في بعض الأحيان, التي يكون فيها الفلفل الأحمر الحار مخبأ في أطباق الطعام دون دراية منا لنجد تأثيره الحارق قد انتشر ليشمل جوانب الفم من الداخل , وهذا مايدفعنا تلقائيا إلى تناول المزيد والمزيد من المياة لإحباط هذا المذاق الحار الذي اشتعل ,ولكن هل تعلمين بوجود مشكلة طبية تحمل اسم متلازمة الفم الحارق ؟ والتي لايوجد سبب محدد وراء ظهورها فقط تم رصد مجموعة من الأعراض المسببة لإنزعاج المريض والتي تترك تأثيرها على الأنماط الحياتية اليومية وهذا مايستدعي الخضوع لعناية طبية , في حال استمرار تأثير المشكلة لمدة أطول .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بمتلازمة الفم الحارق .
ما هي متلازمة الفم الحارق؟
تنتمي متلازمة الفم الحارق ضمن نوعية الحالات الطبية المعروفة أيضا بحرق اللسان , والتي يعاني في ظلها المريض من احساس بحرقان مؤلم في الفم بشكل مستمر , بدون ارتباط ذلك بوجود سبب معين لهذا الشعور حتى مع تفحص تجويف الفم من الداخل لايمكن ملاحظة أي جرح يمكن أن ننسب إليه حدوث تلك الحالة , وتؤدي تلك المشكلة إلى إثارة الضيق والإنزعاج وفي الوقت نفسه تجلب تأثيرات سلبية على الحياة بشكل عام .
ويتم إطلاق هذا المصطلح الخاص بمتلازمة الحرقان ليشمل كل مكونات الفم من اللسان واللثة أو سقف الفم من الأعلى , الشفاة , جوانب الخدين من الداخل , أو يتخذ مساحة أكثر اتساعا ليغطي الفم كاملا , أما عن الشعور الذي يسيطر عليكي في ظل الإصابة بتلك الحالة فإنه يبدو شبيها بمن تناول مشروبا شديد السخونة دفعة واحدة
تنطلق آثار المعاناة من متلازمة الفم الحارق بشكل فجائي , إلا أنها بمرور الوقت تشهد حالة من التطور التدريجي , إلا أن الجانب الأصعب هنا أن السبب الرئيسي مازال غير معروف إلا أنه يمكن اتباع عدة أساليب معنية بالسيطرة على الأعراض ومحاولة تخفيفها.
أعراض متلازمة الفم الحارق
توجد عدد من العلامات التي يمكن من خلالها الإستدلال على إصابة الأشخاص بمتلازمة الفم الحارق ومن ضمنها :
- زيادة الشعور المؤلم بحرقان الفم واللسان , ويمثل العرض الرئيسي الذي يصنف بأنه الأكثر شيوعا , وتتراوح درجته مابين حرقان من النوع الطفيف إلى الشديد
- سيطرة الإحساس بالعطش الشديد بشكل مستمر ,مع نقص افرازات اللعاب
- اضطرابات متغيرة في حاسة التذوق.
- وخز مؤلم في الفم
- المعاناة من الخدر والتنميل في الفم بشكل عام , اللسان بشكل خاص
اقرأ أيضا طرق علاج جفاف الفم بشكل فعال داخل المنزل
أسباب متلازمة الفم الحارق
في حين أنه لم يتم استكشاف, ورصد الأسباب الحقيقية التي تقف وراء حدوث متلازمة الفم الحارق , إلا أنه تتواجد عوامل معينة ترفع من مخاطر الإصابة ومن ضمنها :
- أنواع معينة من الحالات الطبية المرضية الكامنة , مثل داء السكري,اضطرابات فقر الدم والأنيميا الحادة , الحساسية المفرطة , أمراض المناعة الذاتية , جفاف الفم المفرط
- اعتياد تناول أنواع معينة من العلاجات الدوائية لبعض المشكلات الصحية مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم ومضادات الاكتئاب.
- قد تكون من ضمن الآثار الجانبية لتركيب حشوات الأسنان لإصلاح وترميم الأسنان
- تبني أنماط خاطئة وغير صحية من العادات الضارة بالصحة مثل التدخين
- ارتفاع مستويات وتيرة القلق والتوتر والإجهاد المزمن بشكل يفوق النسب الطبيعية
تشخيص متلازمة الفم الحارق
من الضروري اخضاع الشخص الذي يعاني من شكوى متكررة من حرقان الفم إلى عدد من الإجراءات التشخيصية التي يجب أن تكون بناءا على إشراف طبي من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة الذي يتولى إجراء عدة فحوصات لتجاويف الفم واللسان بشكل شامل , وفي الوقت نفسه استبعاد أي نوع آخر من المسببات ,ومن بين اجراءات الفحص التي يوصي بها الطبيب
- اختبار فحص الدم من خلال سحب عينة دماء وإخضاعها للفحص للتحقق من عدم تعرض الجسم لحالات من النقص والإنخفاض في مستويات المغذيات من معادن وفيتامينات
- قد ينصح الطبيب بإجراء اختبار لقياس وجود الحساسية من عدمه ,ويهدف إلى استبعاد الإصابة بالحساسية الغذائية تجاه أنواع معينة من المصادر الغذائية .
- يمكن الحصول على عينة من نسيج اللسان والقيام بتحليلها في المختبر تحت المجهر
علاج متلازمة الفم الحارق
لايمكننا القول بوجد حل علاجي نهائي وحاسم لمتلازمة الفم الحارق , إلا أنه تتوافر عدد من العلاجات المتاحة للسيطرة على شدة الأعراض ومن أبرزها :
- الأدوية العلاجية الموصوفة طبيا من قبل الأطباء المختصين لتقليل حدة الألم , وتحفيز التدفق المتوازن لإفرازات اللعاب
- الإكثار من تناول المزيد من الماء والسوائل لترطيب الفم
- الإمتناع عن استهلاك أنواع الأطعمة الحارة والحمضية قدر المستطاع
- استعمال مرطبات الفم لمقاومة حالات الجفاف
- يمكن الإستعانة بجلسات العلاج النفسي للتغلب على شعور القلق والتوتر والإجهاد المفرط ذات الصلة بتلك الحالة
- اللجوء إلى الطبيب بغرض المتابعة بشكل دوري , لتحديد السبب وراء متلازمة الفم الحارق, ووصف العلاجات المناسبة