تتعدد المشكلات القلبية التي من المحتمل أن تصيب الأشخاص البالغين والتي تنطوي على حالات التهابية بشكل خاصة ,الأمر الذي يترك تأثيره السلبي على صحة القلب ووظائفه الحيوية , وقد تم استكشاف 3 صور رئيسية مختلفة من الإلتهاب تنقسم إلى التهاب التامور الذي يستهدف الغشاء المغلف للقلب ,مع وجود شكل آخر من التهاب عضلة القلب الذي يمكن أن يتفاقم ويتطور إلى حالة من القصور والفشل القلب ومايتصل بها من عجز في قدرات القلب على ضخ الدم ,أما النوع الثالث من الإلتهاب سيكون محور مقالنا وهو التهاب الشغاف لدى البالغين والذي سوف نستكشف أسبابه من خلال السطور التالية .
حول التهاب الشغاف لدى البالغين
عند الحديث عن المقصود بالشغاف القلبي القلب فهو يعبر عن الغشاء المبطن للقلب من الداخل ,و يقع في منطقة فاصلة بين حجرات القلب الأربعة , وصماماته القلبية, وهو شأنه شأن باقي أجزاء الجسم يمكن أن يكون معرضا لتأثير الإلتهاب الذي يكون مصدره في الغالب راجعا إلى أحد أنواع العدوى التي تسببها البكتيريا , ويصنف لكونه من أكثر الحالات الطبية خطورة التي يمكن أن ينتج عنها مضاعفات جسيمة مهددة للحياة حيث يمكن أن تؤدي للوفاة في حالة تجاهل التدخل العلاجي الفوري , واتباع الإجراءات الطبية السريعة .
في وقت سابق , كان يتم وصف المضادات الحيوية كأفضل الخيارات العلاجية للتعامل مع حالات التهاب شغاف القلب وذلك للوقاية من مخاطر المضاعفات التي يسببها والحد منها , وذلك قبل التفكير في الخضوع لأي نوع من الإجراءات الطبية ,
وفي ظل التطورات التي يشهدها مجال الأبحاث الطبية ,فإن العلاجات والتدابير الإحتياطية نالت حظها من التغيير هي الأخرى فلم يعد الإعتماد الرئيسي في علاج التهاب الشغاف قاصرا على استخدام تلك الفئة الدوائية الممثلة في المضادات الحيوية , رغم أن بعض الأطباء قد أكدوا على أهميتها ضمن الروتين العلاجي بالنسبة لفئة معينة فقط من البالغين
أعراض التهاب الشغاف
توجد عدد من العلامات التحذيرية الدالة على معاناة الشخص من التهاب الشغاف والتي تظهر في صورة مجموعة من الأعراض السريرية المختلفة فيما بينها وفقا لدرجة شدة العدوى , ومعدلات التأثير الواقع على أنسجة القلب , ومن أكثرها شيوعا مايلي:
- ارتفاع درجة الحرارة الذي يتخذ شكل حمى شديدة وقد تتراوح مابين النوع الطفيف إلى الأكثر حدة
- تدفق العرق الغزير الذي يتزايد في فترات الليل وأثناء وقت الإستغراق في النوم وقد يمثل دلالة على وجود التهاب
- الشعور بتشنجات مؤلمة في العضلات والمفاصل قد يكون مصدره التهاب من النوع الشديد مما يتسبب في ضعف القدرات الحركية
- صعوبات تنفسية ترتبط بأزمات تعوق عملية التنفس الطبيعي والتي تعكس تأثير تلك المشكلة الإلتهابية على الآداء الوظيفي للقلب
اقرأ أيضا للأمهات الجدد .. علامات دالة على اعتلال عضلة القلب بعد الولادة
أسباب التهاب الشغاف
بالنسبة للأسباب المحتملة الكامنة وراء حدوث الإصابة بإلتهاب الشغاف القلبي العدوائي فإنه غالبا مايكون ناجما عن عدوى بكتيرية تنتشر في مجرى الدم لترتكز على الصمامات القلبية وتؤثر على عملها وفاعليتها مسببة قصورا شديدا ثم ينتقل تأثيرها السلبي إلى أجزاء الجسم الأخرى مؤدية إلى مضاعفات خطيرة وتشمل العوامل المسببة مايلي:
- نوع معين من البكتيريا: يطلق عليها Streptococcus viridans و Staphylococcus aureus والتي تعد بمثابة المصدر الأساسي المسئول عن العدوى .
- الإصابة بإلتهاب اللثة : على الرغم من أن الأمر يبدو غريبا إلا أن الحالات الحادة من التهابات اللثة التي تشير إلى دواعم السن يمكن أن تكون أحد الأسباب أيضا التي تؤدي إلى اختراق البكتيريا ووصولها إلى مجرى الدم , ومن المتوقع أن يحدث ذلك خلال الخضوع لأحد الفحوصات الخاصة بالأسنان , أو الإصابة بأمراض اللثة من الدرجة المزمنة
- التدخلات الجراحية : يمكن أن يكون التهاب الشغاف شكل من الآثار الجانبية المتبعة التي تخلفها جراحات الأسنان أو الإجراءات الجراحية الأخرى التي تنطوي على سهولة دخول الكائنات البكتيرية الدقيقة إلى مجرى الدم.
مضاعفات التهاب الشغاف
في حالة التهاون في اتباع الأساليب العلاجية الفعالة للتعامل مع حالات التهاب الشغاف فإن ذلك سوف يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة تترك تأثيرها السلبي ليس على القلب وحده بل يمتد ذلك إلى مناطق متفرقة من الجسم ومن أبرز المضاعفات :
- القصور القلبي : ينطوي على عجز في القدرات الوظيفية للقلب وهي مشكلة صحية تعرف بفشل القلب, والتي تمثل أحد أبرز أشكال المضاعفات الناجمة عن تطور الإلتهاب إلى درجة اعتلال شديد وتليف في الصمامات القلبية .
- اعتلال صمامات القلب: ليس مجرد ضرر مؤقت بل من المتوقع أن تصاب الصمامات القلبية بدرجة دائمة وعالية من التلف نتيجة تفاقم تأثير العدوى
- الجلطات الدموية: قد تكون هناك صور من التأثيرات السلبية الجسيمة الناشئة عن العدوى ممثلة في الجلطات الدموية والتي يمتد نطاق تأثيرها وصولا إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الدماغ والرئتين , وهذا ماينذر بمخاطر صحية مابين السكتات الدماغية, أو انسداد وتصلب الرئتين.
تشخيص التهاب الشغاف
توجد بعض الإجراءات التشخيصية المفيدة في تحديد الإصابة بإلتهاب الشغاف بناءا على ملاحظة عدد من العلامات , مع سؤال المريض عن التاريخ الطبي المرضي , والخضوع لبعض اختبارات الفحص
- الفحص البدني السريري:يتم فيه الإعتماد على الأعراض المرئية الأكثر شيوعا مثل الحمى بالإضافة إلى العلامات الأخرى غير المكشوفة مثل التورم والإلتهاب , وتلف الصمامات القلبية
- اختبار فحص الدم:نوع من التحاليل المستخدمة في تشخيص العديد من المشكلات الصحية لرصد وجود أي نوع من البكتيريا في مجرى الدم من خلال سحب عينة واخضاعها للتحليل تحت المجهر وهو إجراء فعال يتم من خلاله كشف نوع العدوى وماهيتها
- فحص الموجات فوق الصوتية للقلب :أحد أفضل الوسائل الطبية القائمة على تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية لقياس حجم التدفق الدموي لعضلة القلب والصمامات ,ويتم الإستعانة به لتحديد مقدار التلف والضرر الذي أصاب الصمام القلبي أو أي آثار بكتيرية
علاج التهاب الشغاف
يتوقف الخيار العلاجي للشغاف القلبي الملتهب على عاملين رئيسين هما نوع العدوى الإلتهابية ومستويات التلف :
- المضادات الحيوية:تعد بمثابة الفئة الدوائية المناسبة لعلاج التهاب الشغاف والتي يقوم بوصفها كعلاج رئيسي لمقاومة العدوى البكتيرية , مع اهتمام الطبيب بوصف نوع المضاد الحيوي الملائم لكل حالة بناءا على نوع البكتيريا المسببة
- الإجراء الجراحي : تقتضي حالات معينة من النوع الأكثر شدة إلى تبني الأسلوب الجراحي في العلاج حيث يخضع المرضى لجراحة تقويم وإصلاح الصمام التالف , أو اللجوء إلى استبداله في بعض الأحيان