نعرف جميعا كيف لشخص أن يعاني من الحساسية الجلدية وذلك بظهور ردود الفعل التحسسية في صورة التهاب, وطفح جلدي أو إحمرار في موقع الإصابة ولكن تلك المرة نحن أمام حساسية من نوع آخر تعرف (بالحساسية النفسية ) حيث نعتبرها سمة تميز الأشخاص مفرطي التأثر , فهناك تلك الدموع التي تنساب بسهولة فهل صادفت أصحاب تلك الشخصية من قبل؟ إنهم أشخاص يجب أن يتم تجميعهم ووضعهم في عالم خاص بهم بعيدا عن مجتمع متبلدي المشاعر ,وقبل أن نتعرف عن قرب عن السمات الشائعة التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص لابد من توجيه رسالة إلى أصحاب القلوب القاسية حتى يعرفوا أولا مع من يتعاملون ,وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايهمك عن الحساسية النفسية .
الحساسية النفسية
كيف أعرف أنني شخص حساس ؟
سنجد أن هؤلاء الأشخاص تحديدا يمكن أن تؤثر بهم المواقف البسيطة بدرجة عالية من القوة والعمق مقارنة بالآخرين خاصة عند خوض تجارب حياتية سلبية , وقد ينظر إليهم البعض بإعتبارهم من النوع الهش الضعيف الكئيب, أو المبالغ في ردود أفعالهم المتبناه إزاء مشكلات الحياة التي هم بصددها .
قد نكون سمعنا عن مصطلح الحساسية المفرطة كأحد المصطلحات الطبية التي تصف الصدمة التي يتعرض لها الأشخاص والتي إن لم يتم علاجها على الفور فإنها تنتهي بتهديد حياتهم ,ولكن تلك المرة الأمر متعلق بالجانب النفسي ,حيث تصبح البيئة المحيطة مصدر تلك الحساسية , لذلك فإن الأشخاص من هذا النوع تكون استجابتهم للضوضاء الصاخبة والحشود والزحام أقوي , ويشمل ذلك الأفكار والمشاعر ,فضلا عن امتلاكهم درجة عالية من التعاطف مع الآخرين الذي عانوا من آلام وأوجاع في حياتهم, ويتم اعتبارهم من أكثر فئات الأشخاص الذين لديهم ذكاء عاطفي , وعلى الرغم من كون الحساسية النفسية ليست مدرجة ضمن قوائم الأمرض أي لانقصد بها مرضا إلا أن تبني أسلوب خاطىء في التعامل معها قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بإضطرابات أو اختلالات نفسية .
في السطور التالية سوف نتجه إلى رصد المعالم التي تصف الأشخاص فائقي الحساسية بالإضافة إلى الطرق الفعالة للتعامل الأمثل مع الأمر
ماذا تعني الحساسية النفسية ؟
يتضمن علم النفس العديد من المصطلحات التي قام العلماء والخبراء بصياغتها حيث قام كلا من إلين آرون وآرثر آرون بوضع هذا المفهوم , وأطلقوا عليه الحساسية النفسية وذلك في منتصف تسعينيات القرن العشرين.وقد وصفت إلين آرون الشخص الذي يتسم بفرط الحساسية ومنذ ذلك الحين دخل الإهتمام بهذا المفهوم حيز الإهتمام
الأسباب الشائعة لفرط الحساسية النفسية
أكدت الدراسات التي قام الأطباء بإجرائها, والتي اتجهت إلى مسح كامل لأدمغة الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية بدرجات عالية بأنه تم العثور على جرعة عالية من النشاط المكثف وتحديدا في أجزاء الدماغ ذات الصلة بمراكز الإدراك وأحاسيس التعاطف ,علاوة على الإستجابة القوية لمختلف المثيرات الإيجابية والسلبية .
وقد دعم الخبراء تلك الآراء بوجود عدد من العوامل التي تزيد من فرط الحساسية لدى الأشخاص
المستوى العميق في المعالجة : يتمتع الأشخاص ذوي المستويات العالية من الحساسية بدقة الملاحظة التي تنطوي على تفحص مختلف التفاصيل العميقة للبيئة المحيطة بهم, فضلا عن اتجاههم إلى تبني أوجه المعالجة المعلوماتية بنمط عميق , ويتضمن هذا الإحساس أقصى مستويات التعاطف ,بالإضافة على العواطف القوية الموجهة إزاء الآخرين , حيث يغرق الشخص في عالم من الخيال النشط , مع سلوكيات التأمل العميق .
الشدة النفسية : مصطلح الشدة يقصد به الألم النفسي الذي يتم اختباره من قبل الأشخاص الذين يتمتعون بنسبة حساسية مرتفعة من فيض المشاعر العميقة بمستوى عالي من القوة , حيث لايقتصر الأمر على مخزون المشاعر السلبية لديهم فقط بل يوجد أيضا أيضا مشاعر أخرى إيجابية بدرجات أعمق مما تتواجد لدى الآخرين .
اقرأ أيضا متلازمة الاحتراق النفسي .. مابين ضغوط العمل وعدم التقدير
سمات الحساسية النفسية المفرطة
اضطرابات الصحة النفسية معروفة بشكل واضح لدى الجميع , ومن أمثلتها اضطراب الإكتئاب , القلق , الفصام , الإضطراب ثنائي القطب , لكننا من جانب آخر لانعتبر الحساسية النفسية جزءا من الإضطرابات النفسية,إلا أن معدلات التأثر تصبح أعلى وأكثر تعاطفا لدى من يتمتعون بفرط الحساسية إزاء مايمكن أن يصادفهم من مواقف حياتية تلعب على الوتر النفسي الداخلي , لذلك تزداد احتمالات التعرض لأنواع معينة من الضغوط والتوترات والتي ترفع مخاطر الوقوع تحت الضغط النفسي المكثف, ومن أمثلة تلك المشكلات الإضطرابية الشائعة : القلق والتوتر والإكتئاب .
ويتسم الشخص مفرط الحساسية بمجموعة من السمات المميزة , وتشمل :
- الإحساس بالإجهاد المفرط , مع شعور بالضيق, والإنزعاج من مختلف المثيرات كمصادرالضوضاء الصاخبة , الزحام الشديد
- تبني أنماط من التعاطف القوي مع الأشخاص الآخرين , والتماس مختلف الأعذار لهم
- من السهولة أن تتساقط الدموع جراء نسب التأثر العالية التي يمكنها المساس بقلوب الأشخاص وخاصة جراء مشاهدة الأفلام أو المسلسلات الدرامية، أو التفاعل المتين والإندماج القوي مع أشخاص الأفلام بشكل غير طبيعي
- تكرار مشاهدة الرؤى والأحلام
- فرط البكاء الذي يجعل الشخص غارقا في نوبات من الدموع المتساقطة
- التمتع بملكة خاصة من الملاحظة الدقيقة لكافة الأشكال الجمالية الموجودة في الطبيعة أو مايواجهك من مواقف نابعة من الحياة والشعور بقوة الإمتنان والشكر الداخلي
- المعاناة من اضطرابات تجلب مزيدا من التوتر المزمن
- اضطرابات النوم والأرق الليلي
طرق التعامل مع الشخصية الحساسية
كما ذكرنا بأن الحساسية النفسية لايتم التعامل معها كإضطراب نفسي إلا أنها قد تشكل أحد العوامل التي تقود إلى إصابة الأشخاص بالقلق والاكتئاب، لذا من الأفضل اتباع مجموعة من التدابير التي تساهم في المحافظة على نفسيته ومساعدتك على التكيف مع حساسيتك , بل واستثمارها لما يعود بالنفع على كافة الأوجه الحياتية , كما أمه من الملاحظ أن ذوى الحساسية المفرطة يمتلكون قدرا فائقا من المهارات الإبداعية ولكي يتم التعامل معهم بشكل أفضل لابد من مراعاة :
- الإبتعاد عن شتى المواقف المؤذية التي يمكن أن تحفز مزيدا من القلق والتوتر
- سوف تكون الأفلام الكوميدية حلا أفضل لتحسين النفسية بعيدا عما يمكن أن يثير أعصابك وإزعاجك من درجة التأثر العالية في الأفلام الدرامية
- محاولة العثور على طرق لإفراغ كتلة المشاعر والأفكار المكبوتة, ومن أمثلتها الرسم والتلوين والكتابة
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
- اتباع مجموعة من الممارسات الصحية مابين ساعات كافية من النوم , الخلود إلى الفراش في موعد ثابت , اختيار قطع من الملابس لإرتدائها بشكل مريح , الحصول على حمام ماء دافىء , تجربة العلاج بالروائح بواسطة الزيوت العطرية الطبيعية التي من شأنها تهدئة الأعصاب مثل زيت اللافندر العطري مما يخفف من صعوبات التعرض لأنماط من النوم المضطرب والكوابيس المفزعة.
- آداء مجموعة من التمارين الفعالة القائمة على التنفس العميق مع التقنيات المعززة للإسترخاء مثل تمارين اليوجا، لتقليل حدة الشعور بالتوتر.