قد يتحول الأمر من مجرد حب وإعجاب بشخصية مشهورة إلى حد الهوس وينطبق ذلك على المطربين والممثلين والأشخاص الذين احتلوا شهرة واسعة في المجتمع, ومؤخرا ضجت الأخبار المتداولة على صفحات الجرائد ووسائل التواصل الإجتماعي بما حدث بما أقدم عليه مغني مشهور من صفع لأحد المعجبين الذي كان يتهافت على التصوير معه فما الذي يمكن أن يجعل الأشخاص مفتونين إلى تلك الدرجة من الإعجاب المفرط باشخاص آخرين ومن ثم فقد أصبحنا أكثر اهتماما بمثل هذا الموضوع الهام الذي يشير إلى أحد الإضطرابات النفسية ألا وهو هوس العشق .
حول هوس العشق
توجد شعرة بين الحب الذي يقوم على الرغبة في وجود شخص ما وهذا التعلق الذي يصل إلى مستويات مرضية والذي يوصف بكونه هوسا قائما على تتبع المشاهير والشغف بكل الأمور المتعلقة بتفاصيل حياتهم الخاصة والسعي الدائم إلى محاكاة أسلوب معيشتهم بل أن الأمر قد يتطور لديهم إلى درجة تبني نفس طريقتهم في التحدث وإرتداء نفس ستايل الملابس بحيث يكون أكثر شبها منهم وقد لايعرف كثيرون أن ه ذا النوع من الإضطرابات يمثل أحد الحالات العقلية والنفسية التي يطلق عليها متلازمة الهوس بالمشاهير .
مع التقدم التكنولوجي والطفرة التي حدثت في وسائل التواصل الإجتماعي تقلصت الفجوة بين المشاهير والمعجبين وأصبحت المسافات أكثر قربا ويشمل ذلك مختلف المجالات التي يكون فيها الأشخاص ذائعي الصيت حيث يكون الشخص المصاب بالهوس أكثر حرصا بشكل غير طبيعي على أن يكون متابعا راصدا لأخبار النجوم سواء قي الفن أو الرياضة لدرجة أنه قد يصبح مهووسا بهم.
ماهو هوس العشق ؟
نوع من أنواع اضطرابات الوهام ويطلق عليه الهوس الشبقي أو هوس العشق «Erotomania»، ويعد من الأشكال نادرة الحدوث التي يسيطر على الشخص ويمكن أن يمر بمرحلة التطور وعند مقارنة أكثر الأشخاص المعرضين لذلك وجد أن النساء اكثر عرضة حيث يمكن أن يكون لديهم وهم داخلي بالقرب من الأشخاص ذوي الوضع الإجتماعي المرموق بل يصل الأمر إلى درجة أن يكون لديه تخيلات خاصة بوجود شخص يتحدث معه معبرا عن حبه بل ويرسل إليه برسائل عاطفية
ظاهرة هوس المشاهير والسوشيال ميديا
ظاهرة الهوس المرضي بالمشاهير واحدة من ضمن الظواهر التي أنتشرت بصورة كبيرة وقد وقد ساهمت الوسائل التكنولوجية الحديثة في زيادتها بما يمكن أي شخص من اقتحام خصوصية الآخرين فمبالك بشخص مشهور مما جعل الأشخاص أكثر اختراقا لأدق تفاصيل الحياة مع متابعة حفلات النجوم ومشاركتهم في مختلف الأنشطة الإجتماعية , ولكن هذا السلوك عندما يزداد عن الحد فإنه يتحول إلى حالة اضطرابية يطلق عليها خبراء علم النفس متلازمة الهوس بالمشاهير ,ويرجع السبب في صياغة هذا الوصف إلى فئات المعجبين الذي تجاوز الإهتمام بالمشاهير لديهم حدود غير طبيعية ,وأطلق هذا المصطلح على أولئك المهتمين بالمشاهير بشكل مفرط ويتحول هذا الاهتمام إلى إدمان أو وسواس قهري. وقد يشمل المشاهير الذين يحوزون اهتمامًا كبيرًا من الجمهور لكن الهوس يصيب بشكل أكبر الأشخاص المهتمين بمتابعة نجوم السينما والتلفزيون وعالم الغناء، وحاليًا ظاهرة المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
من الضروري معرفة أن ظاهرة الهوس بنجوم الزمن الجميل ليس وليد الزمن الحالي إلا أنه مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي وتأثيرها الذي شمل جميع الأصعدة فإن ذلك ساهم بشكل كبير في تفاقم المشكلة , ومن هذا المنطلق تم تصنيف هذا الهوس كأحد الإضطرابات النفسية السلوكية مما ساهم في تطور هذا الهوس إلى مراحل أكثر تقدما مما يستدعي تدخل طبي فوريا .
متى يتحول الإعجاب ليصبح مرضيا ؟
يعد الشعور الذي يصدره شخص ما بكونه معجبا بشخصية معينة ويتخذها قدوة أمرا طبيعيا إلا أنه من المحتمل أن يتحول ليتخذ منحنى من التطور مما يترك تأثيره غلى أوجه الحياة سواء الشخصية والمهنية والاجتماعية ويصبح كل مايشغله التحديق في الشاشات لمتابعة أخباره وكل مايتعلق بتفاصيل حياته وأبرز الأماكن والحفلات التي يتواجد فيها حتى يصل الأمر إلى مطاردته أينما ذهب .
ومن خلال الحديث عن فئات الأشخاص المعرضين بشكل خاص لمثل هذا النوع من الإضطرابات النفسية , فسوف نجد أن من تواجههم مشكلات شخصية هم الأكثر عرضة علاوة على المصابون بإضطراب الوسواس القهري ومن يسيطر عليهم شعورالقلق والإكتئاب الحاد ويمكن أن يمر مرحلة متقدمة يعاني الشخص على أثرها من اختلالات جسمانية ينتج عنها تغيير في مظهره بشكل كامل ليبدو شبيها بمطربه أو نجمه المفضل
ولدرء أي شكل من أشكال المخاطر التطورية لهوس المشاهير التي يمكن أن تصيب الأطفال والمراهقين بشكل خاص فإنه وفقا لآراء علماء وخبراء علم النفس لابد من أن يقوم الآباء بتوفير بيئة نفسية يشملها الإستقرار, ومن الضروري أن تعلمي أن الأمر لايتم بصورة فجائية , إلا أن مصدره يكون راجعا إلى معاناة الشخص من أحد المشكلات النفسية.
اقرأ أيضا متلازمة تدمير الذات وكيف يتم التعامل معها بشكل سليم؟
أسباب الهوس
وفي إشارة إلى معاناة الأشخاص من متلازمة الهوس وزيادة التعلق المفرط بأحد الأشخاص فربما يرتبط ذلك بعلاقة وثيقة مع الظروف التي مر بها الشخص في الماضي والتي كان في أشد الإحتياج ولم يجد أحد بجانبه بالإضافة إلى رؤية علماء النفس بشأن السنوات الخمس من عمر الشخص وهي التي تمكنه من إدارة حياته على النحو الأمثل , فعندما يكون الطفل محروما من احتياجاته العاطفية خلال مرحلة الطفولة فإن الأمر قد يستمر معه لحين أن يصبح شخصا بالغا معرضا إلى مشكلات اضطرابية .ومن جانب آخر فإن ظروف الأشخاص المشاهير التي شملها النجاح والتفوق تمثل تجربة إيجابية تعزز جانب الطموح لدى الأشخاص .
من أكثر الأساليب العلاجية التي يجب الإلتفات إليها هو أن يقوم الشخص بتغيير أولويات تفكيره المضطرب مع محاولة نعديله ثم الإنتقال إلى ترتيب الأولويات