تتزامن التغيرات الفصلية , التي تجلب معها تلك التقلبات الجوية مع ظهور المشكلات الرئوية حيث تتصاعد الأزمات التنفسية خاصة في ظل ظروف الطقس البارد الذي يعد سمة أساسية لفصل الشتاء , وهنا سوف يشعر مصابي الربو بمزيد من القلق لإرتفاع فرص معاناتهم من نوبات ضيق التنفس , خاصة وأن هذا المرض يندرج ضمن الأمراض التنفسية المزمنة التي تصيب بعض الأشخاص مما يزيد من حساسية الشعب الهوائية لديهم مما يجعلها أكثر عرضة للضيق والإلتهاب الحاد , ومع دخول الموسم الشتوي… وكان من الضروري أن نخصص مقالنا التالي للحديث عن 6 نصائح فعالة للسيطرة على أعراض الربو التنفسي في الشتاء.
6 نصائح فعالة للسيطرة على أعراض الربو التنفسي في الشتاء
يعاني مرضى الربو من قلق وتوتر شديد مع قدوم فصل الشتاء حيث أن وضعهم الصحي يتفاقم ليصبح أسوأ , ليجدوا أن أمامهم تحديات صحية جسيمة تنتظر منهم مواجهتها خاصة أن ظروف انخفاض درجة الحرارة تجعلهم يعانون من ضائقة تنفسية متكررة , وأحيانا تدفعهم ظروف العمل إلى مواجهة طقس شديد البرودة في حين أنهم الأكثر احتياجا للمكوث في المنزل والتمتع بأقصى درجات الدفء , وهذا مايجعل فصل الشتاء يمثل رهابا بالنسبة إليهم نظرا لكم الصعوبات التي يكونوا بصددها .
من المعروف أن أكثر الأشخاص معاناة خلال فصل الشتاء هما أصحاب المشكلات الرئوية المزمنة حيث تحتاج إلى تخصيص روتين وقائي مكثف ولكن أولا وقبل كل شىء لابد أن نضع نصب أعيننا مجموعة الأسباب المحتملة التي تقف وراء تفاقم نوبات الربو في فصل الشتاء
أسباب زيادة أعراض الربو في الشتاء
من خلال البحث عن الأسباب الرئيسية التي توضح تزايد معاناة الأشخاص من الأعراض التنفسية المسببة لكتمة الصدر فقد وجد أن هناك عاملان رئيسيان يقدمان تفسيرات واضحة حيث يتم إرجاع ذلك إلى تيارات الهواء الباردة والجافة حيث ترتبط برودة الهواء بإثارة الممرات الهوائية وزيادة تهيجها وتحسسها , الأمر الذي يتسبب في تعرضها للضيق والإنسداد , ومن ثم مواجهة مجموعة من الأعراض التي تبدأ في الظهور مثل سماع صوت أزيز يخرج من الصدر مع نوبات السعال المتكررة , إلى جانب صعوبات تنفسية شديدة , كما أنه من ضمن توابع الهواء الجاف خلال فصل الشتاء نجد أنه أحد أبرز مهيجات الجهاز التنفسي مما يرفع من حدة الإلتهابات , ويكون ذلك على صلة مباشرة بفرط حساسية مجرى الهواء .
علاوة على اعتياد كثير من الأشخاص على تشغيل أجهزة التدفئة كوسيلة للتعامل مع برودة الطقس الشديدة , الأمر الذي يؤدي إلى زيادة جفاف الهواء في الأجواء المحيطة , فضلا عن أن آلية أنظمة التدفئة تقوم على تقليب الأتربة والملوثات الموجودة في الجو مثل شعر الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب مما يوقظ نوبة الربو ويجعلها أكثر تهيجا.
ويعد فصل الشتاء من أبرز فصول السنة التي تتزايد خلال فرص انتشار الأمراض الموسمية والتي تكون ذات صلة بعدوى التهابية ومن أكثرها شيوعا نزلات البرد والإنفلونزا التي تكون على علاقة مباشرة بهذا الطقس البارد ,مما يؤدي إلى انتفاخ وتهيج الممرات التنفسية التي تزداد حدتها بشكل أكثر سوءا , ومع وصول نسب الغبار والملوثات الموجودة في الجو كصورة من الصور التي تمثل انعكاسا لدرجات الحرارة , سوف تتأثر جودة الهواء سلبا مما يزيد من مخاطر تعرض مرضى الربو للإلتهاب.
اقرأ أيضا الربو الليلي .. مايجب فعله مع نوبات الربو الليلية ؟
نصائح فعالة للسيطرة على أعراض الربو في الشتاء
1-ارتداء طبقات ثقيلة من الملابس
من الضروري أن يكون مرضى الربو أكثر حرصا على اتخاذ كافة التدابير الإحتياطية الداخلية القائمة على ارتداء أنواع ثقيلة من الملابس لتحقيق هدف التدفئة , مع عدم نسيان وضع وشاح على الرقبة وتدفئتها جيدا , ويفضل البقاء في وضع آمن من خلال وضع كمامة لتغطية مناطق الفم والأنف عند الخروج , أو التواجد في الأماكن المزدحمة بالأشخاص مما يعمل على المساهمة في ترطيب الهواء, وبالتالي سوف تنخفض فرص تهيج ممرات التنفس
2-الإستعانة بأجهزة ترطيب الهواء
يجب أن يتوافر في كل منزل خاصة إذا كان به أحد مرضى الربو أو أي مرض تنفسي آخر حيث أنه نظامه عمله يكون قائما كحل مضاد لمكافحة جفاف الهواء الذي تسببه أجهزة التدفئة الداخلية , مما يضفى الترطيب اللازم من أجل صحة المسالك الهوائية
3-المواظبة على الأدوية العلاجية
من المهم الإلتزام بالروشتة العلاجية التي يقوم الطبيب بوضعها بناءا على وصفة طبيا ,حيث يعد ذلك من الأركان الأساسية في الوقاية من الإصابة بالأزمات التنفسية المفاجئة, ويتأتى ذلك من خلال الحرص على تناول جرعة الدواء بشكل منتظم , وتتضمن خطة العلاج أيضا جلسات الإستنشاق التي يتم تفعيلها للمحافظة على اسقرار الوضع الصحي , وإدارة الأعراض على النحو الأمثل.
4- اتباع ممارسات النظافة الشخصية
ليس شرطا أن تبدأ المعاناة من المرض أولا قبل التفكير في اجراءات الوقاية المسبقة وذلك من خلال إيلاء اهتمام خاص بغسل اليدين وتنظيفها جيدا بالماء والصابون الطبي بشكل متكرر , وتجنب اجراءات التباعد الإجتماعي , وتذكري الحصول على لقاحات التطعيم المناسبة من أجل تحصين الجسم ,وزيادة مقاومته لأنواع العدوى الشائعة , وخاصة أنه قد تمت التوصية بلقاح الأنفلونزا بشكل خاص للحماية من الإصابة بالعدوى .
5-تعقيم البيئة الداخلية
في حين أن الرياح الباردة تعمل على تدوير كل الشوائب ,والملوثات المتطايرة في الهواء وهذا مايمثل التأثيرات الخارجية التي يجب تجنبها بالنسبة لمريض الربو , فإنه من جانب آخر يمكن أن تؤدي المهيجات الداخلية التي تتنوع بين الغبار والعفن إلى إثارة نوبات الربو ,وهنا يصبح من الضروري استعمال أجهزة ترشيح وتنقية الهواء , مع تغيير أغطية الأسرة ,والوسائد بشكل منتظم.
6-ممارسة التمارين المنزلية
على الرغم أن ظروف الطقس البارد ترغم الأشخاص على التقوقع في المنازل , مع المشروبات الدافئة حيث يشعرون بإنخفاض مستويات الطاقة ليعم الخمول ,ومع ذلك كله تقل ممارسة الأنشطة البدنية الخارجية ليكون من الأفضل ممارسة التمارين منزليا مثل تدريبات اليوجا , أو الإنضمام إلى فصول السباحة في أحواض السباحة الساخنة وهذا هو البديل الأفضل.