هل طرأ على مسامعك مثل هذا المصطلح الذي تم صياغته ضمن مفاهيم الطب النفسي والذي يعرف بالتشنجات النفسية ؟ عند ذكر كلمة ( تشنج ) فإن المعنى الأقرب الذي نفكر فيه تلك النوبات الصرعية الناتجة عن فرط النشاط الكهربائي في الدماغ ,ويمثل سلسلة من الإضطرابات العصبية الدالة على وجود خلل غير طبيعي في الإشارات الكهربائية لخلايا المخ , ولكن هذا مايحدث عندما يكون السبب طبي , ولكن يوجد نوع آخر من التشنجات التي تنسب إلى أسباب نفسية والتي ترتبط بشكل مباشر بالإضطرابات المثيرة لمشاعر التوتر والقلق , والتي تصاحب الشخص على المدى الطويلي وتحدث خلالها النوبات بوتيرة متكررة , وهنا في الحل يكمن في التدخل الطبي السريع الفوري تجنبا لزيادة حدة المشكلة .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي معلومات مفصلة عن التشنجات النفسية
حول التشنجات النفسية
هذا النوع النفسي من الإختلالات ينطلق في الأساس من الضغوط النفسية المكثفة التي يتعرض لها الأفراد , وسوف نستكمل رصد كل الأمور المتعلقة بالتشنج النفسي
ماالمقصود بالتشنج النفسي ؟
بخلاف الصرع ونوباته التي تتصل بعوامل عصبية تنطلق من قصوراضطرابي في وظائف الدماغ إن هذا النوع يرتبط بأسباب عاطفية أي أنه لاينتمي إلى نوبات صرعية, ورغم ذلك توجد بعض أوجه التشابه في نوعية الأعراض المصاحبة لكلا التشنجات التي يكون مصدرها نفسي , والأخرى المسماة بالتشنجات العصبية
الأعراض الشائعة للتشنجات النفسية
توجد بعض الأعراض المصاحبة للتشنج النفسي ,والتي يمكن أن يعاني خلالها الأشخاص من ظهور العلامات التالية :
- تعرض عضلات الجسم للتصلب والتيبس لاإرداديا مع الشعور بالرجفة ,والقشعريرة
- انخفاض مستويات التركيز ,وضعف الإنتباه
- غياب الوعي في صورة إغماء
- مواجهة حالات التشتت والإرتباك
- انتشار التشنج في الجسم بأكمله
- اتساع حدقة العيين بشكل غير طبيعي
اقرأ أيضا متلازمة انعدام الحافز .. من التأثيرات طويلة الأمد لتناول المهدئات
أسباب التشنجات النفسية
توصلت النتائج الخاصة ببعض الدراسات إلى أسباب التشنجات النفسية مازالت غير معروفة بشكل دقيق إلا أن هناك عوامل تزيد من الإصابة بها وجميعها يندرج تحت وجود مشكلات نفسية كامنة لدى الأشخاص
- الوقوع تحت تأثير الضغوط النفسية المكثفة, والتي تنعكس في صورة عدة أعراض جسدية ومن بينها تلك النوبات التي تجسد الشكل الجسدي للحالة النفسية السيئة
- تشخيص الأفراد بأنواع الإضطرابات العاطفية ومن أبرزها القلق والإكتئاب
- مواجهة تجارب نفسية سابقة شكلت صدمات معقدة
أسباب أخرى للتشنجات النفسية
- اضطراب الوسواس القهري الذي تسيطر على الشخص خلاله أفكار وسواسية تلازمه وتعكر صفو حياته
- الاضطرابات الانشقاقية من أنواع مشكلات الصحة العقلية التي ينفصل في ظلها الشخص عن أفكاره وتحدث له انهيارات في الذاكرة
- اضطراب ما بعد الصدمة
- نوبات الهلع.
- العصبية المفرطة والغضب الشديد
- الإفراط في تعاطي العقاقير المخدرة
- التعرض لصدمات عنيفة في الرأس
- المشكلات العائلية المعقدة
تشخيص التشنجات النفسية
على الرغم أن أخصائي الصحة النفسية قد يجدون صعوبات عند محاولتهم إجراء تشخيص دقيق للكشف عن التشنجات النفسية حيث تتم التوصية بعدد من الإختبارات الطبية والنفسية والتي من أبرزها :
- جمع معلومات من المريض والتي تتضمن بيانات حول التاريخ الطبي المرضى , والأعراض السريرية التي تمثل معاناة بالنسبة له
- لجوء الطبيب إلى إجراء فحص بدني شامل
- تحاليل الدم من الفحوصات الشائعة التي يمكن أن يحددها الطبيب لإستبعاد أي مشكلات صحية أخرى
- إجراء التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG). ويطلق عليه رسم المخ وهو من الإختبارات المستخدمة لتقييم النشاط الكهربائي في الدماغ لذلك يعد مناسبا لمعرفة مصدر التشنج وهل هو نفسي أو عصبي
- إجراء الرنين المغناطيسي (MRI) للتحقق من وجود أي اعتلالات أو تلف في الدماغ من عدمه
علاج التشنجات النفسية
يتوقف تحديد الخيار العلاجي المناسب على السبب الرئيسي للمشكلة المرضية لذلك تتوافر عدة طرق للعلاج :
- تجربة العلاج السلوكي المعرفي وهو شكل من أشكال العلاجات النفسية المتبعة ذو الفاعلية الكبرى ويهدف إلى محاولة تغيير الأفكار التي تطرأ على ذهن الشخص والتي قد ترتبط بحدوث تشوهات في أيدلوجية التفكير مما قد يؤثر سلبا على السلوك
- يمكن أن يتجه الطبيب إلى وصف بعض العلاجات الدوائية ويشمل ذلك أنواع العقاقير المضادة للإكتئاب, والمهدئات
- يمكن أن تفيدك بعض تقنيات الإسترخاء المفعلة مثل التنفس العميق , وتدريبات اليوجا للسيطرة على مستويات القلق والتوتر العالية