بالنسبة لطفل وصل حديثا إلى العالم فإنه بالطبع سيكون ضعيف المقاومة تجاه مختلف الأمراض فلم يستطع بعد بناء جدار مناعي وقائي كالبالغين ورغم ذلك , يمر الجهاز المناعي للطفل ببعض الوقت لحين نضوجه الكامل مما يجعل من المتوقع أنا تجد تلك الكائنات الدقيقة الممثلة في البكتيريا والفيروسات وخاصة فيروسات البرد والانفلونزا طريقها لغزو أجسام الأطفال تحديدا خلال السنوات الأولى من الحياة , لكن لنقف هنا قليلا عزيزتي الأم لنخبرك أن الفيروسات المسببة لنزلات البرد ليست فيروس واحد بل يتواجد أكثر مم 200 فيروس مسئول عن إصابة طفلك بالبرد وسوف نقدم لكي من خلال مقالنا التالي مايجب معرفته عن نزلات البرد لدى الرضع
نزلات البرد لدى الرضع
إنها لحقيقة مع الأسف واردة الحدوث وخاصة خلال العام الأول والثاني من عمر الطفل حيث أكدت التقديرات أن غالبية الأطفال من أن يصابوا من 8 إلى 10 مرات في السنة بدور برد وعلى الرغم من كون هذا الأمر شائع الحدوث عند الأطفال الرضع من حديثي الولادة إلا أنه لايشكل خطورة إلا أن الخطر يكمن فيما يمكن أن تتطور إليه أعراض البرد بشكل سريع إلى حالات مرضية أشد خطرا مثل الالتهاب الرئوي أو الخناق الحاد.
أعراض نزلات البرد عند الرضع
سيلان الأنف هو العلامة الأولى
ربما تلاحظين أيتها الأم المستجدة أن طفلك في سنته الأولى من الحياة قد أصبح أنفه مسدودا ويشكل سيلان الأنف أو تعرضه للإنسداد من العلامات الأولية الدالة على إصابة طفلك بنزلة برد ويمكن استكشاف الإفرازات المخاطية الأنفية بشكل واضح وبصورة مبدئية , إلا أنه سرعان مايتحول ليصبح أصفر أو أخضر اللون مع قوام أكثر سمكا ولكن كل ذلك يشكل واحدا من الأمور الطبيعية ولايعني بالضرورة تفاقم حالة طفلك لتكون أكثر سوءا .
جنبا إلى جنب مع انسداد الأنف وسيلانه توجد مجموعة أخرى من الأعراض تتمثل فيما يلي :
- تزايد نوبات البكاء
- ارتفاع درجة الحرارة التي تتطور إلى الحمى
- السعال المستمر وخاصة في فترات الليل
- العطس المتكرر
- تباطؤ وتيرة الرضاعة الطبيعية أو التعامل مع الرضاعة بنوع من الرفض نتيجة احتقان الأنف الناجم عن انتفاخ الأغشية الداخلية المبطنة للأنف
- اضطرابات النوم والأرق الليلي
كيفية التمييز بين نزلات البرد و الأمراض الأخرى
تجنبا للخلط بين تعرض الأطفال لنزلة برد أو انفلونزا عادية وبين أي نوع آخر من الحالات المرضية التي يكون لها نفس الأعراض ومن أمثلتها الأنفلونزا والخناق والالتهاب الرئوي. الأمر الذي يشكل صعوبات أمام الوالدان في التعرف على طبيعة المرض الصحيحة لطفلهم وينقدم بعض من الطرق الفعالة التي تساهم في التمييز الدقيق بين نزلات البرد لدى الرضع من حديثي الولادة :
1-الانفلونزا
سوف تطرأ على طفلك في ظل إصابته بالإنفلونزا أنواع أخرى من الأعراض بالإضافة إلى علامات نزلات البرد الشائعة كسيلان الأنف والعطس ألا وهي قشعريرة في الجسم مع نوبات من القىء والإسهال وهذا مايمكن ملاحظته في حين وجود أعراض أخرى لايمكننا رؤيتها إلا في صورة بكاء الطفل مثل الصداع، آلام وتشنج العضلات أو التهاب الحلق.
2-الالتهاب الرئوي
يوصف الالتهاب الرئوي بأنه من الأمراض التنفسية الإلتهابية الحادة التي تصيب الرئتين ومن السهل أن يحدث هذا التحور والتطور السريع لنزلة برد لحالة التهاب رئوي مزمن لدى الطفل وتتمثل أعراضه فيما يلي
- تزايد وتيرة التنفس بشكل سريع
- الإحساس بقشعريرة ورجفة داخل الجسم
- يصبح الجلد أحمر اللون
- التعرق الغزير
- الحمى الشديدة أو ارتفاع في درجات الحرارة
- تفاقم حدة نوبات السعال ليصبح أكثر سوءا
- مواجهة صعوبات تنفسية شديدة
3-الخناق الحاد
ليس الإلتهاب الرئوي وحده مايمكن أن تتطور إليه نزلة البرد لدى الأطفال بل قد يكون الطفل معرضا أيضا لمرض الخناق من الدرجة الشديدة وتتمثل أعراضه الشائعة في صعوبات تنفسية شديدة مع تغيرات في الصوت يظهر في صورة بحة ونوبات من السعال المتكرر ومن المحتمل أيضا سماع أصوات صرير عالي أثناء تنفس الطفل
4- عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)
من أنواع العدوى الشهيرة التي تصيب الرئتين والأكثر انتشارا لدى الرضع حيث تستهدف الجهاز التنفسي فتصيبه بالإلتهاب ورغم أنها يمكن أن تترك تأثيرها السلبي على الأطفال في كل الفئات العمرية إلا أنها يمكن أن تصيب طفلك الرضيع بشكل خاص نظرا لأن مجرى التنفس لديه لم يمر بمرحلة التطور والنضوج بشكل كامل
قد يتعرض الأطفال أيضا خلال الأسابيع المبكرة الأولى من حياتهم لالتهاب الشعب الهوائية أو الذي يسمى التهاب القصيبات وهي أيضا من ضمن الحالات الالتهابية الحادة والتي يسببها الفيروس المخلوي التنفسي وتحمل تأثيرات على المسالك الهوائية الصغيرة الموجودة في الرئتين الأمر الذي يستدعي بقاء طفلك حديث الولادة في المستشفى لعدة أيام
أسباب نزلات البرد عند الرضع
يتضمن الجهاز التنفسي العلوي عدة أجزاء مابين البلعوم والجيوب الأنفية والحنجرة والشعب الهوائية. وعندما يصاب الشخص سواء كان طفلا أو رضيعا بالبرد فإن هذا يعني أن عدوى فيروسية قد طالت تلك المناطق وهذا ينافي أي معتقد يقول بأن البكتيريا هي العامل المسبب ولايمكن وصف المضادات الحيوية لعلاجها أيضا
من أجل إجراء التشخيص اللازم سوف يلجأ طبيب الأطفال إلى القيام بمجموعة من الإجراءات التشخيصية الضرورية لمساعدته على وصف العلاج المناسب وذلك بعد أن يحدد العامل المسبب ويستبعد أي عوامل أخرى ويمكنه أيضا استكشاف عما إذا كان الطفل يعاني من عدوى بكتيرية أم فيروسية ففي بعض الأحيان يمكن أن ينتقل الالتهاب البكتيري ليصبح أحد مضاعفات العدوى الفيروسية , ويمكن أن ينشأ عن إصابة الطفل بالتهابات بكتيرية أمراضا من أمثلها :
- الالتهاب الرئوي.
- إلتهاب الحلق.
- التهابات الأذن.
من هم الأطفال المعرضون للإصابة بنزلات البرد؟
قد تتوقعين خطأ أن إصابة طفل رضيع بنزلة برد أمر نادر الحدوث لكن هذا خاطىء تماما حيث تنتشر الفيروسات المسئولة عن نزلات البرد في الهواء من حولنا كما تتواجد أيضا على الأسطح الصلبة إلا أن دورة حياتها تكون لوقت قصير فقط الأمر الذي يصيب الطفل بالعدوى نتيجة الإختلاط بأحد المصابين أو حتى ملامسة أدواتهم علاوة على أنه توجد بعض الحالات الخاصة التي تجعل الأطفال معرضين بدرجة كبيرة لنزلات البرد أكثر من غيرهم .
من المتوقع أن يكون وجود طفل رضيع وسط عائلة من الأشقاء الأكبر سنا سببا كافيا لجعله أكثر عرضة للإصابة بنزلة برد , بالإضافة إلى بعض المواقف التي تجعل من المحتمل أن يصاب رضيع بالبرد مثل الذهاب به إلى المستشفى للكشف أو حتى لمجرد الحصول على حضن من شخص بالغ ,التجول سيرا على الأقدام وكلها عوامل محتملة لإصابة طفلك بالعدوى الجرثومية .
إّذا كنت تعتمدين في تغذية طفلك على زجاجة الحليب القائمة على صيغ الألبان الصناعية فإنه يكون أيضا معرضا بشكل أكبر من أقرانه الذين يعتمدون على حليب الثدي بقدر مكثف من المناعة وذلك لما يتمتع به الحليب الطبيعي من فوائد للطفل من حيث تزويده بكم كبير من الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء والإنزيمات وكلها مقومات أساسية في حماية الأطفال من خطر الإصابة بالعدوى فضلا عن حصول الأطفال الذين يتغذون على حليب الثدي على نسبة كلية أو جزئية من المناعة المأخوذة من أمهم للتحصين ضد أي أمراض قد أصيبت بها ولكن حديثنا لايعني إطلاقا أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا محصنين ضد نزلات البرد
اقرأ أيضا القلاع الفموي عند حديثي الولادة.. طرق الوقاية الفعالة
متى يجب أن تأخذ طفلك إلى المستشفى فوراً؟
يجب أن يرى الطبيب الأطفال حديثي الولادة إذا كانوا مصابين بنزلة برد. وهذا سوف يساعد في استبعاد حالة أكثر خطورة. علاوة على ذلك، سيساعد هذا أيضًا الآباء الصغار على الشعور بمزيد من الأمان.
من الضروري أن تحرصي كأم على متابعة بعض العلامات التحذيرية التي تستدعي وجود شيئا خطيرا ومن أبرزها ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى 38 درجة مئوية أو فيما فوق ذلك الأمر الذي يتطلب عناية طبية عاجلة ويمكنك تحسس جبهة طفلك للتحقق من ذلك ومراقبة تلك الأعراض على التحو التالي:
- زيادة معدلات التنفس السريع
- ارتجاع الحليب الذي يظهر في صورة قىء
- نوبات من الإسهال
- السعال المتكرر والمستمر
- ضيق في عضلات الصدر مما يعيق التنفس بشكل طبيعي
- افرازات مخاطية سواء كانت خضراء اللون سميكة القوام أو مزيج من المخاط الدموي الصادر من الأنف أو الفم.
- ارتفاع درجة الحرارة التي تتطور إلى حمى شديدة
- سوائل من القيح والصديد تخرج من الأذن
- تطرأ على الطفل علامات الجفاف الناتج عن القىء أو الإسهال ويظهر ذلك في قلة كميات البول مقارنة بما هو طبيعي
- بهتان وإصفرار الأظافر وشحوب الشفاة
طرق علاج نزلات البرد في المنزل
هذا ماسوف تقدمينه عزيزتي الأم لطفلك الرضيع الذي يستقبل حياته حديثا من أجل حصولك على الراحة وتقليل الإنزعاج
- من الضروري أن يشرب طفلك كمية كافية من السوائل ، ويشمل ذلك مصدر تغذيته الأساسي سواء كان حليب الثدي أو الحليب الاصطناعي.
- يمكن أن يصف طبيب طفلك قطرات المحلول الأنفي أو شفاط الأنف بغرض شفط كافة الإفرازات المخاطية من الأنف .
- يمكن أن يساعد أيضا جهاز ترطيب ممرات الهواء مما يعمل على تسليك ممرات التنفس وفي الوقت نفسه لاتتركي طفلك للإستلقاء في مكان شديد الحرارة أو شديد البرودة
- من أكثر الأساليب التي تلجأ إليها الأمهات في حالة إصابة أطفالهم بالبرد هو استخدام شفاط الأنف المصمم خصيصا للرضع
اقرأ أيضا الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) وخطورته على صحة أطفالنا
الأشياء التي لا ينبغي فعلها مع إصابة الطفل بنزلة برد
لن تستجيب تلك الحالة المرضية التي تسببها الفيروسات للعلاج بإستخدام المضادات الحيوية حيث أن المضاد الحيوي يستخدم فقط في حالة الالتهابات البكتيرية ولن يفيد في مقاومة الفيروسات لذلك يجب أن تعلمي عزيزتي أن المضاد الحيوي لافائدة منه كعلاج لنزلات البرد بل في حالة الإشتباه في إصابة طفلك بعدوى بكتيرية.
- تجنبي بأي حال من الأحوال استخدام الأدوية التي من شأنها تخفيض الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة أو مايطلق عليها مخفضات الحمى التي يمكن توافرها في الصيدليات بدون وصفة طبية وتشمل الباراسيتامول، للأطفال تحت سن 3 أشهر حيث يجب أن تتوافر بناءا على وصفة طبية من قبل طبيب الأطفال المعالج مع الحرص على الحصول على استشارته قبل تقديم أي دواء خافض للحرارة.
- يعد الأسبرين من الأدوية الممنوعة تماما للأطفال الصغار.
- لا ينصح باستخدام أدوية السعال والبرد للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين