حفاظا على الصحة المعوية لفئة كبار السن , وتعزيزا لسبل الوقاية من الحالات الطبية التي قد لايكون لها تفسير سوى كونها من المشكلات التي تجلبها مرحلة الشيخوخة فإنه لابد من التعمق في نوعية الإضطرابات الهضمية التي قد تطرأ على الأمعاء في تلك الفترة المتقدمة من العمر, والتي تشهد ظهور بعض التغيرات الجسدية , التي تنعكس سلبا على صحة الجهاز الهضمي الذي أنهكه التعب الأمر المحفز لمعاناة أغلب المسنين من مشكلات هضمية مختلفة والتي تتنوع مابين الإمساك الذي ينطوي على صعوبات إخراج البراز بالإضافة إلى عسر الهضم وعدم تحمل أنواع معينة من الأطعمة ,أو وجود ضعف في امتصاص الجسم لبعض العناصر الغذائية ويمكن أن يتطور الأمر لديهم من مجرد انزعاجات ومضايقات بسيطة إلى حرقة المعدة , وأمراض الأمعاء الإلتهابية .. وسوف نقدم من خلال مقالنا4 تغيرات سلبية تؤثر على صحة الأمعاء مع التقدم في العمر
4 تغيرات سلبية تؤثر على صحة الأمعاء مع التقدم في العمر
صحة الأمعاء مع التقدم في العمر
ليست حالة الجلد فقط أو حتى الوظائف الإدركية ماتشهد تدهورا مع التقدم في العمر ففي حين أن الجميع معرض لمظاهر التغيير الطبيعية التي يخلفها الزمن بالوصول إلى مرحلة الشيخوخة, وتكون خطوط التجاعيد التي تذكرنا دائما بتخطي مرحلة الشباب, أو حتى تراجع مستويات الذاكرة, وكثرة النسيان وسواء هذا أو ذاك فإنها معالم شائعة لأنماط التغيرات المرافقة لتلك الفترة من العمر , لكن قد يتساءل كثيرون عما يمكن أن يصيب الجهاز الهضمي من تأثيرات
هل تتأثر الأمعاء بتقدمك في العمر ؟
1-الإمساك
الإمساك
تتعدد الأسباب التي تؤدي بالشخص إلى المعاناة من صعوبات في عملية إخراج الفضلات , والتي تتصل في الأساس بإضطرابات في حركة الأمعاء وعدم انتظامها وهذا مايشكل أزمة مرضية تصيب الشخص بالحرقان المؤلم في منقطة الشرج , مع عدم القدرة على تحمل الضغط الناجم عن الحزق المتكرر , ومع تقدم الشخص في العمر فإن الإمساك يصبح من أكثر الإضطرابات الهضمية التي تصاحبه في هذا السن , حيث يطرأ على الحركة المعوية نوعا من التباطؤ , كما يتقلص مخزون السوائل في الجسم الـأمر المهدد بمواجهة مشكلة الجفاف.
ومن جانب آخر, يجب أن نعلم أن الإمساك يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية التي يخلفها استهلاك بعض الأدوية العلاجية , ومن خلال نظرة إلى الأنماط الحياتية الخاطئة والتي يتم اتباعها دون التفات لتأثيراتها السلبية سوف يظهر أمامنا بعض العادات التي باتت تشكل روتينا يوميا مثل انخفاض ممارسة الأنشطة البدنية ,وعدم تناول كميات كافية من الماء جنبا إلى جنب مع مصادر الأطعمة الغنية بالألياف , مع تخصيص وقت لممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم , ويفضل البعض الإستعانة بالحلول السريعة عند التعامل مع حالات الإمساك المتكررة مثل الملينات , ومكملات الألياف لكن بشرط استشارة الطبيب أولا
2-عدم تحمل الطعام
عدم تحمل اللاكتوز
من خلال النظر إلى السكر الموجود في الحليب والمعروف بإسم( اللاكتوز) سوف نجد أن كثيرا من الأشخاص مصابون بحساسية تجاهه والتي يطلق عليها ( عدم تحمل اللاكتوز) والتي على الرغم من كونها من ضمن الحالات الشائعة التي تصيب فئات الأطفال إلا أن كبار السن أيضا لديهم مثل تلك المشكلة التي تتصل بإنخفاض إنتاج إنزيم اللاكتاز الذي يعد واحدا من الإنزيمات الهضمية واللازم لهضم اللاكتوز مما يضعنا أمام حالة عدم تحمل تناول منتجات الألبان ذات التأثير المهيج للجهاز الهضمي والمسببة للشعور بعدم الراحة والإنزعاج مع تضمينها في الوجبات , ولايمكن أن نتخطى مرض الإضطرابات الهضمية المسمى أيضا الداء البطني أو الحساسية الغذائية تجاه بعض الأطعمة مثل بروتين الغلوتين الموجود في القمح والشعير , لذلك لابد من الحصول على استشارة طبية قبل اللجوء قبل تناول أطعمة مثيرة للحساسية الغذائية حيث يستطيع أن يقطع الشك باليقين من خلال إجراء التحاليل المناسبة , وفي حالة إثبات الشكوك فلابد من الإستعاضة عن الحليب البقري بالحلب النباتي مثل حليب اللوز , والشوفان
3-حرقة المعدة
حرقة المعدة
تلك النقطة الفاصلة بين المرىء والمعدة المسماة بالعضلة العاصرة المريئية السفلية قد تعاني ضعفا مع مرور الوقت , مؤدية إلى المعاناة من ارتجاع الحمض والذي يرتبط بحدوث ارتداد لحمض المعدة إلى المرىء , مما يسبب أعراض حرقان الصدر الحموضة , كما أنه قد تظهر أيضا مشكلة الوزن الزائد تزامنا مع التقدم في العمر الأمر المسئول عن تفاقم الأعراض لتصبح أكثر سواء .
ولعلاج هذا الحرقان المتصاعد والمثير لشعور عدم الراحة سيكون من الضروري القيام بتقسيم وجبات الطعام الرئيسية الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وتوزيعها على مدار اليوم , مع تجنب تناول الطعام قبل الخلود للفراش مباشرة والإنتظار لمدة كافية بعد وجبة العشاء , مع ممارسة رياضة المشي بعد الوجبات , وعدم الإفراط في تناول الأطعمة المهيجة للمعدة خاصة في فترات الليل وخاصةالكافيين والمشروبات الغازية والكحوليات والحمضيات, والطماطم.
اقرأ أيضا3 مكملات غذائية ضرورية لعلاج رائحة النفس الكريهة المرتبطة بمشكلات الأمعاء
4- اضطرابات الجهاز الهضمي
داء الرتوج
مثلما تحدث انتكاسات إدراكية مرتبطة بالعمر تؤدي إلى المعاناة من الخرف والزهايمر فإنه بالمثل توجد اضطرابات هضمية يزداد خطرها مع تقدم الإنسان في العمر ,ومن أبرزها داء الرتوج الذي تحدث الإصابة به نتيجة عدوى التهابية قد أصابت الأكياس الصغيرة البارزة من القولون الأمر الذي يتسبب في نوبات من الألم الحاد في البطن , مع ميل للغثيان بالإضافة إلى التهاب القولون المجهري, وأورام القولون التي ترتفع فرص الإصابة بها مع تقدم المرحلة العمرية .
يجب التنويه على أهمية اللجوء الفوري للطبيب المعالج مع اضطرارك للتعامل مع أعراض مستمرة لاتتحسن مابين الانتفاخ أو الإسهال أو تشنجات المعدة ،مع ضرورة الخضوع لفحص طارىء عند ملاحظة برازا دمويا أو نزيفا شرجيا