ثبت علميا أن النوم من العمليات البيولوجية الطبيعية التي يحتاجها البدن لتعزيز الإسترخاء , فضلا عن اعتباره من الضروريات الأساسية الداعمة لعملية نمو الطفل الرضيع حيث يساعد على إكسابه مزيد من التطور على كافة أوجه النمو سواء الجسدي والعقلي والعاطفي , فضلا عن دوره في تحفيز افراز هرمون النمو , وضبط الحالة المزاجية , وتنشيط الدماغ والقدرات الإدراكية , ولكن قد يسير روتين نوم الطفل على خير مايرام لحين المرور بمرحلة يطلق عليها( انتكاسة النوم ) والتي تشهد تدهور مؤقت كشكل من أشكال الإضطراب المؤثر على جودة أنماط النوم , حيث يتعين على الطفل في مقتبل العمر مواجهة صعوبات مع زيادة عدد مرات الإستيقاظ بوتيرة متكررة.. وسوف نقدم من خلال مقالنا أسباب معاناة الرضع من انتكاسة النوم
ظاهرة انتكاسة النوم لدى الرضع
ظاهرة انتكاسة النوم لدى الرضع
يرتبط حدوث تلك الإنتكاسات بتراجع وانحسار في سلوك نوم الأطفال الرضع وتوجد أسباب مسئولة عن تلك الظاهرة مابين طفرات النمو في مراحل عمرية محددة , أو المرور بمرحلة التسنين , أو قلق الإنفصال عن الوالدين وزيادة التعلق بهما , ويستغرق الطفل في تلك المرحلة من النوم السىء مايتراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع وهو أمر يحتاج إلى تقنين استراتيجيات فعالة للتعامل معها , وينصح العديد من الخبراء في مجال صحة الطفل بضرورة المحافظة على روتين نوم ثابت مع جدولة مواعيد النوم والإستيقاظ مع التحقق جيدا مع عدم معاناة الأطفال في أعمار مبكرة من أي آلام أو أوجاع مع توفير سبل الراحة اللازمة لهم
نبذة مختصرة عن انحسار النوم لدى الرضع
نبذة مختصرة عن انحسار النوم لدى الرضع
يجب أن تكون الأمهات على دراية بالمشكلات التي تواجه الأطفال خاصة إذا كانت الأم مستجدة في عالم الأمومة , حيث يكون كل اعتماد الرضيع على الأم لإجابة كافة متطلبات التغذية وتغيير الحفاض , وتذكري عزيزتي أن طفلك بحاجة إلى بعض المشاعر العاطفية وربما يتطلب الأمر ساعات طويلة من الرضاعة والهدهدة مع لمسات من التهدئة لنوبات البكاء والغضب والسلوكيات الثائرة , بما يمكنه من النوم لعدة ساعات حتى يحين موعد الإستيقاظ الفجائي , مع شريط متكرر للعملية من جديد
ومن الممكن أن تواجه بعض الأمهات تفاقم لمشكلة النوم لدى الرضع بدون أي مقدمات وصولا إلى فقدان الطفل لقدرته على النوم لمدة ساعة واحدة متصلة دون أن يشعر خلالها بالقلق ,وتلك الحالة التي تعترض الطفل في المرحلة العمرية التي تقل عن عامين يطلق عليها انتكاسة النوم
كيف نعرف أن الرضيع يواجه انتكاسة في النوم ؟
كيف نعرف أن الرضيع يواجه انتكاسة في النوم ؟
قد يتبنى الطفل الرضيع الدخول في روتين نوم صحي منذ بداية مولده وذلك بشكل تدريجي ويستمر في ذلك لعدة أسابيع أو يمتد الأمر حتى عدة أشهر , حتى تلاحظ الأم أنها أمام مفاجأة قد شملها التغيير بدون سابق انذار, فتصبح بصدد معضلة شاقة من الإستيقاظ لأكثر من مرات خلال فترات الليل وعدم إمكانية العودة لنوم عميق مجددا
اقرا أيضا علامات تحذيرية مبكرة للكشف عن الإلتهاب الرئوي لدى الرضع
الأسباب المحتملة وراء ظاهرة انتكاسة النوم
التسنين
بالنسبة لآراء معظم الأطباء بشأن تلك الظاهرة المنسوبة للرضع فإنهم قد وضعوا عوامل معينة تزيد من فرص الشعور بالإنزعاج وعدم الراحة وترفع من معدلات القلق والتوتر والمشاعر الإضطرابية هذا كله يشكل مزيج يساهم في تحفيز تراجع النوم لدى الرضيع
- أن يمر الطفل بمحطات تطورية بوتيرة سريعة يطلق عليها طفرات النوم خلال الأشهر المبكرة من عمره وهذا مايتسبب في سيطرة شعور الجوع الشديد على الأطفال مع زيادة حاجتهم للرضاعة واستمرار أوجه الرعاية
- ألم التسنين الذي يعد من الآلام الشائعة التي تعكر صفو الطفل وتفقده القدرة على الراحة والإسترخاء
- خوض تجربة جديدة من التطورات الإدراكية والمعرفية
- ظهور اضطرابات مخالفة لروتين اليوم المعتاد مثل ظروف السفر أو إدخال تعديلات على المنزل
- الإصابة ببعض الأعراض المرضية مثل نزلات البرد أو التهابات الأذن أو الحصول على لقاحات التطعيم المسببة لنوبات الحمى الشديدة الممزوجة بالألم على النحو الذي يتسبب في إرباك روتين النوم الليلي
الأعمار الشائعة لانتكاسات النوم
- في بدايات الأشهر الأولى من عمر الطفل وبعد نجاحه في السير وفقا لنمط مبدئي من التطور لروتين نومة الليلي وذلك في الفترة التي تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر, فإن مظاهر التغير الفجائي قد تعلن عن نفسها في تلك المرحلة تزامنا مع التطورات ذات الصلة بالنمو
- ومن الجدير بالذكر أن عمر الستة أشهر لاينتمي إلى الأعمار الشائعة التي يواجه فيها الطفل طفرات النمو , إلا أن مواجهة انحسار في أنماط النوم الجيدة خلال تلك المرحلة العمرية يمكن أن يحدث بدون مبررات واضحة
- مابين سن 7 إلى 10 أشهر فإن بلوغ الطفل هذا السن يشهد بداية تمكنه من إجادة مهارة المشي والحركةكما أن الأسنان اللبنية أو أسنان الحليب تبدأ في الظهور , كما تشهد نقلة نوعية لمرحلة تزداد فيها الحاجة للحصول على قيلولتين خلال ساعات النهار بعد أن كانتا 3 أو أكثر فيما سبق , لذلك من المتوقع أن تسيطر على الطفل نوبات من الإجهاد بسبب ماطرأ من تغيرات في مواعيد القيلولة, ويجب أن نشير أيضا إلى أن معظم الأطفال معرضون في هذا العمر إلى التخوف من قلق الإنفصال عن الوالدين الذي يبلغ ذروته الأمر الذي ينعكس سلبا على جودة النوم الليلي , فبعد أن كان الطفل معتادا في أعوامه السابقة على النوم في كنف والديه شاعرا بالإطمئنان من خلال الإستلقاء والإستغراق في نوم عميق فإن مخاوفه قد تغلبه مما يتسبب في إعاقة نومه
- بوصول الطفل المرحلة العمرية التي تتراوح بين 14 إلى 18 شهرا فإن تلك المرحلة تتسم ببلوغ طفرات النمو ذروة التطورات السلوكية والإدراكية, كذلك يتم اختزال القيلولات النهارية في قيلولة واحجة فقط , وهذا النمط من التغيير يترك الطفل مرهقا بشكل متزايد حيث تزداد فترة الإستيقاظ المطول وهذا مايشكل معضلة حيث يأتي ذلك تزامنا مع بناء الطفل شخصية استقلالية لذلك سوف نجد أنه دائما مايعلن رفضه لكافة محاولات التهدئة من قبل الأم أوالنوم في ختام اليوم
أفضل طرق التعامل مع انتكاسات النوم
أفضل طرق التعامل مع انتكاسات النوم
يجب ألا تقلقي عزيزتي الأم فالأمر طبيعي تماما إلا أننا سنكون معينا لكي من خلال عدة نصائح نقدمها لكي تمكنك من مساعدة طفلك على تخطي انتكاسة النوم
- وضع خطة ثابتة لروتين نوم الطفل فمن خلال فعل ذلك سوف ينجح طفلك في معرفة أن وقت النوم قد حان مع ضرورة الإلتزام بالروتين دون انقطاع حتى لو دخلت تغيرات على أنماط نومه , فيمكنك اتباع وسائل معينة تشجعه على النوم مثل منحه حمام دافىء ,أو المشاركة في قراءة قصة مسلية أو القيام بإحتضانه وغناء تهويدة لطيفة , أو تشغيل موسيقى ناعمة مريحة للأعصاب
- ضبط مؤشر درجة حرارة الغرفة مع إضافة طبقات من الملابس أو إزالتها وفقا لحالة الطقس مع التأكد من توفير مقومات الراحة لطفلك لكي تصبح درجة حرارة جسمه معتدلة
- مساعدة الطفل على معرفة الفرق بين الليل والنهار من خلال خلق بيئة مناسبة تساهم في حصوله على نوم هانىء بأن تكون الأضواء خافتة أو ضعيفة مع التحدث بصوت يشبه الهمس حيث يكون ذلك من الإستراتيجيات الناجحة لإمتصاص التوتر ومقاومة الأرق.
- التحقق من شعور الطفل بالشبع فمع مزيد من النمو والتطور فإن نظام التغذية لطفلك سوف يتغير وربما يرغب في إضافة مزيد من رضعات الحليب خلال ساعات النهار علاوة على إدراج الأطعمة الصلبة مع حلول عمر الستة أشهر
- تحديد وقت التعرض للشاشات مع تجنب أن يكون التوقيت المحدد قبل الخلود للفراش حيث أن انبعاث أشعة الضوء الساطع من الهواتف والأجهزة اللوحية والتلفاز من شأنه تعطيل إيقاعات الساعة البيولوجية الحيوية المسئولة عن تنظيم دورات النوم والإستيقاظ مما يخلق صعوبات أمام الدخول في النوم