توجد طريقتان للولادة يمكن من خلالها إخراج الجنين من بطن الأم إما عن طريق الولادة من المهبل , بعد شعور المرأة الحامل بإنقباضات الطلق كنوع من الإعلان على أن الطفل على وشك القدوم للحياة , ويطلق عليها الولادة الطبيعية التي تكون خيارا مفضلا بالنسبة للعديد من النساء بينما على الصعيد الآخر تميل أخريات إلى الولادة القيصرية حتى لاتضطر إلى مواجهة الآلام السابقة ,ولكن يتأجل الشعور بالألم لم بعدها كما أن المرأة قد لاتملك الخيار حيث توجد عوامل تتحكم في ذلك سواء حالتها الصحية , ووضعية الجنين غير السليمة في الرحم , وضيق منطقة الحوض ,بالإضافة إلى الولادات المتعسرة التي تجعل الكفة تميل إلى إجراء شق جراحي في البطن لإستخراج الجنين .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 3 تأثيرات محتملة تتركها الولادة القيصرية على الرضاعة الطبيعية
3 تأثيرات محتملة تتركها الولادة القيصرية على الرضاعة الطبيعية
قد تتمكن المخاوف من المرأة الحامل وتطغي على مشاعرها , نتيجة شعورها بنوع من الرهاب الذي يخلفه قلقا من مواجهة تقلصات الولادة الطبيعية , وسماع قصص النساء الاخريات ممن مروا بتجارب في هذا الشأن , وهذا مايدفع بعض الحوامل للولادة عن طريق عملية الشق الجراحي , ولكن يجب الإنتباه إلى أن تلك الجراحة سوف تستغرق وقتا لحين التعافي ولن تستطيع المرأة في تلك الظروف التي يكون خلال الجسد ضعيفا أن تقوم بمتطلبات طفلها لبعض الوقت حتى تتماثل للشفاء التام ,
وبالنسبة لبعض النساء اللاتي وضعن أطفالهن عن طريق الولادة القيصرية فقد يواجهن مشكلات ذات صلة بالرضاعة الطبيعية والتي يجب أن تكون مصدر التغذية الرئيسية التي يعتمد عليها الرضيع منذ بدايات حياته المبكرة مما يستلزم الزيارات الدورية بهدف المتابعة مع الطبيب المختص
هل الولادة القيصرية تؤثر على الرضاعة؟
بما أن الأم دائما ماتحرص على مصلحة طفلها , فإنها تهتم بأمور تغذيته بنفس قدر الإهتمام عندما كان جنينا من خلال تناولها لمصادر غذائية تعلم جيدا أنها تعود بفوائد عديدة تساهم في نموه وتطوره الصحي ليصل ماقامت بتناوله إليه عن طريق الحبل السري , وهذا بالضبط مايحدث في الرضاعة الطبيعية حيث يعتبر حليب الثدي بمثابة آداة نقل كل العناصر والفيتامينات والمعادن المستمدة من الأطعمة التي تستهلكها الأم لتصل إلى الجنين الذي يلتقط الحلمة ويمتص كمية الحليب التي تشبع جوعه وفي الوقت نفسه تساعده على استكمال مزيد من التطور الجسدي والعقلي
وقد توصلت بعض الأبحاث إلى وجود تأثير للولادة القيصرية على آليات الرضاعة الطبيعية حيث يمكن أن تؤدي إلى ظهور عدد من المشكلات الشائعة :
1- ملاحظة تأخر في تدفق حليب الثدي
بالنسبة للوقت المستغرق لحين نزول الحليب من ثدي الأم لكي تتمكن الأم من تقديم وجبة الرضاعة لطفلها فإنه قد يواجه بعض الخلل , خاصة بالنسبة للأمهات اللاتي وضعن أطفالهن عن طريق ولادة قيصرية من خلال جرح في بطن الأم فقد يحدث تأخير في معدلات تدفق الحليب بما يتراوح بين 3 – 4 أيام وذلك مقارنة بالولادة المهبلية, وربما كان ذلك متعلقا بمقدار التوتر الذي شهده الجسم مع الولادة القيصرية , ولكن السبب الذي أجمع عليه الخبراء بأن ذلك في العادة يرتبط بالإختلافات الطارئة في الهرمونات عقب الولادة مما يسبب حالة من الإضطراب في مستوياتها ,وهذا مايؤدي إلى عدم استطاعة الأم القيام بإرضاع طفلها بعد الولادة بشكل مباشر
2- مواجهة صعوبات في عملية الرضاعة
تضطر الأم التي قامت مؤخرا من جراحة قيصرية للتعامل مع نوعين من الآلام يتمثلان في الألم الناجم عن الشق الذي صنعه الطبيب لإخراج الطفل من خلال جرح في البطن وآخر في الرحم , ولكن الأمر لايتوقف عنذ ذلك فقد تتأكد المعاناة أيضا مع وجود مشكلات احتقان والتهاب في الثدي مما يجعل الأم لاتستطيع تحمل هذا المزيج المؤلم معا مما يشكل صعوبات جسيمة أثناء عملية إرضاع الطفل عقب الولادة القيصرية , وخلال ذلك التوقيت أيضا قد يتخلل ذلك شعور بالشد في موقع الجراحة , الأمر الذي يجعل المرأة تفتقد إلى القدرة على وضع الطفل في وضعية سليمة تجعله قادرا على الإمساك بالحلمة والتقاطها بشكل مريح
3- قلة إمدادات الحليب
لعلها من أكثر المشكلات شيوعا التي تعاني منها الأمهات المرضعات حيث تنخفض انتاجية حليب الثدي التي تقوم الغدد الثديية بإفرازه , ويرجع ذلك إلى أكثر من سبب سواء كان متعلقا بالأم أو الطفل ففيما يخص الأم المرضع فإن تأخير تدفق الحليب وزيادة كم الصعوبات التي تحول دون رضاعة طبيعية سليمة يمثل العامل المسبب الرئيسي وراء قلة الكمية المنتجة من الحليب
ويضاف إلى الأسباب أيضا الحالة الصحية للطفل بعد الولادة مما يستلزم بقاؤه في الرعاية المركزة لتلقي كافة سبل العناية وهذا مايتسبب في انفصال الأم عن صغيرها وعدم إرضاعه مباشرة مسببا تأخر في خروج الحليب وربما لايتدفق شيئا على الإطلاق لبعض الوقت لعدم وجود مايحفز إدرار حليب الثدي , وقد يكون الطفل مصابا بتشوهات الشفة الأرنبية وهو عامل آخر يجب إضافته.
اقرأ أيضا متى يكون التخدير النصفي إجراءا ضروريا في الولادة القيصرية ؟
نصائح فعالة للرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية
لكي تتحسن عملية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية , فلابد أن تحرص الأمهات على الإلتزام بتلك النصائح ضمانا لنجاحها في إرضاع الصغير:
- في حالة عدم وجود أسباب طارئة , فإنه من الضروري الإتجاه إلى الرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية مباشرة دون تأجيل
- التلامس الجلدي من الأمور التي نشاهدها جميع بعد الولادة أيا كان نوعها حيث يتم التأكد من حدوث ملامسة بين جلد الطفل مع الأم كنوع من التحفيز لعاطفة الأمومة كما يعد أمر مفيد في عملية الرضاعة
- من الضروري أن تحصل الأم على استشارة طبية من الطبيب المختص بشأن الأوضاع المناسبة التي توفر الراحة للطفل أثناء الرضاعة , مع تفعيل استراتيجية سليمة وصحيحة
- ليس شرطا أن تتم جدولة وجبات رضاعة طفلك فقط عليكي ملاحظة علامات الجوع وأن تكون الرضاعة في غطار زمني يقدر كل ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا خلال الأسابيع المبكرة الأولى لتحفيز إدرار الحليب.
- يمكن الإستعانة بأدوات مساعدة لتسهيل ضخ الحليب من الثدي سواء بإستعمال مضخة الثدي اليدوية أو الكهربائية عند مواجهة معوقات في الرضاعة
- الحرص على شرب المزيد من الماء والعصائر الطبيعية الطازجة بحيث يتراوح المقدار المستهلك من 8 إلى 10 أكواب من الماء بشكل يومي
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن على أن يكون مدعم بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- الحفاظ على جودة النوم بالحصول على قسط كافي من النوم والراحة للإسراع من التماثل للشفاء بعد ولادة الطفل