل أو اضطراب في العقل
ولكن هل سمعت بنوع آخر من الاكتئاب لكنه تلك المرة يحدث في الصدر ويطلق عليه الاكتئاب الصدري أو اكتئاب القص بالإشارة إلى عظمة القص الواقعة في وسط القفص الصدري وهي تمثل مركزاتصال الضلوع ببعضها البعض وحين تصاب بالضيق فهذا يعني أن تلك العظام سوف تكون غائرة إلى داخل عضلات الصدر وينشأ جراء ذلك حدوث تطور ونمو شاذ وغير طبيعي تماما لعظم القص بالإضافة إلى بعض الأضلاع المجاورة ما يجعل الصدر متقعرا أن غائرا إلى الداخل وهذا سوف ينتقل تأثيره السلبي على عملية التنفس الطبيعية ليس هذا فقط بل تحدث تشوهات جمالية أيضا وسوف نتناول بالذكر هنا أسباب الاكتئاب الصدري عند الأطفال
حول الاكتئاب الصدري عند الأطفال
لابد من توخي الحذر بشأن تلك الحالة الخلقية في الصدر والتي تصاحب الشخص مع ولادته وتعرف في اللغة الطبية بإكتئاب الصدر الخلقي والذي إن لم يتم التدخل العلاجي المبكر للسيطرة عليها فإن تأثيرها سوف يمتد ليس فقط على حالتك النفسية ومظهرك الجمالي بل سوف يشمل ذلك أيضا الصحة العامة للمريض
أسباب اكتئاب الصدر
- ينتمى اكتئاب القص إلى قائمة العيوب الخلقية التي تنشأ قبل ولادة الطفل وتتضح بشكل أكثر بروزا خلال العام الأول عقب ولادته حين تغوص العظمة إل الداخل بشكل مباشر , وفي الغالب يتفاقم اكتئاب القص ليصبح أكثر سوءا خلال الطفرة السريعة في النمو لدى الأطفال وتحديدا خلال مرحلة المراهقة بعدما ودع الطفل مرحلة الطفولة
- يعد الصدر المقعر أكثر شيوعًا عند الأولاد منه عند البنات. يمكن أن تتداخل الحالات الشديدة من المرض مع وظيفة القلب والرئتين، مما يجعل الأطفال يشعرون بضيق في التنفس وسرعة ضربات القلب أثناء الأنشطة الشاقة مثل ممارسة الرياضة. ولكن حتى الحالات الخفيفة من اكتئاب القص يمكن أن تجعل الأطفال يشعرون بالخجل من مظهرهم.
- عند مقارنة حدوث تلك الحالة لدى الأشخاص فمن الجدير بالذكر معرفة أن حالة تقعر الصدر تصبح شائعة الحدوث لدى الأولاد بدرجة أكبر منها لدى الفتيات , وقد تم رصد وجود علاقة متداخلة بين الدرجات الحادة من المرض مع الوظائف الحيوية من للقلب والرئتين العضو المسئول عن التنفس وهذا مايزيد من إحساس الأطفال بمزيد من التعب غير المناسب لحجم المجهود المبذول الأمر الذي يجعله يعاني من ضائقة تنفسية في صورة صعوبات في التنفس وتسارع معدلات خفقان القلب أثناء ممارسة الأنشطة البدنية الثقيلة مثل ممارسة التمارين الرياضية الكثيفة عالية الشدة ولعل الأسباب الرئيسية الكامنة وراء هذا المرض المتعلق بالقفص الصدري ليست محددة حقا بل يشوبها عدم الوضوح وقد يكون السبب راجعا إلى المعاناة من مشكلات اضطرابية وراثية ذات صلة بتاريخ طبي عائلي أو حدوث شذوذات في معدلات تطور الغضروف الصدري .
- وفقا لآراء الأطباء والباحثين فإن العامل الرئيسي المسبب للصدر المتقعر ينسب بشكل شائع إلى التشوهات الخلقية مع الولادة والتي تكون ناجمة عن الضغط الواقع على عظم القص خلال مرور الجنين بمرحلة التكوين , نتيجة حالة الإلتصاق بين كلا من عظم القص والحجاب الحاجزوقد تكون مرتبطة بنوع من اضطرابات نموهيكل العظام يطلق عليه الودانة وتشكل السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بالتقزم أي خلل في الطول الطبيعي للطفل وتؤكد كثيرا من الحالات على تأثيرات العوامل الوراثية
اقرأ أيضا التهاب الجيوب الأنفية لدى الأطفال .. الأسباب وطرق العلاج الفعالة
أعراض اكتئاب الصدر
الأمر لايحمل أي صعوبات في تحديد العلامات الدالة على الاكتئاب الصدري فمن السهل استكشاف أعراضه , وتتراوح أعراضه مابين خفيف إلى شديد حيث تتميز الحالات الطفيفة بدخول الصدر بشكل غائر إلى حد ما ولعل هذا هو العرض الوحيد المصاحب
وبالنسبة لبعض حالات اكتئاب القص يحدث حالة من الزيادة في الثلمة الوداجية مع بلوغ الطفل مرحلة المراهقة المبكرة وقد تتخذ طريقها لتكون أكثر عمقا وصولا إلى مرحلة البلوغ. أما عن الدرجات الشديدة التي يزداد معها تقعر الصدر سوف توجد احتمالات لممارسة عظم القص ضغطا على الرئتين والقلب ومن أمثلة أكثر الأعراض شيوعا مايلي:
- تأثير ملحوظ على مايتمتع به الأطفال من قدرات على ممارسة الأنشطة الرياضية حيث يطرأ عليها انخفاض واضح
- إحدى المشكلات القلبية الشائعة التي تنطوي على دقات قلب غير منتظمة أو مانصفها بتسارع معدلات ضربات القلب
- تكرار عدد مرات مواجهة التهابات شديدة في الجهاز التنفسي
- يما يتعلق بالإكتئاب الصدري لدى الأطفال فإن الطفل في ظل تلك الحالة سوف يعاني من الأزيز التنفسي في صورة صفير ذو صوت عالي أثناء ممارسة الطفل لعملية التنفس وفي أحيان أخرى يعاني من نوبات السعال الشديد
- المعاناة من تشنجات مؤلمة في عضلات الصدر
- علاوة على ذلك فإن الأطفال المصابون بعظمة القص الغائرة التي نطلق عليها انبعاج الصدر سوف تظهر عليهم أعراض أبرزها الشعور بالإعياء بمنتهى السهولة , إلى جانب أعراض الدوار والدوخة
- يجب أن تعلمي بعض الحقائق بشأن الصدر المقعر الذي يعد من ضمن التشوهات الخلقية , على الرغم مما هو معروف عن ماهية المرض والذي يحدث في العظم من الداخل إلا أن ماينتج عنه من مضاعفات تتضح خارج العظم
من الضروري معرفة أن مجموعة التشوهات الشائعة عن تلك الحالة الطبية تترك تأثير سلبي على الشكل الجمالي للصدر وبشكل أدق يتعرض الثديين للتشوه , والأمر المقلق انه كلما نضج الطفل واقترب كثيرا من سن البلوغ حيث الإهتمام بمظهر وشكل الجسم فإنه سوف تزداد شدة تشوه الثديين ومن أكثر ملامح التشو بروزا تلك الإنحناءات والإعوجاج والضيق الأمر الذي يجعل الشخص الذي يعاني من تلك الخالة دائم الشعور بالحرج من نظرات الآخرين لدرجة اقترابه من حافة فقدان الثقة بالنفس بل إنعدامها لدرجة الخوف المرضى من الإختلاط بالآخرين ليس هذا فقط فبالإضافة إلى التغيرات الجمالية سوف يجل ذلك تأثيرات سلبية ضارة
من المتوقع أن تحدث اختلالات في موضع القلب داخل الصدر أو تنشأ تغيرات في الوظيفة الرئيسية الحيوية للقلب وذلك استنادا على عما إذا كان تجويف الصدر من النوع متحد المركز أو غير طبيعي ومامدى تأثيره على صحة القلب .
ومن الجدير بالذكر أنه في معظم الأحيان يمكن أن يكون القلب مدفوعا خارج نطاقه الطبيعي الأمر الذي لايحمل أي فوائد لصحة القلب حيث يتسبب في حدوث إنحراف ودفع للشرايين كبيرة الحجم وفي الغالب سوف يترك ذلك تأثيره على حجم تدفق الدورة الدموية الطبيعية ومن المحتمل أن يتغير موقع القلب متحركا في اتجاه إلى اليسار أو اليمين وفي أحيان أخرى يتعرض للضغط في المنتصف. فضلا عن وجود اضطرابات ضرات القلب من حيث السرعة الحادة أو الإنخفاض غير الطبيعي
المضاعفات الشائعة لإكتئاب الصدر
سوف يتطور الأمر لاحقا لعواقب جسيمة بالنسبة للرئتين والتي تمثل المسئول الرئيسي عن عملية التنفس بما يترك تاثيرات صحية سلبية على الرئتين لأن عضلات الصدر في تلك الحالة تكون ممتدة لإستيعياب الإتساع خلال كل فترة تنفسية إلا أن وجود تشوهات فإنها تجعل حجم الصدر سوف يتقلص بدرجة كبيرة
تلك الحالة التي ينظر إليها البعض كأنها بمثابة ظاهرة فمعها سوف تفقد الرئتين القدرة على التوسع مما يؤثر على وظيفة الجهاز التنفسي وفي العادة يواجه المرضى صعوبات مزمنة في التنفس وفقر الدم وانخفاض مؤشرات الأكسجين في الدم وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم.ويمكن ملاحظة انخفاض في مايتمتع به الأشخاص من قوة جسدية وبدنية ومايتبعه من معدلات نمو منخفضة , وسوف يجد المرضى صعوبات في قدرتهم على إستعادة صحتهم إلى سابق عهدها في حالة عدم التدخل مبكرا لعلاجها.
قد يتحول الأمر ليصبح مهددا للحياة مما يتسبب في إثارة مخاوفك خاصة في ظل معاناة المرضى من حالات التهابية مزمنة مثل الالتهاب الرئوي وحمى الضنك والإنتان ممايزيد من كم المضاعفات المتوقعة
من الأمور المهمة التي لابد من مراعاتها الإهتمام بإصطحاب طفلك إلى الطبيب لتحديد إصابتك بالمرض من أجل وصف العلاج بشكل مبكر حتى لايتحول الأمر لمشكلة خطيرة فمن الضروري عدم تجاهل العلاج الفوري وقبل وصول الطفل إلى مرحلة البلوغ ما يعزز من عملية النمو بشكل طبيعي
هل توجد حاجة لإجراء عملية جراحية؟
من الأسئلة التي يرغب كثيرا من الآباء في البحث عن إجابات لتلك الحالة من انبعاج عظمة القص لدى الأطفال حيث تتطلب المراقبة الدقيقة والفعالة
للتعامل مع بعض الحالات الخاصة من النوع الشديد ينبغي القيام ببعض الإجراءات التشخيصية والتي يستعين فيها الطبيب بماسح ضوئي مقطعي وهو من الإجراءات التي تهدف العمل على قياس مستوى التقعر والإنبعاج فإذا ثبت وصول مؤشر التقعر لتتخطى نسبته 3.25، فهنا سوف ينصح الطبب بضرورة أن يخضع الطفل لعملية جراحية عملية جراحية.
ولنرصد فوائد الحل الجراحي الذي من شأنه الحد من طغيان الكتلة العظمية المشوهة على عضلات الصدر وهنا يجب التركيز على الإكتشاف المبكر لحالة اكتئاب الصدر من أجل وصف العلاج المناسب الذي يتيح للطفل فرصة سانحة للتطور الطبيعي