ليست العين وحدها ماتمثل مرآة لما يحدث داخل الجسم من اضطرابات والتهابات فقط بل يمكن أيضا أن يتم استكشاف العديد من الأسرار من خلال تفحص التغيرات الطارئة على شكل ولون اللسان , وهذا ماأظهر لنا تلك الحالة المسماة ( لسان الفراولة ) والذي يصيب الشخص بإنتفاخ وتورم في اللسان , مع احمرار وتهيج ويصاحب ذلك تكون حبيبات أو نتوءات شبيهة بتلك الموجودة على السطح الخارجي لفاكهة الفراولة ,ويوصف بأنه واحدا من الأعراض الشهيرة ذات الصلة بعدة أمراض .. وسوف نقدم من خلال مقالنا 5 حالات مرضية تقف وراء ظهور لسان الفراولة
5 حالات مرضية تقف وراء ظهور لسان الفراولة
لسان الفراولة
ربما يكون كل مانعرفه عن الفراولة لايتعدى كونها فاكهة لذيذة المذاق , وعادة ماتتوافر في الموسم الصيفي كما أنها متاحة كذلك في فصل الربيع أيضا ولكن هل وصل إلى حد علمك أنه من الممكن أن يذكر اسمها ضمن الأعراض الرئيسية لبعض أنواع الحالات الطبية الكامنة , ومن ضمنها العدوى الإلتهابية بنوعيها سواء بكتيرية أو فيروسية , بالإضافة إلى مرض كاواساكي , بالإضافة إلى متلازمة الصدمة السامة
ماهي الأسباب المحتملة للمعاناة من لسان الفراولة ؟
كما ذكرنا أنه من ضمن الأعراض التي يمكن ملاحظتها بشكل مرئي عند التطلع إلى المرآة بك وعادة مانجده لدى أصحاب حالات صحية معينة, ومعظمها ذات قابلية كبرى للعلاج , وينطبق ذلك بشكل خاص على من يعانون من تلك المشكلات على النحو التالي:
1-داء كاواساكي
داء كاواساكي
داء التهابي شامل يستهدف الأوعية الدموية ذات الحجم الصغير أو المتوسط الأمر الذي يترك تأثيره على جدرانها لتكون نتيجتها حدوث توسع في الشرايين وتحديدا الشرايين التاجية المغذية للقلب, وبالنسبة لنسب شيوع هذا المرض فإنه ينتمي إلى نوعية الحالات نادرة الحدوث والتي تصيب الأطفال في الفئة العمرية التي تقل عن 5 سنوات بشكل رئيسي , ويضع أثره الإلتهابي على كلا من القلب والأوعية الدموية .
أما عن السبب الجذري الذي يفسر حدوث الإصابة فمازال غير معلوم, إلا أن تجاهل اتباع أساليب مناسبة لعلاجه يعمل على تحفيز تطوره إلى عدوى
أما عن الأعراض النموذجية الطارئة على الأطفال المصابون بمرض كاواساكي , فإنه عادة مايشترك المرضى في المعاناة من حمى شديدة , حيث تأخذ درجة الحرارة طريقها نحو الإرتفاع لمدة 5 أيام وقد تطول عن ذلك بالإضافة إلى ملاحظة تغيرات على لسان الطفل في صورة (لسان الفراولة )
وفي بعض الأحيان يمكن لأطفال آخرون مواجهة نوعية أخرى من الأعراض المتنوعة مابين بقع الطفح الجلدي الملتهب التي تظهر على أجزاء متفرقة من الظهر والفخذ والصدر،مع إحمرار الشفاة وتشققها , والعين أيضا قد تعاني من التهيج , والإحمرار , مع تورمات في أطراف اليدين والقدمين , علاوة على تضخم الغدد الليمفاوية في العنق
2-الحمى القرمزية
الحمى القرمزية
من الأمراض المعدية التي تسببها نوع من البكتيريا تعرف بالمكورات العقدية من المجموعة أ , وتمر دورة العدوى بتطورات في مدة تتراوح مابين 2-5 أيام عقب مواجهة تأثير البكتيريا الأكثر شيوعا لدى الأطفال , وتنتشر بدرجة كبيرة بين الأشخاص المصابين بإلتهاب الحلق العقدي , ويأتي لسان الفراولة كأحد العلامات الدالة على تلك الحمى , ففي البداية يتكون على اللسان طبقة ذات لون أبيض , وبعد ذلك تتقشر تلك الطبقة معلنة عن سطح ذو لون أحمر فاتح مغطى بالنتوءات
يجب الإشارة إلى أن تلك العدوى البكتيرية التي تعد مصدر الإصابة بالحمى القرمزية من النوع الشديد , ويتم اعتبار الأطفال أكثر الفئات عرضة للإصابة وعادة مايعانون من حمى وسخونية في الجسم , مع طفح جلدي ذو ملمس خشن, إلى جانب إحمرار الوجه مع شحوب وبهتنان المنطقة المحيطة بالفم ,وبقع مدممة على سطح اللسان , واحتقان اللوزتين , وبروز خطوط بيضاء على اللوزتين , بالإضافة إلى نوبات الصداع المؤلمة , وتيبس العضلات , والمغص البطني , مع الإحساس بالغثيان والرغبة في التقيؤ
3-متلازمة الصدمة السامة
متلازمة الصدمة السامة
من نوعية الأمراض التي تمثل تهديدا على الحياة ويسببها دخول العدوى المسئولة عنها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية أو العقدية القيحية إلى الأنسجة الجسدية أو المجرى الدموي وماإن تدخل فإنها تفرز سمومها , ورغم كونها نادرة الحدوث إلا أنها ليس ببعيدة عن التطور حيث تتحور عقب اقتحام الجسم من خلال شق في الجلدي حتى لو مجرد خدش أو قطع , وقد يكون منفذ الدخول هو الأغشية المخاطية للأنف أو الفم أو فتحة المهبل
لايمكن القول أن الإصابة بتلك المتلازمة يكون قاصرا على النساء فقط حيث يتساوى كلا من الرجال والنساء في إمكانية حدوث الإصابة ومن جميع المراحل العمرية , وتتمثل أعراضها الأكثر شيوعا ارتفاع درجة الحرارة، مع بقع دائرية من الطفح الجلدي الأحمر على نطاق منتشر مثل حروق الشمس, وصداع الرأس المؤلم , الألم العضلي , الشعور بالغثيان والميل للتقيؤ, اضطراب الإسهال , مع تسارع وتيرة نبضات القلب , التشتت, تهيج الفم والحلق والعيون , هبوط ضغط الدم
4-نقص التغذية
فيتامين ب 12
ربما يكون السبب أيضا في ظهور اللون الأحمر مع حبيبات تشبه بذور الفراولة راجعا إلى تدني نسب الفيتامينات وخاصة فيتامين ب12 أو حمض الفوليك الأمر الذي يضعنا أمام حالة لسان الفراولة والتي ترتبط بعدم حصول الشخص على كفايته من المغذيات الدقيقة من خلال النظام الغذائي
ففي حالة حدوث المعاناة من مشكلة طبية ذات تأثير على آلية امتصاص العناصر الغذائية مثل الداء البطني أو داء كرون وكلاهما من الإضطرابات الهضمية المزمنة, وقد يترتب على القصور في مخزون الجسم من تلك الفيتامينات تحديدا في ظهور لسان الفراولة جنبا إلى جنب مع أعراض مرضية أخرى من أبرزها الإرهاق والإعياء , والإسهال , بالإضافة إلى الضعف العام , وإصفرار وشحوب الجلد , مع صعوبات تنفسية , وتراجع مستويات التركيز , وتفاعلات تحسسية
5-الأمراض المعدية النادرة
ليس شرطا أن يكون المرض المعدى أي سهل الإنتقال من شخص لآخر من خلال رذاذ السعال أو الأسطح الملوثة شائعا , بل أنه قد توجد بعض الأمراض التي قلما تحدث أي نادرة الحدوث لكنها تؤدي إلى ظهور لسان الفراولة، مثل إحمرار منطقة الشرج , والحمى الصفراء، والعدوى البكتيرية حيوانية المنشأ.
اقرأ أيضا الكيس الضفدعي تحت اللسان .. أبرز الأسباب وطرق العلاج
الأعراض الشائعة للإصابة بلسان الفراولة
أعراض لسان الفراولة
يمكن أن نستدل على علامة مميزة للسان الصحي وهو مايكون لونه ورديا بجانب بعض النتوءات ذات الحجم الصغير يطلق عليها ( الحليمات ) وتعمل على إكساب اللسان السطح الخشن, أما حالة لسان الفراولة تضفي تغيرات على مظهر اللسان ويترافق ذلك مع ظهور أعراض وتشمل :
- تحول لون اللسان إلى الأحمر القاتم
- تورمات اللسان مع نتوءات بارزة
- تكون تلك النتوءات شبيهة بالبذور المغطاة للسطح الخارجي للفراولة ومن هنا اشتق اسم ( لسان الفراولة )
- تكون طبقة ذات لون أبيض على سطح اللسان
- انتفاخ اللسان مما يسبب صعوبات أمام عملية المضغ والبلع
- الشعور بآلام وتحسس في اللسان
أعراض تستدعي زيارة الطبيب
لابد من التعجيل بزيارة سريعة للطبيب المختص عند تفاقم شدة الأعراض المصاحبة للسان الفراولة والتي تتنوع بين الحمى , صعوبات بلع الطعام , الطفح الجلدي المتهيج , التهابات أجزاء مختلفة من الجسم
الخيارات العلاجية للسان الفراولة
المضادات الحيوية
ليس هناك علاج محدد يعطي النتيجة النهائية والمتوقعة عند التعامل مع لسان الفراولة , بل يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية فعالة في صورة كورس طبي بهدف السيطرة على الأعراض المرافقة يتم تحديده وفقا لإجراءات التشخيص الدقيق, ويقوم أساسها على استخدام المضادات الحيوية كعلاج رئيسي للتغلب على العدوى البكتيرية , فضلا عن الأدوية المسكنة للألم المخفضة للحمى, وتهدئة الألم الإلتهابي
فيما يتعلق بالطريقة العلاجية المثلي للتعامل مع داء كاواساكي فإن الطبيب عادة ماينصح بالأسبرين, والغلوبين المناعي الوريدي , وفي حالة نقص التغذية تتم التوصية بعلاجات تكميلية في صورة مكملات غذائية لمعالجة انخفاض مستويات الفيتامينات