قد تكوني سمعتي هذا الوصف لأحد المشكلات الإلتهابية الفيروسية التي قد يعاني منها بعض الأفراد ويقترن بظهور بقع من الطفح الجلدي المصحوب بالألم الحاد ويطلق عليه أيضا الهربس النطاقي وينتمي إلى نوعية الأمراض المعدية حيث يجب أن يتم عزل المريض في غرفة منفصلة وتكون له أدواته الخاصة كالمناشف وأدوات العناية الشخصية وتقدم له أطعمة صحية بعيدا عن وجبات أفراد الأسرة الآخرين, وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب الإصابة بالحزام الناري وطرق الوقاية الفعالة .
ماهو الحزام الناري ؟
تندرج تلك الحالة المرضية ضمن أنواع العدوى الفيروسية التي يسببها الفيروس نفس المسئول عن إحداث الإصابة بمشكلة جدري الماء أو الحماق وقد ينتشر في أي جزء من أجزاء الجسم وليس في منطقة بعينها ويرجع سبب التسمية بالحزام الناري إلى أنه يتشكل على هيئة حزام من الطفح الجلد وبما أنه يتخذ لونا أحمر فإنه يتم وصفه بالناري حيث يكون ملتفا ويحيط بأحد جانبي الحصر .
فمن خلال عودتك بالذاكرة وصولا إلى مرحلة الطفولة وتذكر أنك قد أصبت بالجدري المائي وتعافيت منه في صغرك ,ولكن مالاتعرفينه أن الفيروس يظل باقيا في حالة من السكون أو عدم النشاط في الأنسجة العصبية الواقعة بالقرب من الحبل الشوكي والدماغ , وبمرور عدة أعوام سوف تطرأ عليه حالة من النشاط بشكل مفاجىء وهذا مايتسبب في إصابة الشخص بالحزام الناري, ورغم أنه لايتطور ليصبح مهددا للحياة إلا أنه من الحالات التي تتركك مع إحساس شديد بالألم .
أعراض شائعة للحزام الناري
نتحدث هنا عن أكثر الأعراض شيوعا والتي تواجه معظم الأشخاص المصابين بالحزام الناري وغالبا ماتظهر آثارها على منطقة صغيرة تغطي جانب واحد فقط من الجسم وتشمل الأعراض مايلي :
- الشعور بآلام حارقة أو مايشبه إحساس الخدر ووخز الدبابيس في بعض الأحيان
- فرط الحساسية لمجرد لمس الجلد
- ظهور بقع من الطفح الجلدي المتهيج أحمر اللون الذي يندلع في غضون عدة أيام من بداية الإحساس بالألم
- تكون بثور جلدية مملوئة بالسوائل مع احتمالية تمزقها وانفجارها , وقد تغطيها قشور رقيقة
- الحكة الجلدية الشديدة .
الأعراض غير الشائعة للحزام الناري
في بعض الأحيان تطرأ مجموعة أخرى من الأعراض لكنها نادرة الحدوث مقارنة بسابقتها التي تعد أكثر انتشارا وتشمل :
- ارتفاع درجة الحرارة التي تتطور إلى حمى شديدة
- صداع مؤلم يشكل ضغطا على الرأس.
- الحساسية المفرطة تجاه مصادر الإضاءة الساطعة
- الإرهاق والتعب الجسدي والبدني
في البداية سوف يكون شعور الألم هو المسيطر كعرض أولي , وقد يظهر في صورة آلام شديدة وذلك بحسب مكانه الذي يظهر فيه على الجسم , فضلا عن إمكانية إصابة بعض الأشخاص بنطاق ناري دون أن يأتي مقترنا بطفحا جلديا , إلا أن حالة الحزام الناري عندما تأتي مصحوبة بطفح جلدي فإنه يأتي متخذا عدة أشكال على النحو التالي :
- حزام ملتف في المنطقة المحيطة بأحد جانبي الخصر.
- قد يتشكل هذا الحزام في صورة تهيج جلدي حول العينين
- حزام على جانب واحد من الوجه.
- قد يتشكل هذا الهربس النطاقي ليحيط بالرقبة في بعض الأحيان .
حان وقت استشارة الطبيب
في حالات خاصة محددة يصبح اللجوء إلى الطبيب للحصول على استشارته أمرا إلزاميا خاصة عند الإشتباه في معاناتك من مثل هذا الإلتهاب المعدي وتشمل الحالات التالية :
- إذا كان موقع ظهور الطفح الجلدي الحارق والمؤلم قريبا من العين : حيث أن عدم التدخل العلاجي الطارىء والسريع وبدون اتباع التدابير اللازمة فإنه من المتوقع أن يتسبب ذلك في إلحاق ضررمستمر بصحة العين
- بالنسبة للأشخاص المسنين الذين وصلوا لمرحلة متقدمة في العمر بحيث تتخطى أعمارهم 70 عامًا؛ حيث يعد عامل السن تزيد من مخاطر التعرض لمضاعفات شديدة لايمكن توقعها .
- في حالات ضعف المنظومة المناعية ، أو في الحالات التي تتأثر فيها مناعة أحد أفراد الأسرة .
- بعض الحالات التي يستشري فيها الطفح الجلدي ليصبح أكثر انتشارا ويصل الألم فيها إلى مستويات أكثر حدة .
أسباب الحزام الناري
يعد فيروس الهربس النطاقي هو العامل الأساسي المسئول عن التسبب في الإصابة بالحزام الناري وهو نفس ذات الفيروس المسبب لعدوى الجدري المائي, ويمكننا أن نستدل على وجود علاقة بين الإصابات السابقة خلال وقت مضى بجدري الماء وزيادة فرص مواجهة حزام النار ، فبعد إتمام عملية التعافيمن الجدري والمثول للشفاء التام فإن الفيروس يخترق الجهاز العصبي البشري متسللا ، ويظل في وضعية السكون لعدة سنوات قبل التحول إلى النشاط المفاجىء حيث يقوم بتوظيف الأعصاب واستغلالها للصعود إلى الجلد مؤديا للإصابة بالحزام الناري.
وعلى الرغم من ذلك , فإن السبب المحوري لإستعادة الفيروس لممارسة نشاطه بعد استغراقه أعوام في وضعية الخمول مازال غير معلوم ولم يتم استكشافه إلا أن الخبراء قاموا بترجيح كفة الضعف الطارىء علي المنظومة المناعية , لذلك فإن الأشخاص الأكبر سنا ,ومع تقدمهم في العمر يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري نتيجة لضعف المناعة الذي يصيب الأشخاص كنتيجة طبيعية لتوابع السن
عوامل خطر الإصابة بالحزام الناري
- تصبح إصابات الأشخاص أمرا وارد الحدوث إلى الدرجة التي تزيد من احتمالات الإصابة :
- إذا كان عمر الفرد متجاوزا سن 50 عاما حيث أن الغالبية العظمى من إصابات التعرض تقع في الفئة العمرية التي تتخطى سن 50 عاما.
- الإصابة ببعض الحالات الطبية الكامنة ومن أبرزها : الإضطرابات المسببة لضعف مقاومة الجهاز المناعي كفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV/AIDS)، والأورام السرطانية .
- فئات الأشخاص المصابون بالسرطان ويخضعون لجلسات العلاج الكميائي والإشعاعي حيث ينعكس ذلك على سلبا على مقاومتك للـأمراض وهذا من شأنه تحفيز وتنشيط عملية الإصابة بالحزام الناري
- قد يقع ضمن الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية مثل الستيرويدات، أو العلاجات الدوائية الخاصة بالتقليل من قدرة مقاومة الجسم للأعضاء الحية المزروعة .
آلية انتقال عدوى الحزام الناري
بما أنه يتم النظر إليه كمرض معدي أي ينتقل بين الأشخاص بحيث يمكن أن يتسبب الشخص المصاب في نقل عدوى الفيروس النطاقي إلى أي شخص ذو مناعة ضعيفة مضادة لجدري الماء , وتكون تلك العدوى مرهونة بقيامك بملامسة تلك البثور المفتوحة وبالأخص هذا السائل الذي تحمله والمنتشرة على الجلد في صورة طفح جلدي، ‘إلا أنه وجه الغرابة أن الشخص الآخر الذي تنتقل إليه العدوى سوف يصاب بجدري الماء وليس الحزام الناري
وكنوع من الإجراءات الإحتياطية الوقائية لكونك مصابا بالحزام الناري لابد من مراعاة البقاء بعيدا عن الفئات التالية حتى لايؤثر الأمر سلبيا على صحتهم وهم :
- من يعانون من ضعف في المنظومة المناعية
- الأطفال الرضع حديثي الولادة
- النساء الحوامل.
اقرأ أيضا عدوي فيروس الهربس أثناء الحمل وكيف يتم التعامل معه
أبرز مضاعفات الحزام الناري
في الحالات الخطيرة منه قد يتطور الحزام الناري مسببا مضاعفات جسيمة تؤثر على أعضاء حيوية في الجسم مثل :
آلام الأعصاب التالية للهربس: حتى مع زوال بثور الطفح الجلدي المليئة بالسوائل فإن الشعور بالألم قد يظل مستمرا لأن الضرر الواقع على الأعصاب سوف يجعلها تتجه بإرسال إشارات الألم عن طريق الخطأ إلى للدماغ مما يجعلك تعانين من آلام شديدة
التأثير على صحة الإبصار: في الحالات التي يظهر الحزام الناري قريبا من العين وهي الحاسة المسئولة عن الإبصار فإنه من المحتمل أن تتركها مع التهابات وتهيج مسببة للوخز في العين وقد يتطور الأمر لمشكلات عدم وضوح الرؤية وفقدان البصر
أمراض ومشكلات عصبية : قد ينشأ جراء التعرض للحزام الناري مشكلات ذات تأثيرات على صحة الدماغ الذي من المتوقع أن يتعرض للإلتهاب , وقد تتأثر أعصاب وعضلات الوجه , أو اضطرابات سمعية , فقدان الإتزان
التهابات جلدية: في الحالات التي لايتبع فيها الأسلوب العلاجي الأمثل لبثور الحزام الناري فإنها قد تتحور إلى إصابة البشرة بعدوى بكتيرية
علاج الحزام الناري
يجب أن تشمل الخطة العلاجية للحزام الناري العلاجات الطبية جنبا إلى جنب مع الأساليب المنزلية
أولا: العلاج الطبي
على الرغم أنه لايمكن القول بوجود علاج محدد للحزام الناري , إلا أن الطبيب يتجه إلى وصف أدوية علاجية معينة للحد من انتشار المرض على نطاق واسع والسيطرة على أعراضه , مما يعجل مع المثول للشفاء السريع مع التقليل من احتمال حدوث تطورات للحالة .
في الغالب تستغرق دورة الأعراض فترة تتراوح مابين أسبوعين- إلى 6 أسابيع ، فضلا عن إصابة غالبية الأشخاص بالحزام الناري مرة واحدة فقط في الحياة , ولكن لاوجود مايمنع تكرار الإصابة ثانية
ثانيا :العلاج المنزلي
- الحصول على حمام ماء بارد
- تجربة تطبيق كمادات الماء البارد على موقع بثور الطفح الجلدي مما يقلل من أعراض الحكة ويخفف مستويات الألم
- تهدئة أي شعور بالتوتر ومشاعر القلق المفرطة نظرا لإنعاكسها بشكل سلبي على المرض ليكون أكثر سوءا