بما أنه من الوارد ان نتعرض لمشكلات صحية تتطلب إجراء فحصا بدنيا شاملا للإطمئنان على الحالة الجسدية للمريض فإنه في بعض الأحيان قد يتطلب الأمر أحد الفحوصات المتخصصة لتشخيص مشكلة معينة مثل الفحص السمعي أو قياس النظر وسوف نتناول اليوم أحد إجراءات الفحص ألا وهو الفحص العصبي والذي يتم إجراؤه بشكل خاص في أحد المراكز الطبية بهدف التدخل مبكرا للكشف عن مختلف الأمراض والإضطرابات العصبية بما يمثل إجراءا طبيا سريعا, وفعالا وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي بمزيد من التفاصيل الحالات التي تتطلب إجراء الفحص العصبي.
نبذة عن الفحص العصبي
لامزيد من الإنتظار أو التردد او تأجيل الأمر فبعض الأشخاص ينظرون لحالتهم الصحية بنوع من التجاهل أو التهاون الذي من الممكن أن ينعكس سلبا على صحتهم لاحقا فقد تعتقدين أن الأمر بسيطا في حين أنه يحمل في داخله خطورة محتملة على الصحة .ويشير الفحص العصبي إلى نوع من الفحوصات الطبية التي تفيد في استكشاف إصابة الأشخاص بمشكلات خاصة بالجهاز العصبي والخلايا والألياف العصبية, ويتم الإستعانة به في حالات مواجهة الألم العصبي الوربي ، أو الاضطرابات العصبية اللاإرادية، أوالاضطرابات الدهليزية وغيرها من الحالات التي تتطلب القيام بزيارة إلى أخصائي المخ والأعصاب .
ما هو الفحص العصبي؟
يعبر الفحص العصبي عن تلك العملية التي يخضع فيها المريض لإختبارات ذات صلة بالكشف عن وجود اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي , ويعد من الأجهزة المهمة من أجهزة الجسم ويتألف من من الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب المجاورة لتلك الأجزاء حيث يقوم بوظائف التحكم والتنسيق لأنشطة الجسم المختلفة ويشمل ذلك القدرات الحركية للعضلات , ووظائف الأعضاء ,بل وتتضمن مهارات التفكير والتخطيط بالغة التعقيد
توصل الخبراء إلى وجود مايتخطى حوالي 600 نوع من المشكلات الإضطرابية في الجهاز العصبي المركزي. إلا أنه تم رصد أكثر المشكلات شيوعا على النحو التالي :
- مرض الشلل الرعاش
- التصلب المتعدد
- التهاب السحايا
- الصرع
- السكتة دماغية
- الصداع النصفي
ولعل الإستخدام الأبرز الذي يجعل الطبيب يوصي بضرورة إجراء هذا الفحص العصبي هو تحديد معاناة المرضى من أحد الإضطرابات في الجهاز العصبي أو وجود خلل في المنظومة العصبية حيث يوفر التدخل المبكر لإجراء اختبارات التشخيص في مساعدة الطبيب على وصف العلاج المناسب مما يعمل على الحد من المضاعفات المحتملة على المدى الطويل.
اقرأ أيضا احتياطات هامة لابد من مراعاتها بعد جراحة قصر النظر
متى نحتاج إلى فحص عصبي؟
إذا لاحظ الطبيب أن لديكي أعراضا دالة عن وجود اضطراب ما أو مشكلة في الجهاز العصبي تتطلب فحصها للتحقق منها واستبعاد اي حالات صحية أخرى مع الوضع في الإعتبار اختلاف العلامات التي يمكن ملاحظها وفقا لمكان حدوث الإضطراب ورغم ذلك , فإنه كتوصية عامة لابد من التوجه إلى المستشفى لإجراء فحوصات في حالة ظهور واحد أو أكثر من الأعراض التالية :
- نوبات من الصداع الحاد المستمر لفترة طويلة لدرجة تحوله ليصبح مزمنا
- الشعور بصداع نصفي في جانب واحد من الوجه
- الإحساس بخلل في مستويات توازن الجسم يتخلله شعور بالدوار والدوخة
- أعراض الخدر والتنميل التي تنتشر في نصف واحد من الوجه , وقد يمتد التنميل إلى أطراف الذراعين والساقين
- تشتت الرؤية البصرية وعدم وضوحها
- اضطرابات متغيرة في حاستي السمع والشم
- الإصابة بمشكلات وتغيرات سلوكية مما يؤثر سلبا على بناء العلاقات الشخصية مع الأشخاص الآخرين
- الشعور بالثقل في اللسان فيما يشير إلى التلعثم والتأتأة كنوع من اضطرابات الكلام
- الشعور بالإرتباك والتشويش الذهني وإنخفاض مستويات الذاكرة مع حالات النسيان المتكررة
- التشنجات الصرعية الناجمة عن وجود خلل في الأعصاب وتنشأ نتيجة اضطراب في الشحنات الكهربائية الموجودة في المخ
- سيطرة الشعور بالإرهاق الشديد والإجهاد المفرط
- ارتفاع درجة الحرارة الذي يصل إلى مستويات من الحمى الشديدة
- حالات الإغماء الفجائي وفقدان الوعي
- التعرض لمشكلات متعلقة بالصحة العقلية , واضطرابات القلق المزمنة
- الميل إلى التقيؤ بدون سبب محدد
- مواجهة تشنجات وتقلصات مؤلمة في الأطراف.
من خلال الحديث عن منشأ تلك الأمراض العصبية في الأساس سنجد أنها تأتي من عدة عوامل تتنوع بين ارتفاع الضغط الشديد على الأعصاب , العوامل الوراثية , التقدم في العمروالوصول إلى مرحلة الشيخوخة ,الإصابات المختلفة المؤثرة على الأعصاب ,اضطرابات المناعة الذاتية , الأمراض المزمنة مثل مرض السكري , وضغط الدم
علام يشمل الفحص العصبي؟
الفحص العصبي ليس فحصا قائما بذاته بل يندرج تحته عدد من سلاسل الفحوصات التي تختص بإختبارات التحقق من توازن الجسم والقوة العضلية والأهمية الوظيفية لوظائف الجهاز العصبي المركزي الأخرى.
لكي يتمكن الطبيب من تحقيق النجاح في تشخيص المرض العصبي لابد أن يتولى إجراء عدة اختبارات متنوعة تشمل :
اختبار الاضطرابات النفسية: والتي تشمل القدرة على التذكر للأحداث والأشخاص، قياس التحكم في الانفعالات
التحقق من وجود اضطرابات في الحركة والتوازن
التحقق من وجود اضطرابات حسية وانعكاسية، مثل: الألم، التنميل أو الوخز في مواقع محددة .
التحقق من الاضطرابات الحسية: القدرة على الرؤية والسمع والتحدث وما إلى ذلك.
التحقق من الاضطرابات الأخرى: ضغط الدم، معدل ضربات القلب، درجة حرارة الجسم، الجهاز الهضمي، الصحة الجنسية، الإستغراق في النوم
أكثر 4 أمراض عصبية شيوعا
نتجه الآن لرصد أكثر 4 أمراض عصبية تعبر عن معاناة المريض من مشكلة في جهازه العصبي الأمر الذي يستلزم التوجه إلى أخصائي مخ وأعصاب لوضع تشخيص دقيق وتشمل :
1-الألم العصبي الوربي
يجب أولا أن نتعرف على الأعصاب الوربية التي تضم 12 زوج وتنطلق من الحبل الشوكي الصدري, وبشكل خاص سوف يختص الفرع الأمامي منها بمهام التحكم في عضلات الصدر والبطن، أما الفرع الخلفي يتولى التحكم في عضلات الظهر.ونتيجة لموقع الأعصاب الوربية المنتشر على نطاق واسع ووجودها على جدران الصدر , يصبح من السهولة أن تتعرض للضرر خاصة في ظل تعرض العمود الفقري أو الحبل الشوكي أو الأضلاع لأي نوع من المشكلات.
سوف يوصيكي الطبيب بضرورة الخضوع لفحص عصبي لإستكشاف الألم العصبي الوربي في حال معاناتك من أعراض معينة تتنوع بين الألم الحارق , آلام مزمنة لاتحتمل , ألام في المناطق المحيطة بالأضلاع , الشعور بآلام في الجزء العلوي من الصدروالظهر, سيطرة الضغط المكثف على عضلات الصدر من الأمام إلى الخلف , بالإضافة إلى حكة جلدية , وارتجاع المرىء نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المرىء
2-اضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي
هل تعلمين عن الجهاز العصبي الودي ؟ إنه جزء من الجهاز العصبي الذاتي وقد يصاب الشخص بإختلالات في الجهاز العصبي اللاإرادي عند حدوث اضطرابات في مستويات التوازن بين الجهاز العصبي الودي والجهاز السمبتاوي.وعلى الرغم من أن تلك الحالة لاينتج عنها خطورة جسيمة تهدد حياتك إلا أنها قد تترك تأثيرها على أنماط النوم الصحي بحيث تؤثر سلبا على جودة النوم وهذا كفيل بزيادة شعور المريض بالتعب والإرهاق , وضعف التركيز, إنخفاض القدرة على التذكر ، وسيطرة الشعور بالقلق، والتوتر.
أما عن الدرجات الخفيفة من تلك الحالة فإنه لايصبح مهما معها إجراء فحص عصبي فقط يمكن السيطرة على الأعراض من خلال استشارة أخصائي الصحة النفسية حيث يكون العلاج النفسي هو الأفضل لحالتك جنبا إلى جنب مع تعديلات النظام الغذائي المتوازن والأنماط الحياتية الصحية
وبالنسبة للحالات الخاصة التي يكون فيها الإضطراب مزمنا يستمر مع المريض على المدى الطويل فسوف يكون بصدد مواجهة أعراضا إضافية مثل تعرق اليدين والقدمين وقرحة المعدة والاثني عشر. وفي تلك الأثناء سيكون العلاج قد تحول ليصبح بالغ التعقيد ,اعتمادًا على كل حالة محددة أثناء الفحص العصبي، سيكون لدى الطبيب التعليمات المناسبة.
3-الاضطرابات الدهليزية
تحدثنا فيما سبق عن وظيفة النظام الدهليزي الذي يختص بحفظ وضعية التوازن الجسدي فضلا عن ارتباطه بحاسة السمع حيث أن هذا النظام الذي يشكل جزء من الجهاز العصبي ويكون موقعة خلف قوقعة الأذن المسئولة عن السمع وبما أن وظيفة الدهليز في تحقيق الإتزان لوضعية الجسم بالإضافة إلى الدور المنسق للأعضاء المتحركة مثل العينين والذراعين والساقين والجذع.
عندما يعاني شخص ما من اضطراب في النظام الدهليزي نتيجة وجود ورم أو التهاب في العصب السمعي الثامن مما يتسبب في إتلاف سواء الأوعية الدموية الدماغية أو الأذن الداخلية أو الدماغ ويترتب على ذلك وجود خلل في وظيفة الدهليز القائمة على تحقيق التوازن والإستقرار ويجعل الشخص مترنحا مع شعور بعدد من الأعراض مثل الدوخة، والدوار، وطنين في الأذنين، والغثيان.فضلا عن معاناة بعض الأشخاص المصابون بأمراض أشد خطورة من مشكلات في وظائف السمع والرؤية.
4-الصداع النصفي
يصنف الصداع النصفي الحاد ضمن الحالات العصبية الشائعة التي يعاني منها كثير من الأشخاص الذين يواجههم آلام من الصداع النابض في صورة خفقان في الرأس , وقد يتفاوت بين الصداع الخفيف إلى الشديد وغالبا مايصيب جانب واحد من الرأس فضلا عن فرط الحساسية لمصادر الصوت والضوء وعادة مايأتي مصحوبا بالقىء والغثيان.وتتعدد أسباب الصداع النصفي فيما بين التغيرات الهرمونية أو التوتر والضغوط النفسية أو التغيرات البيئية الخارحية . ويمكن استكشاف السبب الرئيسي عقب مناقشة أعراضك أثناء الفحص العصبي مع طبيبك.