هل سمعت من قبل عن النظام الدهليزي ؟ إنه ذلك النظام المنوط بتحقيق الإتزان الجسدي وحركات العيون والإدراك الحسي ,وتلك المسئولية الجسيمة قد تتأثر بحدوث بعض الإختلالات التي تجعل الأشخاص يعانون من متلازمة الإضطرابات الدهليزية التي لايقتصر حدوثها على الأشخاص الكبار البالغين بل قد يعاني الأطفال أيضا منها مما يجعل الآباء يشعرون بقلق متزايد عقب ملاحظتهم لأعراض غريبة على الطفل وكلها تنم عن اصابة النظام الدهليزي بالإضطراب وسوف نجيب تفصيليا من خلال مقالنا التالي على تساؤل هل يمكن أن يعاني الأطفال من اضطرابات دهليزية؟
هل يمكن أن يعاني الأطفال من اضطرابات دهليزية؟
إنه لمعتقد خاطىء أن يتبنى الأشخاص رأيا خاصا بشأن اقتصار إصابة الأشخاص الأكبر سنا فقط دون الأطفال بالإضطرابات الدهليزية وبما أن الأطفال معرضين أيضا لمخاطر الإختلالات في النظام الدهليزي فإنه لابد من البحث عن وسائل علاجية فعالة لتهدئة قلق الآباء
نبذة عن الإضطراب الدهليزي
يصف الإضطراب الدهليزي إحدي الحالات المرضية الذي يفتقد فيها الجسم التوازن في مختلف المواقف الأمر الذي يصاحبه إحساسا بالدوار والدوخة وثقل الرأس يتخلله شعورا بالضيق وعدم الراحة يجعل الشخص يتملكه رغبة لاإرادية في التقيؤ وميل شديد للغثيان , بالإضافة إلى سماع أصوات طنين في الرأس مع أصوات صاخبة , وفي بعض الأحيان قد تكون عبارة عن أصوات رنين أو صوت يشبه الصفير
وفي الآونة الأخيرة بلغ هذا المرض حد الإنتشار ليصبح أكثر شيوعا بدرجة أكبر وتم تقدير نسبة المصابين بهذا الإضطراب الدهليزي بحوالي 35٪ من فئات الأشخاص التي تتجاوز أعمارهم 40 عاما من المصابون باضطرابات دهليزية، ومعظم تلك النسبة من ضمن فئات الشباب
أسباب الإضطرابات الدهليزية لدى الأطفال
- تتعدد العوامل المسببة للإضطرابات الدهليزية لدى الأطفال والتي تكون ناجمة عن أسباب مختلفة وتشمل التهابات الأذن الحادة والمزمنة والتهابات السحايا والإصابات العديدة في الرأس.
- يوجد سبب آخر ممثل في قيام النساء الحوامل بإدمان المشروبات الكحولية أو الإفراط في التدخين ومايتصل به من أضرار تنعكس سلبا على صحة الأم والجنين القابع في الرحم وتأثيره على نموه وتطوره .
- في معظم الحالات , يصبح من الصعوبة استكشاف معاناة طفلك من الإضطرابات الدهليزية خاصة عند عقد مقارنة بينهم وبين البالغين فمازالت أعمارهم صغيرة للغاية , وهذا مايتسبب في فقدان إدراك حجم المشكلة التي يواجهونها ومدة خطورتها وانطلاقا من هذا يجب أن يضع الوالدين هذا الأمر ضمن أولويات اهتمامهم
- يضاف إلى قائمة الأسباب التي قمنا بذكرها مجموعة عوامل أخرى ذات صلة بالضغط المكثف الذي يمارسه الآباء على الأبناء في النواحي الأكاديمية ورغبتهم في أن يكونو مميزين دراسيا وهذا التفكير يسيطر على عقلية العديد من الآباء الذين دائما مايسعون أن يحصد أبنائهم نتائج أفضل , إلا أن أساليب الضغط الممارس من قبل الأسرة والمدرسة قد ينشأ عنها بدون قصد ارتفاع مستويات القلق والتوتر والمخاوف لدى الأطفال , لهذا السب عندما يمكنك مشاهدة طفل مصاب بإجهاد ملحوظ في العين جنبا إلى جنب مع معاناة مستمرة من الدوار والدوخة والميل إلى الغثيان فكلها علامات تحذيرية عن كون طفلك مصابا بنوبة اضطراب دهليزي.
اقرأ أيضا الحدب الخلقي لدى الأطفال .. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
أعراض الاضطرابات الدهليزية عند الأطفال
يزداد شعور الأطفال الصغار بخلل في النظام الدهليزي لديهم ويتم ترجمة ذلك من خلال ظهور عدة أعراض تصبح أكثر شيوعا في فترات النهار بشكل خاص وتحديدا عقب الإستيقاظ من النوم وتتضمن العلامات الرئيسية للمرض فيما يلي:
- سيطرة شعور بالصداع المزمن مع دوار الرأس وفقدان الإتزان في معظم الأحيان
- فقدان المستويات الأدنى من التركيز مما يتسبب في معدلات النسيان السريع لكل قاموا بتعلمه وحفظه مما يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي نتيجة الإستيعاب البطىء
- خفقان عصبي يظهر في صورة ضربات قلب غير منتظمة يتخللها شعور بالدوران وفقدان الوعي
- تسارع معدلات خفقان القلب ومستويات التنفس مما يشكل صعوبات في ممارسة الأنشطة أو التمارين الرياضية أو رياضات المشي والجري أو حتى القيام بالمهام الشاقة والثقيلة
- تأتي الأعراض في مجملها مصحوبة بدوخة مما يعوق حفاظك على التوازن الطبيعي لجسمك
- من المرجح أن يتحول فعل الوقوف والجلوس ليصبح أمرا فائق الصعوبة من شأنه جعل الطفل يصاب بالدوار
- فقدان القدرة على السيطرة على الذات في المواقف المختلفة
- يتسرب إحساس بالتنميل والخدر والرعشة والرجفة في أطراف اليدين والقدمين
- سيطرة الرغبة في التقيؤ مع احساس داخلي بالغثيان
- اضطرابات في مؤشرات ضغط الدم مابين ارتفاع أو انخفاض
- في بعض الأحيان يمكن أن يصاب الطفل بالإغماء وفقدان الوعي
- انخفاض مستويات الرؤية حيث تصبح حاسة البصر أقل حدة والغريب أن فحص النظر لايظهر أي نتائج غير طبيعية ويؤكد أن العيون بصحة جيدة
- سماع أصوات طنين مزعجة في الأذن
- من السهولة أن يعاني الطفل من حالة دوار الحركة
- الإبتعاد عن ممارسة أنواع الرياضات المحفوفة بالخطر ويشمل ذلك أيضا ألعاب المراجيح التي يعشقها الصغار كثيرا
- مواجهة صعوبات أثناء القيام بإستخدام السلالم في الصعود
- افتقار القدرة على امتلاك مهارات تحديد الاتجاهات في الظلام الدامس مع استثارة المشاعر بسهولة والبكاء في الظلام.
- تراجع القدرة على التعلم والفهم السريع بشكل مفاجىء
من بين ماذكرنا من أعراض توجد أعراض يمكننا أن نقول عنها أنها نموذجية تحدث بشكل شائع ويعاني منها عدد كبير من الأطفال والتي تجمع بين الشعور بالدوخة والصداع الشديد مع صعوبات عديدة في تحقيق الإتزانوتشكل أكثر العلامات وضوحا والتي تعبر عن معاناة الأطفال من مشكلات صحية وبالنسبة لتوقيت حدوث الأعراض فهي ليست متصلة بموعد محدد حيث تظهر بشكل فجائي وفي فترة قصيرة إلا أنها تستمر في التكرار في معظم الأحيان خاصة في الأوقات التي ياعرض فيها الطفل لضغوط مكثفة أو يمارس تمارين رياضية عالية الشدة
طرق التعامل مع إصابة الطفل باضطراب دهليزي
من المحتمل أن تنشأ عدد من المضاعفات الصحية الخطيرة الناجمة عن معاناة الطفل من اضطراب دهليزي والتي تترك تأثيراتها الضارة والمباشرة على الصحة العامة والأنماط المعيشية اليومية لذلك إذا لاحظ الآباء أي شىء غير طبيعي على الطفل لابد من اصطحابه إلى أقرب مركز طبي لتلقي العلاج الطبي المناسب
- اما إذا كان طفلك كثيرا مايمسك رأسه ويعاني من نوبات دوخة وصداع متكررة فمن الضروري أن يهتم الوالدين بتوفير سبل الراحة والدعم للطفل وتشجيعه على الإستلقاء على أقرب أريكة حيث التمتع بوافر من الهدوء مع مراعاة أن تكون وضعية استلقاء الطفل مناسبة بحيث ينام على الظهر أو الجنب على أن يبتعد تماما عن الإنبطاح
- أما إذا كان طفلك يشكو رغبته في التقيؤ مع شعور مزعج بالغثيان فمن الضروري أن تشجعي الطفل على إفراغ معدته بالكامل من خلال التقيؤ حتى يقل إنزعاجه ثم بعد ذلك يمكن تقديم كوب من الحليب الدافىء لطفلك تعويضا لنقص مستويات الماء والسوائل والكهارل
- يجب أن تتذكري أيضا أن النظام الغذائي في مثل تلك الأوقات من الضروريات الأساسية على أن يكون متوازنا يجمع بين مكملات العناصر الغذائية، وفيتامينات المجموعة أ، ومجموعة ب، والأوميجا 3، بالإضافة إلى معدن الكالسيوم وغيرها من المعادن الأساسية الضرورية.
- الإهتمام بتضمين المزيد من الخضروات والفواكه الخضراء بما يساهم في تعزيز وإكمال نسبة الألياف الضرورية.
- أما عن نوبات الصداع التي كثيرا مايعاني طفلك من تكرارها فسوف تكون مكملات فيتامين C فعالة للأطفال لتهدئة الصداع المزعج بشكل سريع .
- تحققي من مقدار مايتناوله طفلك من الماء بما يضمن حصوله على كمية مناسبة يوميا ، بالإضافة إلى عصائر الفاكهة وعصائر الخضار والحليب ذو القيمة الغذائية العالية .
- من الضروري أن يمتنع طفلك عن تناول مصادر الأطعمة الجافة والصلبة، والأطعمة الحارة الساخنة والدهنية أو الأطباق الغنية بالتوابل.