في ظل العمل على تحقيق الهدف من وراء الإستخدام الآمن للأدوية العلاجية المستخدمة للسيطرة على مشكلات صحية , فإنه لابد من أن يكون حرصنا على الإطلاع على دواعي الإستعمال مساويا لنفس القدر من الإهتمام بمعرفة المضاعفات الدوائية التي يمكن أن يخلفها اتباعك لروتين علاج معين , فمع تعدد الآثار الجانبية المتوقعة مابين دواء يسبب الأرق , وآخر يسبب النعاس , فمن الممكن ان يؤدي ابتلاعك لأقراص دواء ما في صعوبات حركة الأمعاء الأمر الذي ينعكس سلبا على عملية إخراج البراز , ليظل الشخص يعاني من آثار الحزق المستمر ومايتبعه من حرقان في فتحة الشرج , وكل ذلك يشير إلى المعاناة من الإمساك المزمن الذي بات شائعا ,وليس شرطا أن يرتبط بإتباع أنماط غذائية خاطئة مثل قلة شرب الماء , أو قلة محتوى الألياف في النظام الغذائي , أو سيطرة الإجهاد المزمن واضطرار الشخص للتعامل معه لفترة طويلة , فربما لايلقى أحد بالا إلى أنه من الممكن أن يكون أثر جانبي ناجم عن استهلاك بعض العقاقير .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 6 أدوية علاجية يعد الإمساك من آثارها الجانبية الشائعة
6 أدوية علاجية يعد الإمساك من آثارها الجانبية الشائعة
أدوية علاجية مسببة للإمساك
في ظل تزايد المعاناة من الإمساك كواحد من أكثر الأعراض صعوبة والتي يعاني منها كثيرون بشكل متزايد , ولكن على الرغم من تداخلها من الأنماط الحياتية غير المتوازنة إلا أن قد لايعير أحدا انتباها إلى كونه مدرجا كذلك كشكوى مرافقة لتناول علاجات طبية معينة كنوع من الآثار الجانبية التي تجعل المريض يعاني من براز متحجر صعب الإخراج , حيث تكون الفضلات جافة ومتصلبة لايمكن أن تنزلق بسهولة أثناء عملية التبرز وهذا مايلاحظه بعض المرضى الذين يتبعون روتين علاجي معينة , ومن هذا المنطلق كان ولابد من الإشارة إلى تلك الأدوية
ومن المهم أن نعلم أنه بعد مرور الطعام المستهلك بعملية الهضم , فإن الكميات الفائضة منه سوف تشهد مرحلة انتقالية إلى الأمعاء الغليظة , وهناك يتم سحب الماء منها لتتشكل بعد ذلك فضلات البراز , وفي حالة تكدس كميات كافية من البراز , فإن الأعصاب الموجودة في جدران الأمعاء تعمل على إرسال إشارات تواصل إلى الدماغ , الأمر الذي يحفز الرغبة في التبرز إستجابة لتلك الرسائل , ولكن هذا النظام الفيسيولوجي قد يصيبه الإضطراب نتيجة لتداخل عوامل تؤدي للإخلال بالمنظومة الهضمية مثل تقلص الحركة المعوية , أو امتصاص الماء بشكل مفرط , أو تدني الإفرازات الهضمية هذا كله يؤدي لحدوث الإمساك
أمثلة لأشهر الأدوية الطبية المؤدية للإمساك
أمثلة لأشهر الأدوية الطبية المؤدية للإمساك
بعد أن توصلنا إلى حقيقة مفادها أن الإمساك أحد الآثار الجانبية الناجمة عن أدوية علاجية معينة , فلابد من أن نكون على دراية بوجود خصائص تجعل دواء معين يحمل تأثيرا مثبطا للجهاز العصبي المعوي والذي يعبر عن شبكة عصبية ذات طبيعة معقدة , تتواجد في جدار الجهاز الهضمي , مما يتسبب في تباطؤ حركة الأمعاء , وخفض الإفرازات مما يؤدي إلى ظهور عقبات في عملية نقل البراز , ويمكن إيجاد تلك الأدوية في مجموعات دوائية شائعة
1-العقاقير المنظمة لضغط الدم
العقاقير المنظمة لضغط الدم
إذا كنت من أصحاب مشكلة ارتفاع ضغط الدم والذي يعد من أمراض العصر ,فإن استعمال أدوية ذات آلية مخفضة لضغط الدم للوقاية من ارتفاعاته المفاجئة يعد بمثابة الروتين العلاجي الأساسي للسيطرة على الأعراض , إلا أنه رغم فاعليتها فإن لها وجه خفي ,وخاصة الأدوية المدرة للبول حيث تدفع المريض للتوجه إلى دورة المياة ذهابا وإيابا لإفراغ المثانة الأمر الذي يقلل من مستويات الماء في الجسم , وينذر بالمعاناة من مشكلة الجفاف التي تؤثر سلبا على الأمعاء , لتكوننتيجتها برازا صلبا ومتحجرا ومن أبرز الأدوية التي تسبب تلك النتيجة
- الكلونيدين (من الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي المركزي) ويخفض من إفرازات العصارة الهضمية , فضلا عن مسئوليته عن تباطؤ الحركة المعوية
- حاصرات قنوات الكالسيوم مثال آخر على الأدوية ذات المفعول المخفض لضغط الدم بالإضافة إلى دورها في العمل على تحسين الدورة الدموية , وقد وجد أن من بينها دواء يطلق عليه (نيفيديبين وأملوديبين) من شأنه تأخير وتعطيل حركة الأمعاء الغليظة ،مع إطالة فترة تراكم فضلات البراز واحتباسها , علاوة على تحفيز القدرة على امتصاص المزيد من الماء مسببا الإمساك .
2-مضادات الحموضة
مضادات الحموضة
من أجل معادلة الحموضة الزائدة في المعدة فإن الأشخاص يقومون بتناول مضادات الحموضة والتي تعد من أنسب العلاجات لتهدئة حرقان المعدة , ومشكلة سوء الهضم , ولكن من خلال إلقاء نظرة على التركيب الدوائي لبعض أنواعها وخاصة ( هيدروكسيد الألومنيوم , وكربونات الكالسيوم ) سوف نجد أنها تتميز بإحتوائها على عناصر تجمع بين الألومنيوم أو الكالسيوم أو المغنيسيوم ضمن مكوناتها , والتي ماإن تم استهلاكها مع وجبات الطعام فإنها تتحول إلى أملاح غير قابلة للذوبان في الأمعاء ، ويعد ذلك بمثابة العامل المسئول وبشكل رئيسي عن جفاف البراز مما يجعله أكثر صلابة, ويشكل صعوبات أمام عملية إخراجه , ومن الجدير بالذكر معرفة أن زيادة جرعات الإستهلاك على المدى الطويل , وعدم مراعاة مجموعة الإرشادات المتبعة من قبل الطبيب المختص سوف يزيدان من مخاطر الإمساك
3- مسكنات الألم الأفيونية
مسكنات الألم الأفيونية
من ضمن القئات الدوائية التي تستلزم وصفة طبية ,ويتم استعمالها في حالة تسكين الآلام الحادة , والتي من أمثلتها المورفين, والكودايين وكلاهما يترك تأثيره المباشر على صحة الجهاز العصبي المركزي, والمستقبلات المعوية , وهذا ماينعكس سلبا على الحركة المعوية ويؤدي إلى تباطؤها إلى جانب إطالة مدة بقاء فضلات البراز في الأمعاء الغليظة , وفي نفس الوقت , فإنها تساعد على الحد من ردود أفعال التغوط ,مما يؤدي إلى التقليل من الرغبة في التبرز
4-مضادات الهيستامين (مضادات الحساسية)
مضادات الهيستامين
من أنواع الأدوية التي تساعد على تثبيط مادة الهيستامين الكميائية المرتبطة بظهور أعراض الحساسية مثل سيلان الأنف , والحكة , ونوبات العطس والسعال , ويشيع استخدام مضادات الحساسية من الجيل الأول ، مثل ديفينهيدرامين وكلورفينيرامين على نطاق واسع في علاجات نزلات البرد والإنفلونزا.وبما أنها تحمل تأثيرات مضادة للكولين والمعبرة عن تلك المواد التي تتداخل مع وظائف مادة كميائية تتواجد بشكل طبيعي في الجسم وتسمى الإستيل كولين , فإن لها توابع سلبية حيث تتداخل مع تقليل الإفرازات الهضمية , وتباطؤ الحركة المعوية الذي يشكل العامل المسبب للإمساك
اقرأ أيضا الإصابة بالإمساك بعد الإسهال .. هل يعبر عن حالة طبية خطيرة ؟
5-مضادات الاكتئاب
مضادات الإكتئاب
من أنواع العقاقير المستخدمة لتحسين الحالة النفسية , والإضطرابات العقلية , وفي ظل تعدد أنواعها التي يصفها الأطباء إلا أن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)، والتي من أمثلتها دواء أميتريبتيلين، بالإضافة إلى مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs)، مثل دولوكستين، قد يصاحبها أعراض هضمية مزعجة من شأنها التقليل من الإفرازات المعوية , مع تهدئة الإنقباضات المتتالية
وفيما يتعلق بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والتي يعد دواء باروكستين من أمثلتها ,وتنتمي أيضا ضمن فئة العقاقير المضادة للإكتئاب والقلق، فيمكن اعتبار أن مشكلة الإمساك واردة الحدوث أيضا لكن بنسب أقل , وفي معظم الأحيان سوف يستمر اضطراب الإمساك تزامنا مع روتين تناول تلك العلاجات النفسية, ومن ثم يصبح من الضروري تفعيل استراتيجيات المتابعة الدقيقة
6-سوء استهلاك الملينات العشبية
سوء استهلاك الملينات العشبية
في بعض الأحيان, قد تتم الإستعانة ببعض الأدوية التي تحتوي في مكوناتها على الأعشاب ذات الخصائص الملينة مثل عشبة
السنا ,والصبار, والراوند والتي من شأنها تنشيط الحركة العضلية للأمعاء الخاملة , مما يشجع على خروج البراز بسهولة , إلا أنه رغم فوائدها سوف يؤدي الإستخدام المفرط على المدى الطويل , أو تجاهل تعليمات الإستخدام , إلى المعاناة من إدمان شبيه بإدمان العقاقير المخدرة مما يؤثر سلبا على القدرة الطبيعية للقولون على الإنقباض , الأمر المسبب لتفاقم الوضع الصحي ومواجهة إمساكا مزمنا عند الإنقطاع المفاجىء عن تناول الدواء
ملاحظات هامة يجب اتباعها
- في حال معاناتك من اضطراب الإمساك عقب استهلاك أدوية علاجية , فمن الأفضل أن يتم إخبار الطبيب عن مواجهة هذا العرض الصعب وعادة ماتتم التوصية بإستبدال الدواء بآخر من خلال إدخال تغيرات مناسبة ,أو وصف مكملات غذائية لمقاومة الإضطرابات الهضمية , ولابد من مراعاة عدم الإقدام على استعمال الملينات لمدة طويلة , وإذا اقتضت الضرورة القصوى فلابد أن يكون الإستخدام وفقا لتعليمات الطبيب على مدى فترة زمنية قصيرة يقوم بتحديدها مسبقا .
- إدخال تغيرات على الأنماط الحياتية ويتضمن ذلك عدة جوانب منها زيادة ممارسة الأنشطة البدنية , بالإضافة إلى الحصول على قسط كافي من النوم , والإبتعاد عن مثيرات التوتر والقلق علاوة على زيادة إضافة الألياف إلى نظامك الغذائي ومن أهم مصادرها من الأطعمة تأتي (نخالة الشوفان، والخضروات، والفطر، والفاصوليا السوداء، وبذور الكوا
- لاينبغي تجاهل شرب كمية مناسبة من الماء كواحد من الممارسات اليومية الصحية , وعدم تأجيل عملية الإخراج لوقت لاحق
- مع استمرار مشكلة الإمساك لما يتجاوز مدة أسبوعين مع اقترانه بأعراض مزعجة تتنوع بين المغص البطني , وانتفاخ وغازات البطن ونزيف منطقة الشرج علاوة على خسارة الوزن غير المتعمد فلابد من الحصول على استشارة طبيب متخصص في الجهاز الهضمي من أجل إجراء التحاليل, والفحوصات اللازمة وبناءا عليها يتم وصف العلاج المناسب