تنتمي جراحة القلب المفتوح ضمن نوعية العمليات الدقيقة التي يمكن أن يخضع لها الأشخاص الذين يعانون من مشكلة قلبية تستوجب إجرائها أي أنها تمثل إجراء طبي لابد منه في بعض الحالات الخاصة فقط حين يكون الأمر اضطراريا وتقتضي الحالة الصحية للمريض صنع شق جراحي في الصدر إلا أنه بمجرد ذكر اسمها فإن المريض غالبا مايستشعر الخوف, وتسيطر عليه حالة من القلق الممزوج بالرهبة الشديدة فلماذا يلجأ الطبيب إلى نصيحة المريض بتلك العملية على وجه التحديد ؟ وماحجم المخاطر المتوقعة ؟ سوف نجيب على كل تلك الأسئلة من خلال مقالنا .
حول جراحة القلب المفتوح
لكل عملية خطوات استعدادية مسبقة وجراحة القلب المفتوح كذلك أيضا ولعلها من أكثر العمليات التي بمجرد التلفظ بإسمها فإن ملامح الوجه تتبدل تلقائيا , وبما أنها يتم تصنيفها ضمن العمليات الكبرى فإنها تستدعي المكوث في المستشفي لفترة تصل إلى أسبوع وربما تتطلب حالتك مايتعدى تلك المدة , وتعد من بين الجراحات المنتشرة بشكل شائع بين الأشخاص البالغين والتي يقوم الطبيب خلالها بعمل شق للسماح بالدخول إلى عضلة القلب , أو الصمامات أو مايتصل بها من شرايين .
في بعض الأحيان يتم إطلاق اسم جراحة القلب التقليدية لوصف جراحة القلب المفتوح ولكن التطور في عالم الطب انعكس أيضا على تلك النوعية من الجراحات وأصبح إجرائها من خلال صنع فتحة واسعة في الصدر أمرا من الماضي بل أن الإتجاه الجديد سمح بإمكانية صنع شقوق صغيرة فقط دون الإضطرارا إلى الفتح على نطاق كامل
أهداف إجراء جراحة القلب المفتوح
يعتمد الهدف المحوري على أساس تحسين تدفق الدورة الدموية إلى نسيج العضلة القلبية فيما يطلق عليه مجازاة الشريان التاجي وهو الشكل الأكثر شيوعا لجراحات القلب المفتوح
يتم الخضوع لمثل تلك الجراحات تحقيقا لأهداف طبية خاصة ببعض فئات المرضى الذين يعانون من أمراض القلب التاجية حيث يستهدف الإجراء القيام بتحويل مسار للشريان التاجي .وبالنسبة لتلك المشكلة القلبية المعروفة أيضا بنقص تروية القلب فإنها ترتبط بحالة الضيق والتصلب التي تصيب الأوعية الدموية المغذية لعضلة القلب بالدم والأكسجين فيما يطلق عليه ( التصلب الشرياني)
ولعل العامل الأساسي المسبب للتصلب ينحصر في تلك التراكمات من الترسبات الدهنية التي تكون لويحات على جدران الشرايين التاجية وتؤدي تلك التكتلات إلى التسبب في تضييق الشرايين , مما يعوق مرور الدم بشكل سلس , ونتيجة هذا الحاجز المتكون فإنه تنخفض مستويات التدفق الدموي على نحو سليم وصولا إلى القلب . مما ينذر بخطر الإصابة بالأزمات القلبية
أهداف أخرى من وراء عملية القلب المفتوح
ليست تلك الحالة الوحيدة التي ينصح خلالها الطبيب بإجراء عملية القلب المفتوح بل توجد ظروف صحية معينة تجعل من الضروري إجرائها :
1-تقويم الصمام القلبي وإصلاحه أو تغيير الصمام المتضرر وذلك بما يتيح للدم فرصة المرور عبر القلب بدون معوقات
2- معالجة الأجزاء التالفة أو مناطق الخلل في القلب
3-زرع جهاز طبي منظم لضربات القلب من أجل تنشيط عضلة القلب بما يساهم في زيادة معدل النبضات القلبية على نحو سليم .
4-إجراء زراعة للقلب المتضرر واستبدالة بقلب سليم من أحد المتبرعين
5- محاولة إصلاح التشوهات الخلقية التي تعد بمثابة عيوب تصاحب الشخص منذ الولادة
اقرأ أيضا ارتخاء الصمام الميترالي.. هل سمعت عن تلك الحالة من قبل ؟
مخاطر عملية القلب المفتوح
تنطوي عملية القلب المفتوح على عدد من المضاعفات يصبح معها الشخص أكثر عرضة لعوامل الخطر على النحو التالي :
- لعلها من المخاطر الرئيسية التي تجعل الشخص معرضا للإصابة بعدوى التهابية في موقع الشق الجراحي الذي صنعه الطبيب في الصدر
- تزايد خطر الأزمات القلبية
- اضطراب نظم القلب مما يجعل ضربات القلب غير منتظمة
- التهاب رئوي وفشل كلوي
- الشعور بتشنجات مؤلمة في عضلات الصدر
- الإحساس بهبوط في درجة الحرارة في الجسم وصولا إلى حد الإنخفاض
- التشتت والشعور بالارتباك وانخفاض الذاكرة وتدني مستويات الإنتباه
- جلطات دموية
- النزيف الدموي المفرط الذي يؤدي إلى فقدان حاد للدم
- ضيق شديد في عملية التنفس
- الالتهاب الرئوي في صورة عدوى تصيب الحوصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو الأثنين معا
- تفاعلات تحسسية
- تعرض الأوعية الدموية المحيطة للتلف والتضرر
- جلطات الدماغ والتي تعرف بالسكتات الدماغية أمر وارد الحدوث
خطوات الإستعداد لإجراء عملية القلب المفتوح
عملية كبيرة مثل تلك الأنواع من الجراحات من المهم أن يعرف الطبيب بعض المعلومات الطبية عن حالتك الصحية وروتين الدواء الذي تحرصين على تناوله ضمن خطتك العلاجية, وهي بيانات من المهم أن تقومي بإخبار الطبيب عنها , ويشمل ذلك أيضا أي نوع من المكملات العشبية غير الموصوفة ,أو أي نوع من الفيتامينات المتعددة .فمن الضروري أن يتم الرجوع إلى الطبيب للحصول على استشارة طبية عن طبيعة أي حالات مرضية حتى لو كانت بسيطة كنزلات البرد أو الإنفلونزا,وسوف يتعين عليكي إتباع عدة إجراءات مسبقة قبل أسبوعين من تاريخ إجراء العملية ومن أبرزها :
- الإقلاع عن التدخين وتناول المشرويات الكحولية
- الإمتناع عن تناول مضادات التخثر التي تعرف بمميعات الدم , ومن أبرز أمثلتها الأسبرين والأيبوبروفين، والوارفارين
- يوجد إجراء مهم سيقوم الطبيب خلاله بتوجيه طلبه إلى المريض بضرورة استخدام نوع طبي محدد من الصابون الذي يقوم على تدمير مايتواجد على الطبقات السطحية من الجلد من بكتيريا وفطريات وذلك للحد,أوالتقليل من احتمالات الإصابة بأي شكل من أشكال العدوى الإلتهابية فضلا عن تقنين, عدة تعليمات خاصة بالأنظمة الغذائية والتي تشمل المأكولات والمشروبات والتي ينبغي الإمتناع تماما عنها وإيقاف تناولها فيما بعد منتصف الليل .
- وقد يوصي الطبيب أيضا بإجراء فحوصات معينة كنوع من التجهيز للعملية :مثل اختبار مراقبة حالة القلب أو سحب عينة الدم وإخضاعها للفحص
- استخدام المحاليل الوريدية التي تنطوي على تزويد الجسم بمحلول مغذي عن طريق الوريد
الخطوات المتبعة لإجراء جراحة القلب المفتوح
بالنسبة للمعدلات الطبيعية , فإنه من الشائع أن تتخذ عملية القلب المفتوح فترة تمتد مابين 3 إلى 6 ساعات وربما تتجاوز ذلك وتشمل الخطوات مايلي:
- إعطاء البنج الكلي للمريض من خلال حقن التخدير التي تسبب غياب الوعي حتى لايطرأ أي شعور بالألم على المريض خلال العملية
- يصنع الطبيب الجراح فتحة تعرف بالشق الجراحي بمنطقة أسفل الصدر من النتاصف بما يتراوح طوله20 – 25 سنتيمتر.
- من الضروري أن يتجه الجراح لتقطيع بعض من عظام القفص الصدري المتداخله بما يمكنه من فصلها عن بعض للتوضيح الدقيق للقلب
- يتم إيصال جسم المريض بنوع من الأجهزة الطبية ويطلق عليه جهاز المجازة القلبية الرئوية (Heart-lung bypass machine) والذي من خلاله يمكن متابعة القلب بصورة مرئية ويقوم على أساس الإبقاء على الدم بمكان بعيد عن القلب حتى تتاح الفرصة للجراح من إستكمال العملية وهذا الإجراء كان يتم الإستعانه به قديما إلا أن الإتجاهات الحديثة لاتعتمد عليه.
- يلجأ الطبيب إلى توظيف وعاء دموي سليم بهدف تمهيد أسلوب جديد للتدفق الدموي السلس بعيدا عن الوعاء المغلق .
- في النهاية, يلجأ الطبيب إلى إقفال العظام المفصولة من القفص الصدري ثم خياطة الشق الجراحي في الصدر
ما بعد إجراء عملية القلب المفتوح؟
في نهاية المطاف وفي المراحل النهائية من العملية وعند إفاقتك سوف يتم توصيل أنبوبين أو ثلاثة بعضلات الصدر، ولعل وظيفتها تنحصر في التخلص من السوائل الزائدة وتصريفها من المنطقة ماحول قلبك ,وفي بعض الأحيان , يمكن أن يزودك الطبيب بأنبوب موصول في ذراعك بما يفيد في تغذيتك , والأنبوب الثاني يتم توصيله إلى المثانة بغرض إفراعها والذي يكون هو الآخر موصول بأحد الأجهزة الطبية بما يفيد في التقييم الوظيفي الدقيق لعمل القلب .
بعد إتمام عملية القلب المفتوح , فإن الإقامة ستكون أول ليلة فقط في المستشفى وتحديدا في قسم العناية الفائقة وذلك للحصول على التدابير الطبية اللازمة ومن ثم تحويل الأمر ونقله إلى غرفة أخرى بما يتراوح بين 3 – 7 أيام.