يمكن أن تكوني قد صادفتي مثل تلك الحالة من قبل أو شاهدتي إحدى صديقاتك المصابات بهذا النوع من الإضطرابات الوراثية التي تستهدف صبغة الميلانين تلك الصبغة الطبيعية المسئولة عن إعطاء لون معين للشعر والجلد والعين, وتتولى إنتاجها الخلايا الصباغية إلا أن الأمر المحزن أن كثيرا مايتعرضون للتنمر بسبب اختلاف لون بشرتهم وشعرهم وأعينهم بحيث تصبح أفتح مقارنة بالأشخاص العاديين إلا أننا نأمل أن تتغير تلك النظرة المختلفة التي يتم النظر بها إلى الأشخاص لمجرد أننا لم نعتاد على مظهرهم المتميز عن باقي البشر وسوف نتعرف من خلال مقالنا التالي طرق فعالة للتعايش مع اضطراب المهق .
حول اضطراب المهق
سواء أطلق عليه المهق أو البرص أو مرض ألبينو فإنه حالة من الحالات الوراثية الموجودة ليس عند البشر وحدهم بل تم رصدها لدى الحيوانات والكائنات البحرية أيضا وقد تم إرجاع حدوث ذلك إلى الخلل الذي يصيب التركيب الحيوي لصبغة الميلانين وسوف يمكننا التعرف على المرض بشكل تفصيلي مما يساعدنا على حسن إدارته والتكيف معه على النحو الأمثل من خلال مجموعة التدابير التي سنتعرف عليها في السطور التالية
ما هو المهق؟
عندما تنخفض مستويات صبغة الميلانين التي تشكل العامل الرئيسي الذي ينسب إليه تحديد لون البشرة والشعر والعينين فإننا نكون أمام اضطراب يطلق عليه المهق الوراثي ,ولكن الأمر لايتم بنفس النمط لدى جميع الأشخاص فقد يكون التصبغ كاملا لدى أحدهم وجزئيا أي غير كامل لدى شخص آخر
يوصف لون جلد هؤلاء الأشخاص المصابين بالمهق بأنه عديم اللون وأفتح من بشرة الآخرين ويشمل ذلك أيضا لون الشعر والعيون ونتيجة اختلافهم في المظهر يقوم بعض الأشخاص المتنمرين بالسخرية منهم والتقليل من شأنهم , وممارسة أشكال التمييز القاسية ضدهم مما يدفعهم أن يكونوا أكثر إنطواءا .
وبالنسبة للحساسية المفرطة تجاه أشعة الشمس فإن معظم المصابين بالمهق يكون جلدهم أكثر تحسسا من غيرهم مما يجعلهم أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بسرطان الجلد ,وعلى الرغم من أنه إلى الآن لم يتم التوصل بعد إلى طريقة علاجية لحالات المهق إلا أن يمكن أن يوفر الأشخاص الألبينو الحماية الكافية لبشرتهم ولمجال رؤيتهم من خلال اتخاذ عدة تدابير احتياطية
اقرأ أيضا مرض العظم الزجاجي.. ما هو؟ وكيف نستطيع التعامل معه؟
أنواع المهق
تتوقف العوامل المسببة في الأساس على نوع الاضطرب نفسه الذي ينقسم إلى عدة أنواع :
المهق العيني والجلدي (OCA): يحمل المهق العيني والجلدي عدة تأثيرات على الجلد والشعر والعينين، وتتفرع إلى عدة مجموعات فرعية:
OCA1: ناتج عن إحداث خلل اضطرابي في إنزيم التيروزيناز الأمر الذي يترتب عليه ظهور عدد من الأعراض مابين لون أبيض في الشعر وبشرة شاحبة باهتة وعيون فاتحة (النوع الفرعي OCA 1a), أو إصفرار كلا من الجلد والشعر والعينين مع مظهر شاحب (النوع الفرعي OCA 1b)
OCA2: يرتكز السبب الرئيسي حول حدوث خلل جيني ويحدث بشكل أكثر تحديدا في اثنين من جينات OCA المسببة لحالات انخفاض إنتاج الميلانين. ويتميز الأشخاص الذين يعانون من تلك الفئة الفرعية OCA 2بعدة ملامح خلقية حيث يمتلكون عيون جنبا إلى جنب مع بشرة شاحبة فضلا عن امتلاك حواجب قد تكون صفراء اللون أو بنية فاتحة .
OCA3: هذا النوع الثالث نتاج خلل في جين معين يطلق عليه TYRP، الأمر الذي يتسبب في جعل الأشخاص الذين يعانون من هذا المهق لديهم بعض السمات المميزة فيما بين بشرة بنية حمراء أو بشرة عسلية مع عيون بنية.
OCA4: النوع الرابع يتسبب في إحداث شكل من أشكال الخلل الإضطرابي في بروتين SLC45A2، وتتشابه أعراض الأشخاص المصابون به مع أعراض فئة OCA2
المهق العيني (OA):يزداد بشكل أكثر شيوعا لدى الذكور من الرجال وينشأ عن أحد الطفرات الجينية في الكروموسوم X وترتبط بظهور عدة أعراض لدى الأشخاص المصابين بالمهق العيني وتتنوع بين لون طبيعي مشابه للاشخاص العاديين على الشعر والجلد والعين بدون أن يتواجد لوت في شبكية العين .
علامات وأعراض المهق
من أكثر الأعراض الشائعة التي يمكن ملاحظتها على الأشخاص المصابين بالمهق مايلي :
- الجلد: كشكل من أشكال اضطرابات التصبغ الطارئة على صبغة الميلانين الطبيعية فإنه يمكن أن يكون لدى الأشخاص الألبينو ألوان في بشرتهم تتنوع فيما بين الأبيض إلى البني.فضلا عن وجود تشابه بين جلد بشرتهم وبشرة والديهم أو أشقائهم غير المصابين بالمهق.
- من السمات التي يشترك فيها معظم المصابين بالمهق بروز عدد من الحالات الجلدية التي تنطوي على ظهور بقع النمش أو الشامات (سواء مع أو بدون تصبغ – ومن أكثر مايميز الشامات غير المصحوبة بتصبغ أنها عادة مايكون لونها وردي) وفي بعض الأحيان قد تنشأ بقع جلدية من النمش كبير الحجم
- الشعر: يشمل اضطراب التصبغ لون الشعر ومايتصل به من امتلاك هؤلاء الأشخاص شعر مختلف الألوان بداية من الأبيض إلى البني وبالعودة إلى مرحلة الطفولة عندما كان هؤلاء الأطفال صغارا فمن الوارد أن يكون شعرهم أسود اللون
- لون العين: من خلال التدقيق في لون عين شخص مصاب بالمهق يمكن إيجاد أن عينيه ذات لون أزرق فاتح ولكن هذا ليس اللون الوحيد بل أن فئات الأشخاص المصابون بالإضطراب سيكون لديهم ألوان عيون مختلفة فيما بين الأزرق الفاتح إلى البني ومع تقدم السن سوف يطرأ عليها بعض التغيرات
- وظائف العيون: لايتوقف الأمر على لون العين فقط بل يلقي المهق بتأثيرات مباشرة على وظائف العين مما يجعل الشخص يواجه مشكلات عديدة مثل الرأرأة وفيها يحدث التحرك المتكرر والمستمر للعينين ذهابا وإيابا بالإضافة إلى مشكلة الحول التي تفقد معه العينين القدرة على تركيز النظر في اتجاه واحد ويتضمن ذلك أيضا مشكلات العين الشائعة مثل قصر النظر أو طول النظر ، الحساسية المفرطة تجاه مصادر الضوء الساطعة ويضاف إلى المشكلات أيضا حدوث انحناء فيي مقلة العين مما ينتج عنه حدوث تشتت في الرؤية وعدم وضوحها
جنبا إلى جنب مع تلك الأعراض التي قمنا بذكرها توجد مجموعة من الأعراض الأخرى لذلك من الأفضل استشارة الطبيب فورا
حان وقت الطبيب
يصبح الأمر حتميا بالرجوع إلى الطبيب سواء كنت تعاني أنت أو طفلك من الأعراض التالية وتشمل :
- انخفاض مستويات الرؤية
- الرأرأة التي تنطوي على حركات العين اللاإرادية السريعة وعدم ثبات النظر إلى الأشياء
- قلة مستويات الصبغة في الشعر أو الجلد عند ولادة الطفل
- نزيف دموي صادرمن الأنسجة الداخلية المبطنة للأنف ويطلق عليه الرعاف
- الإصابة بالكدمات بمنتهى السهولة
- الإصابة بالعدوى المزمنة
من غالبا ما يصاب بالمهق؟
هذا السؤال من الأسئلة الهامة والذي يتضمن أكثر فئات الأشخاص عرضة للإصابة بالمهق ففي الواقع لايوجد مرحلة عمرية بعينها يؤثر فيها المهق على الأشخاص إلا أننا نستطيع القول بأنه من الأمراض شائعة الحدوث نسبيا
ما هي عوامل الخطر الرئيسية لزيادة خطر الإصابة بالمهق؟
يتم إدراج المهق ضمن الأمراض الوراثية المرتبطة بوجود تاريخ عائلي وراثي فإذا كان أحد الأفراد ضمن شجرة العائلة كان مصابا بالمهق فمن المحتمل أنك معرضة بنسبة كبيرة لمخاطر الإصابة
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة في تشخيص المهق؟
يمكن إتباع عدة إجراءات تشخيصية يحددها الطبيب على النحو التالي :
- يضع الطبيب خطة فحص بدني شاملة
- يجب أن يسأل الطبيب المريض عن التغيرات الصباغية التي يمكن ملاحظتها
- إجراء فحوصات طبية شاملة للعين العضو الأكثر تأثرا وبناءا عليها يتم وضع تقييمات لحالات الرأرأة والحول وحساسية الضوء مع إجراء فحص قياس موجات الدماغ التي يتم إنتاجها عقب تركيز الضوء على كل عين على حدة
- عقد مقارنة بين حالات تصبغ طفلك مع باقي أفراد الأسرة الآخرين
- قد تكون الحاجة ضرورية لإجراء الاختبار الجيني بغرض اكتشاف العيوب الجينية ذا الصلة بالمهق
ما هي التدابير الوقائية لمصابي المهق ؟
لايمكن التسليم بوجود تقنة علاجية يمكن اعتمادها كليا كعلاج للمهق إلا أنه يمكن تحقيق السيطرة على الأعراض ومحاولات الحد من الأضرار الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس وقد تشمل خطوات العلاج مايلي :
- عدم التعرض بشكل نهائي لأشعة الشمس المباشرة : مع مراعاة ارتداء النظارات الشمسية بالإضافة إلى أنواع الملابس المصنوعة من مواد وقائية توفر الحماية الكاملة للبشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية
- تجنبي الخروج بدون تطبيق كريم الوقاية من الشمس مناسب لنوع بشرتك على أن يكون بمعامل حماية من الشمس (SPF) لا يقل عن 30
- الإهمام بإتباع نصائح الطبيب فيما يخص إجراء تصحيح لمشاكل الرؤية باستخدام النظارات المناسبة بناء على فحص نظر وليس بطريقة عشوائية
- يمكن أن يوصي الطبيب أيضا للأشخاص المصابين بالمهق بالإجراء الجراحي كعلاج مناسب للخلل الذي يصيب حركات العين والذي يتم تشخيصه بأنه غير طبيعي
- ينصح الطبيب أيضا بالإلتزام بفحوصات العين الدورية الدقيقة والمنتظمة على النحو الموصوف من قبل الطبيب وفي بعض الأحيان يمكن أن يوصي المصابين بإرتداء العدسات اللاصقة
- قد يصف الأطباء جراحة العيون لتقليل مشكلات الرأرأة والحول، مما يساعد على تحسين مجال الرؤية وتعزيز وضوحها
- تساعد فحوصات صحة الجلد التي يتم اجرائها كل عام الأطباء على تقييم مستوى الضرر، وخاصة خطر الإصابة بسرطان الجلد