يمكن أن تظهر الدوالي الوريدية في الساقين في صورة تعرجات ,وغالبا ماتكون زرقاء اللون , أو تمتلك هذا اللون الأرجواني الداكن ,وبالإضافة إلى مظهرها المشوه للساق فإنه يصاحبها هذا الألم الحارق الواخز , ولكن هل تعلمين أن مصطح الدوالي قد يكون مصاحبا لتجويف الرحم الذي يمثل أبرز الأعضاء الداخلية للجهاز التناسلي والذي يتولى مهمة حمل الجنين أثناء فترة الحمل لنكون أمام تلك الحالة الطبية التي تعرف بإسم ( دوالي الرحم ).. والتي سنتعرف عليها بمزيد من التفاصيل على أبرز أسبابها ,وطرق علاجها
حوال مشكلة دوالي الرحم
من خلال الحديث عن نوعية الحالات المرضية النسائية ذات الطبيعة المزمنة تتضح أمامنا مشكلة دوالي الرحم , التي تعرف أيضا بإسم متلازمة احتقان أو او ازدحام الحوض, وفي تعريفنا للمرض المزمن سنجد أن المصاب يتعايش مع آثاره بشكل دائم , كما يحدث فجأة ويتطور بمعدلات بطيئة , وخلاله فإن المريضة تعاني من آلام شديدة في الحوض ,وبشكل مستمر نتيجة ماحدث من قصور في أوردة منطقة الحوض كدلالة على وجود خلل وظيفي يعمل على تعطيل عملية التدفق الدموي في تلك الأوردة
وضع أطباء وأخصائي الأمراض نسائية وصف للحالة بأنها مزمنة بناءا على استمرار الشعور بالألم م فهو ليس مجرد أمر وقتي يتم بشكل عابر حيث يمتد إلى قرابة مايتجاوز 6 أشهر , ودون وجود أي وجع للصلة بينه, وبين دورة الحيض الشهرية , أو أعراض فترة الحمل .
ربما لم تكوني سمعتي عن تلك الحالة من قبل فكل الموضوعات التي ربما صادفت تتحدث عن دوالي الساقين التي تزداد عند اتخاذ وضعية الجلوس أو الوقوف لوقت طويل بما يشكل ضغطا على الساقين , أما عن دوالي الرحم فلا تعرف معظم النساء سوى معلومات قليلة عنها وسوف نكشف هذا الغموض حولها في السطور التاليو
أسباب حدوث دوالي الرحم
لابد أولا أن نضع أيدينا على الأسباب حيث يساعد تحديد المشكلة في وصف أساليب علاجها المناسبة , حيث تركز الدراسات الطبيةعلى أن منشأ ظهور الدوالي في الرحم كنتيجة مترتبة على توسع الأوردة وتمددها في منطقتي المبيض والحوض , مما يتسبب في ارتداد تدفق الدم في اتجاه عكسي مخالف بدلا من سريانه في اتجاه القلب, وهذا مايعرف بعملية الإرتجاع العكسي للدم مما يؤدي إلى فيضان الدم بشكل متزايد وامتلائها عن آخرها مما يتسبب في التوائها , لتتراكم كميات الدم المتجمعة في الحوض مما يحفز الإحساس بالألم المفرط.
ويتم رصد مجموعة الأسباب الشائعة التي تمثل عوامل ظهور دوالي الرحم :
1-خوض تجربة الحمل السابق
ترتفع نسب إصابة النساء بدوالي الرحم بشكل شائع إذا كان هذا الحمل الثاني لهم حيث تصل النسبة التقديرية إلى حوالي 30 % من النساء التي سبق لهم الولادة , ويكون ذلك نابعا من الإعتقادات الشائعة بأن فترة الحمل يصاحبها اضطرابات هائلة ومتغيرة في الأوعية الدموية , وتبلغ درجة التوسع نسبة تصل إلى 50% لتغطية متطلبات وصول امدادات الدم وتحسين تدفقه إلى الجنين،مما يترتب عليه أضرار على جدران الأوردة وبشكل دائم مما يتسبب في إتلافها
2-التأثيرات التي يتركها هرمون الإستروجين
يعد أحد أبرز الهرمونات الأنثوية المسئولة عن تطور الخصائص الجنسية لدى الإناث بالإضافة إلى تطورات الأعضاء التناسلية بالإضافة إلى الوظائف الإنجابية الطبيعية , ومع تقدم المرأة في العمر وصولا إلى مرحلة سن اليأس أو انقطاع الطمث فإن مؤشر هرمون الإستروجين لدى المرأة يبدأ في الإنخفاض , مما يقلل من فرص الإصابة به بين فئات النساء الذين مروا بتلك المرحلة الإنتقالية المعلنة عن نهاية سن الإنجاب , وقد تطرأة حالة من الضعف والوهن على جدران الأوردة مما يرفع من احتمالات توسعها, وتعرضها للإرتداد
3-العامل الوراثي
تتداخل الوراثة مع الأمر من حيث اعتبار جينات معينة هي السبب وراء الإصابة بدوالي الرحم ويرجع ذلك إلى وجود تاريخ طبي وراثي لإنتقال المرض من الأمهات إلى الفتيات والتي تنتمي أيضا إلى عوامل الخطر كما أن النساء البدينات اللاتي يعانين من السمنة المفرطة يكن أكثر عرضة للإصابة بدوالي الرحم .
الحالات الأكثر عرضة لأضرار الإصابة بالدوالي الرحمية
من خلال الحديث عن فئات النساء التي يمكن أن تتم تشخيص إصابتهم بدوالي الرحم أكثر من غيرهم سنجد أنها الواقعة في الرحلة العمرية مابين 20 إلى 45 عامًا،وتحديدا بالنسبة للنساء اللاتي أنجبن بشكل متكرر , وإنها ليست المرة الأولى لهن كمستجدات في عالم الأمومة ,ثم يأتي بعد ذلك وفي حالات نادرة الحدوث النساء اللاتي بلغن سن اليأس , كما أن هناك شكاوى تؤكد على عدم اقتصار الأمر على ذلك بل يشمل عاملين آخرين مثل خطر الإصابة بالإضطرابات النسائية المزمنة , أو وجود تاريخ طبي وراثي سابق
اقرأ أيضا أكياس الشيكولاتة .. لماذا تعرف بطانة الرحم المهاجرة بهذا الإسم ؟
أعراض دوالي الرحم
توجد بعض العلامات التحذيرية التي تمثل أعراض سريرية يمكن للطبيب الإستناد إليها كمقدمة لتشخيص دقيق وسليم , وفي حين أنه قد تم صياغة ذلك في عدة مؤشرات ذات صلة بالدوالي الرحمية , إلا أن العلامة الأبرز بل الأكثر شيوعا هو الألم الحاد ذو الطبيعة المزمنة والذي يتم استشعاره في منطقة الحوض، وينطلق في البداية متخذا شكل آلام طفيفة تبدو مثل نبضات القلب , وفي بعض الحالات قد يكون الألم أشد وطأة حيث لايمكن تحمله وتتمثل تلك الأعراض فيما يلي :
- في معظم الحالات تكون البداية الأولية لظهور الألم خلال فترة الحمل الحساسة أو عقب عملية ولادة طفلك بمدة قصيرة , وقد يتفاقم أثره ليصبح أكثر سوءا في توقيات معينة وتحديدا إذا كان موعد حدوثه :
- في ختام يوم شاق من الإرهاق وخاصة إذا كان عملك مكتبيا مما يضطرك لإتخاذ وضعية الوقوف أو الجلوس على كرسي غير مناسب لوقت طويل
- الفترة السابقة أو مع نزول دورة الحيض
- عسر الجماع والذي يؤدي إلى شعور مؤلم يسيطر على الزوجة بالألم الحارق في المنطقة التناسلية , وعادة مايحدث بشكل متكرر أو مستمر أثناء ممارسة العلاقة الجنسية مع شريك الحياة مما يعوق إتمامها
- الإفراط في ممارسة تمارين النشاط البدني الشاقة عالية الشدة
أعراض أخرى لدوالي الرحم
ليست تلك الأعراض هي الوحيدة فقط والدالة على تلك الحالة بل يمكن توقع ظهور بعض الأعراض الأخرى لدى بعض الأشخاص ومن بينها:
- انتشار بروز عروق الدوالي في أجزاء متفرقة مثل الفخذين، الأرداف، المهبل، أو الفرج.
- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل مشكلة الإسهال المائي , أو نوبات الإمساك المتكررة
- الشعور بحرقان مؤلم أثناء التبول, أو المعاناة من سلس البول ومايتصل به من انعدام القدرة على التحكم في عضلات المثانة مما يؤدي إلى حدوث تسريب لإفرازات البول خاصة عند الكحة أو القيام بالضحك ويطلق عليه سلس البول الإجهادي
كيفية تشخيص دوالي الرحم
يجد معظم أطباء النساء أنه من الصعب أن يتم تشخيص حالات دوالي الرحم لدى النساء بشكل دقيق نظرا لوجود عدد من الأعراض المتداخلة والتي تتشابه مع مشكلات صحية أخرى مثل القولون العصبي أو التهاب المثانة. لذلك فإن أغلب التوصيات الطبية تنصح بعدد من الفحوصات التشخيصية للكشف عن الإصابة من عدمه ومن أبرزها:
اختبار فحص الموجات فوق الصوتية : يتم اللجوء إليه لقياس مدى نشاط التدفق الدموي في الأوردة الحوضية بشكل سليم
التصوير بالرنين المغناطيسي : الذي يفيد في اتخاذ عدة لقطات تصويرية للأوردة بشكل تفصيلي دقيق
فحص الأوردة بالصبغة : شكل من أشكال فحوصات الأشعة السينية التي يتم فيها حقن مادة صبغية في الأوعية الدموية سواء الشرايين أو الأوردة كإجراء لتحديد حالات التوسع أو الارتجاع.
علاج دوالي الرحم
في حين أنه لم يتم التوصل لخيارات علاجية قاطعة لتلك الحالة من احتقان الحلق , إلا أنه تتعدد الطرق التي يتم اعتمادها لتقليل شدة الأعراض وتحسين الأنماط الحياتية
- العلاجات الدوائية : حيث يتجه الطبيب إلى وصف الأدوية المسكنة للألم لتخفيف شدته ومايصاحبه من أعراض مزعجة
- الإجراءات الطبية : قد يجد الطبيب أنه من الضروري تجربة بعض الأساليب العلاجية مثل العلاج بالتصليب أو الانصمام الوريدي، حيث توظف تقنيات طبية لإصلاح توسع الأوردة والحد من التدفق الدموي المتناقض .
- التدخل الجراحي :ويكون مناسبا في الحالات من النوع الشديد التي تفشل استجابتها تجاه الأنواع الأخرى من العلاجات وذلك بهدف استئصال الأوردة التالفة