في إطار حرصنا على إيلاء مزيد من الإهتمام بصحتك العقلية بعد ولادة طفلك كان لنا أن نوضح كافة المشكلات التي يمكن أن تواجهك لأن حين التعرف على الأعراض يصبح من السهولة تلقي العلاج ,أو وقاية نفسك من الوقوع في براثن تلك الإضطرابات الإكتئابية .ففي الغالب قد تتعرضين عقب ولادة طفلك لعدد من الإضطرابات النفسية التي ترتفع نسبتها خاصة مع كل تلك الأحداث التي واجهتك وكأنها موجة من السعادة قد أغرقتك بعدد تسعة أشهر من الإنتظارأو مثلا حدوث خيبة أمل شديدة لشعورك الداخلي بعد النجاح في رعاية طفلك كما هو متوقع .
ستمرين بعدد من التغيرات العاطفية التي تشكل نوعا من الأمور الطبيعية بالنسبة لكي كأم جديدة والتي تتفاوت صعودا أو هبوطا وسيؤثر ذلك بالطبع على صحتك العقلية وكل ذلك نابع من متلازمة نفسية قد تطرأ بعد الولادة يطلق عليها “الكآبة النفاسية” فهل سمعتي هذا المصطلح من قبل ؟ ومن هنا سنقدم لكي من خلال مقالنا التالي مجموعة معلومات تفصيلية حول متلازمة الكآبة النفسية وماهي أسبابها وطرق علاجها ؟
حول متلازمة الكآبة النفاسية
إلى أي مدى يمكن تصنيف الكآبة النفاسية ضمن الأمراض العقلية التى يجب أن نخشاها مقارنة بإكتئاب مابعد الولادة العادى ؟ وستساعدك كثيرا تلك الإجابات على الأسئلة التي قد تكون مبهمة بالنسبة لكي حول تلك المتلازمة في رعاية صحتك العقلية بعد الولادة .
يخلط كثير من الناس أحيانا بين متلازمة الكآبة النفاسية واكتئاب مابعد الولادة حيث لايعرفون الفرق بين الأثنين تماما فإذاكان لديكي أي نوع من التغيرات العاطفية الغير طبيعية ومختلفة تماما عن مزاجك العادي مثل التهيج ، والحزن ، والتوتر ، والتعب ، وما إلى ذلك ، بعد الولادة ، فتأكدي أنك لست الوحيدة في مواجهة هذا التيارمن الإضطرابات العقلية وتشير التقديرات إلى وصول حوالي80٪ من النساء بعد الولادة من سيطرة عدد من المشاعر السلبية ، والتي تشخص بأنها ضمن أعراض متلازمة الكآبة النفاسية.
اقرأ أيضا معلومات تهمك عن ذهان مابعد الولادة تعرفي عليها
ماهي متلازمة الكآبة النفاسية؟
يشار إليها بأنها حالة من عدم التوازن العقلي والجسدي تحدث غالبًا بعد الولادة ، ويصاحبها إنحدار تدريجي على المدى القصير في حالتك المزاجية وقد تتسائلين عن بداية شعورك بأعراض الكآبة النفاسية لتجدين أنها عادة مايستغرق ظهورها حوالي 2-3 ايام من ولادة طفلك وفي طريقك للتغلب عليها ستحتاجين إلى مدة تتراوح بين10 أيام إلى أسبوعين حتى تحققين مايرضيكي من نتائج قبل التعافي التام والعودة إلى حياتك الطبيعية . ومن جانب آخر وعند مقارنة تلك المتلازمة النفاسية بإكتئاب مابعد الولادة فإنه يمكن اعتبار الإكتئاب أكثر تعقيدا يجمع بداخله عدد من التغيرات الجسدية والعاطفية والسلوكية التي تحدث بعد الولادة ومن المتوقع أن تمتد لأسابيع أو شهور والآن وقد عرفتي أبرز نقاط الفرق بينهما لننتقل الآن للتعرف على أعراض الكآبة النفاسية
أعراض الكآبة النفاسية
قد تفضلين الصمت عقب شعورك بكل تلك الأعراض التي تجتمع عليكي من كل حدب وصوب ورغم أنها كلها تنذر بأنها ضمن أعراض الكآبة النفاسية إلا أنك مازلتي تقاومين كم المشاعر السلبية في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة حيث من النادر أن تقومي بالبوح بما في داخلك وماتمرين به لإعتقادك أنه يجب أن تشعري بالسعادة المفرطة عقب وصول طفلك وأن ماتعانيه نوعا من المشاعر الغير طبيعية ولكن ماتجهليه أنها حالة عقلية لابد لها من علاج ويأتي هنا دور مجموعة الدعم الأسري المتمثلة في العائلة والأصدقاء لمساندة الأم في عملية رعاية طفلها حتى تتمكن من التغلب على هذه المشكلات العارضة بأقل الطرق إيلامًا.
وفيما يلي بعض الدلالات المعبرة عن معاناتك كأم حديثة الولادة من متلازمة الكآبة النفاسية ، بالإضافة إلى أننا سنمد يد العون وسنساعدك على فهم الأعراض بشكل أفضل أثناء فترة الكآبة النفاسية.
- تغير المزاج السريع والإنتقال فيما بين السعادة والحزن ، ليس هذا فقط بل تجدين نفسك بعدما كان يملؤك الحماس والفخر للشعور بالإحباط والنقص وعدم قدرتك على رعاية طفلك بشكل جيد
- الغضب والإستياء الدائم بدون أي اسباب واضحة
- صعوبات تتعلق بفقدان التركيز وضعف الذاكرة مع مواجهة اضطرابات في النوم
- سيل من الدموع المفاجئة على أتفه الأسباب
- الأعراض الثلاثية المتمثلة في التعب الشديد مع سرعة الإنفعال بالإضافة إلى القلق والتوتر
- سيطرة حالة من الشعور بالذنب والتعاسة واعتبار نفسك الأكثر حزنا في العالم
- فقدان الرغبة في تناول الطعام أو تغير واضح في شهيتك نابع مما تشعرين به من إرهاق
أسباب متلازمة الكآبة النفاسية
الأصابع كلها موجهة لتشير إلى مستويات الهرمونات بعد الولادة ومايطرأ عليها من تغيرات علاوة على التوتر المصاحب لغريزة الأمومة , والإرهاق النابع من رعاية الاطفال وكلها تندرج تحت أسباب متلازمة الكآبة النفاسية
وفقًا للخبراء ، هناك 3 أسباب رئيسية لمتلازمة الكآبة النفاسية تشمل:
1-الشعور بالتعب من مسئولية رعاية الأطفال
يتعين عليكي كأم بعد ولادة طفلك أن تعي جيدا الحقيقة المتمثلة في أن عليكي ممارسة الرضاعة الطبيعية فقد بات الأمر ينتظر مواجهته فعليا بعد وصول صغيرك ورغبته في الحصول على طعامه ومن الطبيعي أن تشعري بالتعب نظرا لإستغراق تلك المهمة وقتًا طويلاً كما أنها تستفز طاقتك وتحتاج منك قدرا من الصبر مع طول البال .
بالإضافة إلى ذلك ، غالبًا مما تسقط المرأة في حالة من الإجهاد والإرهاق الشديدين نتيجة تلك التغيرات في النوم أو بمعنى أدق فقدان النوم ناهيك عن ارتفاع أصوات الأطفال حديثي الولادة كثيرًا بالبكاء نتيجة عدم التكيف خلال الأيام الأولى يزيد من احتمالات توتر وقلق الأم ويزداد الأمر بصورة أكثر وضوحا بالنسبة للنساء اللاتي يلدن لأول مرة أي الامهات الجدد الذين يفتقدون الخبرة الكافية وعما إذا كان الطفل يعاني من مشكلات أم لا
2-عدم القدرة على التكيف مع أي تغييرات حياتية
تواجه الأمهات حديثي الولادة تجديات كبرى فينا يتعلق بتربية أطفالهن حيث يجب أن يحاولوا جعل أنفسهم أكثر تكيفا مع دورهم الجديد مع الأمومة وما يصاحبه من قلق حول مايتغير في مستقبلهم في ظل وجود طفل ينتظر الرعاية زكل هذا يجعلك كأم تشعرين بالإرهاق فضلا على أن جميع الاحتياجات المعيشية للطفل أصبحت تعتمد بصورة أكثر وضوحا على الأم .
3-انخفاض مستويات هرمونات بعد الولادة
الآن وقد أصبحت شديدة الحساسية بعد الولادة نتيجة انخفاض مستويات هرمونات بعد الولادة ستزداد احتمالات تعرضك للكآبة النفاسية
رعاية الأم المصابة بمتلازمة الكآبة النفاسية
بما انك الآن قد تعرفتي على الأعراض والأسباب فهذا يشكل جزءا من معرفة ماهية متلازمة الكآبة النفاسية وقد حان الوقت لمعرفة الطرق العلاحية المنظمة لمزاجك بشكل أفضل زرغم أن تلك الحالة تتطلب رعاية ودعم للأم المصابة اكثر من العلاج الدوائي وفي معظم الحالات حققت الأمهات نتائج استباقية في مهمتها كأم وتمكنت من إيجاد الطريق نحو الدور الجديد بمفردها وبقدرتها الذاتية ليعاد إليها توازنها العقلي مرة أخرى وفي هذا الإطار يجب أن نشيد بأهمية مشاركتك كأم جديدة لمشاعرك على العلن سواء مع زوجك أو أحبائك تخفيفا من مشاكلك النفسية
نصائح وقائية من الكآبة النفاسية
لنقدم بعضا من تلك الأمثلة لتجارب رعاية الأم بعد الولادة التي يمكن أن تساعد الأمهات على التحسن ووقاية لها من الإصابة بمتلازمة الكآبة النفاسية.
- احصلي على قدر كافي من النوم مع استغلال أوقات حصول طفلك على قيلولة نهارية لمزيد من الراحة والإسترخاء
- النظام الغذائي الصحي سيساعدك أيضا حيث يساعد تناول الأطعمة الصحية المتوازنة، وخاصة الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم ، على تحسين مزاجك.
- يمكنك الخروج بصحبة شريك حياتك في نزهة من وقت لآخر حيث الهواء الطلق وأشعة الشمس والذي تشكل دواءا روحيا يساهم كثيرا في تخفيف توترك وقلقك المتزايد
- لاتتردي في طلب المساعدة وقبولها من الآخرين
- حاولي الاسترخاء خاصة في الأيام الأولى بعد ولادتك مع التركيز فقط على نفسك وطفلك فقط دون قلقك حول ماينتظرك من أعباء منزلية
عزيزتي الأم لاتعاني وحدك من أي تغيرات عاطفية عقب ولادتك بل شاركي ماتمرين به مع أحبائك فمجرد الحديث سيريحك كثيرا فقط , وعند ملاحظتك لأي نوع من أعراض عدم الإستقرار النفسي اطلبي مساندة شريك حياتك فهو خير من يخفف عنك.