بعد انتهاء فترة الحمل ,وولادة الطفل, وبداية جولة أخرى عليكي اجتيازها تتمثل في رعاية الطفل وحصوله على التغذية من حليب الثدي كل ذلك يؤدي إلى بروز بعض المشكلات الصحية لدى المرأة فكما ذكرنا أن تساقط الشعر ضمن الأشياء التي ستواجهينها بعد ولادة طفلك فإن حساسية الأسنان أيضا ضمن مايحتمل مواجهته ويتمحور مقالنا التالي في الإجابة على تساؤل هام يتمثل في عما إذا كان يوجد ارتباط بين حساسية الأسنان بعد الولادة وبين امتصاص الطفل للكالسيوم من الأم وهل توجد أسباب أخرى لحساسية الأسنان بعد الولادة هذا ماسنوضحه في مقالنا التالي حول حساسية الأسنان بعد الولادة.
حساسية الأسنان بعد الولادة
ستواجهك عزيزتي الأم بعد الولادة بعض المشكلات الصحية فبالإضافة إلى ترهلات بطنك وتلك المتعلقة بالمظهرمن ظهور للكلف وحب الشباب , توجد أيضا مجموعة مشكلات أخرى متعلقة بصحة فمك وأسنانك , وعلى وجه الخصوص حساسية الأسنان بعد الولادة .
حتى لو كنت تعانين فعليا من مشكلات اللثة والأسنان من قبل والتي تتضمن تغير في اللون وإصفرارالأسنان ,أو حساسيتها إلا أنها تصبح أكثر حساسية بعد ولادتك لطفلك وفي الوقت نفسه , توجد عدة معتقدات مثارة بين الأمهات التي يقومون فيها بتفسير الأسنان شديدة الحساسية واللاتي يعانين منها بعد الولادة بأن الطفل قد قام بإمتصاص مايحتاجه من عنصر الكالسيوم من أسنان الأم . ولكن مايعتقدونه ليس صحيحا تماما حيث توجد بعض الأسباب الأخرى المسئولة عن حساسية الأسنان بعد الولادة
لنوضح أولا مدى صحة ذلك المعتقد بأن حساسية الأسنان بعد الولادة ناتجة عن امتصاص الطفل الكالسيوم من أسنان أمه
نعلم جيدا مايصاحب الحمل من تغيرات وتأثيرات على صحة الفم ,ولكن ربما يكون ذلك مخالفا لما نعتقده حيث يقوم الطفل بإمتصاص الكالسيوم من أسنان الأم , ومن الجدير بالذكر أيضا أن الجنين الذي يريد تحسين نفسه بكافة العناصر الغذائية من البديهي أن يأخذها من الأم لذلك في حال لم تكن الأم لديها مايكفي من الكالسيوم لتغذية الجنين , فسوف يتجه مباشرة لإمتصاصه من عظام الأم ,ولن تترك تلك العملية أي تأثير يذكر على الأسنان .
اقرأأيضا 6 وصفات منزلية لتنظيف الجير من الأسنان
ولكن هذا أمر متعلق بوقت الحمل فهل يستمر هذا أيضا بعد الولادة ؟
بعد ولادة طفلك وأثناء الرضاعة الطبيعية , فالبا مايتم فقدان الكتلة العظمية بنسبة تتراوح بين 3 إلى 5٪. ويتمثل السبب الرئيسي في حدوث ذلك في أن الطفل يكون في حاجة لإمتصاص الكالسيوم أيضا بعد الولادة بل أن حاجته ستزداد لهذا السبب يمتص مايحتاجه من كالسيوم من عظام الأم عن طريق حليب الثدي.
من الجيد أن تعلمي , أنه بعد فطام طفلك ستتمكنين من استعادة كتلة العظام المفقودة وفي نفس الوقت يمكنك اللجوء للحصول على مكملات الكالسيوم تحت إشراف طبي والتي تعتمد الجرعة التي يجب أن تحصل عليها في الأساس على كمية حليب الثدي الذي تم إفرازه بالإضافة إلى مدة استمرار الرضاعة الطبيعية .لكن بصفة عامة لايمكن أن نتفق تماما أن حساسية الأسنان بعد الولادة ناتجة عن امتصاص الطفل للكالسيوم من أسنان الأم وفي كل الأحوال ربما لايتعلق فقد الأم للكالسيوم من عظام الجسم بكلا من الحمل والولادة , لكنه يرجع لأسباب أخرى على النحو التالي :
لماذا تعاني الأمهات من حساسية الأسنان بعد الولادة؟
أسباب حساسية الأسنان بعد الولادة
لنصحح مفهوما خاطئا ونتعرف سويا على الأسباب الجذرية وراء تلك المشكلات المتعلقة بصحة الفم والأسنان والتي تواجهك كإمرأة بعد ولادة طفلك , وتحديدا تلك الحالة التي تعد محور موضوعنا التالي حول حساسية الأسنان بعد الولادة والتي تنسب إلى عدة تغيرات تتعرض لها الأم خلال فترة الحمل ومن ضمن الأسباب الرئيسية للأسنان الحساسية مايلي:
1- الغثيان الصباحي والارتجاع الحمضي
يعد غثيان الصباح ذلك العرض الذي سيلازمك في فترة حملك ,وتحديدا في الأشهر الثلاثة الأولى ضمن الأسباب الأولية لحساسية الأسنان رغم أن قليلا من الناس فقط من يعلمون هذا السبب , إلا أن هذا الغثيان الصباحي له تأثير كبير على أسنان الأم , وذلك لأن القىء يأتي محملا بالحمض والذي من خلال ملامسته للأسنان فإنه يعمل على تآكلها , كما أن الحمل مسئول أيضا عن حموضة تجويف الفم علاوة على ان حالة الحموضة يمكن أن تطول وتستمر لفترة طويلة .
تلك الظروف بمثابة بيئة مهيئة لتكاثر البكتيريا ونموها.وبالتالي سيتزايد خطر تسوس الأسنان ، جنبا إلى جنب مع مايمكن أن يصيبك من تآكل الحمض الموجود على مينا الأسنان، مسببا حساسية الأسنان بعد الولادة.
2-تغير المرأة الحامل عاداتها الغذائية
العادات الغذائية بمثابة المقياس الذي نستطيع أن نحدد من خلاله درجة صحة الفم سواء أفضل أو أسوأ , لهذا السبب وفي ظل رغبتك الشديدة في تناول كل مايصادفك أثناء الحمل من وجبات خفيفة ,أو أطعمة سكرية أي تحتوي على نسب عالية من السكر والنشا كلها عوامل تعد ناقوس خطر لتسوس الأسنان لدى النساء الحوامل .
وبالطبع سينعكس أثر ذلك بعد الولادة كما أنك ربما لاتستطيعين التخلص من عاداتك الغذائية الخاطئة التي تستمرين في فعلها بعد الولادة ليتكرر نفس الشىء الذي حدث خلال الحمل . لذلك في حالة إهمالك الإهتمام بصحة أسنانك . فمن الصعوبة أن تتجنبي الألم وحساسية الأسنان بعد الولادة.
3-تطور أمراض اللثة
على الرغم من أن مشكلات اللثة وأمراضها من أكثر المشكلات شيوعا بين البالغين إلا أنك كإمرأة حامل قد تواجهينها أيضا ضمن مشكلات الحمل الشائعة وربما سمعتي عن التهاب اللثة أثناء الحمل الذي يعد المراحل المبكرة لمرض اللثة وتقترن تلك الحالة أيضا بعوامل هرمونية تتمثل في التغيرات الهرمونية التي تعمل على زيادة تدفق الدم إلى أنسجة اللثة مما يجعلها شديدة الحساسية وأكثرعرضة للتهيج والتورم.
علاوة على ذلك , فإنه يمكن أن تتداخل أيضا تلك التغيرات الهرمونية مع الإستجابة الطبيعية للجسم تجاه البكتيريا وتسبب أمراض اللثة. وفي حالة إهمال العلاج يمكن أن تتطور الحالة ويستمر الوضع لفترة طويلة جاعلا الاسنان حساسة بعد الولادة لذلك فالعناية بصحة الأسنان من الأمور الضرورية التي يجب الإنتباه لها جيدا .
3 طرق للوقاية من حساسية الأسنان بعد الولادة
من الأفضل في حالة مواجهة أي مشكلة من مشكلات الأسنان خاصة حساسية الأسنان ينبغي الذهاب لطبيب الأسنان للحصول على التشخيص الجيد وتحديد العلاج المناسب وتجنبا لحدوث تلك المشكلات يجب عليكي العناية الجيدة بصحة فمك أثناء الحمل وقاية لكي من حساسية الأسنان بعد الولادة ويمكنك تجربة بعض الحلول العملية وتشمل :
1-العناية بالأسنان أثناء غثيان الصباح
قد تتوقعين أنك لابد أن تلتقطي فرشاة أسنانك لتقومي بتنظيفها مباشرة بعد القىء , ولكن من الأفضل أن تحرصي أولا على شطف فمك بالماء الجاري العادي أو يمكنك الإستعانة بغسول الفم الطبي اليومي ويفضل أن يكون من أنواع الغسول الخفيف الذي يحتوي على الفلورايد وقد يمكنك صنع غسول الفم منزليا بحيث يكون خاص بك من خلال إضافة صودا الخبز (بمقدار ربع ملعقة صغيرة) إلى الماء لاستخدامه في حالة الشعور بالغثيان الصباحي .
قد يفيدك أيضا بالإضافة إلى ذلك مضغ العلكة الخالية من السكر بعد نوبة غثيان الصباح اليومية بما يمكن مستوى الرقم الهيدروجيني في فمك من العودة إلى مستويات محايدة , ويكون لذلك دور فعال في وقايتك من تآكل مينا الأسنان أثناء نوبات القىء المتكررة .
2-تحكمي في عاداتك الغذائية
قد تدفعك هرمونات الحمل إلى تناول المزيد والمزيد من الأطعمة فقد أصبحت لديك فجأة شهية متزايدة حتى للأطعمة التي لم يعجبك مذاقها يوما ما حتى أنك أصبحت تشتهين الأطعمة الحلوة والحامضية , وننصحك في هذا الصدد بأهمية اختيار وجبات خفيفة وصحية مع تجنب تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل , ومحاولة السيطرة على نفسك والتقليل من تناول الأطعمة عالية السكر مع اختيار البديل الآمن للتمتع بحمل صحي متمثلا في تناول الفواكه الطازجة والزبادي لتجنب كافة الآثار الضارة على صحة الفم.وهنا نقف امام أمر هام هو إن العناية بأسنانك منذ فترة الحمل سيساعد على تقليل مخاطر حساسية الأسنان بعد الولادة.
3-لا تفوتي الذهاب إلى طبيب الأسنان
الذهاب إلى طبيب الأسنان لفحص أسنانك من الأمور المتعلقة بالتغيرات الطارئة على صحة الفم لدى النساء الحوامل أثناء الحمل , لذا إذا كنت تعانين من أي مشكلات في الأسنان أثناء الحمل وبعد الولادة فإن ذلك من الأمور الهامة جدا .وبعض النظر عن إنشغالك الدائم في رعاية طفلك إلا أن عادة تنظيف الأسنان يجب أن تكون أسلوب حياة بالنسبة لكي مع الحرص إلى تنظيف الفرشاة مرتين يوميا مع مراعاة استخدام الخيط لتنظيف ما بين الأسنان بعد تناول الطعام للحفاظ على نظافة الفم بفعالية .
أما بالنسبة لحالة الأسنان الحساسة بعد الولادة، فيعود السبب في الغالب إلى تناول الأم الطعام والعناية بالفم خلال فترة الحمل. لذلك، منذ فترة الحمل، يجب أن تتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا وتحافظي دائمًا على عادات الفم الجيدة!