هل شخص الطبيب حالتك بأنك تعانين من انهيارا عصبيا حادا من قبل سواء انت أو أحد أقربائك ؟ عبارة طالما تطرقت إلى مسامعنا وربما شاهدنا هذا المشهد في أفلام الأبيض والأسود مما يجعلنا نتساءل عما تعنيه إصابة الأشخاص بإنهيارات عصبية فمن المؤكد أن موقف ما جعل حالتهم تصل إلى هذا الحد وتلك الصورة التي ترتبط بفقدان الجهاز العصبي القدرة على التحمل بما يفوق طاقته, وبما أننا نتحدث عن تعب الأعصاب فإنه من البديهي أن تتواجد تلك العلاقة بين الإنهيار العصبي, والإكتئاب وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بأسباب الانهيار العصبي بالإضافة إلى مجموعة من الطرق الوقائية الفعالة .
نبذة عن الإنهيار العصبي
أثناء بحثنا عن الحالات العصبية والنفسية الشائعة برز أمامنا الانهيارالعصبي الذي يعد من المصطلحات الطبية المألوفة والشائعة المتضمنة في طب الأعصاب كما رصدنا وجود علاقة ارتباط بينه وبين الإكتئاب وعادة مايكون أكثر ميلا إلى أن يصبح أكثر تفاقما ويمكن أن يصيب فئات الشباب الأصغر سنا .
ما هو الانهيار العصبي؟
يطلق على الإنهيار العصبي أيضا عدة مسميات تجمع بين اضطراب القلب العصبي، والوهن المزمن، ومتلازمة دا كوستا، ومتلازمة الإجهاد، و”قلب الجندي”، والوهن تحت الحاد. وكلها تعبر عن حالة طبية عصبية .
سواء كانت متلازمة أو اضطرابا فإنه عادة مايصاحبه إحساسا شديدا بالألم وأحيانا أخرة بالخدر والتنميل في مناطق مختلفة من الجسم بالإضافة إلى التعب والإعياء ,مع شعورا بالضعف العام كما ترتفع مستويات القلق والتوتر لدى المريض بل يصل الأمر إلى حد فقدانه للوعي ويضاف إلى تلك الأعراض أيضا بعض العلامات الأخرى التي يمكن ملاحظتها على الأشخاص فيما بين تسارع وتيرة ضربات القلب وعدم انتظامها مع تعرق أطراف اليدين والقدمين بغزارة علاوة على عملية التنفس السريع بشكل غير طبيعي مع نوبات من الدوار والدوخة وفقدان الوعي . ويمكن رؤية زيادة في افرازات العرق لدى الشخص المصاب .
ومن أجل تسهيل الفهم الدقيق للإنهيار العصبي بإستخدام مصطلحات بسيطة فإنه يمكننا أن ننظر إليه على أنه انهيارا عقليا وذلك لما يشوب الجهاز العصبي خلالها من اضطرابات في آداؤه لوظائفه ويترتب على ذلك التأثير على عواطف ومشاعر الشخص وجسده فيما بين التحفيز والإثارة والثبيط ولكن بصورة مؤقتة كما أن الأشخاص المصابون بهذا الإنهيار في الأعصاب المعروف بالوهن العصبي يصبحون أقل شغفا واهتماما بمختلف الأشياء والأنشطة , ويلازمهم دائما الشعور بالتعب , فضلا عن معاناتهم من نوبات الصداع بشكل مستمر ومعرضون أيضا للهياج بمنتهى السهولة ولأبسط الأسباب
يتمثل العرض الرئيسي فيي شعور الشخص المصاب بمتلازمة الاعتلال العصبي بآلام وتنميل يشبه الوخز في مختلف أجزاء جسمه
من الضروري ألا تنظري للإنهيار العصبي بنوع من التجاهل لأنه مقدمة لوجود مشكلة نفسية يمكن أن تتطور للإكتئاب، اضطرابات القلق، الفصام…وفي حالة إهمالها وعدم التدخل الفوري للعلاج النفسي سوف تتأثر الصحة النفسية للمريض بشكل كبير
أسباب الانهيار العصبي
لم يتم حتى الآن استكشاف أسباب معروفة يمكن ان ننسب إليها إصابة الشخص بإنهيار عصبي ولكن وبما انه يعد من الإضطرابات العصبية فسوف يتم التعامل معه بنفس الطريقة حيث من الممكن أن تتعدد الأسباب ومن ضمنها العامل الوراثي بوجود تاريخ قديم من الإصابة به في شجرة العائلة وربما تؤثر المهنة التي يمتهنها الشخص عندما تكون أكثر ضغطا على أعصابه علاوة على المرحلة العمرية حيث تزداد احتمالات التعرض للإعتلال العصبي لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم فيما بين 20 و 55 عامًا، والجنس حيث ينتشر لدى الرجال أكثر من النساء
ومن الشائع أيضا أن يصاب الأشخاص الذين تعنمد أعمالهم على التفكير وإعمال العقل بشكل أكبر من العمال اليدوين ، وفي المناطق الحضرية الأكبر منه في المناطق الريفية.
يوجد عامل مسبب آخر يزيد من حدوث انهيار عصبيا لدى الأشخاص وهو الصدمات النفسية المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها الشخص وتؤثر سلبا على أعصابه والتي تتخذ الغديد من الأشكال مثل ( فقدان شخص عزيز , حالتت الفشل في العمل والحياة، المشكلات الزوجية الخلافات العائلية).
يمكن أن يقع الشخص أيضا ضحية لمجموعة من التراكمات حد الغرق نتيجة تعرضه لصدمات شديدة ومتتالية مما يجعل القلق يسيطر عليه بشكل دائم ويتركه دائما في حالة من التوتر العصبي وكأن صراعا قائما بداخله ينهشه من الداخل , وفي حالة تجاهل تلك الحالة وفي ظل استمرار محاولات التثبيط العقلي التي تجهل المريض محافظا على هدوئه وضبط نفسه سوف يؤدي ذلك في النهاية لظهور المرض
علاوة على تلك الأسباب فإن مواجهة الأشخاص لصدمات نفسية شديدة تصل بهم إلى حد الإجهاد المفرط ومع عدم توافر الوقت للراحة الكافية او الترويح عن الذات فغن هذا يشكل عامل مسبب آخر لمنشأ المرض وبزوغه
اقرأ أيضا اضطراب الوسواس القهري .. فعل الأشياء نفسها بأنماط متكررة
العوامل المحفزة لظهور الانهيار العصبي
هذا التطور الصامت لمرض الإعتلال العصبي يصل بالمريض إلى حد الإنتكاس بعد مرور فترة من الإجهاد المزمن المؤثر على العقل ثم يبرز بشكل أكثر وضوحا مع حدوث مواجهة أخرى مع عامل مسبب آخر ومن أمثلة تلك العوامل الإضافية المصابون بخلل وضعف في الأعصاب ، زيادة الضغوط الناجمة عن الإستغراق في العمل العقلي المفرط، الإجهاد المزمن ، يمكن أن يكون نابع أيضا من مكان السكن والعمل ومايتصل بهما من عوامل محفزة ، والضوضاء الشديدة ، وظروف العمل المعقدة، المشكلات الالتهابية المزمنة: قرحة المعدة، والتهاب القولون التقرحي ؛ وينضم إلى العوامل أيضا الحالات السامة المزمنة: التسمم بالمشروبات الكحولية ، مضاعفات سوء التغذية على المدى الطويل ، الإرهاق
ماتسببه الحياة من إرهاق وضغوط بسبب كثرة المسئوليات مع الإنخراط في أعمال عقلية كل ذلك يتسبب في تطور الإمتئاب وزيادة حدته
أكثر أعراض الانهيار العصبي شيوعا
هذا العصاب ضمن أنواع الإضطرابات العقلية الناتجة عن ارتفاع حدة التوتر والقلق وتشمل الأعراض ما يلي:
- الشعور بالضعف الشديد والإعياء جنبا إلى جنب مع آلام في عضلات الصدر
- ارتفاع معدلات خفقان القلب بحيث يكون أكثر شدة بالإضافة إلى ضربات قلب غير منتظمة
- الإحساس ببرودة أطراف اليدين والقدمين
- زيادة وتيرة التنفس السريع بما يدل على وجود عائق غير طبيعي
- زيادة سيطرة احساس الدوخة والميل إلى فقدان الوعي
- التعرق الغزير
- انقطاع النفس في بعض الأحيان
- فقدان الرغبة في أي شىء مه الشعور بالعجز واليأس وأن الحياة سوداء
- الإصابة بإضطراب الشخصية التجنبية ، وهو نوع من الإضطرابات العقلية التي يخشى على إثرها الشخص التواجد في الأماكن المزدحمة والذي يتحول لرهاب يفقده الرغبة في المشاركة في أس شكل من أشكال الأنشطة أو حضور المناسبات الإجتماعية
- مواجهة صعوبات في التركيز بالإضافة إلى النسيان غير المبرر للأحداث القريبة أو المهام المنتظرة في معظم الأحيان على مدار اليوم
- مرور الشخص بعدة تغيرات في حالته العاطفية : الشعور بالقلق، والاكتئاب، والبكاء بسهولة والغضب المستمر بلا أسباب، والغضب بسهولة، والهبات الساخنة أكثر من المعتاد أو الشعور بالعطف على الذات، وقمع العواطف، والإصابة باضطرابات القلق.
- قلة أي عوامل محفزة مع فقدان الاهتمام بالأشياء المحيطة
- فقد الاهتمام بالناس حتى الأشخاص المقريبن بشكل فجائي ، ومواجهة صعوبة في التأقلم مع عدم القدرة على التحلي بروح التسامح مع الآخرين.
- الأرق والإفراط في النوم والصداع الخفيف.
طرق الوقاية من الانهيار العصبي
غالبًا ما يكون الوهن العصبي المطول هو سبب أعراض التوتر ، والتوتر المفرط، والأرق، والصداع لفترة طويلة، والاكتئاب ، واضطرابات الهلوسة
- تجنب استخدام الأدوية العلاجية للأمراض العصبية بشكل تعسفي أو المهدئات. ويرتبط ذلك بدرجة تشخيص الأطباء النفسيين لحالة المرض ومدى شدته شكل دقيق لتقديم العلاج المناسب. وفي بعض الأحيان مايتطلبه العلاج ممثلا في تغيير نمط الحياة دون الحاجة إلى دواء.مع مراعاة عدم المبالغة في استهلاك الأدوية بإفراط عندما تكون أعصابك مشدودة .
- تعديل الأنماط الحياتية بحيث تكون صحية من حيث اتباع نظام غذائي متوازن مع الحصول على قسط وافر من الراحة وعدم إساءة استهلاك الأدوية المنشطة
- الإبتعاد قدر الإمكان عن مسببات التوتر مثل الصراعات والخلافات الحياتية مع السعي لإيجاد أكثر الطرق المناسبة من أجل تقليل الضغط واستعادة الثقة ومشاركة الأقارب والأصدقاء في مشاكل العمل والحياة.
- في حالة استكشاف وجود مشكلات صحية لديك من الضروري أن تحرصي على المتابعة الطبية الدقيقة والإلتزام بخطة علاجية مناسبة تجنبا لتطور المرض ليصبح أكثر سوءا مما يؤدي إلى ندهور صحتك العقلية
- يجب عليك إجراء فحص كامل والامتثال لنظام العلاج. تجنب تفاقم المرض والتأثير على صحتك العقلية.
- ممارسة التمارين الرياضية المفيدة في منحك استرخاءا عقليًا وجسديًا ,وقد يفيدك أيضا ممارسة تقنيات التأمل أو اليوجا لمنح الجسم والعقل الراحة المرغوبة كما يخلصك من الأفكار السلبية الإنهزامية