في ظل تعدد المشكلات الصحية التي قد تصيب الأمعاء وتنعكس سلبا على حركتها الطبيعية مما يؤدي إلى المعاناة من آلام ,وغازات البطن بالإضافة إلى اضطرابي الإمساك , والإسهال , وسوف نتناول اليوم تلك المشكلة التي تم وصفها تحت مسمى( متلازمة الأمعاء المتسربة أو ارتشاح الأمعاء), والتي تم إدراجها ضمن قائمة الإضطرابات الهضمية التي تستهدف الأجزاء المبطنة لجدران الأمعاء بالشكل الذي يؤدي إلى اتساع فجوتها مع مزيد من النفاذية .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايخص متلازمة ارتشاح الأمعاء.
حول متلازمة ارتشاح الأمعاء
في ظل إصابة الأشخاص بالأمعاء المتسربة أو الراشحة فإن الضرر سوف يصيب هذا النسيج المبطن للأمعاء من الداخل كنتيجة مترتبة على زيادة درجة نفاذيتها , وهذا الأمر يجعل من السهل على المركبات السامة , والبكتيريا الدخول والإنتشار في الدم , وهذا مايحفز ظهور الإلتهابات وانتشارها على أوسع نطاق , لتنطلق ردود الفعل المناعية في الظهور من قبل الجهاز المناعي ,لذلك يتم اعتبارها من الأمراض ذات الصلة بإضطرابات المناعة الذاتية .
قد تتسبب النفاذية العالية في الدخول الخاطىء للمواد الغذائية وانتشارالبكتيريا في المجرى الدموي , وتلك الظاهرة تجلب معها أعراضا مرضية مابين الإحساس المزعج في البطن بالإضافة إلى اضطرابات في عملية الهضم مابين انتفاخ وشعور بالثقل ,والإسهال الحاد , ردود الفعل التحسسية الصادرة تجاه أنواع معينة من الأطعمة .
ورغم كل ماذكرناه عن سمات تلك المشكلة الصحية إلا أن ارتشاح الأمعاء لاينتمي إلى نوعية المصطلحات الطبية التي تم الإعتراف بها , حيث توجد معتقدات تفيد بكونها أحد العوامل المسببة لحالات مرضية شائعة وعلى رأسها , متلازمة التعب المزمن، والصداع النصفي، والتصلب اللويحي
أسباب ارتشاح الأمعاء
في حين أنه لابد من معرفة الأسباب الكامنة وراء أي مشكلة طبية إلا أن كثيرا من المحاولات لإستكشاف الأسباب الرئيسية لمتلازمة ارتشاح الامعاء مازالت قيد التنفيذ , وسوف نذكر مجموعة من العوامل المسئولة عن جعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بها :
- الإكثار من تناول الأطعمة السكرية : حيث أن تضمين أطعمة غير صحية غنية بالسكريات ضمن الحصص اليومية المستهلكة وخاصة تلك التي تحتوي على سكر الفركتوز قد تلحق أضرار جسيمة بالوظائف الحيوية لجدران الأمعاء التي تعمل بمثابة حاجز للمواد السامة.
- مضادات الإلتهاب غيرالستيرويدية (NSAIDs):يمكن أن تكون متلازمة الأمعاء المتسربة أحد الآثار الجانبية الناجمة عن استهلاك العقاقير المضادة للإلتهاب غير الستيرويدية على المدى الطويل حيث يؤدي طول فترة استعمال عقار الأيبوبروفين إلى مزيد من نفاذية الأمعاء وبالتالي يتسبب في خطر الإصابة بإرتشاح الأمعاء.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية : يتسبب إدمان بعض الأشخاص للكحوليات في ارتفاع مخاطر معاناتهم من زيادة نفاذية الأمعاء التي تقود إلى الإرتشاح
- سوء التغذية: يرتبط ذلك بحالات نقص المغذيات , التي تشمل العناصر الغذائية الضروري التي تلبي احتياجات الجسم وخاصة فيتامين أ وفيتامين د والزنك الذي يرتبط حدوث نقص فيهما على وجه التحديد بزيادة نفاذية الأمعاء المؤدي للأمعاء الراشحة
- المعاناة من أضرار الإلتهاب الحاد المزمن واسع الإنتشار في أماكن متفرقة من الجسم عامل أيضا في الإصابة بتلك المتلازمة
- ارتفاع مستويات التوتر والإجهاد : توجد علاقة وثيقة بين الحالات التي تنطوي على زيادة الضغوط ونوبات التوتر والإرهاق الشديد والمعاناة من مشكلات هضمية , والتي تنضم إلى قائمة العوامل المسببة لإرتشاح الأمعاء
- تدهور صحة الأمعاء: بما أن الأمعاء جزء رئيسي من منظومة الجهاز الهضمي والذي يستقبل الطعام الذي نتناوله بشكل يومي فإنه من المتوقع أن تنتشر ملايين البكتيريا في الأمعاء ولكنها ليست ضارة في مجملها بل توجد النباتات المعوية الطبيعية وهي نوع من البكتيريا المفيدة التي يجب أن يحدث توازن بينهما وفي حالة وجود خلل فإن ذلك يترك تأثير على الوظائف الحيوية لحاجز جدار الأمعاء .
- فرط نمو الخميرة في الأمعاء : في حين أن الخميرة موجودة بالفعل في القناة الهضمية بصورة طبيعية , إلا أن تكاثرها بمعدلات متزايدة من العوامل المساهمة في ارتشاح الأمعاء
اقرأ أيضا 9 أطعمة للحفاظ على صحة الأمعاء بعد سن الـ 50
أعراض ارتشاح الأمعاء
عقب معرفتنا بنوعية الأسباب المحتملة المسئولة عن إصابة الأشخاص بإرتشاح الأمعاء لابد أن نكون أكثر وعيا بمجموعة العلامات ذات الصلة والتي تظهر في صورة أعراض متداخلة مع حالات طبية أخرى , مما يشكل صعوبات أمام الأطباء بشأن الإجراءات التشخيصية الدقيقة التي ينبغي إجرائها ومن ضمنها :
- اضطرابات هضمية مابين الإسهال أو الإمساك أو انتفاخ البطن المزمن
- انخفاض نسبة حصول الجسم على المغذيات
- سيطرة الشعور بالتعب والإعياء الشديد
- صداع الرأس المؤلم
- التشتت ,وفقدان التركيز بالإضافة إلى مشاعر الإرتباك
- مواجهة بعض الآفات و المشاكل الجلدية، مثل: بثور حب الشباب، وبقع الطفح الجلدي،واضطراب الإكزيما.
- تشنجات المفاصل
- انتشار الإلتهاب والتهيج على نطاق واسع
مجموعة أخري من الأعراض
بعض الأشخاص يعانون من أعراض مختلفة على النحو التالي:
- احساس مؤلم بالثقل في البطن
- نوبات الربو التنفسية
- تقلص وتيبس في العضلات
- عسر الهضم
- تكرار نزلات البرد بشكل مستمر
- صعوبات تدهور الذاكرة
- التهابات المهبل المتكررة.
- تهيج المثانة .
- أزمات ضيق التنفس
علاج متلازمة الأمعاء المتسربة
- حدوث اختلالات في التوازن البكتيري للبكتيريا النافعة سواء في المعدة والأمعاء من خلال مصادر غذائية غنية بالبروبيوتيك.
- تضمين أنواع معينة من المغذيات والمكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن ومن أمثلتها الأرجينين، والغلوتامين.
- يجب أن تكون الأطعمة التي تحتوي على مادة البريبيوتيك والمعروفة بأهميتها لتدعيم صحة الأمعاء جزءا لايتجزأ من النظام الغذائي, ومن أمثلتها الخضراوات والحبوب الكاملة.
- اختيار أنظمة غذائية متوازنة للسير وفقا لقواعدها بتجنب الإفراط في كميات السكريات المضافة , أو الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة , وزيادة الإهتمام بأنواع الأغذية التي تتميز بإحتوائها على الألياف وفي الوقت نفسه منخفضة الدهون, مع التركيز على أطعمة الفودماب مثل التفاح والكريز والخوخ والكمثرى والبطيخ والرمان ,وعن مجموعة الخضراوات فمن أبرزها الثوم , والبصل , البنجر , الخرشوف , البروكلي.