عندما يتمكن منك هذا الشعور بأن طاقتك قد نفذت, وأن مستويات نشاطك قد وصلت إلى مؤشرات منخفضة للغاية فهنا يمكننا القول بأن الحافز الداخلي قد أصبح منعدما,ووصل إلى مرحلة تستدعي التفكير فيما يمكن فعله لإستعادة شغفك المفقود, وقد لاتتوقعين أن مرورك بتلك الحالة يعد اضطرابا تمت صياغته فيما يطلق عليه ( متلازمة انعدام الحافز ) والتي تندرج ضمن أنواع الإضطرابات النفسية شائعة الحدوث , وتنتشر بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعتادون تناول العقاقير المهدئة على المدى الطويل , حيث يتم اعتبارها نوعا من الآثار الجانبية المترتبة عن الإفراط في استهلاك المهدئات أي مانقصده أن يكون لدى الشخص تاريخ طبي مطول من تلك الوصفات النفسية .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بمتلازمة انعدام الحافز .
حول متلازمة انعدام الحافز
إن وجود الحافز هو مايشجعنا على إتمام المهام التي بين أيدينا , وهذا مايجعلنا أكثر اهتماما بمختلف الأشياء , وفي حالة غياب الحافز أي سيصبح الشخص بدون دافع داخلي يتولى تحريكه لإنجاز مختلف الأمور , وقد قام العلماء في الطب النفسي بوضع تعريف لمتلازمة انعدام الحافز بكونها من الحالات التي ترتبط بشعور الشخص بفقدان تام لمجالات الإهتمام بكل شىء , مع انخفاض درجة الشعور بالحماس حيث تتضاءل الرغبة ومستويات الإقبال على مختلف الأنشطة الحياتية , ومن هنا فقد تم إدراجها ضمن قوائم الأعراض المرضية , وخروجها من تصنيفات الأمراض .
لكي نوضح المزيد من المعلومات الخاصة بمتلازمة انعدام الحافز لابد أن نكون على دراية كافية بمجموعة الأعراض والأسباب المسئولة عن معاناة الأشخاص من اضطراب انعدام الحافز
أعراض متلازمة انعدام الحافز
من خلال البحث ,والتقصي عن نوعية الأعراض الرئيسية التي يمكن أن نستدل من خلالها على متلازمة انعدام الحافز فإنه يأتي على رأسها اللامبالاة ,وتبلد المشاعر التي تجعل الشخص غير مهتما فاقدا الرغبة والشغف , التشتت , وفقدان القدرة على التركيز والتي يصاحبها مجموعة مختلفة من الأعراض النفسية الأخرى التي تشمل :
- الإنعزال عن المجتمع الخارجي والتقوقع مع الذات دون الرغبة في الإختلاط والتواصل مع الآخرين تعبيرا عن الإنطوائية
- الخمول ,والضعف العام الذي يتخلله نقص في مستويات الطاقة
- النظرة التشاؤمية وسيطرة الأفكار السلبية الإنهزامية
- إهمال اتباع روتين العناية الشخصية بالبشرة والجسد عموما
- تبني سلوكيات الإنسحاب الاجتماعي الذي يشكل أحد الظواهر التي تجعل الشخص فاقدا للتفاعل مع الآخرين , الأمر الذي يجعل المهارات الاجتماعية أكثر ضعفا وتدهورا .
- تباطؤ القدرات الحركية , وضعف الإستجابة التفاعلية ,وردود الفعل الصادرة
- التأثير السلبي على أيدلوجية التفكير الشخصي ,والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة
اقرأ أيضا متلازمة الاحتراق النفسي .. مابين ضغوط العمل وعدم التقدير
الأسباب الشائعة لمتلازمة انعدام الحافز
كما ذكرنا بأن السبب الجوهري الذي يقف وراء إصابة شخص ما بإضطراب متلازمة انعدام الحافز في استهلاك الأدوية المهدئة بشكل مفرط وبصفة منتظمة دون وعي بحجم الأضرار, وقد تم استكشاف أول حالة من نوعها مصابة بتلك المتلازمة للمرة الأولى في فترة الستينيات وتحديدا بين فئات الأشخاص الذين يمتلكون تاريخ طبي طويل الأمد من الإسراف في استهلاكالقنب وأنواعه ومشتقاته. وقد أثبتت دراسات أخرى إلى انتشار المتلازمة بين آخرين يتناولون المهدئات للسيطرة على الإنفعالات العصبية لديهم ومن أمثلتها الأمفيتامينات.
علاج متلازمة انعدام الحافز
- من خلال الحديث عن الخيار العلاجي الأمثل سنجد أن الإدارة الجيدة لمستويات الضغوطات المكثف مع الحرص على إدخال بعض التحسينات وتوطيد العلاقات مع الأشخاص الآخرين.
- يجب الإشارة إلى وجود أوجه تشابه بين الأعراض ذات الصلة بمتلازمة انعدام الحافز والأعراض المصاحبة للإكتئاب التي تنطوي على ارتفاع مستويات القلق, والتوتر,و الأرق الليلي, وسوء الحالة المزاجية , لذلك قد يحدث تداخل بينهما وقد ينتج عن ذلك حالة من سوء التشخيص بأن تلك المتلازمة ماهي إلا اضطراب اكتئابي , ومن ثم ينبغي الفحص الجيد للتاريخ المرضي للمرضى والتحقق الدقيق من خلال سؤاله عن استهلاك العقاقير المهدئة أم لا قبل إجراء التشخيص
- عقب ثبوت الإصابة بمتلازمة انعدام الحافز ومن تحديد السبب الرئيسي , سوف يتعين على المريض بدء أولى الخطوات العلاجية المتضمنة في الخطة بالإمتناع تماما عن تناول تلك المواد , وقد ينجح العلاج النفسي في تفعيل آليات المساعدة على علاج مثل تلك الحالة
- ومن الجدير بالذكر معرفة ماتتضمنه جلسات العلاج النفسي التي يجب أن تتم على يد أخصائي نفسي محترف الذي يدير مع المريض مختلف النقاشات التي ترتكز على العديد من الموضوعات مثل الأنماط الحياتية الخاطئة , وكيفية الإدارة الجيدة للضغوط بشكل صحي , وتعزيز جودة العلاقات الإجتماعية مع الآخرين , فضلا عن تحفيز المريض على مضاعفة النشاط البدني والمهارات الحركية , وإدخال تعديلات على أنماط التفكير.
- فيما يتعلق بالحالات الحادة من المتلازمة فإن الطبيب النفسي يفضل اللجوء خلالها إلى وصف العلاجات الدوائية التي تعزز من قدرة المريض على السيطرة على شدة الأعراض, وسيكون من الأنسب أن يخضع لبرامج تأهيل علاجية.