تصبح الممرات الهوائية الموجودة في الرئتين أكثر ضيقا مع الإصابة بمرض الربو التنفسي المزمن الذي يصاحب الشخص لفترة طويلة , ولعل أكثر مايخشاه مرضى الربو هو المرور بتلك الأزمة التنفسية التي يصاحبها أزيز في الصدر وصعوبات تنفسية , مع نوبات مستمرة من السعال , وهنا يجب أن يكون المريض على أهبة الإستعداد من خلال الإهتمام بوضع خطة علاجية يتم تفعيلها في الحالات الطارئة التي يمكن أن يتعرضوا فيها لنوبة من النوع الشديد وسوف نقدم لكي من خلال مقالنا التالي 6 فئات من الأشخاص أكثر عرضة لنوبات الربو الحادة
6 فئات من الأشخاص أكثر عرضة لنوبات الربو الحادة
لعل انطلاق ظهور أعراض الربو كأحد الأمراض التنفسية طويلة الأمد يرتبط بحدوث تهيج وتورم في المجاري الهوائية الأمر الذي يتسبب في تعرضها للإلتهاب ويعتبر ذلك من الأمر الشائعة التي يشترك فيها جميع مرضى الربو , إلا أنه يوجد أعداد من المصابين أكثر عرضة من غيرهم للأنماط الحادة من تلك الأزمات الرئوية , ويتوقف ذلك على الوضع الصحي للمريض , كما أن البعض منهم يكون لديه استعداد وراثي نتيجة تأثير جينات وراثية معينة , ومن جانب آخر قد يتداخل الأمر مع الأنماط الحياتية للأفراد بسبب عادات خاطئة تعمل على تحفيز ظهورها
وسوف نخصص مقالنا للتحدث عن الأسباب التي تتسبب في إثارة الحالات الشديدة من الربو , والأعراض الشائعة المرافقة لها
ماالمقصود بنوبة الربو الحادة ؟
لإستعادة أنماط التنفس الطبيعي وتجنب التعرض لمثل تلك الأزمات التي تشكل معوقات أمام عملية التنفس لابد أن نكون على دراية بنوعية المشكلات التي يمكن أن تواجه بعض المرضى , وبما أن الربو مرض تنفسي شهير فلابد أن نكون أكثر إدراكا بأن نوبة الربو قد لاتكون طفيفة على الدوام بل يوجد وجه آخر أكثر شراسة تعرف بنوبات الربو الحادة .
ويمكن إعطاء تعريف لتلك النوبة بأنها شكل شديد من الربو يحدث بشكل مستمر ويهاجم الشخص بشكل مفاجىء ويصنف لكونه من الحالات الحرجة الطارئة بالغة الخطورة والتي تؤثر بدرجة كبيرة على أسلوب وجود حياة الأفراد مسببة عواقب صحية خطيرة خاصة إذا تم تجاهل لاجها مبكرا وبإتباع الأساليب الصحيحة في إدارة هذا الوضع الصحي , حيث أن بعض حالات الربو الحاد تخرج عن نطاق السيطرة تماما , حتة في ظل استهلاك عقاقير الربو على نحو سليم .
أعراض نوبات الربو الحاد
بالنسبة للنوع الشديد من النوبات الربوية فإنه دائما مايتسبب في معاناة المرضى من عدة أعراض تقليدية يشترك فيها جميع المصابين بالربو
- سماع صوت صفيرأو أزيز من الصدر ويكون ناجما عن ضيق وانسداد مزمن في المجاري التنفسية
- مواجهة صعوبات تنفسية شديدة
- نوبات مزمنة من السعال المتكرر
فيما يخص الأشخاص الذين تفاجئهم نوبات الربو الحادة فإنهم يعانون من تفاقم في أعراض الربو والذي يقود بدوره إلى اضطرابات تنفسية أشد خطورة ويتضمن ذلك
- معدلات التنفس بوتيرة سريعة
- اتساع في الصدر دون عودته إلى الوضع الطبيعي الأصلي حتى مع إخراج ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية الزفير, ويقترن ذلك بشعور بالإجهاد الشديد عند ممارسة التنفس مع انقباض الصدر وتشنجه الأمر الذي ينشأ عنه قوة ضغط الجلد على أضلاع الصدر بشكل محكم مما يتسبب في بروز مخطط ملحوظ للعظام
- سرعة حركات فتحات الأنف سواء إلى الداخل أو الخارج
- تفاقم الصعوبات التنفسية وزيادة تواترها
- ارتفاع نسب التعرض لنوبات الربو الشائعة خلال فترات الليل والمؤثرة على جودة النوم
- حدوث معوقات أمام عملية التنفس على مدار فترات اليوم
- زيادة فرص اللجوء لإستهلاك العلاجات الدوائية لحالات الطوارىء لأكثر من مرة يوميا
- احتمالات تطور بعض المضاعفات في مدة قصيرة وتتسم يطبيعتها طويلة الأمد
- تسارع وتيرة نبضات القلب
- ظهور تغيرات لونية طارئة تجعل لون الوجه والشفاة والأظافر يتحولان إلى اللون الأزرق , نتيجة وجود نقص حاد وافتقار الدم إلى الأكسجين
- تراجع الأهمية الوظيفية للرئتين مما يؤدي إلى قصور تنفسي
- تظهر بعض الصعوبات أمام ممارسة الأنشطة الروتينية اليومية نتيجة فقدان الشغف
ليست جميع نوبات الربو متماثلة حيث توجد اختلافات بين نوبة ربو وأخرى من حيث المدة المستغرقة لحين انتهائها, ويتوقف ذلك على السبب الرئيسي وراء اندلاعها ودرجة الإلتهاب الذي أصاب الشعب الهوائية , وبالنسبة للأنواع الحادة من النوبات فإنها تستمرلفترات أطول مقارنة بالنوبات الطفيفة الأخرى , إلا أنه قد تبقى بعض الصعوبات التنفسية مستمرة لبضعة ساعات بل أن الأمر يمتد لعدة أيام , وفي بعض الحالات نادرة الحدوث يمكن أن تتحول نوبات الربو الشديد لتشكل تهديدا على الحياة
أسباب الإصابة بنوبات الربو الحادة
تتعدد الأسباب المحفزة لظهورنوبة الربو على حين غرة , وتعد الحساسية المفرطة من بين أكثر الأسباب شيوعا حيث تتسبب مثيرات معينة في ظهور ردود فعل تحسسية نتيجة استجابة غير طبيعية صادرة من الجهاز المناعي في الجسم ومن أكثر المسببات شيوعا حبوب اللقاح،الغبار، وبر الحيوانات،والعطور، و وملوثات الهواء، ولكن ليس شرطا أن يصاب الشخص الذي تعرض لأيا من تلك المحفزات لنوبة ربو شديدة بل قد تأتي من النوع الخفيف أو المتوسط إلا أنها لاتعد سببا كافيا في إثارة تلك الأزمة التنفسية الطارئة بل يوجد عدد من عوامل الخطر الذي ير فع من نسب حدوثها على النحو التالي :
1-المرحلة العمرية
على الرغم أنه يمكن أن يصاب الأشخاص من جميع الأعمار بنوبة حادة من الربو إلا أنه تبين أن بالنسبة لفئات الأطفال فإن الأولاد أكثر عرضة لمواجهتها بشكل أكبر من الفتيات , ورغم ذلك فإن الأمر يشهد تغيرات بالوصول إلى سن البلوغ حيث ينتقل الوضع وتصبح الفتيات أو النساء الأكثر نضجا وتقدما في العمر معرضين للربو الحاد مقارنة بالرجال , ويقوم الخبراء والباحثين بإرجاع السبب في ذلك إلى تأثير الهرمونات الجنسيية التي تلعب دورا فعالا في زيادة فرص الإصابة بنوبات الربو الشديدة
اقرأ أيضا 6 نصائح فعالة للسيطرة على أعراض الربو التنفسي في فصل الشتاء
2- أصحاب السمنة المفرطة
هؤلاء الأشخاص البدناء الذين يعانون من وزنا زائدا يتم اعتبارهم أيضا بمثابة عامل من ضمن العوامل التي ترفع من فرص الإصابة بنوبات الربو الحادة , حيث أن الزيادة الكبيرة في الوزن ترفع من نسب حدوث أزمات الربو الحاد بناءا على على مجموعة من الأسباب :
- تفاقم الضغط المكثف على عضلات البطن والصدر نتيجة التأثير السلبي المصاحب للوزن الزائد المسبب لمعوقات أثناء التنفس .
- تخلف الأنسجة الدهنية في الصدر حالات من الإلتهاب بما يتسبب في التأثير على المسالك الهوائية التي تصاب بالتهيج والإلتهاب بما يحفز فرص الإصابة بالربو التنفسي الحاد
- يحدث نمط من الإستجابة السيئة من قبل الأفراد أصحاب مؤشر كتلة الجسم الذي يتجاوز 30 وذلك تجاه العلاجات الدوائية المستخدمة للسيطرة على الربو , ويشمل ذلك أشكال فئة أدوية الكورتيكوستيرويدات التي يتم استنشاقها من خلال بخاخات، ويتسبب ذلك في انتقال معاناة المرضى من الربو الطفيف أو المعتدل إلى الأعراض أكثر شدة بشكل تدريجي
3- المدخنين
من العادات السيئة المؤثرة سلبا على صحة الجسم بشكل عام , وصحة الرئتين بشكل خاص ولايقتصر ذلك على المدخن المصاب بالربو فقط بل على الأشخاص الأصحاء أيضا حيث يمكن أن يؤدي إلى إتلاف وأضرار جسيمة بالأنسجة الرئوية . وهذا أمر له علاقة متداخله مع قدرات الجهاز التنفسي التخلص من المهيجات , بما يشكل أزمة مرضية بالنسبة لمصابي الحساسية المفرطة
4- من يعانون من توقف التنفس أثناء النوم
من خلال الحديث عن الإضطرابات النومية التي تنتشر بشكل شائع بين الأشخاص وتؤدي إلى عراقيل تجعلنا بصدد مشكلة انسداد المجاري الهوائية العلوية أثناء الإستغراق في النوم سوف يبرز أمامنا اضطراب انقطاع النفس الانسدادي النومي الذي يؤثر على جودة النوم مسببا صدور أصوات الشخير وشعور الإختناق في الصدر , والضيق التنفسي
5- مرضى التهاب الجيوب الأنفية المزمن
عندما تطول مدة الإلتهاب ويستغرق مابين شهرين إلى 3 أشهر فإننا نكون أمام مشكلة التهاب الجيوب الأنفية المزمن والذي ثبت اقترانه بعلاقة وثيقة مع مرض الربو , حيث أن المعاناة المتكررة من التهابات في الجيوب التي تجاور الأنف أو من لديهم فرط حساسية الأنف هم الأكثر تعرضا لأشكال متطورة من الربو
6- الحالات الشديدة من ارتجاع المرىء
على ذكر حالة ارتجاع المرىء والذي يشكل أحد أبرز الإضطرابات الهضمية حينما يكون هناك حائلا يعوق الإنغلاق التام للمرىء مما يتسبب في ارتداد حمض المعدة إلى المرىء مرة أخرى مسببا احساس الحموضة والحرقان , وفي ظل الإرتجاع المريئي تحدث عملية استثارة للعصب المبهم أو الحائر في المرىء حيث تسبب حالة ارتداد الحمض المعدي مع عوامل الإلتهاب في انكماش المجرى الهوائي ,وانطلاق ظهور أعراض الربو.وقد تم الكشف عن جوانب اتصال رئيسية تربط بين الإرتجاع المريئي, ومرض الربو التنفسي في حالاته الأكثر سوءا حيث يصبح من السهل استنشاق تلك الأحماض في الرئتين مما يتسبب في تفاقم أعراض الربو