على الرغم أن السرقة من السلوكيات المرفوضة والمحرمة تماما كما أن الشخص السارق يعد شخص موصوما بهذا الفعل في نظر جميع من حوله ولكن هل تعلمين أن الأمر قد يكون خارج تماما عن شعور الشخص ورغبته؟ حيث يجد نفسه مدفوعا لفعل ذلك لاإراديا جراء معاناته من اضطراب نفسي يعرف بهوس السرقة حين تتحول السرقة لتصبح مرضا وليس مجرد سلوك شائن وهنا يجب أن نتعلم الفرق بين كلا الأمرين لأن الشخص في تلك الحالة لن يحتاج للإبلاغ عنه بل أن مايحتاج بالفعل هو الحصول على دعمك ومساندتك وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايهمك عن هوس السرقة
ما هو هوس السرقة؟
ما هو هوس السرقة؟
يقصد بالهوس إدمان الشخص فعل شىء بشكل غير طبيعي ومثلما يوجد أناس لديهم هوس نتف الشعر بشكل متكررومستمر وأخريات لديهم هوس الشراء والتسوق القهري فإن هناك آخرون مدمنون على السرقة حيث يكون غارقا في حالة لايمتلك معها القدرة على السيطرة والتحكم في النفس لتمتد يده لسرقة الأشياء بغض النظر عن الحاجة إليها وأيا كانت قيمتها حتى أن الأمر قد يشمل الأشياء التافهة التي لاقيمة لها ومن غير المتوقع سرقتها ,وعلى الرغم أن تلك المشكلة الإضطرابية العقلية نادرة الحدوث إلا أنها قد تحمل خطورة محتملة حين يصاب بها الشخص بل ويمتد تأثيرها على الجوانب العاطفية من مشاعر الشخص أو علاقاته مع المقربين منه خاصة إذا تم تجاهلها وتركها بدون علاج .
يتم تصنيف السرقة المرضية بأنها شكل من أشكال الإختلالات التي يعاني منها الشخص وتفقده على التحكم الذاتي في إنفعالاته ويتسم بمواجهة مشكلات تعوق القدرة الطبيعية على القيام بدور المتحكم في المشاعر العاطفية والسلوكيات المتبناه وقد يتطور الأمر إلى حد أن يقدم الشخص على ارتكاب تصرفات تسبب الأذى والضرر سواء لنفسه أوالأشخاص الآخرين من حوله حيث لايستطيعون في ظل ذلك مقاومة الرسائل العصبية التي تصدرها الأعضاء الحسية إلى الجهاز العصبي المركزي والتي تعرف بالنبضات العصبية مما ينشأ عنه سلوكيات بوتيرة متكررة
أعراض هوس السرقة
أعراض هوس السرقة
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هوس السرقة المرضي فإنه تتم ملاحظة مجموعة من الأعراض عليهم والتي تدل على إصابتهم بهذا النوع من الإضطراب وتشمل :
- يصبح السيطرة على الذات ومنعها من الإقدام على القيام بسرقة الأشياء حتى في حالة عدم الحاجة إليها أمرا شاقا أي لايستطيع الشخص تقيد رغبته في السرقة .
- ارتفاع مستويات الشعور بالتوتر والقلق والضغوط الجسيمة المحاطة بالمريض مما يتسبب في اللجوء إلى السرقة .
- سيطرة إحساس غريب بالمتعة والراحة الداخلية مع شعور بالرضا عند الإتيان بفعل السرقة
- المعاناة من مشاعر متناقضة تأتي بعد التلذذ بسرقة أحد الأشياء حيث يصاب المريض بعقدة الذنب والندم على ماقام بفعله مع كراهية النفس وشعور مزمن بالإحراج أو مخاوف بشأن ماترتب على ذلك من دخوله السجن أو اعتقاله بتهمة السرقة
- يتخذ الإضطراب طريقه نحو مزيد من التطور في سرقة الأشياء الذي تزداد معدلاته بشكل متكرر تزامنا مع استمرار الرغبة اللاشعورية الملحة , مما يجعل المريض يدور في حلقة دائرية مفرغة
- قد يتحول الأمر ليصبح عادة مرضية من الصعب التخلي عنها
اقرأ أيضا 9 علامات تدل على إحتمالية الإصابة بالاضطراب الاكتئابي
أبرز الخصائص المميزة للـأشخاص المصابون بهوس السرقة
خصائص مرضى هوس السرقة
توجد بعض السمات التي ينفرد بها أصحاب السرقة المرضية والتي تختلف تماما عن السارقين الحقيقيين وتشمل :
على النقيض من هؤلاء الأشخاص الذين يتبنون أسلوب السرقة القائم على التظاهر بأنهم عملاء للمتجر بهدف سرقته , فإن المصابون بهوس السرقة المرضي لايقومون بفعل ذلك رغبة في الحصول على مكاسب شخصية , أو كنوع من الجرأة , أو بدافع الإنتقام , أو كشكل من أشكال التمرد , حيث يجدون أن الإتيان بهذا الفعل يتم تلقائيا بمنتهى البساطة نتيجة تملكهم رغبة شديدة إلى الحد الذي لايكون لديهم أي سبيل لمقاومتها.
من الجدير بالذكر معرفة أن المريض في كل الأحوال لايقوم بوضع خطة مسبقة أو جدول زمني لسرقة متجر مثل السارق العادي أي أنه يقوم بهذا الفعل دون الحصول على مساعدة أو مساندة من قبل الآخرين .
يركز غالبية المرضى على القيام بسرقة مختلف الأشياء من الأماكن العامة ويشمل ذلك المتاجر و محلات السوبرماركت بينما يقوم البعض الآخر بالإستمتاع بسرقة الأشخاص المقربين منهم مثل جماعات المعارف والأصدقاء .
في معظم الحالات ,قد لاتحمل العناصر المسروقة أي أهمية أو تحتل قيمة كبيرة لدى المريض , والأغرب أنه قد يمتلك المال لشرائها
بالنسبة للإحتفاظ بالأشياء فإن المرضى عادة مايقدمون على تخزين المسروقات في مكان واحدة يقوموا بجمعها فقط بدون استخدامها أبدا , وأحيانا قد يقوموا بإخراجها في صورة هدايا تقدم لأفراد الأسرة
قد تحدث عدة اضطرابات في معدلات سيطرة الرغبة في السرقة على الشخص حيث تأتي وتتلاشى من تلقاء نفسها أو قد تقع مابين الدرجة الحادة الشديدة أو الخفيفة التي تحدث بشكل متناقص بمرور الوقت
حان وقت الطبيب
يصبح اللجوء للحصول على استشارة نفسية من قبل أخصائي الصحة النفسية والعقلية أمرا حتميا وإلزاميا إذا وجد الشخص نفسه لايستطيع التوقف والتحكم بنفسه عن سرقة الأشياء البسيطة وقد يفضل معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا الهوس التكتم على الأمر وعدم التفكير مطلقا في علاجه خوفا من الإحراج أو الإعتقال إلا أن الأطباء المعالجين عندما يأتي إليهم شخص يعاني من تلك الخصائص المرضية لايفكرون إطلاق في إبلاغ الشرطة لأنها تعتبر من الأمراض النفسية
مايجب فعله في حالة استكشاف إصابة أحد المقربين منك بهوس السرقة ؟
في حالة الإشتباه في أن أحد الأشخاص ضمن عائلتك يعاني في صمت من هوس السرقة دون إخار أحد لابد من إدارة مناقشة لطيفة معه دون النظر إليه على أنه سارق لأن الأمر يحمل اختلالا عقليا وليس اضطرابا في شخصية لذلك تجنبي تماما معاتبته أو توجه التهم إليه
أسباب هوس السرقة
أسباب هوس السرقة
لم يتم حتى الآن استكشاف الأسباب الرئيسية لحدوث هذا الهوس إلا ان النتائج التي خرجت بها النظريات ألقت الضوء على مايحدث في الدماغ من تغيرات واعتبار ذلك سببا مباشرا لهذا الإضطراب العقلي لكن الأمر مازال قيد الدراسات بينما اظهرت دراسات اخرى عن ارتباط الإضطراب بعدة عوامل تشمل :
- حدوث مشكلات اضطرابية في السيروتونين والذي يعد بمثابة أحد الناقلات العصبية الرئيسية الموجود طبيعيا في الدماغ حيث يمثل مادة كميائية تتولى تنظيم الحالة المزاجية والجوانب العاطفية للشخص فعادة ماتنخفض مستويات السيروتونين لدى الأشخاص الذين يكون لديهم اندفاعات وانفعالات سلوكية أو يكون لديهم عدم انضباط في التصرفات
- يمكن أن يكون السبب نابعا من اختلالات سلوكية مزمنة سببت إدمان السرقة لدى الشخص حيث حين يبدأ في الإتيان بفعل السرقة فإن ذلك يحفز إفراز أحد النواقل العصبية الأخرى في الدماغ وهو الدوبامين مما يزيد من تسرب إحساسا لطيفا لدى الشخص يجعله دائما مايحتاج أن يصل إلى مثل هذا الشعور الذي يجرفه إلى القيام بسرقات متكررة
- نظام المواد الأفيونية في الدماغ : قد يكون الأمر راجعا إلى مستقبلات الأفيونيات الموجودة في الدماغ وهو نظام خاص بالمواد الأفيونية مسئول عن تنظيم الدافع للرغبة الداخلية ويمكن أن يصاب ببعض الإختلالات مما يصعب معه سيطرة الشخص على نفسه أمام مختلف الحوافز التي سيتعين عليه مواجهتها
عوامل الخطر التي تزيد من هوس السرقة
يمكن أن تزيد تلك العوامل من جعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسرقة المرضية الذي تنطلق أعراضه في الظهر بداية من مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر، بينما يمكن أن يظهر فيما بعد وينتشر بشكل أكبر لدى فئات النساء مقارنة بالرجال حيث وجد أن نسبة تصل إلى ثلثي الحالات المشخصة من النساء.
تتضمن عوامل الخطر مايلي :
التاريخ الوراثي العائلي: يلعب العامل الوراثي العائلي دورا في الإصابة بهذا الهوس خاصة إذا كان كان أحد أفراد الأسرة سواء الأب أو الأم أو الأشقاء كان يعاني من تاريخ طبي سابق للإصابة بهذا الإضطراب تحديدا أو مشكلات اضطراب الوسواس القهري أو حتى اضطراب تعاطي المخدرات فإنه من المحتمل أن يكون الشخص معرضا بدرجة كبيرة للإصابة به أيضا
الإصابة بأحد الأمراض النفسية الأخرى :توجد العديد من المشكلات العقلية الأخرى التي ربما يؤدي الإصابة بها إلى زيادة مخاطر الإصابة بهوس السرقة وخاصة الاضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب القلق، أو اضطراب الأكل ، أو اضطرابات الشخصية.
تشخيص هوس السرقة
تشخيص هوس السرقة
من أجل تشخيص دقيق للمرض سوف يقوم الطبيب النفسي بناءا على مايظهر لديه من أعراض وعلامات أن يحدد معاناة المريض وذلك لأنه نوع خاص من الإضطرابات القائمة على التحكم في النبضات العصبية ورغبة في التحقق من التشخيص الأصلي سوف يلجأ الطبيب إلى :
- القيام بطرح مجموعة من الأسئلة ذات الصلة بالسلوكيات والعواطف الطارئة على مشاعر الشخص والخارجة عن نطاق سيطرته بعد القيام بتلك السلوكيات
- الإهتمام بمراجعة مختلف المواقف التي تحفز رغبة السرقة لدى الشخص
- تقديم استبيان للمريض يجب عليه أن يملؤه لقياس حالته النفسيه أو منح تقييم نفسي للذات
- الإستعانة بمجموعة معايير تقييمية للإضطرابات العقلية والنفسية الخاصة
طرق علاج هوس السرقة
سوف تواجهي صعوبات شديدة في القيام بدور الطبيب لحالة هو س السرقة لديكي حيث لن تتمكني من التغلب عليه وحدك لذلك سوف يكون عليكي الرجوع للطبيب لأن ذلك هو الخيار الأنسب والأفضل لعلاجك حتى مع شعورك بالإحراج والخوف حيث يجب أن يتم التدخل العلاجي في الوقت المناسب وإلا سوف يتحول المرض إلى وحش من الصعب إيقافه وسوف يستمر معك ويتمكن منك على المدى الطويل
في معظم الأحيان , سوف يضع الطبيب عدد من الخيارات العلاجية الفعالة لهوس السرقة فيما بين العلاجات الدوائية جنبا إلى جنب مع الخضوع لجلسات علاجية نفسية فلا وجد تقنية علاجية بعينها يمكن اعتمادها إلا أن الأطباء والخبراء دائما مايبحثون عن أنسب الحلول الطبية , ويمكنك مشاركة طبيبك استخدام طرق علاجية عديدية والإختيار من بينها الأكثر ملائمة لحالتك
-استخدام الأدوية النفسية
استخدام الأدوية النفسية
مازالت كثيرا من الأبحاث العلمية قيد الدراسة بشأن اعتماد الأدوية العلاجية النفسية بهدف علاج هوس السرقة إلا أنه في العادة يتجه الأطباء إلى التفكير في وصف تلك الأنواع من الأدوية التي تشمل :
- النالتريكسون
- مضادات الاكتئاب ، وخاصة من ضمن مجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية
- قد ينصح الطبيب بمزيج من أنواع مختلفة من الأدوية
-العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي
قد يكون العلاج السلوكي المعرفي من الطرق الناجحة المعتمدة في الطب النفسي القائم على إصلاح التفسيرات السلبية ومنحها تعريفا مختلفت وتقويم السلوكيات الخاطئة والمرفوضة لتحل ملها أفكارا إيجابية وخلالها سوف يتجه الطبيب إلى توظيف تقنيات علاجية مصممة خصيصا للسيطرة وكبح جماح دوافع الشخص التي تقوده إلى تبني فعل السرقة
ومن أجل النجاح في التحكم الجيد وعدم تكرار المرض سوف يوصي الطبيب إلى جانب الإلتزام بالخطة العلاجية اللجوء الفوري للإتصال بأحد الأشخاص المقربين إذا تفاقمت حدة المشكلة