قد تكوني سمعت عن داء الزهري الذي ينتمي إلى نوعية الأمراض المنقولة بالإتصال الجنسي , والتي تكون معدية وينسب مصدر العدوى إلى بكتيريا تسمى اللولبية الشاحبة , وتحدث الإصابة على 3 مراحل يتطور خلالها المرض مابين فترات تكون فيها الأعراض نشطة على أن تتخللها بعض الظروف الصحية الجيدة ,إلا أنه في بعض الحالات غيير المعالجة منه قد يتطور إلى إلحاق أضرار جسيمة بأجزاء حيوية من الجسم فمن الممكن أن يمتد نطاق العدوى إلى الشريان الأبهر , والدماغ , والحبل الشوكي ومن هنا تتولد تلك الحالة الإلتهابية المسماة ب( مرض الزهري العصبي ) والتي سوف نتعرف عليه بمزيد من التفاصيل
ماهو مرض الزهري العصبي؟
مرض الزهري العصبي
يمكن أن تنشط تلك البكتيريا المسببة لمرض الزهري التناسلي خاصة إذا تم تجاهل علاجه في مرحلة مبكرة وتم ترك العدوى بدون اتباع التدابير العلاجية المناسبة لسنوات عديدة , الأمر المسبب لمضاعفات صحية خطيرة تجعل العدوى البكتيرية أكثر شراسة حيث تستهدف الجهاز العصبي المركزي الذي يتألف من الدماغ والحبل الشوكي , ولكن ليس معنى ذلك أن كل المرضى المصابين بداء الزهري المنقول عن طريق الجنس يتعرضوا للإصابة بالزهري العصبي ,و إلا أننا نقصد حالات معينة تم إهمال علاجها على مدار سنوات عديدة حتى تفاقم الوضع الصحي وتطور للأسوأ إلى الدرجة التي تؤدي إلى إحداث التهاب حاد في الأوعية الدموية المغذية للجهاز العصبي المركزي
اقرأ أيضا مرض الزهري التناسلي .. كل مايهمك عن مراحل الإصابة بالمرض
أعراض الزهري العصبي
أعراض الزهري العصبي
تتفاوت طبيعة الأعراض المصاحبة لمرض الزهري العصبي وفقا لموقع الإصابة من الجهاز العصبي حيث أن كل منطقة ترتبط بعلامات معينة ويتم تقسيم الأعراض إلى :
– أعراض مبكرة
تظهر في وقت مبكر من حدوث الإصابة بالعدوى وتجعل المريض يعاني من تقلبات في الحالة المزاجية , مع تراجع في الذاكرة , مع صعوبات في التركيز والإنتباه , بالإضافة إلى نوبات من الصداع المؤلم , وتصلب الرقبة
-أعراض متقدمة
في المراحل الأكثر تقدما من المرض الذي تكون العدوى قد فرضت سيطرتها على الجسم وقامت بغزوه يمكن توقع ظهور أعراض ضعف ولين العضلات , اضطرابات التوازن وصعوبات في أداء الحركات الطبيعية كالمشي , عسر النطق واضطرابات الكلام , ضبابية الرؤية وعدم وضوحها , فقدان القدرة على التحكم في عضلات المثانة أو سلس البول ,علاوة على رؤية تحولات في سمات الشخصية .
ربما يكون هذا الأمر من الصعب توقع حدوثه حيث تكون تلك البكتيريا نفسها المسببة للإصابة بهذا الداء المنقول جنسيا هي السبب وراء انتقاله للتأثير على الأعصاب , والعجيب في الأمر أن المصاب بهذا المرض المعدى الذي يمكن أن ينتقل بين الأزواج من طرف مصاب إلى طرف سليم يمكن أن يشهد تحولا بعد مرور مايصل إلى 20 عاما ليصيب الجهاز العصبي لكن يحدث ذلك في بعض الأحيان فقط فهي ليست حالة عامة
أنواع الزهري العصبي
أنواع الزهري العصبي
يمكن أن تكون الأعراض المصاحبة لمرض الزهري العصبي صامتة أي لاتقترن بظهور علامات للمرض يمكن ملاحظتها إلا أن حالات معينة يمكن أن تتقدم بشكل سلبي ويتم تقسيم أنواعه إلى
- الشلل الجزئي العام : نتيجة موت الأنسجة العصبية الأمر الذي يفقد الشخص القدرة على الحركة الطبيعية
- الوعائي السحائي : يمثل النوع الأكثر شيوعا من الزهري العصبي والذي يكون الأشخاص الذي سبق تعرضهم لسكتات دماغية أكثر عرضة للإصابة به
- التابس الظهري: يعني حدوث تآكل تدريجي في الخلايا العصبية الواقعة في الجزء الخلفي من المادة البيضاء
- الزهري العصبي السحائي : تنطلق الإصابة بعد مضى مايتراوح بين بضعة أسابيع إلى سنوات طويلة من تاريخ الإصابة بمرض الزهري
الإجراءات التشخيصية لمرض الزهري العصبي
تشخيص الزهري العصبي
- الفحص السريري : هو تقييم ذاتي يضعه الطبيب بنفسه يقوم على الخضوع لفحص يرصد استجابة العضلات ومحاولة التحقق مع عدم تعرض الأنسجة العضلية للتلف
- اختبارات الدم : يتم الإستعانة بها للكشف عن الدرجة المتوسطة من الزهري العصبي.
- خزعة النخاع الشوكي : يتم سحب عينة من السائل النخاعي المحيط بالدماغ والحبل الشوكي وإخضاعه للفحص لإستكشاف المراحل المتأخرة من الزهري العصبي
الخيارات العلاجية لمرض الزهري العصبي
حقن البنسلين لعلاج الزهري العصبي
- يتم الإعتماد في خطة العلاج على دواء البنسيلين بشكل رئيسي ومن الممكن أن يتم تلقيه فمويا أو في صورة حقن الوريد أوالعضل في مدة تتراوح بين 10-14 يوماً.
- يمكن أن يحدد الطبيب جرعات مناسبة أدوية البروبنسايد ,السيفتراياكزون والتي تكون جنبا إلى جنب مع البينيسلين
- للتحقق من الوصول إلى هدف التعافي التام يرجى العلم بأهمية الإستمرار في إجراء فحوصات الدم بعد مضى حوالي ثلاثة أشهر وستة أشهر من خطة العلاج