لم يعد الأمر مثلما كان من قبل خاصة مع كم المسئوليات المتراكمة عليكي حيث تحول ذلك كثيرا ولم يعد لديكي عقلا صافيا فقد تحتفظين بأحد الأشياء في مكان ما لتنسي بعد لحظات مكانه أو تتفاجئين بوضع المفتاح في الثلاجة ,ورغم أن الموقف يظهر بأنه مضحكا إلا أنه حزينا في نفس الوقت ويشكل إشارة واضحة على ضعف التركيز, والنسيان المتكرر, وهذا قد يثير قلقك خاصة في ظل حاجتك أن يكون عقلك وذهنك حاضرا ,وهذا مايتطلبه رعايتك للطفل لذلك سنقدم لكي من خلال مقالنا التالي 4 نصائح لتنشيط الذاكرة بعد الولادة .
فقدان الذاكرة بعد الولادة
في ظل فقدانك التركيز وحدوث تشتت في ذاكرتك فمن الطبيعي أنك ستواجهين عدة مشكلات حياتية, بالإضافة إلى مشكلات أخرى متعلقة برعاية طفلك وهذا مايدفعك للتفكير في مدى استمرار حالة النسيان وماهي الطرق الفعالة لتنشيط ذاكرتك ؟
من الشائع أن نشعر نحن النساء بالإرهاق الشديد الذي ينعكس على تركيزنا ولكن الأمر قد يتفاقم لدرجة وضع طفلك في مكان ما ثم البحث عنه في سرير الأطفال لتتفاجئين أنه فارغ .أو حتى قد تحملينه بين ذراعيك وتبحثين عنه في نفس الوقت وكل هذا يجعلك تشعرين بالتوتر نتيجة لفقدان ذاكرتك بعد ولادة طفلك ورغم أن ذلك يعد أمرا طبيعيا ‘لا أنه مازال لديه إمكانية التحكم فيه .
لماذا تعاني الأمهات من فقدان الذاكرة بعد الولادة؟
يتوقف ضعف ذاكرتك كأم جديدة على عدة عوامل ولعل أهمها صحتك الجسدية والظروف المحيطة بحياتك بعد الولادة أي مايتصل بنمط الحياة ورغم تلك العوامل إلا أن السبب الرئيسي يكون راجعا إلى تأثير الهرمونات على عقلية الأم وعلى سلوكها وبالتالي حدوث لحظات من النسيان وضعف الذاكرة .
وفقا للعديد من الدراسات تم إثبات اشتراك ثلاثة أنواع من الهرمونات وهما هرمون الاستروجين والأوكسيتوسين والبرولاكتين وزيادة مستوياتها بعد الولادة في عملية إعادة تشكيل دماغ الأم بما يؤهلها لرعاية طفلها على النحو الأفضل .يمكن تفسير الأمر بصورة مبسطة بالإشارة إلى الدور الذي تلعبه تلك الهرمونات في إحداث نوعا من التغيير يهدف إلى جعل الأم على وعي بتحديد احتياجات الرضيع بما يمثل الاهتمام الأساسي لها ، الأمر الذي من شأنه جعل الأنشطة الأخرى يحدث لها مايشبه التلاشي في الدماغ. لهذا السبب تجد معظم الأمهات صعوبات أمامها في التركيز وتذكر المهام اليومية الأخرى.
إصابة الأم بفقدان الذاكرة بعد الولادة
ويمكننا أن نستنتج من خلال هذا التفسير أن ضعف ذاكرة الأمهات بعد ولادة أطفالهن لايعني بالضرورة معاناة دماغ الأم من آثار التقدم في العمر أو إصابتها بأحد المشكلات العقلية في الدماغ ,لكن ربما لايستدعي الأمر كل هذا القلق فهذا مجرد تأثير هرموني طبيعي عادة مايحدث بعد ولادتك لطفلك,وسيساعدك هذا كثيرا في ظل محاولاتك للتكيف والأداء الجيد كأم . ولكن الأمر لايقتصر على التأثيرات الهرمونية المتعلقة بالجوانب الداخلية , فإن هناك عدد من الأسباب الخارجية التي من شأنها التسبب في الشعور بنسيان الأشياء بعد الولادة وتشمل قلة معدلات النوم، التوتر، والتعرض لمزيد من الضغوط أو ربما افتقارك إلى المساعدة عند رعاية طفلك. ولاشك مع كل تلك العوامل سيسيطر عليكي هذا الشعور بالتعب والإعياء اللذان يقودان إلى ضعف التركيز والنسيان السريع , وقد ينتج عن ذلك أيضا في أحيان كثيرة مشكلات في صحتك العقلية تدفعك على حافة الإنهيار وتجعلك عرضة للإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة .
4 نصائح لمساعدة الأمهات على التحكم في فقدان الذاكرة بعد الولادة
هذ الشعور بالقلق الداخلي المسيطر عليكي النابع من تفكيرك في تراكم المسئوليات وعدم قدرتك على التعامل مع المهام الجديدة كما ينبغي يؤدي إلى حالة النسيان والإرتباك جراء ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة في حين أنه توجد بعض الإستثناءات التي تتصل ببعض فئات النساء اللاتي يشعرن بمزيد من اليقظة وزيادة التركيز خلال بضعة أشهر مبكرة بعد الولادة.رغم أنه بعض النساء الأخريات يتعين عليهما الكفاح لفترات طويلة مع فقدان الذاكرة عقب ولادة أطفالهن
وبما أن حاجة الأمهات تكون ملحة للسيطرة على مايصيبهن من حالة فقدان الذاكرة بما يتيح لهن آداء المهام المنزلية ورعاية أطفالهم بشكل جيد , والان لنقدم لكي كجموعة نصائح فعالة لتحسين ذاكرتك بعد الولادة
1-الحصول على قسط كافٍ من النوم بعد الولادة
من ضمن المقومات الفعالة للتغلب على فقدان ذاكرتك بعد ولادتك لطفلك وقد يكون الأمر صعبا بعض الشىء في ظل عدم معرفة الأمهات الجدد بكيفية تنظيم أنماط نومهم بعد الولادة خاصة مع روتين نوم الأطفال المتغير بالإضافة إلى متطلبات رعاية الطفل. ومع ذلك إذا رغبت في حل فعال للتغلب على أعراض ضعف الذاكرة عليكي بالحصول على قسط كافي من النوم حيث أن لبدنك وعقلك عليكي حق فإن الراحة ضرورية لعقلك حتى يتمكن من معالجة المعلومات، وبالتالي مساعدتك على أن تكوني أكثر يقظة وتركيزًا.
سيكون من الصعب عليكي تجنب النعاس والنسيان طوال فترات النهار مع قلة نومك ليلا , وقد يفيدك طلبك الدعم والمساعدة من شريك حياتك أو أقاربك لرعاية طفلك بما يسمح لكي بالحصول على بعض الراحة , كما يمكنك أخذ قيلولة نهارية في وقت الظهيرة بما يمكنك من تخفيف شعورك بالإرهاق البدني والعقلي وستلاحظين أن ذاكرتك قد تحسنت إلى درجة كبيرة فضلا عن قدرتك على التحكم في مشاعر التعب والضغط بعد الولادة.
2-اعتني بصحة دماغك
ينبغي تضمين بعض مصادر الأطعمة التي تستهدف تعزيز صحتك العقلية والمفيدة للدماغ بصفة خاصة مثل المكسرات واليقطين والقرنبيط علاوة على التوت والبيض والسلمون وإذا أردت مزيد من التركيز وتحسين قدراتك العقلية عليكي بممارسة الرياضة المفيدة حفاظا على صحة دماغك ومقاومة النسيان كما ستساعدك على البقاء يقظة ويمكنك تجربة ممارسة رياضة اليوجا وممارسة الألعاب التي تتطلب الحفظ والعصف الذهني مثل الكلمات المتقاطعة والأرقام) فقط تحلي بقدر من الصبر ويمكنك اقتطاع جزءا من يومك تدريب عقلك على بعض الأنشطة الذهنية ، وسوف تحسنين من فقدان الذاكرة بعد الولادة بشكل أكثر فعالية.
اقرأ أيضاحساسية الأسنان بعد الولادة ..ماعلاقتها بغثيان الصباح أثناء الحمل؟
3- خططي لكل نشاط
ستتمكنين من تحقيق نجاحا مضاعفا في حياتك في حال قررتي التخطيط المسبق لكل شىء قررتي القيام به أو حتى شرائه أو حتى بالنسبة للأشياء التى ترغبين في أخذها معك , فقط جربي كتابة وتدوين كافة ملاحظتك في مفكرتك اليومية فيما يتعلق بالأشياء المرتقبة التي تكونين على وشك القيام بها وذلك حتى لايؤدي فقدانك للذاكرة بعد الولادة في جعل الوقت يضيع هباءا في البحث عن شىء ما لاتتذكري مكانه مما يضطرك للتعامل مع أشياء معقدة .
يجب أن تضعي الأشياء التي تستخدمينها بكثرة في مكان معروف ظاهر للعين وليس مخفيا وتتضمن تلك العناصر الضرورية المفاتيح والهواتف والمحافظ والنظارات ويتم ذلك من خلال احتفاظك بها في مكان ثابت لكي تقومي بالعثور عليها إذا احتجت إليها . ومن الضروري أيضًا أن تحتفظي بهدوء أعصابك عندما تكتشفي نسيانك لشىء ما لأنك إذا انفجرت في حالة من الغضب أو التسرع، فسوف يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاعرك.
4-اعتني بأطفالك وفقا لروتين معين
سيقلل اتباعك لروتين معين في رعاية طفلك من تشتتك وفقدانك للتركيز ونسيان الأشياء بعد الولادة ولن تجدي صعوبات في مواصلة أنشطتك اليومية فضلا عن مساهمة ذلك في إنشاء سلسلة من العادات اليومية بشكل متكرر وتدريجيا سيكون من المستحيل تفويتها .
يجب عليكي ألا تضعي كل شىء على أعصابك أو تتعاملي مع الأمور بصرامة بل يجب تبني قدر من المرونة أثناء قيامك بإعداد كل شيء لتلبية احتياجات طفلك التي دائما ماتكون متغيرة باستمرار في طريقه للنمو. حيث أن معرفة كيفية التحكم في جميع الأنشطة وتحقيق التوازن بينها بشكل جيد سيساعد في الحد من فقدان الذاكرة بعد الولادة.