قبل أن يصل الأمر إلى وضع متدهور يصعب التعامل معه فمن الممكن التنبؤ ببعض العلامات المبكرة التي لايكون ضررها خطيرة أو مميتا إلا أنها تتطلب منك توخي الحذر مستقبلا, فسوف يكون الأمر متعلقا بنوبة تحذير في البداية قبل وقوع خطر السكتات الدماغية , وهذا مايعرف طبيا ( بالنوبة الإقفارية العابرة )والتي تنطوي على انسداد في عملية سريان وتدفق إمدادات الدم الواصل إلى الدماغ ولكن بشكل مؤقت ومن هذا المنطلق يتم اعتبارها بمثابة سكتة دماغية صغيرة أو إعلان تحذيري .. وسوف نقدم من خلال مقالنا أعراض النوبة الإقفارية العابرة وطرق العلاج الفعالة
ماالمقصود بالنوبة الإقفارية العابرة ؟
ماالمقصود بالنوبة الإقفارية العابرة ؟
يرتبط حدوث تلك النوبة بخثرة أو تجمع دموي أو رواسب دهنية متراكمة تصنع عقبات أمام عملية تدفق الدم على نحو مؤقت وهذا مايشير إلى مصدر الإنسداد , وهذا مايقود إلى ظهور أعراض شبيهة بالسكتات أو جلطات الدماغ إلا أنها سرعان ماتتلاشى في غضون مايتراوح بين عدة دقائق إلى 24 ساعة , ورغم ذلك فإنها تصنف ضمن الحالات الطبية الطارئة التي لاينبغي تجاهلها بل تستلزم التدخل العلاجي الفوري حيث تمثل مؤشر خطر على وقوع سكتة دماغية متكاملة في وقت لاحق
ومن خلال وصف دقيق للنوبة الإقفارية العابرة سوف نجد أنها لحظة تتسم بالغرابة لاتتجاوز بضع دقائق من تعب أو دوار مفاجىء مصحوب بغيوم أمام المجال البصري , مع إحساس بثقل في أطراف اليدين أو القدمين ,إلى جانب صعوبات تؤثر على القدرة على النطق , وفي ظل الإختفاء السريع للأعراض فإنها قد تمر مرور الكرام دون أن ينتبه إليها الشخص وقد يعتقد أنه مجرد دوخة عابرة وخفيفة بينما تحمل ناقوس خطر مهددا لخلايا الدماغ والقدرات الإدراكية
اقرأ أيضا 4 فئات نسائية أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية
الأعراض الشائعة للنوبة الإقفارية العابرة
اضطرابات الرؤية
تأتي الأعراض متشابهة بشكل كبير مع الأعراض العامة المتعارف عليها للسكتات الدماغية وتشمل :
- الشعور بالضعف أو التنميل والوخز والذي غالبا مايرتكز في جانب واحد من الجسم أو الأطراف
- اضطرابات الرؤية , والمتسببة في ضبابية الرؤية وعدم وضوحها أو المعاناة من رؤية مزدوجة
- صعوبات كلامية أو تشوش لغوي
- اضطراب التوازن الجسدي مما يسبب الدوار والدوخة وثقل الرأس
أسباب علمية لتفسير ظاهرة النوبات الإقفارية العابرة
1-اضطراب الحاجز الدموي الدماغي
اضطراب الحاجز الدموي الدماغي
بالنسبة للتوقف المؤقت لمسار سريان الدم الطبيعي فإنه يتسبب في زيادة عوامل نفاذية طبقة الحاجز الذي يتولى حماية الدماغ من التلف , وهذا مايتيح الفرصة للسماح بحدوث تسريب للمواد الإلتهابية التي تترك تأثيرها على خلايا الأعصاب ذات الطبيعة الحساسة
2-نتاج تراكم البروتينات السامة
بناءا على معتقدات الخبراء في مجال الطب فإن تلك النوبة ترتبط بتحفيز الإلتهابات داخل الجسم على النحو المؤدي لتراكم بروتينات معينة مثل الأميلويد وهي ذاتها ذات الصلة بمرض الزهايمر
3-عدم إدراك حدوث النوبات الصغيرة على الإطلاق
بعض المرضى لايستطيعون إدراك تلك النوبات الطفيفة حتى مع وقوعها على نحو متكرر حيث يعتقدون أنه يجب عليهم عدم المبالغة وأن الأمر لايتعدى كونه تعب عادي , وهذا ماينشأ عنه تلف تراكمي صامت في الأوعية الدموية المسئولة عن تغذية مراكز الذاكرة والتخطيط في الدماغ
4-الخرف الوعائي
الخرف الوعائي
يشير هذا المصطلح الطبي إلى ضعف الإدراك الوعائي المعبر عن وقوع مشكلة في الأوعية الدموية المختصة بتزويد الدماغ بإمدادات الدم , والتي ماإن واجهها أذى متواصل على مدار فترة زمنية طويلة , فإن الدماغ يكون أكثر عرضة لفقدان كفاءته الوظيفية القائمة على إمداد الخلايا بالأكسجين وهذا هو منشأ الخرف الوعائي الذي يتسم بالتأثير السلبي على قدرات التفكير المنطقي المنظم
الخيارات العلاجية
الأسبرين
بالنسبة لطريقة العلاج المثلى التي لابد من تفعيلها للتعامل مع النوبات الإقفارية العابرة فإن الطبيب عادة مايتجه إلى وصف أدوية من فئة مميعات الدم المانعة للتجلط مثل الأسبرين بالإضافة إلى العقاقير العلاجية المضادة للصفيحات وذلك لدرء مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية , مع الإهتمام بالإدارة الجيدة للمشكلات الصحية الكامنة مثل ارتفاع ضغط الدم ,أو فرط الكوليسترول الضار
أما عن استراتيجيات الوقاية فإنها تشمل إدخال بعض التعديلات على الأنماط الحياتية والمتضمنة للأنظمة الغذائية الصحية , جنبا إلى جنب مع ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم , والإقلاع عن التدخين , وتجنب تناول المشروبات الكحولية ,وتحقيق هدف السيطرة على الأمراض المزمنة, بالإضافة إلى متابعة قياس مستويات سكري الدم لتفادي حدوث تلف وتضرر للأوعية الدموية الدقيقة
مامدى خطورة النوبات الإقفارية العابرة ؟
مامدى خطورة النوبات الإقفارية العابرة ؟
نستطيع أن نقول أن شخص ما مصاب بنوبة إقفارية عابرة عندما يعاني من إنقطاع في التدفق الدموي إلى جزء معين من الدماغ ولكن بصفة مؤقتة وليست دائمة , وتستغرق النوبة عدة ثوان أو بضع دقائق , قبل استعادة حالته الطبيعية مرة أخرى
وعلى الرغم من أن الأمر لايكون بالخطورة المتوقعة على الصحة حيث تكون استجابة المريض لإسترداد وعيه ووظائفه سريعة , إلا أن هناك تداعيات معينة تترك تأثيراتها السلبية على صحة الدماغ خلال مروره بتلك اللحظات التي يخلف خلالها هذا التدني الحاد في مستويات الأكسجين أثرا خفيا وصامتا على الأنسجة العصبية
معظم الأطباء يضعون تشبيها ملائما لتلك النوبات لكونها تمثل جرس إنذار يطلق تحذيرات سابقة قبل وقوع الخطر الأساسي الممثل في جلطات الدماغ الكبرى ويعتبر ذلك من المؤشرات القوية الأكثر بروزا التي يستدل من خلالها على ضعف الأوعية الدموية
بالنسبة لنوعية الإختلافات الجذرية بين النوبة الإقفارية والسكتات الدماغية فإنها تكمن في المدة المستغرقة, والأثر المتوقع لكلا منهما فالنوع الأول يصف جلطة مؤقتة في الدماغ لذلك لايمكن استكشافها بوضوح من خلال إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي , أما الثانية فإنها تعلن عن موتا حتميا في خلايا الدماغ , إلا أنه قد توصلت الأبحاث الحديثة إلى أن عملية الفصل بين الحالتين لاتشكل صعوبة مثلما يعتقد كثيرون , إلا أنه من الممكن أن ينتج عن النوبة التي تمر بشكل عابر نوع من التراكمات على المدى الطويل والتي تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الجوانب الإدراكية والمعرفية