إذا كنت تعانين من زيادة في وزن جسمك فسوف تتجنبين مجرد النظر في المرآة للتطلع إلى مظهر وجهك حيث يكون للوزن الزائد والسمنة المفرطة تأثيرات سلبية ليس على الصحة الجسدية فقط بل على صحتك العقلية والنفسية أيضا ,ونظرتك لذاتك بل ويمتد الأمر إلى مستويات ثقتك بنفسك فيعمل على تقليلها ,وربما فقدانها تماما خاصة عندما تشاهدين فتيات الإعلانات ونجوم السينما يتمتعون بوزن مثالي فإن الأمر من شأنه إصابة الأشخاص بالإحباط واليأس الذي يتطور إلى الإكتئاب الشديد وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي طرق فعالة لإزالة الإضطرابات النفسية لدى من يعانون من السمنة المفرطة
طرق لتقليل الإضطرابات النفسية لدى من يعانون من السمنة المفرطة
قد يستدعي الأمر وجودك في مكان ما أو مناسبة احتفالية ,وتحاولين تجنب الذهاب حيث تجدين أن وزنك الزائد سوف يكون عائقا أمام ظهورك بمظهر جيد أو ماتقومي بإرتدائه من ملابس تحدد جسمك وتجعل نظرات كل من حولك ترمقك دائما مما يزيد من سوء حالتك النفسية فقد أكدت الأبحاث على علاقة الإرتباط بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وزيادة مستويات الإضطرابات العقلية وتحديدا اضطراب القلق ومن المحتمل أن يعاني المرضى أيضا من اضطرابات الشخصية كإضطراب الشخصية التجنبية التي يحاول فيها المريض دوما تجنب الإنخراط أو التفاعلات الإجتماعية مع الآخرين في شتى المواقف لينتهي به الأمر منعزلا بين جدران غرفتك .
وقد جاء هذا متفقا مع مارصدته دراسة أخرى بشأن وجود علاقة وثيقة تجمع بين اتجاهين هما السمنة والإكتئاب وخاصة لدى الأطفال في مرحلة المراهقة حيث تكون عواطفهم أكثر حساسية من غيرهم مما يجعلهم أكثر عرضة لسيطرة الإكتئاب الذي يقود إلى الإصابة بالسمنة ولعل النساء هما الفئات المعرضة بدرجة كبيرة إلى المعاناة من البدانة مقارنة ببقية الفئات
– الشعور بالضيق النفسي نتيجة لعدم نجاح عملية إنقاص الوزن
الشعور بالضيق النفسي
مازال حتى الآن لم يتم استكشاف السبب الحقيقي الذي يجعل الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد وصولا إلى حد البدانة لديهم هذا الشعور بالقلق والإكتئاب بمعدلات أكثر من الآخرين الذي يكون وزنهم صحيا وقد وقد يكمن السبب في ذلك في نوعية المشكلات التي تعترضهم وتشمل :
- النظرة المخجلة التي تعتبر السمنة بمثابة وصمة عار مجتمعية بحيث لايمتلك البعض منهم أصدقاء مقربين أو يتعرضون لفقدان وظائفهم نتيجة تباطؤ حركتهم مما يقلل من الإنتاجية في العمل ويحول دون مشاركتهم في المهن الوظيفية التي يكون المظهر الجيد من مقوماتها الأساسية
- المشاكل الصحية الشخصية والأمراض المصاحبة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والعقم
- الإصابة ببعض المشكلات الصحية المزمنة ذات الأعراض المزعجة مثل داء السكري وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب وانسداد وتصلب الشرايين والأزمات هذالقلبية والسكتات الدماغية, وقد لاتتصورين أن وصول المرأة إلى مستويات عالية من البدانة قد يكون سببا من الأسباب الرئيسية للعقم والتي تؤثر على القدرة الإنجابية لدى النساء .
- يظل الأشخاص من أصحاب الوزن الزائد يعانون من هواجس نفسية شديدة ذات تأثيرات سلبية إنهزامية على صحتهم حيث يجدون أنفسهم غارقين في حالة من الضغط النفسي والعقلي المكثف خاصة إذا كانوا يتبعون خطة لإنقاص الوزن دون نتائج إيجابية وعندئذ سوف يتعين عليهم مواجهة العديد من الأحاسيس المحبطة التي من السهولة أن تتحول لإضطراب اكتئابي مزمن
- يصبح لديكي فيض من المشاعر السلبية الداخلية نؤثر على نظرتك لذاتك , مع نظرة دونية بشأن احترامك لنفسك
- كل ماقمنا بذكره من أسباب يجعل مرضى السمنة محاطون بدائرة من القلق والإكتئاب الشديد الذي يجعل الحزن مسيطرا على مشاعر الأشخاص إلى حد الغرق ويتخلل ذلك فقدان المريض لشغفه عما كان يمارسه من أنشطة روتينية يومية ,أو هوايات مفضلة
- يتزامن ارتفاع مستويات القلق والتوتر مع الرغبة الجامحة لدى المرضى في تناول الطعام بشكل مفرط دون اهتمام بصحتهم حيث ترتبط النفسية السيئة بزيادة النشاط المفرط لمركز الغدة النخامية والكظرية، مما ينعكس على زيادة الشهية ويجعل زيادة الوزن أكثر سوءا .
- أما عن الأشخاص المصابون بالإكتئاب فعليا فإنهم يتعاملون مع الطعام بإعتباره وسيلتهم لإدارة المشاعر السلبية والتعامل معها مما يترتب عليه زيادة مفرطة في الوزن تدريجيا وبمرور الوقت .
سوء الحالة المزاجية سوف يتسبب في قلة المحفزات التي تدفع الأشخاص للمشاركة في الأنشطة البدنية مما يترتب عليه زيادة فيي الوزن , أما عن الأشخاص المضطرون للتعامل فعليا مع السمنة المفرطة فإن فإن الضغط الذي يمارس على صحتهم النفسية والناجم عن الإضطرار إلى التعامل مع تلك الحالة بالإضافة إلى المسئوليات الحياتية سوف يولد العديد من المشاعر الإنهزامية , التي تتطور إلى اكتئاب وعندئذ سوف يتطلب الأمر ذهاب المريض إلى أخصائي نفسي الذي غالبا مايتجه إلى وصف العلاجات النفسية الشائعة الممثلة في مضادات الإكتئاب ,مضادات الذهان وتحديدا أدوية أميتريبتيلين، ميرتازابين، باروكستين، أولانزابين، والتي على الرغم من فاعليتها فسوف فمن المحتمل أن تترك مجموعة آثار جانبية مابين الرغبة الشديدة في النعاس , زيادة الوزن ويعد هذا العامل من بين المعوقات التي تجعل من الصعب على المريض السيطرة على وزنه بشكل جيد .
الآثار الإيجابية لفقدان الوزن على الحالة النفسية
نظرا لقوة العلاقة بين وزن الأشخاص وصحتهم سواء الجسدية والعقلية فلابد من إجراء تعديلات على الأنماط المعيشية الحياتية ضمانا للتمتع بصحة جيدة على المستويين ومن خلال إتباع تلك التدابير سوف نتمكن من تحسين الأمر بدرجة كبيرة من خلال عدة طرق :
-السير وفقا لنظام غذائي صحي ومتوازن
السير وفقا لنظام غذائي صحي ومتوازن
سوف يفيدك كثيرا تضمين المغذيات المفيدة في نظامك الغذائي بحيث يكون ماقمتي بإختياره من مصادر غذائية صحيا ومتوازنا منخفض السعرات الحراية مما يدعم بدوره عملية إنقاص الوزن وتقليلا لمخاطر التعرض للمشكلات الصحية المترتبة على السمنة المفرطة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
ليس من أجل تعزيز صحتك الجسدية فقط بل لصحة عقلية أيضا حيث يكون النظام الغذائي المدعم بالمغذيات ذو تأثيرات إيجابية على تحسين الصحة النفسية لمرضى السمنة المفرطة ويتم تفسير ذلك بوجود أحد الناقلات العصبية بشكل طبيعي في أجسامنا والذي يلعب دورا منظما فعالا من شأنه العمل على تحسين الحالة المزاجية وأنماط النوم والشهية, ولعل معظم الكمية المنتجة من السيروتونين يتم إنتاجها في الجهاز الهضمي.لذلك فإن مانقوم بتناول من أطعمة مختلفة يحمل تأثيرات على مستويات إنتاج السيروتونين مما يؤدي إلى تحسن واضح على الحالة المزاجية .
كتوصية غذائية يجب أن يتشتمل النظام الغذائي الصحي على عناصر ضرورية ذات قيمة غذائية عالية تتنوع بين الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة بالإضافة إلى مصادر البروتين ، وتشمل اللحوم والبيض والمكسرات والبذور وفول الصويا. الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم؛ الزيوت النباتية والدهون الصحية؛ مع محاولة الحد من الأطعمة المصنعة وعالية السكريات
– الحصول على قسط كافي من النوم
الحصول على قسط كافي من النوم
مثلما يحتاج الجسم إلى العناصر الغذائية المستمدة من الأطعمة فإنه في حاجة للراحة والإسترخاء حيث يترك الأرق الليلي والصعوبات التي تواجه الأشخاص أثناء النوم ليلا تأثيرها المباشر على الصحة العامة بشكل عام والعقلية بشكل خاص الأمر الذي يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة المفرطة وقد دعمت بعض الدراسات هذا الرأي بأن حصول بعض الأشخاص على عدد من ساعات النوم بما يقل عن 5 ساعات يوميا يجعلهم معرضين للإصابة بالسمنة بدرجة كبيرة مقارنة بمن يحصلون على ساعات من النوم الصحي الذي تم تقديره بحوالي 7 إلى 8 ساعات في الليلة.
وبما أن جميعنا معرضون بلا استثناء إلى حالات قلة النوم وعدم تمتع الجسم بقسط كافي من النوم الصحي فسوف يكون هناك خللا في جودة النوم ينتقل تأثيره على آداء الجسم لوظائفه الحيوية ويشمل ذلك أيضا وظائف التمثيل الغذائي , ويجب الإشارة هنا إلى السهر الذ سوف يدفعك تلقائيا إلى الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
لذلك من أجل التمتع بوزن صحي نوصيكي بتلبية حاجة جسمك من النوم للوقاية من مشكلات جسدية عديدة وفي الوقت نفسه تحسين صحتك العقلية
اقرأ أيضا 6 خطوات هامة تساعد في منع حدوث الاصابة بالاكتئاب المتكرر
– ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
من أجل تحقيق السيطرة على وزنك وحفاظا على صحتك العقلية لاتنسي ممارسة التمارين الرياضية التي تعد من الأنشطة البدنية الضرورية ليس لتقليل الوزن فقط بل لتحسين نفسيتك ومن ثم فإن حرصك على آدائها بإنتظام سوف يفيد في وقايتك من مخاطر ارتفاع ضغط الدم واضطراب شحوم الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تعمل التمارين الرياضية على تنشيط الدورة الدموية في الدماغ وتؤثر على محور الغدة النخامية والكظرية (HPA)، وبالتالي سوف يساهم ذلك في تحسين الحالة المزاجية وتقليل نسبة التوتر.
وفقا للخبراء يصبح من الضروري قضاء ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًا، ويتم تقسيمها على عدة أيام. على سبيل المثال، يمكننا ممارسة التمارين الرياضية لمدة 50 دقيقة 3 أيام في الأسبوع أو 30 دقيقة من التمارين 5 أيام في الأسبوع.
تشمل التمارين المعتدلة الشدة المشي السريع وركوب الدراجات بمعدلات معتدلة. أما عن ممارسة التمارين الرياضية القوية مثل الجري أو السباحة أو الفنون القتالية، فإننا نوصيكي بممارسة الرياضة لمدة 75 دقيقة على الأقل في الأسبوع.
– أشكال تخفيف التوتر
- الفضفضة الإيجابية مع أحد الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة
- الإختيار من بين وسائل عديدة للتعبير عن مشاعرك
- قراءة كتاب أو رواية مفضلة
- ممارسة التمارين الرياضية
- الإستمتاع بقضاء بعض الوقت في الطبيعة الخلابة