إنه سؤال هام يشغل تفكير العديد من الأشخاص والمتعلق بالمداومة على تناول الأدوية النفسية التي تم صياغتها في مصطلح مضادات الإكتئاب ,وربما يكون المعنى الأقرب للهدف العلاجي المتوقع منها كعلاج للإضطرابات والمشكلات النفسية والعقلية حيث أن كثيرا من الأشخاص الذين يعانون من أعراض المرض العقلي أيا كان راجعا لعوامل وراثية أو لمرور الشخص بحوادث صادمة شكلت ضغوطا على نفسيته أو وقوعه في دائرة من الظروف التي لم يستطيع أن يخرج منها كماكان من قبل كل ذلك يستوجب الخضوع للعلاج النفسي من خلال حضور عدة جلسات في عييادة أخصائي الصحة النفسية والذي يتجه إلى وصف أدوية علاجية خاصة بحالتك فهل يمكن أن تسبب الأدوية النفسية الإدمان ؟
هل تؤدي الأدوية النفسية إلى خطر الإدمان؟
بما أننا شهدنا أمس اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يشهد يوم 26 يونيو من كل عام حيث تم تخصيصه للتوعية بالتأثيرات السلبية التي يخلفها إدمان الموا\د المخدرة على صحة الفرد والمجتمع مما يهددبظهور العديد من المشكلات وهذا مادفعنا للتفكير مليا فيما يمكن أن يسببه الإستهلاك المفرط على المدى الطويل للأدوية العلاجية النفسية الخاصة بعلاج حالات اضطرابية وسلوكية ومايمكن أن ينشأ عنها من إدمان الشخص لها نتيجة لطول مدة الإستخدام كجزء لايتجزأ من الخطة العلاجية المدعمة للعلاج النفسي .
فعندما يتجه الطبيب إلى وصف دواء ما للسيطرة على نوبات القلق والتوتر التي تعانين منها لدفعك بعيدا عن حافة الإكتئاب فإنه قد تراودك بعض المخاوف بشأن اقتران تناول الدواء بوقوعوك في خطر الإدمان دون أن تدري بوجود أنواع من العقاقير المستخدمة للعلاج النفسي التي قد يكون الإدمان من ضمن آثارها الجانبية نظرا لإحتوائها على مواد مسببة للإدمان مما يتطلب توخي الحيطة والحذر عند التفكير في تناولها وذلك من خلال الإلتزام بالجرعات الدوائية المحددة من قبل الطبيب مما يعمل على تقليص فرص إدمانك لها , لأن التهاون وتناول جرعات عالية يحمل خطورة محتملة وهذا ماأكده العديد من الأطباء الذين شددوا على ضرورة تناول مضادات الإكتئاب بناءا على وصفة طبية يقرها ويحددها الطبيب المختص الذي يقوم بوضع برنامج يومي محدد لتناولها بجرعات آمنة .
الأدوية النفسية الشائعة والمسببة للإدمان
يمكن أن يكون خطر الإدمان وارد الحدوث في حالة الإستهلاك المنتظم لتلك الأنواع من الأدوية بشكل مستمر وبدون وصفة طبية وتشمل :
– الحبوب المنومة : على الرغم أن الأطباء قد ينصحون في بعض الأحيان للأشخاص الذي يعانون من مشكلات واضطرابات النوم والأرق الليلي المزمن بجرعات محددة من الأقراص المنومة ومن الممكن أن تكون أيضا أحد الفئات الدوائية الموجودة في روشته مصابي الإكتئاب الحاد واضطرابات القلق ونوبات الهلع لتهدئة الأعصاب , لكنها تنضم إلى قائمة مسببات الإدمان خاصة في حالات الإستخدام المفرط الذي يتراوح بين أسبوعين إلى شهر واحد فعلي الرغم من أهميتها إلا أنه قد يصعب التخلي عنها بسهولة حتى لو كانت موصوفة طبيا .
– الأدوية التي تحتوي على الأريبيبرازول: من المعروف عن هذا الدواء أنه واحد من الأدوية العلاجية الخاصة بإضطرابات ومشكلات الجهاز العصبي المركزي وتحديدا الذهان والإكتئاب كما ينصح به للاشخاص الذين يعانون من الإضطراب ثنائي القطب حيث يحمل خصائص علاجية كمضادة للذهان وقد يتحول مسببا للإدمان في حالة استهلاكه على المدى الطويل
–مضادات القلق :التي يتم تصنيفها لكونها من أنواع المهدئات الصغرى وهي على النقيض من المهدئات الكبرى المستخدمة في الحالات الحادة من الإكتئاب الذهاني .
علامات معينة لإستكشاف إدمان الأدوية النفسية
في بعض الأحيان قد يكون الإدمان أمرا خارجا عن إرادة الشخص وذلك عندما يقوم بتناول علاجا معينة لحالة جسدية أو نفسية ومع استخدامه لفترة طويلة يسبب أعراض معينة وتشمل :
- مواجهة صعوبات في تقليل جرعات الدواء أو ايقاف استخدامه نهائيا
- اللجوء إلى تناول جرعات أعلى من المعتادة نظرا لإنعدام مفعول الجرعة المحددة
- عدم القدرة على الإستغناء التام عن الدواء حتى في حالات مسئوليته عن مشكلات جسدية ونفسية عديدة
- التوقف الفجائي عن تناول الدواء النفسي ينذر بمواجهة الأعراض الإنسحابية الشائعة
اقرأ أيضا هل الأمراض النفسية تنتقل بالوراثة ؟ .. أهم 5 اضطرابات عقلية وراثية
كيف يمكن تناول مضادات الإكتئاب دون التسبب في الإدمان؟
وفقا لآراء الخبراء لايمكن القول بأن الأدوية النفسية أو ماتعرف بمضادات الإكتئاب بشكل عام يمكن أن تسبب الإدمان ولكن الأمر يتوقف على معدلات استهلاكها وعدم القيام بتناولها دون استشارة الطبيب النفسي المختص ,وهنا يجب التنبيه على أمر هام متعلق بما يمكن أن تخلفه الجرعات العالية من مضادات الإكتئاب بالإضافة إلى الإدمان حيث يمكن أن تعرض الأعصاب للتلف وتتسبب في التدمير الشديد لخلايا المخ . وبناءا على توصيات الأطباء بضرورة تجنب عدم التوقف المفاجىء عن تناول العقاقير النفسية حتى في الحالات التي تتم ملاحظة تحسن في الأعراض , حيث أن الجرعات يجب أن يتم تقليلها تدريجيا حتى لاتتم مواجهة أعراضها الإنسحابية .
الأعراض الإنسحابية للأدوية النفسية
يجب أن تعلمي أن الأعراض الإنسحابية للعلاجات النفسية ليست واحدة بل يوجد بينها العديد من أوجه الإختلاف مابين دواء وآخر ومن أكثر شيوعا :
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ
- المعاناة من الإسهال المائي
- اضطرابات القلق الشديد
- مشكلات وصعوبات النوم والأرق الليلي المزمن
- رجفة وقشعريرة في الجسم من الداخل
- الإحساس بالدوار والدوخة
- الإصابة بنوبات حادة من الصداع
- انخفاض مستويات التركيز
- تشنجات لاإرادية في العضلات
- امتلاك ذاكرة ضعيفة
- الهلاوس السمعية والبصرية من حيث سماع ورؤية أشياء غير حقيقية