هل أصيبت بالإنفلونزا مؤخرا ؟ فمن الشائع أن يلجأ الأشخاص إلى تناول المضادات الحيوية فورا بمجرد إصابتهم بنزلة برد شديدة حيث يبحثون عن حل سريع يعجل بتعافيهم ويعد المضاد الحيوي من الخيارات العلاجية الشائعة والمتاحة وعلى الرغم من توافرها في الصيدليات بدون وصفة طبية وإمكانية الحصول عليها إلا أنه من الأفضل أن يكون استخدامك لها على النحو الموصوف من قبل الطبيب وهذا مادفعنا إلى تخصيص مقالنا التالي للحديث عن احتياطات استخدام المضادات الحيوية في علاج الإنفلونزا
استخدام المضادات الحيوية في علاج الإنفلونزا
إذا كنتي تبحثين عن حل للتخلص من أعراض الإنفلونزا المزعجة التي تسبب لكي عدم الراحة فهل تبادر إلى ذهنك مثل هذا السؤال حول مدى فاعلية استخدام المضادات الحيوية لعلاج الانفلونزا . فمن أجل التحسن السريع للأعراض المصاحبة للإنفلونزا قد يكون هذا السؤال المتعلق بتناول المضادات الحيوية من أوائل الأسئلة المثارة في هذا الصدد بالإضافة إلى سؤال آخر متعلق بأنواع المضادات الحيوية المقترحة والأكثر فاعلية لعلاج الإنفلونزا
هل يجب استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد؟
يعد فيروس الإنفلونزا المسئول الرئيسي عن إصابة الأشخاص بالعدوى التي يمكن أن تنتقل بسهولة من خلال الإختلاط بين الأشخاص ومايحمله استنشاق الرذاذ من زيادة فرص الإصابة بالمرض ولكن الحقيقة الطبية الأساسية تنطوي على عدم استخدام المضادات الحيوية في علاج الانفلونزا حيث أنها مخصصة في الأساس لعلاج العدوى الإلتهابية التي تسببها البكتيريا ومن أمثلتها التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الحلق ، والأذن، والجلد، بالإضافة إلى التهابات المسالك البولية .
فعادة ماتختفي نزلات البرد من تلقاء نفسها بعد مرور 7 أيام لذلك فإن المعتقد الشائع بأن المضادات الحيوية فعالة ضد الأنفلونزا يعد من المعتقدات الخاطئة لأنها لاتستطيع فعل أي شىء للفيروسات بل على العكس يمكن أن يؤدي ذلك إلى مخاطر التعرض لحالة مقاومة المضادات الحيوية والتي تقوم الكائنات الدقيقة خلالها بتطوير قدرتها على مقاومة تأثيرات المضادات الحيوية مما يجعل المضاد الحيوي لايحقق أي نتائج من وراء استخدامه على المدى الطويل ويحدث ذلك كنتيجة للإستعمال الخاطىء للمضادات الحيوية في غير موقعها او للغرض التي تم صناعتها لأجله
ويجب الإشارة إلى أن لجوئك الفوري إلى استعمال المضاد الحيوي كعلاج للإنفلونزا قد يجعل مرضك أكثر سوءا بل أن الأعرا ض قد تتفاقم لتطول مدة المعاناة منها ومن ثم يجب ألا تقدمي على استعمال المضاد الحيوي لعلاج الإنفلونزا
ما هي المشاكل التي يمكن أن يسببها علاج الأنفلونزا بالمضادات الحيوية؟
في بعض الأحيان قد لاينتج عن استخدام المضاد الحيوي لعلاج العدوى الفيروسية أي أضرار وهذا أمر وارد الحدوث أما الجانب الآخر المتعلق بالآثار الجانبية الناجمة عن استعمال المضاد الحيوي لعلاج عدوى الانفلونزا فإنها في الواقع قد تسبب إخلالا بالتوازن الطبيعي الذي يحدث بين البكتيريا النافعة الموجود بشكل طبيعي في الجسم والآخرى الضارة وتشمل الآثار الجانبية المتوقعة مايلي :
- الشعور بالغثيان الحاد والرغبة الشديدة في التقيؤ
- حالات الإسهال الشديد
- الالتهابات المهبلية التي تسببها الفطريات
- تعرض الأعصاب للتلف
- تمزق وتلف الأوتار
- الحساسية المفرطة ومايتصل بها من تهديد للحياة
يجب الإنتباه جيدا من سوء استخدام المضادات الحيوية أو الإفراط في تناولها حيث يرتبط ذلك بكثيرا من العواقب الوخيمة حتى أن الأمر يمكن أن يصل لأبعد من ذلك بالنسبة للأشخاص البالغين الذين تزداد الحاجة إلى دخولهم غرفة الطوارىء نتيجة لإرتفاع حدة الآثار الجانبية جراء تناولها كما أن كثيرا من الأشخاص يميلون لشراء المضاد الحيوي من الصيدلية ظنا منهم أنه فعال كعلاج لأي حالة طارئة لديهم دون أن يعلموا أنه من المحتمل أن تزداد لديهم حالة مقاومة الأدوية وهي تلك الحالة التي تفقد معها المضادات الحيوية تأثيرها العلاجي لأنواع العدوى المرضية الناجمة عن البكتيريا الأمر الذي ينتج عنه احتمالان تسببالبكتيريا المقاومة للأدوية في إعاقات جسدية أو قد تنذر بخطر الوفاة فضلا عن زيادة احتمالات انتشار البكتيريا المقاومة إلى أفراد الأسرة وغيرهم.
اقرأ أبضا حساسية البنسلين.. كل مايتعلق بحساسية المضادات الحيوية
هل يمكن للمضادات الحيوية علاج الأنفلونزا؟
والآن بعد أن تعرفنا على أنه من الأفضل عدم استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا يجب أن يكون السؤال التالي هو مايتمحور حول أنواع الأدوية التي ينصح بإستخدامها كخيارات علاجية أفضل لتخفيف الأعراض المصاحبة لنزلات البرد والإنفلونزا ومايرتبط بهما من إنزعاج في حين أنه لايمكن علاج المرض ذاته وانهاؤه بشكل كامل ومن أمثلة أكثر أنواع الأدوية العلاجية التي لاتتطلب وصفة طبية لتناولها (OTC) :
- مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين
- مضادات الهيستامين
- مزيلات الإحتقان لحالات احتقان الأنف أو الفم
- الأدوية المنشطة
- طارد للبلغم، ومثبط للسعال.
يمكن أن يصف الطبيب أيضا أنواع أخرى من الخيارات العلاجية الطبية والأمصال للمساعدة في الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا
أبرز التدابير الإحتياطية لعلاج الانفلونزا منزليا
من خلال اتباع المرضى لتلك التدابير في ظل إصابتهم بالإنفلونزا فإن ذلك سوف يساهم في منحهم شعورا أفضل وتتحسن حالتهم :
- الحرص على تنظيف الأيدي وغسلها بشكل منتظم وفي الوقت نفسهم مراعاة البعد الإجتماعي وتجنب الإختلاط مع الأشخاص المصابين الآخرين
- الإهتمام بشرب المزيد من الماء بكميات كافية جنبا إلى جنب مع السوائل الدافئة
- الحصول على قسط كافي من الراحة
- مراعاة استخدام جهاز الترطيب القائم على إخراج البخار لإستنشاقه لتوسيع الممرات الهوائية أو رذاذ الأنف الذي يحتوي على محلول ملحي لتخفيف حدة الإحتقان الأنفي
- تتوافر أيضا أقراص استحلاب يمكن للأشخاص الذين يعانون من السعال الشديد والمستمر تناولها لتهدئة حالتهم كما ينصح بها للمصابون بإلتهاب الحلق من الأطفال الأكبر سنا والأشخاص البالغين .
توجد حالات خاصة تتطور خلالها العدوى الفيروسية لتتخذ شكل مضاعفات العدوى التي تسببها البكتيريا عقب مواجهة نزلات البرد المرضية وعلى الرغم من ندرة هذا النوع من العدوى وعدم شيوعها إلا أنه من المرجح أن يتحسن من أصيبوا بها من تلقاء أنفسهم دون الحاجة لإستخدام مضاد حيوي أما إذا كنت معرضة بشكل كبير لمخاطر الإصابة بمضاعفات جسيمة ربما تتطور لمرض أشد خطورة فهنا سوف يوصيكي طبيبك بتناول المضادات الحيوية وهنا ينبغي عليكي مناقشة طبيبك في الأمر للتحقق من فاعلية المضادات الحيوية للإستخدام ومدة مناسبتها لحالتك .
طبيبك المعالج سيتولى وحده تحديد العلاج المناسب لحالتك ومن ثم يجب ألا تتناولي أي نوع من الأدوية من تلقاء نفسك وسيكون من الأفضل الحصول على استشارة طبية قبل الإستخدام
ملاحظات عند استخدام المضادات الحيوية
من أجل استعمال المضاد الحيوي وتحقيقا لفاعليته يجب مراعاة مثل تلك النصائح الهامة
- من الضروري أن تحرصي على الإلتزام بتوجيهات طبيبك حيث بإمكانه إخبارك عما إذا كان مرضك نتاجا لعدوى فيروسية أو بكتيرية وبناءا علي تحديد ذلك سيكتشف الطبيب ضرورة وصف المضادات الحيوية أم لا.
- عدم تجاهل تعليمات تناول الدواء الموصوف من قبل الطبيب وتذكري أن تنتبهي جيدا إلى تناوله في الوقت المحدد وبالجرعة التي حددها الطبيب علاوة على لايجب عليكي أن تحتفظي بالأدوية بدون داعي حيث أن استهلاك الدواء يجب أن يكون لمدة معينة فقط ثم ينتهي مفعوله بعد ذلك
- تختلف الأدوية الموصوفة لكل شخص حسب الحالة الطبية. لذلك، لا يجب عليك مطلقًا مشاركة المضادات الحيوية مع الآخرين لاستخدامها، لأن الدواء موصوف لك فقط من قبل طبيبك، وبالمثل لا يجب عليك استخدام أدوية الآخرين.