الأمور ليست دائما بتلك السهولة المتوقعة فقد يتخطى الأمر نوبة الصداع المزمن الذي قد تشعرين به جراء ارتفاع ضغط دمك, وربما لاتعرفين من الأساس أن معدلات الضغط لديك مرتفعة لأنه لايقترن في البداية بظهور أي علامات دالة أو أعراض , وقد لايعير كثيرون اهتماما متعلقا بأي مشكلات صحية مترتبة على الإصابة بضغط الدم المرتفع من النوع المزمن وعلى مدى فترة زمنية طويلة الأمر الذي يترك تأثيرات سلبية على صحتك , والآن سوف نتحدث بإستفاضة عن أبرز المضاعفات الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم .
المضاعفات الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم
بالنظر إلى نوعية العواقب الوخيمة التي يسببها تطورمضاعفات ارتفاع ضغط الدم وتكرار معاناتك من تلك المشكلة الصحية إلى الحد الذي يؤدي إلى ممارسة مزيد من الضغوط جدران الأوعية الدموية الدقيقة وهذا مايزيد من احتمالات الإصابة بقصور القلب ومرض الشريان التاجي بالإضافة إلى توايد مخاطر حدوث السكتة الدماغية المفاجئة وأمراض الكلى ومرض الشريان المحيطي وصولا إلى اعتلال شبكية العين وكلها اضطرابات يسببها ضغط الدم المرتفع
تم رصد وجود علاقة وثيقة بين اثنين من المشكلات الصحية هما ارتفاع ضغط الدم , مرض السكري من النوع الثاني لذلك ووفقا لتوصيات الخبراء من الضروري التوجه إلى الطبيب من أجل إتمام اختبارات فخص مستويات سكري الدم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع فمن أجل تحقيق السيطرة الفعالة على مؤشرات ضغط الدم فسوف يمكنك الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين
مشكلات القلب والأوعية الدموية
لعلها من أولى المخاطر الأكثر شيوعا والتي يمكن أن تواجه العديد من الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع الذي يمكن أن يتطور لإحداث مشكلات قلبية أو مشكلات أخرى ذات صلة بالأوعية الدموية والناتجة عما يمكن أن يصيب عضلة القلب من تغيرات أو يؤثر سلبا على البنية الهيكلية للقلب ووظائف الشرايين ومايمكن أن يحدث جراء انسدادها مما يعوق تدفق الدم إلى القلب ومختلف أجزاء الجسم في ظل محاولات الجسم للتأقلم مع مؤشر قراءات ضغط الدم المرتفع بصورة غير طبيعية .
وعلى ذكر الوظيفة الرئيسية للقلب الذي يشكل أحد أعضاء الجسم الحيوية فهنا تتضح مسئوليته عن عملية ضخ الدم عبر الشرايين التي تتولى نقل الأكسجين وكافة العناصر المغذية الأخرة إلى أنسجة الجسم لذلك فإن حدوث ارتفاع في نسبة ضغط الدم لديك ماهو إلا مؤشر على أنه من الضروري أن يبذل القلب مزيدا من الجهد , أما في الحالات المرتبطة بإستمرار تلك الحالة لوقت طويل ، فمن المتوقع أن ينتهي ذلك لمشكلة خطيرة ألا وهي فشل القلب والتي يكون فيها القلب عاجزا عن ضخ الدم بشكل كافي إلا أنه يمكن إيجاد حلول لتلك الأنواع من التغيرات السلبية التي تشكل نتاجا لضغط الدم المرتفع ولكن بشكل جزئي حيث ينصح الطبيب في العادة بإستخدام مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
من الأمور التي يجب معرفتها أن هذا الإرتفاع الناشىء في ضغط الدم ماهو إلا بداية لحالات تآكل الأعضاء الحيوية والشرايين جراء الإجهاد المفرط حيث تتميز الأوعية الدموية بإمتلاكها لعدة آليات منظمة لتدفق الدورة الدموية الطبيعية في جميع أجزاء الجسم , فالأمر يتم على نحو تدريجي يبدأ أولا عند حدوث ارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي تتعرض الشعيرات الدموية للضيق كشكل من أشكال الإستجابة الأولية لينتهي الأمر ممثلا في زيادة سمك جدران الأوعية الدموية الأمر المسب لضعف وتلف أنسجة الجسم ثم بعد ذلك نكون أمام حالة تصلب جدران الأوعية الدموية.
اقرأ أيضا 8 تدابير هامة للحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
مشكلات العيون
شكل آخر من المضاعفات وهو الذي يستهدف العين مسببا تشتت الرؤية وعدم وضوحها ويشكل أيضا نوعا من المضاعفات بالغة الخطورة ذات الـتأثير على شبكية العين فبمرور الوقت ومع تعرض الأوعية الدموية لمجموعة من التغيرات السلبية فمن المحتمل ألا تتحمل كل هذا الكم مما يؤدي إلى انفجارها الأمر الذي ينتج عنه تدفقات دموية أو تسربات للأحماض الدهنية إلى أنسجة شبكية العين كية فائقة الحساسة. وهنا قد تتطور المضاعفات لشكل أشد خطورة وهو الإصابة بالعمى الدائم ولكن مع العلاج يمكن درء المخاطر
السكتة الدماغية والمشاكل المرتبطة بالدماغ
ينضم إلى قائمة المضاعفات أيضا والذي يعد من النتائج المترتبة على ارتفاع ضغط الدم المزمن ألا هو حدوث نزيف الدماغ وربما تكوني قد سمعت عن إصابة أحدهم بتلك الحالة التي تؤثر على الدماغ مسببة للسكتات الدماغية , ولعل العامل المسبب الرئيسي هو مايقترن بعدم وصول كمية كافية من الدم إلى الدماغ على نحو جيد ووفقا للتقديرات حوالي 85% من إصابات الأشخاص بالسكتات الدماغية يكون راجعا إلى سببين هما نقص التروية أو ضعف معدلات تدفق الدم.
ليس هذا فقط بل يشكل اعتلال الدماغ أيضا أحد المظاهر المترتبة على مضاعفات ضغط الدم المرتفع وتعبر تلك الحالة عن حدوث اختلال في الوظائف العقلية وعادة مايجلب شعورا لدى الأشخاص بالصداع والميل إلى الغثيان ،ويكون منشأ تلك المضاعفات مترتبا على التغيرات في مستويات تدفق الدم وارتفاع مؤشرات ضغط الدم. بالإضافة إلى اقترانه أيضًا بارتفاع ضغط الدم الخبيث.
أمراض الكلى
من الملاحظ أن أي نوع من المضاعفات يترك تأثيره أولا على الأوعية الدموية وقد تم رصد علاقة بين ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة خاصة إذا كان الشخص مصابا بالضغط كمشكلة صحية على المدى الطويل حيث يتسبب ذلك في إلزام المرضى بالغسيل الكلوى المنتظم في أحد المراكز الطبية ولنتحدث عن الكلى كأحد الأعضاء الحيوية المنوطة بوظائف تنقية الدم من السموم والشوائب ومن البديهي أن يؤدي ارتباط تعرض الأوعية الدموية المتصلة بالكلى بمخاطر ارتفاع ضغط الدم بفقدان قدرتها على القيام بوظائفها وفي تلك الأثناء , يتوافر أمام المريض أحد الخيارات إما اللجوء إلى غسيل الكلى الاصطناعي أو الخضوع لإجراء جراحة زرع الكلى.ويجب العلم أن كلاهما من الأساليب المعقدة كما ان التكلفة تكون مرتفعة لذلك فإن الوقاية خير من العلاج وتشكل الأولوية .
إذا تم تشخيص حالتك أنك مصابة بإرتفاعا في ضغط الدم فمن الضروري أن تأخذي الأمر على محمل الجد حيث يتطلب التدخل العلاجي الفوري تجنبا لأي شكل من أشكال العواقب الخطيرة الناتجة عنه فعندما تثبت قراءتك لضغط الدم بأنها مرتفعه ، يجب عليك إعادة قياسها مرتين وأخذ متوسط قيمتها من أجل مزيد من الدقة .
بعد مرور فترة من العلاج، إذا لم يعد ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية، فسوف تحتاجي إلى مراقبته بشكل مستمر. إن الجمع بين أدوية ضغط الدم المتعددة سيساعد أيضًا في التحكم في ضغط الدم الذي يعمل على جدران الشعيرات الدموية.