تقوم منظمات الصحة العالمية في شهر إبريل من كل عام بإطلاق حملات توعوية بالآثار السلبية التي يمكن أن تخلفها الحالة النفسية السيئة والمستويات العالية من التوتر من مشكلات عضوية ,وأمراض مناعية حيث تم استكشاف هذا الجانب من التأثير الذي يؤدي بالفرد إلى تفاقم الأعراض المصاحبة لبعض أنواع اضطرابات المناعة الذاتية , والتي يقوم جهاز المناعة على أثرها بمهاجمة خلايا الجسم نفسه بإطلاق الأجسام المضادة والتعامل كما لو أن جسم غريب قد اخترق حصونه , وقد ركزت أهداف الحملة التي تم إطلاقها على نشر الوعي بالمخاطر المترتبة وطرق التعامل الأمثل مع تلك المشكلة, ولكن أولا يجب علينا معرفة 5 اضطرابات مناعية تزداد شدتها بسبب التوتر.
5 اضطرابات مناعية تزداد شدتها بسبب التوتر
اضطرابات مناعية تزداد شدتها بسبب التوتر
خلال هذا الشهر , وفي ظل الحديث عما يعرف بأمراض المناعة الذاتية أو كما يطلق عليها كمسمى آخر بالأمراض الإنضدادية نظرا لإرتباطها بإصدار الجهاز الدفاعي عن الجسم نوع من الإستجابة غير الطبيعية كدلالة على تعرضه لخلل ما أثر تأثيرا جسيما على آلية عمله
ومن خلال البحث تم استكشاف وجود أكثر من 80 اضطراب يتم إرجاعه إلى خلفية مناعية ذاتية , وعادة مايصيب فئات النساء بدرجة أكبر من الرجال , كما أن هناك حقيقة متصلة بهذا الجهاز الحيوي الذي يعد بمثابة الحارس القوي ذو الأسلحة الفتاكة الذي ماإن أصيب بالضعف فإن وقع النتائج يكون أشد وطأة وقبل التعرف على ذلك أشهر الأمثلة للإضطرابات المناعية ذات الصلة بالتوتر لابد من التعرف على الأعراض العامة لأمراض المناعة الذاتية
الأعراض العامة للأمراض المناعية
الأعراض العامة للأمراض المناعية
تم رصد العديد من أوجه التشابه التي تشترك فيها معظم الأمراض المناعية وتحديدا كعلامات مبكرة للمرض ومن أبرزها :
- الإحساس بالتعب والضعف العام
- التشنجات العضلية المؤلمة
- ملاحظة علامات التورم والإلتهاب مصحوبا باللون الأحمر
- انخفاض درجة حرارة الجسم
- التشتت وفقدان التركيز
- وخز وتنميل في أطراف اليدين والقدمين
- تساقط الشعر بمعدلات مفرطة
- مشكلات جلدية في صورة بقع من الطفح الجلدي.
أمراض مناعية تزداد حدة بسبب التوتر
قليل من الأشخاص فقط مايعرفون أن التوتر يعد من أقوى العوامل المشاركة في تفاقم شدة الأعراض المرافقة لإضطرابات المناعة وهذا الأمر ينطبق بشكل كبير على أمراض معينة مثل:
1- التصلب المتعدد
التصلب المتعدد
وفقا لعلم طب الأعصاب ,فإن التصلب المتعدد ينتمي إلى نوعية الأمراض المناعية المؤثرة على طبقة الغلاف الواقي الذي يتولى تغطية الألياف العصبية والذي يطلق عليه الميالين وتلك المشكلة تخل ضررا جسيما بصحة الأعصاب , ويترك آثاره السلبية بشكل خاص على الجهاز العصبي المركزي , أما عن الأعراض الشائعة التي تظهر على غالبية المصابين فإنها تتنوع بين التنميل والخدر والضعف العضلي , وربما يصل الأمر إلى الإعاقة الحركية والشلل في بعض الأحيان
وقد يكون الشخص المصاب ضحية لضغوط متزايدة تقع على عاتقه ومع تكرار سيطرة التوتر بمستويات عالية فإن ذلك ينعكس سلبا على أعراض التصلب المتعدد حيث تتفاقم الأعراض لتصبح أكثر سوءا
2- الذئبة الحمامية الجهازية
الذئبة الحمامية الجهازية
سوء التقدير من قبل الجهاز المناعي هو السبب الذي يدفعه إلى شن هجوم على الأنسجة السليمة في أجزاء متفرقة من الجسم , ويكون تأثير تلك المشكلة المناعية طويل الأمد , ولعل أكثر مايميزها هو ظهور طفحا جلديا يتخذ شكل فراشة مبسوطة الجناحين يكسو منطقة الخدين وجسر الأنف وربما ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم , ولعل الإجراء الرئيسي المتبع الذي تتم التوصية به هو الخاص بتجنب مثيرات الضغط النفسي الكثيف والإبتعاد عنها قدر الإمكان , لأن الوقوع في دائرة التوتر والقلق يضاعف الأثر المرضي ليلقي بظلاله على صحة الجلد والمفاصل بالإضافة إلى الكلى والدماغ
3- الروماتويد
الروماتويد
نوع من التهاب المفاصل ينطوي على تأثير التهابي مزمن وقد يستهدف أكثر من مفصل في آن واحد وعادة مايخص بالإصابة مفاصل اليدين والرسغين والركبتين , ومعه تكون البطانة الداخلية للمفصل من الداخل ملتهبة , إلا أن المعاناة من التوتر يقابلها زيادة وتيرة الإلتهاب , وعندئذ تتفاقم نوبات الألم ,وبالإضافة إلى الألم الحاد فإن المفاصل تعاني من التورم والتصلب مما يعوق ممارسة الأنشطة اليومية ويؤثر سلبا على القدرات الحركية
4- الصدفية
أعراض الصدفية
تجد مكانها بين قائمة الأمراض الجلدية التي ترجع إلى أصول مناعية , ومن الأعراض الشائعة المتصلة بها ظهور بقع من الطفح الجلدي المصحوب بقشور وعادة مايكون مثير للحكة , إلا أنه في حالات معينة قد تمتد نطاق الإصابة إلى المفاصل , ويعد التوتر من ضمن العوامل المسببة في زيادة حدة الأعراض
5- اضطرابات الغدة الدرقية المناعية
اضطرابات الغدة الدرقية المناعية
يترك التوتر تأثيره السلبي على المرضى المصابين بالأمراض المناعية ذات الصلة بالغدة الدرقية سواء من حيث الفرط أو القصور ,ومن أكثرها شيوعا داء جريفز كمؤشر على فرط إنتاجية الهرمون الدرقي, ولعل جحوط العينين هي العلامة الأبرز على الإصابة به , ومن ضمن الإضطرابات أيضا مرض هاشيموتو والذي يرتبط بإطلاق الجهاز المناعي أجسام مضادة صوب الغدة الدرقية للتعامل معها نفس معاملة الأجسام الغريبة من بكتيريا وفيروسات
ونتيجة المعاناة من مستويات شديدة من التوتر فإن الأمر سوف يؤثر على الدور الحيوي لمحور الوطاء-النخامية-الكظرية (HPA) والذي يمتلك إمكانيات منظمة للعمليات الحيوية داخل الجسم كالجهاز الأيضي, والدوري , والمناعي محدثا خللا جسيما يبلغ صداه وصولا لإحداث اضطرابات الغدة الدرقية
اقرأ أيضا 5 أنواع من اضطرابات المناعة الذاتية تؤدي إلى مضاعفات في العيون
كيف يؤثر التوتر على تفاقم الإضطرابات المناعية؟
بالنسبة للآلية التي يرفع بها التوتر من شدة أعراضك المناعية فإنها تنشأ بسبب:
- زيادة نشاط السيتوكينات التي تمتلك خصائص محفزة للإلتهاب
- تثبييط قدرات المنظومة المناعية
- ارتفاع هائل في مؤشرات الهرمونات التي تنطلق مع مواجهة مواقف باعثة للتوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.