ربما لم تكتشفي بعد هذا الإرتباط الوثيق الذي يجمع بين توقيت تناول الطعام والتأثيرات المحتملة التي تنعكس على صحة الفرد ,ففي ظل الضغوط الكثيفة التي يواجهها الأشخاص العاملين في الحياة فإنهم لايلقون بالا ولايشغلون أنفسهم بمواعيد الوجبات اليومية لذلك ففي العادة وتجنبا لتفويت وجبة الإفطار الصباحية يتم استقبال بداية اليوم بوجبة خفيفة مكونة من عناصر بسيطة للحاق بالعمل بينما يكون استهلاكنا الأكبر من الطعام في وقت المساء , ولكن في بعض الأحيان قد يحدث نوع من التعارض بين طبيعة الآليات الفيسيولوجية الجسدية وبين اتباع أنماط مخالفة في اتباع الأنظمة الغذائية .. وسوف نجيب من خلال مقالنا التالي على تساؤل مالعلاقة بين مواعيد تناول الوجبات الطعام والتأثير على الصحة ؟
مالعلاقة بين مواعيد تناول الوجبات الطعام والتأثير على الصحة ؟
من المهم أن نشير إلى أهمية تحسين ايقاع الساعة البيولوجية الداخلية للجسم والتي تقوم بدور حيوي في تحسين مواعيد النوم والإستيقاظ ومواقيت تناول الطعام , وممارسة الأنشطة اليومية وتستمر دورتها 24 ساعة، ومن المهم أن نعرف بوجود علاقة بينها وبين أسسس التغذية السليمة وتحديدا في فترات الصباح , حيث يتضح الدور المهم لوجبة الإفطار التي تكون في بداية اليوم في تعزيز المغذيات الأساسية لإكساب الجسم الطاقة اللازمة بما يفيد الصحة العام , ويزيد من معدلات حرق المزيد من السعرات الحرارية
وهنا قد يكون لديك مثل هذا السؤال الأساسي حول الفوائد التي تعود على الجسم من وراء تناول الطعام في موعده
حول أهمية الساعة البيولوجية للجسم
إنها ليست ساعة نرتديها لمساعدتنا على معرفة كم الوقت الآن ؟ بل يتم تصنيفها لكونها ساعة حيوية تتواجد في الجسم وتحديدا في الدماغ بشكل طبيعي وتتحكم في مواعيد النوم والإستيقاظ فضلا عن خضوعها لإيقاع معين يتزامن مع وظائف الجسم , وممارسته لأنشطته المختلفة , كما تصبح تلك الساعة المؤلفة من آلاف الخلايا العصبية أكثر استجابة لظروف دورة الضوء والظلام .
ولايمكن انكار الدور المهم للساعة في العمل كمنظم طبيعي لإنتاج مواد ومركبات أساسية في فترات معينة ومن أمثلة ذلك هرمون الكورتيزول المعبر عن هرمون الإجهاد في أوقات الصباح بالإضافة إلى هرمون النوم الطبيعي الذي يتم افرازه في المخ للمساعدة على الإسترخاء ليلا كما تضاف عملية التمثيل الغذائي , والهضم الصحي , وإطلاق الهرمونات ضمن قائمة المهام الوظيفية التي تتولى الساعة البيولوجية التحكم فيها .
ومن أجل تغذية صحية سليمة ومتوازنة وتجنبا لإحداث اضطراب في عمل الساعة البيولوجية للجسم يجب مراعاة التوقيت المحدد لتناول الطعام حيث يؤثر بشكل كبير على عملية التنظيم الغذائي بشكل خاص والصحة العامة بشكل عام , لذلك من المهم السعي إلى جعل مواعيد الوجبات تتزامن مع ايقاعات الساعة البيولوجية ضمانا لتحسين أنماط التغذية الصحية
فوائد تناول الطعام في الصباح
1-تنشيط معدلات حرق الدهون
من خلال اعتيادك على تناول وجبة الإفطار الصباحية التي تأتي مع استقبال يوم جديد وأثناء ارتفاع مستويات حالة النشاط الأيضي للجسم , فإن ذلك ينعكس على تحسين عملية التمثيل الغذائي , والتي ترتبط بتحفيز معدلات حرق دهون الجسم , ومن هذا المنطلق يجب التركيز على تناول وجبة الإفطار وعدم تفويتها بما يعود بالنفع على الصحة العامة للقلب مع التمتع بتمثيل غذائي أفضل ويترتب على ذلك الوقاية من مخاطر الإصابة بمختلف المشكلات الصحية
2- التحكم في الوزن
ثبت أيضا أن اختيار توقيت باكر من يومك لتناول الطعام يساهم في تثبيت أسس العلاقة بين وجبات الطعام اليومية بحيث تتزامن مع ارتفاع أوقات الأنشطة الأيضية , مما يحقق العديد من الفوائد المعزز لوزن صحي بسبب زيادة حجم نشاط التمثيل الغذائي , وفي الوقت نفسه انخفاض السعرات الحرارية المستهلكة
3- تنظيم مستويات سكري الدم
لكي تكون نسبة سكري الدم لديك ضمن حدود مستقرة عليكي بجدولة مواقيت محددة بشكل ثابت لتكون بمثابة مواعيد مخصصة لتناول الطعام على مدار اليوم ويعد هذا من الأمر من ضمن الأمور الصحية الهامة للمحافظة على خطة نظام صحي وشامل لمرضى السكري ويشمل ذلك أيضا الفئات الأكثر عرضة للإصابة كإجراء وقائي .
4- تسهيل عملية الهضم
من أجل صحة جيدة لجهازك الهضمي المسئول الأساسي عن هضم مانتناوله من أطعمة من المهم الإنتباه إلى وجود ايقاع خاص به لتسهيل العملية الإنتاجية لمجموعة الإنزيمات الهاضمة , بالإضافة إلى خصائص امتصاص المغذيات الأساسية في الأمعاء , ولكي يتحقق النجاح في منظومة هضمية صحية لابد من اختيار أوقات تناول الطعام بما يتوائم مع ذروة الهضم بما يضمن كفاءة وظيفية لجهازك الهضمي
اقرأ أيضا فن اختيار الوجبات الخفيفة لمرضى السكري
نصائح لتضمين التغذية الصحية في الروتين اليومي
1-الإلتزام بمواقيت تناول الوجبات بشكل منتظم
يجب ألا يتم الأمر بشكل عشوائي , فمن المهم أن يكون لديكي موعد محدد مخصص للجلوس على المائدة وتناول وجبتك حيث يعد ذلك من الركائز الأساسية للقيام بعمل منظم للساعة البيولوجية الطبيعية , وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي
2- عدم تفويت وجبة الإفطار
ينبغي الإهتمام بوجبة الإفطار التي تاتي على رأس يومك مع مراعاة أن تكون متضمنة لمجموعة عناصر غذائية تجمع بين البروتينات والكربوهيدرات المعقدة مما يزيد من مستويات الطاقة والنشاط النهاري بما يتوافق مع قمة ذروة عملية التمثيل الغذائي
3- تحقيق معادلة توازن الوجبات
يتبغي عدم الإقتصار على نوع واحد من المغذيات حيث يكون التنويع مطلوبا بدمج أنواع عديدة من العناصر في الوجبة مابين البروتينات، الدهون الصحية، والكربوهيدرات ضمن الوجبة اليومية لإكساب الجسم قدر كبير من الطاقة والمحافظة على صحة القلب والوقاية من التدهور الإدراكي.
4- إضافة المزيد من الألياف إلى النظام الغذائي
يجب أن تكون الألياف الغذائية جزءا لايتجزأ من نظامك الغذائي بما يمثل عنصرا ضروريا للوقاية من الإضطرابات الهضمية وعسر الهضم والإنتفاخ ومشكلات المعدة ويضاف إلى ذلك فوائده في تنظيم مؤشرات سكري الدم
4- تجنب الأكل الليلي
على الرغم أن الشهية تكون مفتوحة بشكل كبير في أوقات الليل حيث السهر لوقت متأخر إلا أن عليكي الإبقاء على صحتك في المقام الأول ومحاولة تقليل تناول الطعام في ساعات المساء لإتاحة الفرصة أمام عملية التمثيل الغذائي ,والمساعدة في الحفاظ على الوزن.