عندما يتعلق الأمر بالقدرات الحركية فإن يحتاح منا إلى مزيد من الإهتمام خاصة مع الحالات الطبية التي من شأنها التسبب في تشوهات شديدة في العظام ,والعضلات الأمر الذي يصبح مهددا بفقدان الحركة , واليوم سوف نتناول تلك المشكلة الطبية التي تعرف بالنخر اللاوعائي أو العظمي, والتي تنتج عن نقص إمدادات الدم إلى العظام وقد ينشا هذا جرء التعرض لإصابة ما وهذا هو الأمر الشائع إلا أنه يمكننا توقع حدوث ذلك بدون مواجهة أي إصابات .. وسوف نتناول من خلال مقالنا التالي أسباب النخر اللاوعائي المسبب لتشوهات العظام .
حول النخر العظمي وانقطاع التروية الدموية
توجد العديد من المضاعفات الناجمة عن ضعف أو انقطاع الدورة الدموية التي تترك تأثيرها في المقام الأول على الأوعية الدموية أو الشرايين, وهذا مايجعل الشخص يشعر بآلام في الساقين أو القلب ويمكن أن يتطور الأمر إلى مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية , وسوف نتحدث عن حالة ذات صلة تعرف بالنخر اللاوعائي الذي تم إدراجها ضمن الحالات الطبية المتعلقة بالإنقطاع التام وتوقف التدفق الطبيعي للدم المغذي للعظام, لتكون النتيجة أمامنا تدمير الخلايا العظمية, وموت للنسيج العظمي .
ماالمقصود بالنخر اللاوعائي ؟
يتم إرجاع السبب الرئيسي لهذا الوضع الطبي إلى انقطاع في التدفق الدموي إلى العظام , الأمر الذي يصيب الأنسجة العظمية بحالة من التدهور , وتتعدد المسميات التي تصف تلك المشكلة مابين (النخر العظمي) أو (احتشاء العظام)، وهي لاتصيب عظام منطقة بعينها في الجسم بل يشمل ذلك أي عظمة موجودة في جسمك , إلا أن عظام كلا من الورك , الكتف , الركبة , المعصم تمثل الأجزاء الشائعة التي تشهد حدوث تلك الحالة .
أسباب النخر اللاوعائي
كما ذكرنا بأن حدوث توقف أو انخفاض في مستويات التدفق الدموي الذي يصل إلى العظام هو العامل الأساسي لمعاناة عظامك من النخر الوعائي , ولكن ليس هذا السبب الوحيد بل يصاحبه مجموعة من المسببات الأخرى التي تأتي جنبا إلى جنب مع تلك العوامل ومن ضمنها :
1- الإصابات
يمكن أن يتسبب تعرضك لأحد صدمات السقوط العنيفة , أو حوداث السير في إصابة العظام بالكسور أو الإصابات الرياضية ,وكلها أسباب أيضا تؤدي بالشخص إلى الإصابة بخلع في المفصل والتي يحدث على أثرها انفصال للعظام مما يدفعها للخروج من موقعها الطبيعي وتلك أسباب متوقعة تهدف إلى أضرارفي الأوعية الدموية مسببة تلفها مما يعيق وصول الدم إلى العظام , وذلك مايقود إلى خطر النخر اللاوعائي.
2- استهلاك أدوية الكورتيكوستيرويدات
إن اعتياد استهلاك الفئة الدوائية التي تعرف بالكورتيكوستيرويدات والتي عادة مايتم الإستفادة منها كمضادات التهاب وتتوافر في عدد من الأشكال مابين الحقن , والأقراص , وعادة مايتسبب تناولها على المدى الطويل في زيادة حجم المخاطر المحتملة للإصابة بالنخر العظمي اللاوعائي , وذلك لسيطرة اعتقادا سائدا لدى العديد من الـأشخاص بوجود آثار جانبية مصاحبة ترتبط بتراكم رواسب الدهون في الأوعية الدموية , مما يشكل حائلا يمنع عملية تدفق الدم طبيعيا
اقرأ أيضا 5 فواكه تساعد بشكل رئيسي في العمل على تقوية العظام
3- إدمان المشروبات الكحولية
هؤلاء الأشخاص مدمني المشروبات الكحولية الروحية يصبحون من ضمن أكثر فئات الأشخاص الذين يعانون من حدوث تراكمات دهنية في الأوعية الدموية من الداخل , مما يعمل على تعسر التدفق الدموي إلى العظام .
4- الإصابة بالأمراض المزمنة
نوع من الأمراض التي تصاحب الشخص على المدى الطويل , وتشهد تقدما بشكل بطىء وعلى الشخص أن يتعايش معها محاولا التأقلم مع آثارها , ومن أمثلتها الشائعة مرض الذئبة الحمراء , فقر الدم المنجلي، وداء غوشر الذي يعد من الأمراض الوراثية النادرة والتي يزيج على أثرها فرص الإصابة بالنخر اللاوعائي.
5- العلاج الإشعاعي
من بين الطرق العلاجية الشائعة التي ينصح بها لمرضى السرطان سنجد أن العلاج الإشعاعي الذي يوظف موجات ذات طاقة عالية يتم توجيهها على منطقة معينة من الجسم من ضمن الخطة العلاجية للأورام السرطانية وقد تم اعتباره من مسببات تلف الأوعية الدموية مما يترتب عليه حدوث النخراللاوعائي
أعراض النخر اللاوعائي
من الأمور المتعلقة بالنخر اللاوعائي أنه في الغالب يشهد حالة من التطور التدريجي البطىء , أي أن المريض لايتمكن من ملاحظة أي أعراض في المراحل الأولية المبكرة , إلا أنه يقترن في الحالات الأكثر تقدما بمجموعة من الأعراض وتشمل :
1-نوبات من الألم المتدرج
يتم اعتبار الشعور بالألم من أكثر الأعراض التي يعاني في ظلها المريض أي يتم وصفه بأنه الأكثر شيوعا , وينطلق في البداية متخذا شكل الألم الطفيف الخفيف ثم يتفاقم بشكل تدريجي بمرور الوقت , ويمكن توقع زيادة شدة الإحساس المؤلم مع آداء الحركات العادية أو ممارسة ضغطا على موقع المفصل المصاب
2- إعاقة الحركة
سوف يطرأ نوعا من ضعف القدرات الحركية كإنعكاس لفقدان المفصل المصاب لمرونته مما يشكل صعوبات جسيمة في تحركيه بشكل طبيعي , ويترك ذلك تأثيره السلبي على ممارسة الأنشطة الحياتية اليومية المعتادة
3- تصلب المفصل
يكون المفصل المصاب في حالة من التصلب والتيبس التي يقصد بها محدودية الحركة المفصلية , ويتزايد الشعر بعد استغراق فترات طويلة من الراحة
4- التورم
في حالات خاصة , تتم ملاحظة انتفاخ وتورمات في مكان المفصل المصابا إلى الدرجة التي تتزايد معها حساسيته مع الشعور بالـألم لمجرد اللمس.
التأثيرات المحتملة للنخر اللاوعائي على الصحة العامة للعظام
تجلب الإصابة بالنخر اللاوعائي العديد من المخاطر ذات التأثير السلبي على صحة العظام خاصة إذا تم تجاهل الجانب العلاجي على نحو جيد وتشمل :
1- تدهور النسيج العظمي
من البديهي أن يقترن تعرض الخلايا العظمية للموت والتدمير النهائي ,إلى سيطرة حالة من الضعف والترقق مما يقلص من قدرة تحمل العظام للضغط الواقع عليها , ليصبح من السهل أن تتعرض للكسور المفاجئة
2- تشوهات المفصل
تعرض العظام إلى مستويات متدهورة يقود إلى وجود عيوب وتشوهات في المفاصل المصاب , وينشأ جراء ذلك تأثيرا سلبيا على الوظيفة الحركية للمفصل , ويترك شعورا بالألم الحاد
3- مضاعفات الفصال العظمي
في المراحل المتقدمة من المرض , قد تنشأ معها مضاعفات خطيرة وأضرار جسيمة تؤدي إلى مخاطر تلف المفصل بدرجة كبيرة , مما يجعلنا أمام حالة الفصال العظمي التي تجمع بين الألم والإلتهاب في المفاصل