حين يتجسد خوفك في صورة ذعر دائم من احتمالية الإصابة بمرض معين خاصة نوعية الأمراض المزمنة التي يلاحقك هاجس بأنك قد تقعين ضحية لها فإن هذا مايطلق عليه رهاب المرض أو فوبيا المرض والتي تندرج ضمن أنواع الإضطربات التي تواجه الفرد بحيث يكون لديه مخاوف من شىء معين ففي حين أن البعض لديهم فوبيا من المرتفعات أو من مشاهد الدماء أو الإحتجاز في أماكن ضيقة مغلقة بدون منفذ هواء وقد تناولنا أشكال الفوبيا المختلفة في أحد المقالات السابقة وسوف نتجه لتخصيص مقالنا التالي للحديث عن فوبيا الخوف من المرض .
فوبيا الخوف من المرض
لعل العلامة الأساسية الدالة عن أن الشخص يعاني من هذا النوع من الاضطراب الذي يعرف بالهيبوكوندريا وفقا لمصطلحات الطب النفسي تتمثل في وسواس أو توهم المرض ,وتندرج ضمن الحالات النفسية أو بمعنى أدق المتلازمات المرضية الوهمية التي تجعل شعور القلق الممزوج بالمخاوف الشديدة من إصابة البدن بمشكلات صحية خطيرة هو السائد وهذا مايجعل المرضى في حالة من التشتت الدائم غارقين في الأوهام التي تجعل حياتهم تتحول إلى جحيم وفي الوقت نفسه يكون ذلك على خلاف الحقيقة التي تثبتها الفحوصات الطبية بأن الشخص سليم لايعاني من أي أمراض .
حين يتسرب إلى الشخص شعور متواصل بالقلق المزمن بشأن طبيعة الحالة الصحية وسوف نتناول في السطور التالية مجموعة من أكثر الأعراض الشائعة التي تطرأ على الأشخاص في دلالة على إصابتهم بإضطراب توهم المرض
أعراض فوبيا الخوف من المرض
أجمع العديد من خبراء وأخصائي الصحة النفسية أن متلازمة الخوف من المرض تنتمي ضمن الإضطرابات العقلية والنفسية الخطيرة التي لاتجعل الشخص يعاني من مخاوف فقط بل يتخلل ذلك أعراض الهوس حيث يكون هناك صعوبات شديدة في إقناعه بأن اعتقاده خاطئا وأنه ليس مريضا على الإطلاق كما أن الأمر قد يصل إلى تكذيبه لجميع مزاعم الأطباء التي تؤكدها التحليل بأنه ليس مريضا كما أنه يتعايش جميع أعراض وظروف المرض على الرغم من عدم معاناته منه وتتمثل العلامات الرئيسية لفوبيا المرض فيما يلي:
- استمرار الشعور بنوبات من القلق المتزايد والتي تعد السمة المشترك بين جميع مصابي فوبيا المرض وتتضح من خلال الخوف الدائم على الصحة واليقين التام بأنه مصاب بمرض مزمن صعب العلاج .
- الرغبة الدائمة في الزيارات المتكررة للأطباء نتيجة شعوره بحاجة ماسة إلى شعور الإطمئنان والخضوع إلى فحوصات طبية في أوقات متقاربة .
- إجراء اختبارات عامة وشاملة للجسم بأكمله , حيث يتملكه نوع من الوسواس الشديد مما يدفعه إلى أهمية تفحص جسمه للبحث عن أي علامات تحذيرية ملحوظة كدلالة على إصابته بمرض معين كالسرطان .
- بالطبع سوف ينتقل تأثير تلك الحالة الإضطرابية على أسلوب حياة الشخص مما يجعله يتجنب ممارسة الأنشطة الروتينية اليومية المعتادة أو الإبتعاد عن التواجد في أماكن معينة نظرا لوجود اعتقاد داخلي لديه بأنها من المسببات الرئيسية لمرضه .
- من عوامل الخطرأيضا المرتبطة بفوبيا الخوف من المرض هو الإنعكاس الذي يتركه على عمل الفرد وعلاقاته الإجتماعية بالأشخاص الآخرين مما يصيبها بالضعف والفتور .
الأسباب المحتملة لفوبيا الخوف من المرض
تقف العديد من الأسباب وراء شعور الشخص برهاب القلق المرضي والتي تجعله يتخيل أن هذا الصداع الذي يعاني منه مؤشرا على إصابته بورم في المخ وتشمل:
- قد يكون الأمر راجعا إلى جينات وراثية تمثل السبب في حدوث ذلك حيث يتداخل العامل الوراثي مع معاناة الشخص من اضطرابات القلق ويشمل ذلك أيضا الفوبيا
- مرور الشخص بتجارب شخصية قاسية في وقت سابق تركت تأثيرها المباشرعلى تطور هذا النوع من الفوبيا لدى الشخص مثل المعاناة السابقة من أحد الأمراض المزمنة التي ظلت ملازمة للشخص لفترة طويلة او موت شخص عزيز بعد مأساة مرضية شديدة الصعوبة
- كثافة التعرض لأنواع من المعلومات الطبية يعمل على تغذية الشعور الداخلي للفرد بل ويزيد من مستويات القلق الممزوج بالمخاوف من احتمالات الإصابة بالمرض
- الإعتلالات النفسية , توجد علاقة ارتباط وثيقة بين فوبيا الخوف من المرض وعدد من الإضطرابات النفسية الشهيرة مثل اضطراب القلق المعمم , الإكتئاب الحاد
اقرأ أيضا أنواع الرهاب المختلفة .. ما الذي تخافين منه؟
طرق علاج فوبيا الخوف من المرض
مرحلة العلاج تستهدف في المقام الأول السيطرة على درجة تفاقم الأعراض وغالبا مايكون العلاج النفسي هو الخيار العلاجي الأساسي حين إقرار الطبيب بإضافة العلاجات الدوائية ومن أكثر الأساليب المتبعة شيوعا
– العلاج السلوكي المعرفي (CBT)من أكثر أشكال العلاجات النفسية التي ينصح بها الطبيب كنوع من التأثير على مايحمله الشخص من أفكار ومعقدات بما يساهم في الكشف وتحديد مابداخل ذهن الفرد من أفكار سلبية تحفز من شعوره بالقلق في محاولةبإستبدال بأفكار أخرى أكثر إيجابية , كما يقوم على آلية تعريض المريض بشكل تدريجي لمختلف المواقف وأنواع الأفكار المثيرة للقلق والتوتر بهدف تقليلها
– العلاجات الدوائية والتي يمكن أن يصفها الطبيب إذا استدعى الأمر ذلك وتتضمن فئات الأدوية المستخدمة مضادات القلق بالإضافة إلى الأدوية المضادة للإكتئاب والمفيدة للسيطرة على الحالات الحادة من المرض لذلك يجب أن تكون بناءا على وصفة طبية
– التثقيف الذاتي بطبيعة الفوبيا حيث من المهم أن يمتلك الشخص معرفة كافية بهذا النوع من الفوبيا وطرق التعامل الأمثل معها حتى يكون على وعي بأساليب إدارتها
تجربة التقنيات المعززة للإسترخاء والتي تعمل على تهدئة الأعصاب وتقاوم الإضطرابات وتشمل تمارين اليوجا وممارسة التأمل في الهواء الطلق والتنفس العميق بما يكافح مستويات التوتر العالية